المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 11 أكتوبر 2025
رهام السندي- الرياض
بواسطة : رهام السندي- الرياض 11-10-2025 06:56 مساءً 1.6K
المصدر -  احتفى مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، يوم امس (الجمعة) بكوريا الجنوبية التي حلت ضيف شرف في نسخته الـ 12، ليمنح الجمهور فرصة استكشاف ما تتميز به السينما الكورية من قصص إنسانية عميقة وإنتاجات مميزة.
وتضمن برنامج نسخة المهرجان الحالية تنظيم مجموعةٍ من ورش العمل التفاعلية والجلسات النقاشية التي سلطت الضوء على الثقافة الكورية وفلسفتها الإنسانية، وقدرتها على تجاوز حدود اللغة والثقافة عبر الفنون والإبداع. كما استضافت "السجادة الخضراء" عرض الفيلم الكوري "2:15 PM" للمخرجة سيريونغ جونغ، والذي تدور أحداثه حول طفلةٍ تبلغ من العمر عشر سنوات تلتقي لمدة خمس عشرة دقيقة بطفلةٍ أخرى معزولة عن العالم، لتكتشفا معاً أهمية الدفء الإنساني وقدرته على كسر الحواجز بين الناس.

وشهد المهرجان عقد جلسة نقاشية بعنوان "رحلة في السينما الكورية: من كوريا إلى العالم"، تناولت أسباب الانتشار الواسع للسينما الكورية وتأثيرها العميق في نفوس الشباب حول العالم. كما استعرضت الجلسة، التي عُقدت في فوكس سينما – سيتي سنتر الزاهية، مجموعةً من تجارب طلاب مدارس كوريين قاموا بصناعة أفلامهم بأنفسهم، مجسدين بذلك روح الإبداع والخيال التي تميز المشهد السينمائي الكوري المعاصر.

وخلال الجلسة التي أدارها النادي الكوري في الإمارات، أكدت رالم لي، مديرة مهرجان بوسان السينمائي، أن نجاح السينما الكورية لم يتحقق بين ليلة وضحاها. وقالت: "تمكنت موسيقى "كي–بوب" والمسلسلات التلفزيونية الكورية مثل "سكويد غيمز" من التحول إلى ظواهر عالمية، ما يعكس قوة الحضور والمكانة التي تحظى بها السينما الكورية على مستوى العالم. وجاء هذا النجاح ثمرة سنواتٍ من التجارب والإبداع، ونأمل أن نشهد مستقبلاً المزيد من قصص النجاح التي تُسهم في إلهام الناس وتقريب الثقافات"، ولفتت رالم لي إلى أن زيارتها لمهرجان الشارقة السينمائي أتاحت لها فرصة اكتشاف أوجه التشابه بين الإمارات وكوريا، لا سيما من ناحية القيم المجتمعية والرؤية المشتركة نحو المستقبل.

ومن جانبها، أوضحت المخرجة الكورية شين سيو-يون أن تجربتها في إنتاج الأفلام القصيرة بدأت خلال المرحلة الثانوية، وهو ما حفزها على مواصلة العمل في هذا المجال، معبّرة في الوقت ذاته عن سعادتها بعرض فيلمها ضمن فعاليات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي. وقالت: "إن وجود بعض الاختلافات الثقافية بين الإمارات وكوريا يعكس تفرد الدولتين وتميزهما، إذ تعبر كل ثقافة عن هويتها بأسلوبها الخاص، وأتطلع إلى رؤية المزيد من التعاون الثقافي المشترك في مجال السينما مستقبلاً". وأضافت: "بدأ الجمهور العالمي خلال فترة "جائحة كوفيد–19" باكتشاف السينما الكورية عبر منصات البث الرقمي، وأؤمن أننا أصبحنا اليوم ثقافةً عالميةً واحدة في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يجعل التواصل ودمج الإبداعات أكثر سهولة من أي وقت مضى".

وبدورها، قالت آلاء العوضي، إحدى أعضاء مجتمع "شوغو" – النادي الكوري في الإمارات: "يتمثل دورنا في أن نكون جسراً للتواصل بين كوريا الجنوبية والإمارات من خلال الثقافة والموسيقى والسينما، ويُسهم تعاوننا مع مهرجان الشارقة السينمائي الدولي في فتح الباب أمام وصول المزيد من الأفلام الكورية إلى الجمهور المحلي". وأشارت إلى أن فكرة تأسيس النادي الكوري في الإمارات جاءت نتيجة شغفٍ متزايدٍ باكتشاف الثقافة الكورية، بدءاً من موسيقى "كي–بوب" وصولاً إلى المأكولات الكورية، التي أصبحت ظاهرةً عالمية بفضل قوة وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير المؤثرين والفضول المتنامي لدى الجمهور الدولي.

من جهةٍ أخرى، استضاف مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار سلسلةً من ورش العمل التفاعلية التي أُتيح من خلالها لجمهور المهرجان فرصةُ التعرّف على جوانب الثقافة الكورية المتنوعة، بما في ذلك القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية التي تعكس عمق الحضارة الكورية وتاريخها العريق. كما تناولت الورش فنَّ الطهي الكوري المعروف بتوازنه ونكهاته المميّزة، إلى جانب استعراض الموسيقى الكورية التقليدية والحديثة، وفنون الجمال والموضة التي أصبحت جزءاً من الموجة الثقافية الكورية العالمية (الهاليو)، ما أتاح للمشاركين فرصة التفاعل المباشر مع الثقافة الكورية واكتشاف سحرها الإبداعي والإنساني.