4000 ليرة (1400 دولار)، و50 كيلوغراماً من اللبن والحليب، ورصيد للهاتف، وملابس مجانية، وغيرها من المزايا لم تسعف عائلة تركية في إيجاد راعٍ للأغنام تبحث عنه منذ العام الماضي. ففي محافظة “مُش” الواقعة شرق الجمهورية التركية أعلنت عائلة تمتلك أكثر من 300 رأس من الأغنام عن حاجتها لراعٍ يساعدها في العناية بأغنامها؛ نظراً لانشغال أفرادها في أعمالهم الأخرى. بعد مرور فترة طويلة على الإعلان كانت المفاجأة أن العائلة التي تسكن قرية نائية بعيدة عن مركز المدينة لم تجد أي متقدم للعمل، وهو ما أجبرها على تقديم امتيازات أخرى أملاً في إقناع أحدهم. تقول بلقيس تشيلك، زوجة صاحب المزرعة التي وجدت نفسها مضطرة للعناية بالأغنام في الفترة الصباحية لصحيفة “يني شفق” التركية: “بحثنا كثيراً ومللنا من هذه القضية، لا أحد يرغب في أن يصبح راعياً، لا أحد يرغب في العمل هنا”.
وأضافت أنها تأخذ أطفالها الصغار لمساعدتها في رعي الأغنام، ما أثر سلباً على تحصيلهم العلمي كونهم لا يذهبون للمدارس في بعض الأحيان. وتابعت: “هو راتب مغرٍ جداً لا يتقاضاه مديرون في هذه البلدة، لا أعلم لماذا لا يرغبون في المجيء إلى هنا”.
وإلى جانب الراتب المغري ستمنح العائلة مَن سيتقدم لهذا العمل ما مقداره 50 كيلوغراماً من الحليب، بالإضافة إلى الصوف والأحذية والملابس وعلب السجائر. هذا ما أكدته سوريا أوك، إحدى أفراد العائلة التي قالت إنها متأكدة أن عائلتها سترفع المبلغ ليصل لـ5000 ليرة (أي ما يُقارب 1600 دولار) لأنهم يعلمون صعوبة المهمة. ترجح العائلة أن الأسباب في عدم إيجاد العامل المطلوب تتلخص في بُعد المدينة وافتقارها لبنية تحتية جيدة، الجدير بالذكر أن الحد الأدنى للأجور في تركيا وفقاً لقانون أقرّه البرلمان التركي عام 2015 يبلغ 1200 ليرة (400 دولار)، كما يُشار إلى أن الأكراد يشكلون النسبة الأكبر من سكان محافظة “مُش” التي تزدهر فيها مهنة تربية الأغنام.