وسيلة الحلبي / البحرين أنهى المخرج التليفزيوني السوداني المبدع أبوبكر الشيخ تصوير حلقات مسلسله التليفزيوني " نشرة نسوان " الذي تنتجه مؤسسة "خيال " للإنتاج الفني الذي ستبث حلقاته قناة السودان الفضائية في كل مساء من ليالي شهر رمضان المبارك القادم و هو من تصوير الفنان الهادي الطاهر و اختصاصي الإضاءة محمد عثمان عبدالرحيم و فني الصوت برهان طعامي ذكر ذلك الممثل "علي باقر من *البحرين" ويعدُّ أسلوب هذا المسلسل جديدا، حيث يقدم فرجة تلفزيونية من خلال العرض و الشكل البنائي المختلف عن الدراما ، و حيث أن النشرة تخصُّ قضايا النساء ، فكل بطلاتها وجوه نسائية لما للمرأة من دور كبير في بناء الحياة مع الرجل ، فهي نصف المجتمع بل أن المرأة تمثل أكثر من خمسين بالمائة من سكان كوكب الأرض تقريبا ، و فمن الملاحظ أنَّ عددا كبيرا من الأعمال الفنية لا تسلط الضوء على قضاياها و لاتبرز معاناتها مما نجدها تبتعد عن الطرح الموضوعي المتوازن لقضاياها المهمة لذا نجد أن " نشرة نسوان " تدور في مواقف مختصة لها لاذعة تجعل المتلقي يتوقف حول عدد من تلك المظاهر التي تشغل المجتمعات النسائية مثل الصرف البذخي التبذيري من أجل التباهي* والتفاخر في الأفراح و حتى عند بيوت العزاء، بالإضافة إلى بعض ظواهر التي تفشَّت في المجتمعات مثل استخدام الكريمات وغلاء المهور والدَّجل والشَّعودة والعولمة وتأثيراتها على سلوكيات المرأة. وأضاف الممثل " علي باقر" كما أن " نشرة نشوان " التي تفنن بها المخرج أبوبكرالشيخ* من خلال رسمه لصور حيَّة نابضة بسلوكيات سيئة و متجذرة و مرفقة مع مؤثرات صوتية نستشف منها لغة التَّحذير و ضرورة التَّوقف عن بعض ممارسة تلك السلوكيات ، كما يعتبر هذا المسلسل الأول من نوعه في ساحة السودانية من خلال التقديم وتلعب المرأة فيه أدوار البطولة المطلقة ولا يشاركها الرِّجال . وأكد الممثل " علي باقر"أن *بطلات هذا المسلسل نجمات في فن الدَّراما السودانية تتقدمهن فنانة السودان القديرة فايزة عمسيب* و تشاركها الفنانات عزه محمود، انتصار محجوب ، مفاز بشرى، ياسمين عثمان ، مله النَّخلي ، مها التُّوم ، ألطاف بابكر ، سناء سعيد ، ضحي قسم ، توسل عادل ، أسراء عوض الكريم ، نجوي عثمان.كما يعتبر هذا المسلسل امتداداً للثنائية الفنية التي تربط المؤلف الكاتب الأستاذ أشرف بشير بالمخرج أبو بكر الشيخ. و بغض النظر عن إنتاج هذا المسلسل أو ذاك إلا أنني أرى أن معدل إنتاج الأفلام الروائية لدى الفنانين السودانيين والدراما الإذاعية أكثر نصيبا من إنتاج المسلسلات التليفزيونية في بلد يعجُّ بالخريجين المثقفين المتخصصين في المجال الأكاديمي و حول هذا التّْدني في الإنتاج مقارنة بإنتاجية دول الخليج العربي التي تشهد غزارة في إنتاج المسلسلات الدرامية خصوصا في شهر رمضان المبارك طرحت على بعض الفنانين و الفنانات هذا السؤال .. لماذا نجد تدني واضح في مستوى الإنتاج للمسلسلات السودانية التليفزيونية؟*وأضاف الممثل " علي باقر" فقد أكدت إجابات بعضهم على أن العائق مادي يكمن في عزوف القنوات التليفزيونية عن إنتاج أو شراء الدراما المكلفة* ، و هذا السبب من أهم المعضلات التي تعيق إنتاج المبدعين الفنانين من الجنسين الذين تزخر بهم السودان. فبرغم من غزارة المخرجات التعليمية المتأهلة أكاديميا التي تزخر بها كلية الموسيقى و الدراما السودانية التي قطعت شوطا متقدما في التعليم منذ سنوات غابرة* إلا أن سوق الإنتاج للمسلسلات التليفزيونية الدرامية ضعيف و لكن هناك جهود تبذل من الفنانين و بعض مؤسسات الإنتاج بعيدا عن الربح لكسر حواجز الخمول أو التوقف. و من خلال متابعتي للرافد الفني* للفنانين السودانيين بحثت عن المعهد السوداني المتخصص في علوم الدراما و الموسيقى ، و جدت أنه تأسس عام 1969م ، وكان تابعا لوزارة الثقافة والإعلام تحت مسمى " معهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية "*وأشار *الممثل " علي باقر" وفى عام 1976م* نقلت تبعيته الى المجلس القومى للتعليم العالى تحت مسمى "معهد الموسيقى والمسرح " الذى تم ضمَّه الى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا فى عام 1990م وتمَّ تغيير المسمى إلى " كلية الموسيقي والدراما عام 1998م . وقد أسهمت الكلية خلال تاريخها الطويل في الحركة الفنية و كذلك في الإذاعة والتلفزيون والمسرح و كذلك في اتحاد الفنانين السودانيين للغناء و الموسيقى وفي تأهيل أساتذة الموسيقي والدَّراما في مدارس السودانية والدول العربية والأفريقية* وكوادر فرق الموسيقي بالقوات السودانية النظامية. كما أسهم في تأسيس معهد الفنون في جيبوتي العاصمة الأريترية عام 2004.
المصدر -