المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 6 أغسطس 2025
رثاء (أمي الثانية)
شائع عداوي - إدارة المتابعة والتدقيق
بواسطة : شائع عداوي - إدارة المتابعة والتدقيق 06-08-2025 06:49 مساءً 1.1K
المصدر - شرف المسملي  
المرأة الصالحة/ شرف بنت عيسى المسملي عمتي (أم زوجتي وجدة أولادي) امرأة مباركة صابرة, على خلق وتقوى يشهد بهما الجميع, أحبها كل من عرفها, وقد وافاها الأجل فجر السبت 8/ 2/ 1447هـ, ففجعت برحيلها, وقد ربَطَتْ بينها وبين أمي رحمها الله أواصر المحبة والإخاء, وهذه القصيدة رثاءٌ لعمتي, ووفاءٌ لصديقة والدتي, واحتفاءٌ بوالدة زوجتي وجدة أولادي, وعزاءٌ لأرحامي أبنائها الغالين ولسائر أقاربهم وأرحامهم وأصهارهم ولقبيلة الأساملة الكريمة, جعل الله ما أصابها زيادة في حسناتها ورفعة في درجاتها, وغفر لها ورحمها وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة.

مَضَتْ فجأةً أُمِّيَ الثانيةْ!
فلا تُنْكروا فَيضَ أجفانِيَهْ

ولا تُنكروا زَفراتِ الجَوَى
وآهاتِ قلبيْ، وأحزانيَهْ

ولا تُنكروا الدمعَ فاضتْ بهِ
عيونُ العيونِ بآماقِيَهْ

ورِفقًا بقلبٍ طواهُ النَّوَى
كَواهُ الفِراقُ بأعماقِيَهْ

برغم المصائبِ قد أَنْشَبَتْ
سِهامَ ابتلاءَاتِها القاسيةْ!

تَـمُدُّ سُرادِقَ إيمانِـها
وتَلقاكَ بالبسمةِ الحانيةْ

وكم وَدَّعَتْ -قَبْلُ- أحبابَها؟!
وودَّعْتُ -مِنْ بَعْدُ- أحبابِيَهْ!

فقد فارَقَتْ والدًا، حبَّذا
بـ (عيسى) كَـنُورٍ على سارِيَةْ

وزوجًا وفيًا لها، مخلصًا
فأكرِمْ بِعَمِّي، وبالغاليَةْ

وابنًا كريمًا، لهُ وثبةٌ
أخي وحبيبي الفتَى الدَّاعِيَةْ

وكَفُّ (كُورونا) طَوَتْ بِنتَها
بَكَـتْها بأدمُعِها السَّاجِيّةْ

وإخوانُـها رحلوا كالشَّذا
وكانوا جبالَ الحِجا الرَّاسية

تَوالَى الرحيلُ وقد أَظلمَتْ
دروبٌ تُلَـوِّنُها الغاشِيَةْ

بـجُزءٍ من القلب كلٌّ مَضَى
فذابَتْ كما الشَّمعةِ الضَّاوِيَةْ

وفي إثْرِ كلٍّ مضَى بعضُها
فأجفانُـها ديمةٌ دامِيَةْ

وعاشتْ بأحزانِـهمْ عُمْرَها

وذِكراهُمُ لم تَغِبْ ثانِيَةْ
قَواصِمُ لو أنها أُلْقِيَتْ
على جبلٍ كانت القاضِيَةْ

