المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 27 يوليو 2025
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 26-07-2025 09:57 مساءً 1.8K
المصدر - واس  يُعد “قصر كوير” أو “قصر حارة البيبان” أحد أبرز المعالم العمرانية التاريخية في مكة المكرمة، حيث يجسّد بأسلوبه المعماري المميز التطور الاجتماعي والعمراني للمدينة في بدايات القرن العشرين. ويتميّز القصر بتصميمه المحلي الفريد، وارتباطه بالتحولات التي شهدتها مكة في تلك الحقبة، ما جعله يحظى بمكانة خاصة في الذاكرة المجتمعية والثقافية لسكانها.

ويقع القصر في حي البيبان التاريخي، وقد بُني على تلة مرتفعة تمنحه إطلالة بانورامية متميزة، ويعود إلى أحد تجار مكة المعروفين بلقب “كوير” نسبة إلى تجارته في مادة النورة (الجير)، وهو ما انعكس على عناصر البناء والمواد المستخدمة.

وأوضح رئيس قسم العمارة بجامعة أم القرى، الدكتور عمر عدنان أسرة، أن القصر شُيّد في الفترة ما بين عامي 1365 و1370هـ، باستخدام تقنيات ومواد محلية، كالحجر، والطين، والنورة، والخشب، وزُيّن بنوافذ “روشان” وزخارف نباتية وجصية تعكس حرفية البناء التقليدي. ويتكون من خمسة طوابق، ويضم قاعات وصالات وساحات داخلية تضمن التهوية والخصوصية.

كما أشار إلى أن القصر شكّل مقر إقامة مؤقت للأمير محمد بن عبدالعزيز، وقد زاره الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أثناء وجوده في مكة.

وأكد الدكتور أسرة أهمية توثيق هذا النوع من العمارة التقليدية، ودعا إلى استثمار القصر في مجالات ثقافية وسياحية، مثل تحويله إلى متحف للعمارة المكية، أو مركز ثقافي ومجتمعي، أو بيت ضيافة تراثي فاخر.

وسلّط الضوء على جهود جامعة أم القرى في توثيق التراث العمراني لمكة، من خلال مشاريع طلابية وبحثية تُعنى بالحفاظ على القصور والمباني التاريخية، باستخدام منهجيات علمية تشمل الرفع المعماري والتوثيق الفوتوغرافي والرواية الشفوية.