المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 12 يوليو 2025
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 11-07-2025 09:27 مساءً 1.1K
المصدر - واس  يُعد “الشداد” من أبرز الأدوات الحرفية التراثية التي ابتكرها الإنسان في الجزيرة العربية، وأحد الشواهد الحية على قدرته على التكيّف مع البيئة الصحراوية القاسية، إذ ارتبط استخدامه بحياة البادية كأداة رئيسية لتجهيز الإبل للركوب أو لحمل المؤن والأحمال في الرحلات الطويلة.

ويُصنع الشداد من الخشب على هيئة مقوسة تُثبّت على ظهر الجمل من الأمام والخلف، ويوضع بين جزأيه وسادة مصنوعة من مواد لينة، لتأمين راحة الراكب وتوفير التوازن أثناء التنقل. وقد تنوّعت استخداماته بحسب الحاجة؛ فهناك شداد مخصص لركوب الأفراد، وآخر لنقل البضائع الثقيلة، وهو ما يعكس الدور المحوري للجمل بوصفه وسيلة النقل الأهم في حياة سكان الصحراء آنذاك.

ورغم ما شهدته وسائل التنقل من تطور، لا يزال “الشداد” حاضرًا في الذاكرة الجمعية والمشهد الثقافي، حيث يُعرض في الفعاليات التراثية والأسواق الشعبية، ويُستخدم اليوم كقطعة رمزية في المجالس ومجالس الضيافة، محمّلة بقيم الأصالة والانتماء إلى الجذور.

ويمثل الشداد مثالًا على إبداع المجتمعات التقليدية في توظيف الموارد البيئية لتصميم أدوات عملية تُراعي ظروف الحياة المحلية، وتُبرز مفاهيم الاستدامة والاعتماد على الذات. كما يعكس ارتباطًا وجدانيًا بالإبل، بوصفها رمزًا للصبر والقدرة على التأقلم في البيئات الصعبة.

ويُعد الشداد اليوم أيقونة تراثية تعبّر عن أهمية حفظ الموروث الثقافي وتوثيقه، وإبراز رموزه في المحافل والأنشطة الثقافية، تعزيزًا للهوية الوطنية، وترسيخًا لقيم العراقة والتاريخ في وجدان الأجيال الجديدة.