ولو بَرَزَتْ في النهارِ انْزَوَى
وأمستْ جدائلُهُ دَاجِيَةْ

ولو بعضُها كان في روضةٍ
لأضحتْ حصيدًا سُدًى خاوِيَةْ

ولكنها (شَرَفٌ) لم تزلْ
مَنارَةَ صَبْرٍ لنا هاديَةْ

فإيمانُ قلبٍ لها عاصمٌ
وآياتُ صبرٍ لها واقِيَةْ

ومَـحَّصَها مرضٌ مُبْرِحٌ
وحَلَّ بأعضائها الواهيَةْ

وطال ابتلاءٌ بأَسقامِها
وفي الصبر لاحت لنا آسِيَةْ

فليس سِوَى الشكرِ في قلبها
وليس سِوَى الحَمد مِنْ راضيةْ

وما (شَرَفٌ) غيرُ أُمٍّ لنا
ويا حبَّذا أُمُّنَا الثانيةْ

وكانت لنا في الهَجير النَّدَى
وكانت ظِلالًا لنا دانيَةْ

هيَ البدرُ في دربنا، والسَّنا
تُضيءُ دروبًا لنا خافِيَةْ

وتَـمْنَـحُنَا من يَديها النَّدَى
ومن ثَغرها الحكمةَ الضَّافِيَةْ

تُـحَدِّثُنا عنْ زمانٍ مضَى
وعن حِقبةٍ بالشَّذَا زاكيَةْ

وتَروِي من الشِّعْر أفنانَهُ
وعندَ الحَكايا هيَ الرَّاويَةْ

تَـجارِبُـها في الحياة رؤًى
تُنيرُ مَساراتِنا الزَّاهيَةْ

تُـحَدِّثُ باللطف جُلّاسَها
فتنساب في رِقَّةٍ ساقِيَةْ

ومبسمُها وردةٌ مِنْ نَدًى
وبَسمَتُها الفُلُّ، والكاذِيَةْ

أحاديث من قلبها أَزهَرَتْ
هي الحُبُّ، والنُّصحُ، والعافِيَةْ

وكلُّ حكايَتها: مُصْحَفٌ
أَنارَ طفولَتَها الواعية

بهِ (شَرَفٌ) قلبُها مُغْرَمٌ
وعاشت لأحـرَفِـهِ تالِـيَةْ

مَضَتْ تَتعلّمُ آياتِهِ
بـحُبٍّ، وآياتُهُ هاديةْ

وهَبَّتْ تُعلِّمُ أقرانَـها
فبوركتِ الهمّةُ السَّامِيَةْ

لها رَكَعاتٌ تُضيءُ الدُّجَى
بـجَوف الليالي تُـرَى باكيَةْ

وتَسْرِدُ في همَّةٍ صومَها
برغم هَواجِرِنا العاتيَةْ

لسانٌ لها شاكرٌ ذاكرٌ
وأذكارُها دائمًا وافية

تَـخَـيَّرها الموتُ فجْرًا، وقد
دَهَـتْـنا مُصيبَتُنا الدَّاهِيَةْ

أرَى الموتَ يَـختارُ أَخيارَنا
ويَـمضِي بقاماتِنا العالِيَةْ

رَضينا بأقدار ربِّ الوَرَى
وأقدارُهُ ربِّ الوَرَى ماضِيَةْ

فإنْ (شَرَفٌ) أُمُّنا ودَّعَتْ
حياةً مُنَغَّصَةً فانِيَةْ

فقد أَودَعَتْ في الحياة تُقًى
وبِـرًّا بأيامِها الخالِيَةْ

وتاقَتْ إلى الخُلْدِ في جَنَّةٍ
وطال اشتياقٌ إلى الباقية

فرُحماكَ، واغفر لها ربَّنا
عطاياكَ رائحةٌ غادِيَةْ

وذي (شَرَفُ الـمَسْمَليُّ) أتَتْ
إليك بأشواقها راجِيَةْ

بِبابك قد وقَفَتْ تَرتجي
جِنانًا، وأَنْـهُرَها الجاريةْ

وترجو جِوارَ الشفيعِ، فَجُدْ
عليها بأَفضالِكَ الوافيَةْ

بِـجَنَّةِ خُلْدٍ وفِردوسِها
وأحسِنْ خِتامِيْ وأفعالِيَهْ

عزائي لـ(عثمانَ) صِنْوِ النَّدَى
وإخوانِهِ الغُرِّ أرحامِيَهْ

أُعزِّي الأقاربَ في عَمَّتيْ
جميعًا، وهم قِمَمٌ راقيةْ

لـ(أُمِّ البَـراءِ) عزائي فقد
فَقَدْنا أُمَيْمَتَنا الغاليةْ

و(للأَسْمَلِيّينَ) أَرْحامِنا
عزائيْ، وما فاضَ مِن قافِيَةْ

لكِ الحمدُ يا ربَّنا، نَرتَـجِي
رضاكَ وعَفْوَكَ والعافِيَةْ

شعر /
أبو البراء علي بن يحيى البهكلي
٩/ ٢/ ١٤٤٧هـ