المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
عاشة محمد قوني - نائبة إدارة التحرير والمشرف العام
المصدر - واس  تحت رعاية صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، انطلقت أعمال المجلس العالمي الـ61 لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP) الذي تُنظمه أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع الجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم، تحت شعار: "المدن والمناطق في حراك: مسارات التخطيط نحو الصمود وجودة الحياة"، خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025.
ورحب سمو أمين المنطقة خلال كلمة مسجلة لسموه بالمشاركين من داخل المملكة وخارجها، معبِّرًا عن سعادته باستضافة الرياض لهذا التجمع العلمي العالمي المخصص لمناقشة مستقبل المدن وتحدياتها المشتركة، مؤكدًا أن مخرجات المؤتمر ستكون ذات فائدة لمدننا وسكانها، وذلك من خلال الاستفادة من التوصيات وتطبيقها.
وبيّن سموه خلال كلمته التحولات الكبيرة التي شهدتها الرياض، من مدينة صغيرة في منتصف القرن الماضي يبلغ عدد سكانها 50 ألف ساكن وصولًا إلى أكثر من 8 ملايين نسمة خلال هذه المرحلة، مبينًا أن المدينة أصبحت ذات حضور وتأثير عالميين.
واختتم سموه بدعوة المشاركين لاكتشاف تاريخ الرياض وتراثها العمراني والمشروعات المستقبلية التي تُبنى لتحقيق رؤية المملكة، معربًا عن أمله في أن تسهم مداولات المؤتمر في صياغة توجهات جديدة تخدم المدن وتبني مستقبلًا أكثر إشراقًا لمدننا جميعًا.
واستعرضت عضو مجلس إدارة" ISOCARP" ومدير المؤتمر وفاء الديلي, في كلمتها خلال حفل الافتتاح, دور المرأة والشباب كركيزة أساسية لقيادة التحول الحضري، مؤكدة على أهمية التخطيط المتوازن بين الأحياء والمناطق كأساس للمدن المرنة.
وقالت الديلي: "نحتفل اليوم باليوبيل الماسي لـ ISOCARP، ستة عقود من العمل الجماعي لدعم وتطوير تخطيط المدن والأقاليم"، مشيرة إلى أن شعار المجلس يعكس تطلعات الرياض ورؤية المملكة 2030، وكذلك تطلعات مدن العالم كافة.
وأضافت: "نعيش اليوم في زمن تتقاطع فيه تحديات الطبيعة مع الكوارث البشرية، ما يفرض على المخططين دورًا أكبر من أي وقت مضى".
وأوضحت في كلمتها أن مجلس ISOCARP يجمع سنويًا خبراء التخطيط من حول العالم لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه المدن وصناع القرار.
من جانبها بينت المقرر العام للمجلس الدكتورة نادين البيطار، أن المرونة ليست مجرد خيار تقني، بل هي ضرورة مجتمعية تفرضها تحديات المناخ والتحول الرقمي، إنها دعوة مفتوحة لبناء مدن تضع الإنسان أولًا.
وأضافت أن المرونة الحضرية هي المسار الحتمي لمواجهة التحديات المناخية والتحولات الرقمية، و وجودنا اليوم في الرياض يمثل تـأكيدًا على التزامنا بالعمل على توحيد الجهود العالمية لتحويل الخطط الطموحة إلى واقع ملموس يخدم مستقبل ورفاهية الإنسان.
وقال المقرر العام للمجلس الدكتور أولريش غراوت: "إن الرياض شهدت رحلة تحوّل استثنائية، حيث تضاعف عدد سكانها خلال الفترة مابين 2008 - 2025 واليوم يقدم فريق المجلس محتوى علميًا يعكس هذا التنوع ويواكب النمو المتسارع"، مشيرًا إلى أن اللجنة العلمية حرصت على تقديم محتوى يعكس التنوع الجغرافي والمهني في مجال التخطيط الحضري، ونضع بين أيديكم خلاصة مراجعة دقيقة لمئات الأوراق البحثية التي ترسم خارطة طريق لمدن الغد.
وشهد حفل الافتتاح عرضًا ثقافيًا، كما التقط الحضور صورة جماعية في نهاية الحفل.
ويبحث المجلس هذا العام حزمة واسعة من الموضوعات الحضرية تشمل المرونة المناخية، والتحول الرقمي، والحوكمة الشاملة، والعدالة الحضرية، وجودة الحياة، والتوسع السكاني، وإدارة الموارد، وتطوير البنى التحتية الحيوية، إلى جانب التجارب العالمية في التخطيط المعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي، واستشراف المسارات الأكثر استدامة لنمو المدن.
ويتضمن برنامج المجلس جلسات عامة يشارك فيها وزراء ورؤساء بلديات وقادة منظمات عالمية، وورش عمل تخصصية يتبادل خلالها كبار المخططين والمهندسون والخبراء الدوليون تجاربهم، إضافة إلى صفوف رئيسة تطرح نماذج مبتكرة في التعامل مع التحديات العمرانية، كما يشهد المجلس تنظيم جولات ميدانية في مواقع داخل مدينة الرياض تُظهر حجم التحولات التي تشهدها العاصمة في مجالات التصميم الحضري، وتطوير الفضاءات العامة، والإسكان، والنقل، والبنية التحتية.
ويُطلق خلال أعمال المجلس العديد من المبادرات النوعية، من أبرزها مبادرة "المخططين الشباب" التي تمنح الجيل القادم من المخططين مساحة لصياغة رؤاهم حول مستقبل المدن، إضافة إلى لقاءات سياسية رفيعة المستوى تجمع قادة المدن وصنّاع القرار لرسم اتجاهات جديدة في التنمية الحضرية.
ويأتي انعقاد المجلس هذا العام بالتزامن مع مرور 60 عامًا على تأسيس الجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم، في حدث يعكس امتداد تأثيرها ودورها العالمي في تطوير ممارسات التخطيط.
وتأتي هذه الاستضافة ضمن مسار أمانة منطقة الرياض في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، وتوفير خدمات عالية الجودة، وبناء شراكات فعّالة نحو مجتمع نابض بالحياة، انسجامًا مع رؤيتها في أن تكون أمانة رائدة لرياض مزدهرة ومستدامة ترتقي بجودة الحياة.