المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 1 أكتوبر 2025
اليوم العالمي للقهوة.. رمز للتلاقي الثقافي والاجتماعي ومصدر اقتصادي عالمي
عاشة محمد قوني - نائبة إدارة التحرير والمشرف العام
المصدر - واس  يُرسّخ اليوم العالمي للقهوة، الذي يوافق الأول من أكتوبر كل عام، حضور أحد أشهر المشروبات في العالم، ويعيد إلى الأذهان بداياته الأولى في إثيوبيا منذ القرن السادس الميلادي، قبل أن ينتشر من أفريقيا إلى مختلف القارات، ليصبح رمزًا للتلاقي الثقافي والاجتماعي، ومصدرًا اقتصاديًا عالميًا تتجاوز قيمته 100 مليار دولار سنويًا.
واعتمدت المنظمة الدولية للقهوة التابعة للأمم المتحدة هذا اليوم في عام 2015، وأُطلق أول احتفال رسمي به في مدينة ميلانو الإيطالية خلال معرض "إكسبو"، في حين تُعد البرازيل المنتج الأكبر للبن عالميًا، ضمن أكثر من 70 دولة تزرعه وتستهلكه على نطاق واسع.
وفي المملكة العربية السعودية ارتبط البن بالهوية الوطنية والموروث الثقافي، خاصة في مناطق عسير والباحة وجازان، حيث تُزرع أشجار البن الخولاني الذي يُعد من أندر وأغلى الأنواع عالميًا لما يتميز به من طبقة زيتية طبيعية ورائحة فريدة، ليشكل عنصرًا أصيلًا في إعداد القهوة السعودية التي تُقدَّم في المحافل والمناسبات الاجتماعية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للبن في المملكة نحو (2400) طن سنويًا، تُستخلص من (398) ألف شجرة موزعة على أكثر من (2,500) مزرعة، ويبدأ موسم جني المحصول عادة في فصل الربيع عبر عمليات قطاف يدوية دقيقة، تعقبها مراحل المعالجة المتنوعة بين التجفيف والغسل والطريقة العسلية، بما يضمن الحفاظ على جودة الحبوب وتميزها.
وتشرف وزارة البيئة والمياه والزراعة على تنظيم عمليات زراعة وإنتاج البن، إذ تشترط الحصول على سجل أو ترخيص لممارسة الأنشطة الزراعية أو تصدير المحاصيل، إلى جانب تبني برامج ومبادرات تنموية، أبرزها "برنامج التنمية الريفية المستدامة" 2022 - 2026، الذي يهدف إلى تطوير صناعة البن وتوسيع نطاق زراعته، والترويج له محليًا ودوليًا.
وأنشئت “مدينة البن التنموية” في منطقة الباحة، التي تستهدف زراعة 300 ألف شجرة بن، وتوفير أكثر من ألف فرصة وظيفية، ما يعزز من مساهمة القطاع في التنمية الاقتصادية.
وتُظهر شجرة البن، المصنفة بصفتها إحدى الأشجار دائمة الخضرة، احتياجًا خاصًا لبيئة ملائمة تنحصر في المرتفعات المعتدلة على ارتفاع يتراوح بين (800 و 2000) متر فوق سطح البحر، وهو ما توفره جبال جنوب المملكة.
وتبدأ رحلة زراعتها بحرث الأرض ثم نثر البذور، لتتحول بعد 40 يومًا إلى فسائل، تحتاج إلى ثلاث سنوات حتى تدخل مرحلة الإثمار، وتتحول ثمارها الحمراء الناضجة إلى أحد أكثر المشروبات تداولًا وتأثيرًا في الحياة اليومية عالميًا.
وبينما يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة، تواصل المملكة جهودها لتعزيز مكانة البن السعودي وإبراز هويته، بوصفه جزءًا من تراثها العريق، ورافدًا من روافد تنمية القطاع الزراعي والاقتصاد الوطني.