المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025
ورشة عمل لـ نجاح العمري عن جماليات النقوش النجدية
الإعلامية فدوى الطًـــيار- رئيس التحرير الشئون المحلية
المصدر -  
ناقشت ورشة "النقوش النجدية" جماليات هذا الفن التراثي، وأبعاده الثقافية والاجتماعية، بوصفه جزءًا أصيلًا من الهوية المعمارية في المملكة.
جاء ذلك خلال الورشة التي قدّمتها نجاح العمري، واستهلتها بالتعريف بالنقوش النجدية بوصفها فنًّا زخرفيًّا يُجسد بيئة الجزيرة العربية، ويرتبط بالأبواب والنوافذ والزخارف المعمارية في منطقة نجد، مشيرةً إلى أنّ هذه النقوش تتميز بالبساطة والتناغم بين الخامات المحلية والوحدات الهندسية والنباتية المستوحاة من البيئة الصحراوية مثل سعف النخيل, والأثل, والأزهار المحلية، مؤكدةً أنّ الحرفيين استخدموا أدوات بسيطة وتقنيات يدوية كالحز, والنحت، والحفر، لإضفاء طابعٍ فني مميز على الأبنية القديمة.

وتناولت الورشة البعد الوظيفي والجمالي للنقوش، مبينةً أنها كانت تُستخدم في الأبواب والنوافذ كرمزٍ للترحيب والضيافة، وفي الوقت ذاته تعبيرًا عن مهارة الحرفي وذوقه الفني، مشيرةً إلى أنّ بعض الصناع كانوا يوثّقون أعمالهم بكتابة أسمائهم، وتواريخ إنجازهم على الأبواب، ما يجعلها وثائق فنية تحمل قيمةً تاريخية وثقافية.

ولفتت العمري النظر إلى أنّ النقوش النجدية تنبع من علاقة الإنسان ببيئته، إذ استوحى الفنان الشعبي الأشكال من عناصر الطبيعة المحيطة به ليحوّلها إلى رموزٍ جمالية تعبّر عن انتمائه وثقافته، مضيفةً أنّ هذا الفن لا يزال حاضرًا في العمارة الحديثة من خلال مشاريع الترميم والمتاحف، والبيوت الطينية التي توظّف العناصر النجدية، ضمن رؤية ثقافية تؤكد الاعتزاز بالهوية الوطنية.
وشهدت الورشة تمارين عملية جسّدت منظورًا يجمع بين المعرفة التاريخية، والرؤية الفنية المعاصرة، وأتاحت للزوار فرصةً للتعرّف على أحد أبرز رموز التراث السعودي في تجربةٍ تربط الماضي بالحاضر، وتُبرز مكانة الفن النجدي كهويةٍ متجددة في المشهد الثقافي.
واختُتمت الورشة بالتأكيد على أهمية جهود وزارة الثقافة في توثيق الأبواب، والنقوش القديمة، وترميم البيوت النجدية، إلى جانب دور المجتمع المحلي في المحافظة على هذا الإرث الحي الذي يشكّل ذاكرةً فنية وجمالية للوطن.
image