المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025
تسيّب الأطفال مع الشغالات.. ظاهرة تربوية تهدد القيم الأسرية
عبدالرحمن باوارث - جدة
بواسطة : عبدالرحمن باوارث - جدة 06-10-2025 10:46 مساءً 1.1K
المصدر -  
في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة وزيادة انشغالات الوالدين، أصبح الاعتماد على الشغالات في تربية الأطفال واقعًا مألوفًا داخل العديد من البيوت. إلا أن هذا الاعتماد المفرط لم يعد مجرد مساعدة منزلية، بل تحول إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة تهدد القيم الأسرية وتؤثر على تنشئة الأجيال القادمة.

غياب الدور التربوي للأسرة

يقضي كثير من الأطفال معظم أوقاتهم مع الشغالات، فيتلقّون منهن السلوكيات والكلمات والعادات اليومية. ومع مرور الوقت، تصبح الشغالة المرجع الأول للطفل، بينما يتراجع دور الأب والأم في التوجيه والرعاية.
هذه الممارسات قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تؤدي مع الزمن إلى تشوّه في الهوية وضعف في الانتماء الأسري، إذ ينشأ الطفل متأثرًا بثقافة مغايرة لطبيعة بيئته ومجتمعه.

آثار نفسية وسلوكية مقلقة

تؤكد دراسات اجتماعية ونفسية أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة بعيدًا عن والديهم يعانون من فراغ عاطفي يدفعهم للبحث عن بديل، وغالبًا ما يكون ذلك الارتباط العاطفي بالشغالة.
ويظهر أثر هذا الارتباط في ضعف التواصل الأسري، والعزلة، وأحيانًا في اكتساب عادات أو مفاهيم غير سليمة، نتيجة غياب القدوة الأسرية الحقيقية.

دور الأسرة في استعادة التوازن

لا يمكن لأي جهة أن تقوم بدور الوالدين في التربية، فهما الأساس في بناء القيم والمبادئ.
على الأسرة أن تدرك أن الشغالة دورها خدمي وليس تربوي، وأن وجودها لا يعفي الأب والأم من مسؤولية التربية والرعاية والمتابعة.
كما أن تخصيص وقت بسيط يوميًا للطفل — للحوار أو اللعب أو المرافقة — كفيل بخلق ارتباط نفسي قوي يغنيه عن أي بديل خارجي.

حلول واقعية للحد من الظاهرة
1. تحديد دور الشغالات في المساعدة المنزلية فقط دون التدخل في تربية الأطفال.
2. تعزيز ثقافة الحوار الأسري وقضاء وقت نوعي مع الأبناء.
3. توعية الأسر بخطورة الاتكال الكامل على الخدم في التربية.
4. تشجيع إلحاق الأطفال بالحضانات أو البرامج التربوية الموثوقة بدلاً من تركهم فترات طويلة في المنزل دون إشراف أسري.
5. متابعة سلوكيات الطفل بشكل دوري ومعرفة المؤثرات المحيطة به داخل المنزل وخارجه.