الفنان التشكيلي طه صبان وبعد تماثله للشفاء وفور مغادرته المستشفى انخرط في المشروع الكبير الذي أعلنه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل،عن جماليات شوارع وميادين مدينة جدة، باجتماعات متعددة بين أمين محافظة جدة، وأعضاء اللجنة الفنية التي ضمت الفنانين "طه صبان، وعبدالرحمن مغربي، وداليا موسى والعنود الشيبي والمهندس أحمد عنقاوي.ويعتبر طه صبان واحدا من أوائل الفنانين الذين أسهموا في تجميل المدينة، وأنتجوا جداريات في ميادين جدة، ومن أشهرها جدارية "الخالدية" أمام الخطوط السعودية، والجدارية الأخرى التي أزيلت، حيث كان موقعها تحت "الكوبري المربع" في الروضة.
صبان قال في هذا السياق عقدنا اجتماعا مع أمين جدة، وستتواصل اجتماعاتنا، لوضع التصور النهائي للمشروع، وربما يتم ذلك خلال الأسبوعين المقبلين، وإن كانت جدارية حي الروضة قد أزيلت، فأنا متفائل بالأيام المقبلة، وقد لمست صدق الرغبة الحقيقية لدى أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل في تقديم صورة تكتظ بالجماليات لشوارع جدة، وإذا كان تنفيذ الجداريات ليس بالعمل البسيط، إلا أن حماس الفنانين وعشقهم لمدينتهم، سييسر الأمور، في حالة منح الفنانين أماكن ومواقع ممتازة، لا يمكن أن تزال بعد فترة، لتبقى معلما جماليا مضيئا لشوارع المدينة، كأحد متطلبات التنمية، والحضارة، فالفن والذائقة البصرية عاملان مهما وحيويان في مسيرة تطور المجتمعات وتقدم الشعوب، والارتقاء بوعيها الجمالي وحسها الفني، ما ينعكس على إبداعها ومسيرتها التنموية.
ويمثل الحنين الجارف لعبق الماضي لدى صبان «نستولوجيا» فريدة في تكوينها لأعماله وواقعاً حياتياً لا يُنسى، وتقدم سنى عمره، في مشاهد روحانية تستدعي معها ذكرياته في مكة المكرمة بما تحويه من قدسية الحرم المكي، بما يمثله المكان من رغبة ورهبة وإجلال، فالأحداث شكلت معها وعياً جمعياً لديه مع جيله ونشأته الأولى بين دروب وأزقة وأسواق مكة مع حركة ضيوف الرحمن، فالفنان ابن بيئته، وأهمية المكان في العمل التشكيلي هو غاية في حد ذاته، هو فضاء العمل الذي يصيغ العلاقة بين العناصر المختلفة، وهو الحيز الذي تتوحد فيه هذه العلاقة بشكل خلاق،حسب رؤية الفنان والمذهب الفني الذي يعتنقه .