بواسطة :
02-03-2015 03:26 صباحاً
10.6K
المصدر -
متابعة ـ نواف العتيبي
يفتتح في مدينة عنجر، شرق لبنان في الصيف المقبل، متحف للحضارة الأموية في إطار مشروع "طريق الأمويين" الدولي الذي يشمل 7 دول عربية وأوروبية.
ويتولى تمويل المشروع برنامج "التعاون عبر الحدود" الذي وضعته "الآلية الأوروبية للجوار والشراكة" التابعة للاتحاد الأوروبي، وتبلغ موازنته أكثر من أربعة ملايين يورو. ويساهم الاتحاد الأوروبي بـ90% منها، بحسب ما كشفت مسؤولة في جمعية أهلية لبنانية مشاركة في المشروع لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضحت مديرة المشروع لدى إحدى الجهات الشريكة، "مؤسسة الصفدي"، ريما أبو بكر، أن هذا المشروع الذي وصفته بالـ"استراتيجي" يرمي إلى بناء مسارات ثقافية عابرة للحدود، تجمع الآثار الأموية في سبع دول هي إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وتونس ومصر والأردن ولبنان.
وقالت أبو بكر إن "طريق الأمويين" يساهم في تحسين التماسك الإقليمي في البحر الأبيض المتوسط من خلال الإعداد لخط سير ورحلة سياحية وثقافية تساهم في تصحيح هذا النقص وتعزيز التراث الأموي الغني لصالح السياحة الثقافية.
وأشارت إلى أن خط السير السياحي للمشروع يغطي التمدد الأصلي للامبراطورية الأموية من المحيط الأطلسي إلى الشرق الأوسط. أما في لبنان، فتدخل في إطار هذا الخط مدن عدة، منها بيروت وجبيل وطرابلس وصيدا وصور وعنجر بقلعتها وآثارها الأموية، وبعلبك بمسجدها الأموي.
وشرحت أبو بكر أن المتحف سيضم معلومات وصوراً ومراجع لمسار العهد الأموي. وتحدثت عن إعداد برامج سياحية هادفة وتسويقها، وإجراء تدريب سياحي مشترك للمعنيين في قطاع السياحة، كمنظمي الرحلات والأدلاء السياحيين، وصناع السياسات السياحية، وسواهم، بالإضافة إلى إصدار دليل سياحي مشترك، ومنشورات وإشارات سياحية، وإنتاج فيلم وثائقي.
وتتولى "مؤسسة تراث الأندلس" في إسبانيا تنسيق البرنامج حتى انتهاء المشروع في أواخر سنة 2015. وتتألف الشراكة من 14 مؤسسة ذات صلة في مجال السياحة والثقافة من الدول السبع المعنية، بينها من لبنان "مؤسسة الصفدي" ومعهد التخطيط الحضري في الجامعة اللبنانية الأميركية وبلدية مدينة جبيل. ويتوج المشروع بإنشاء متحف للحضارة الأموية في منطقة عنجر التي تضم قلعة أثرية تعود إلى الحقبة الأموية.
وتشمل الأنشطة الرئيسية التي يلحظها المشروع تنظيم أنشطة منسقة في الدول السبع المذكورة.
وكان لبنان، كجزء من بلاد الشام، تحت سيطرة الدولة الأموية التي أسسها معاوية بن أبي سفيان في منتصف القرن السابع للميلاد وبلغت ذروة اتساعها في عهد هشام بن عبد الملك، قبل أن تتقوض في منتصف القرن الثامن وتقوم على أنقاضها الدولة العباسية. وقد لجأ فلول الأمويين بعد ذلك إلى الأندلس حيث أسسوا دولة هناك استمرت ثلاثة قرون.
ويتميز الطراز المعماري الأموي بالمزج بين النمط البيزنطي الذي أضيفت إليه بعض المعالم الإسلامية مثل القبة والمئذنة، فضلاً عن الزخارف التي تتناول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.