

المصدر -
من بين الظروف الخاصة، ومن عمق التحديات، بزغ نجم شاب لم يسمح لماضيه أن يقيّده، ولم يجعل من اليُتم عذرًا، بل بوابة عبور نحو المجد.
إنه المهندس عثمان عبد المحسن، أحد أبناء جمعية كيان للأيتام، شابٌ آمن بنفسه، واتخذ من التوكل على الله رفيقًا، ومن الأمل مشعلًا ينير دربه، ومن التحدي جدارًا يتكئ عليه في مواجهة الصعاب.
شق طريقه بعزيمة لا تلين، وهمة لا تهدأ، واضعًا حلمه بأن يكون مهندسًا نصب عينيه. بدأ رحلة تطوير الذات من خلال التصميم الداخلي، لكن ليس كعلمٍ فنيّ فقط، بل كرسالة إنسانية نابضة بالحياة. بالنسبة له، التصميم ليس مجرد خطوط وألوان، بل هو قصة تُروى، وقيمة تُغرس، وروح تُستشعر.
يقول بثقة وامتنان: "جمعية كيان لم تكن محطة عابرة في حياتي، بل كانت نقطة تحوّل فارقة. احتضنتني وآمنت بي، ودفعتني لأن أكون ما أنا عليه اليوم. لقد بنت فيّ الإنسان، قبل أن تصقل المهندس." ويختم بشعور الفخر: "كان يوم افتتاح مكتبي الهندسي لحظة تاريخية في حياتي، وما زادها بهاءً هو وجود موظفات جمعية كيان إلى جانبي. شعرت بأن النجاح يُصبح أعمق حين يُشاركك فيه من آمن بك."
في هذا الحوار، نقترب أكثر من روح هذا الشاب المُلهم، لنستمع إلى قصته، ونستلهم منها دروسًا في الإصرار، والتمكين، وصناعة الحلم رغم كل شيء
السؤال الأول: بدايةً، حدثنا عن رحلتك من الانضمام إلى جمعية كيان وحتى وصولك إلى افتتاح مكتبك الهندسي؟
قال المهندس عثمان: بدايةً أود أن أعبّر عن امتناني لكل من ساندني وآمن بقدراتي، فكل خطوة في هذه الرحلة كانت مليئة بالتجارب التي صنعت الفارق في مسيرتي. انضمامي إلى جمعية كيان للأيتام لم يكن مجرد تجربة تطوعية أو إدارية، بل كان محطة إنسانية عميقة غيّرت فيني الكثير. من خلال الجمعية، تعلّمت معنى المسؤولية المجتمعية، والقيادة الفاعلة، وكيف يمكن للعمل بروح الفريق أن يخلق أثراً حقيقياً في حياة الآخرين.
هذا الوعي الإنساني والاجتماعي انعكس بشكل مباشر على رؤيتي المهنية. بدأت أؤمن أن التصميم ليس مجرد خطوط وألوان، بل هو رسالة، وله تأثير مباشر على جودة حياة الإنسان. ومن هنا بدأت أطور مهاراتي في التصميم الداخلي، وأدمج فيها الجانب الإنساني، لخلق مساحات تُشعر الناس بالراحة والهوية. ومع مرور الوقت، وبدعم من الزملاء والموجهين، قررت أن أحوّل هذا الشغف إلى كيان مهني. فكان افتتاح مؤسسة مصممون مبدعون خطوة طبيعية ومثمرة، جمعت فيها ما بين الفن، والهوية، والقيم. ولله الحمد، نحن اليوم لا نصمم فقط جدرانًا، بل نبني قصصًا وذكريات لعملائنا، ونطمح أن نكون جزءًا من كل حكاية نجاح يعيشها من يثق بنا.
السؤال الثاني: ما أبرز التحديات التي واجهتها خلال هذه الرحلة، وكيف استطعت تجاوزها؟
قال المهندس عثمان: واجهت خلال رحلتي عدة تحديات، بعضها كان مهنيًا، وبعضها الآخر شخصيًا، لكنها كانت محطات تعليمية مهمة شكّلت نضجي المهني والإنساني. التحدي الأول: الانتقال من العمل الخيري إلى العمل التجاري.
حيث جاءت انطلاقتي من بيئة العمل في نفس المجال، والتي تقوم على العطاء والبذل، إلى مجال يتطلب التفكير الاستثماري والقدرة على المنافسة في السوق. كان التوازن بين القيم والمهنية التجارية من أصعب ما واجهته. ولكنني اخترت أن أُبقي شغفي حاضر في كل تفاصيل عملي؛ سواء من خلال التصميمات التي تخدم الإنسان، أو من خلال علاقاتي مع العملاء وفريقي.
والتحدي الثاني: بناء الثقة في سوق مليء بالمنافسين في مجال التصميم والتنفيذ، الثقة لا تُمنح بسهولة، خاصة عند التأسيس. واجهت هذا التحدي بالتركيز على الجودة والالتزام، مهما كانت الظروف. كنت حريصًا على أن يكون كل مشروع، حتى لو بسيط، بطاقة تعريف حقيقية لعملي.
والتحدي الثالث: إدارة الوقت وتعدد الأدوار كشخص يؤسس مشروعه من الصفر، كنت أقوم بدور المصمم، والمدير، والمشرف، وحتى المسوّق أحيانًا. تعلمت كيف أوزع المهام وأبني فريقًا مؤمنًا بالرؤية، مما ساعدني على التركيز على الجانب الإبداعي الذي يميزنا.
أما كيف تجاوزت هذه التحديات؟ طبعا تجاوزتها بفضل الله أولًا، ثم بالصبر، وبالاستفادة من تجاربي السابقة وخبرتي التي دامت أكثر من 14 سنه في العمل المجتمعي والتنظيمي. كما أنني كنت دائم البحث عن التعلم، والاستشارة من أهل الخبرة، ولم أتردد في مراجعة نفسي وتطوير أدواتي.
السؤال الثالث: ما الدور الذي لعبته جمعية كيان في دعمك وتمكينك على المستوى العلمي والمهني؟
قال الابن المهندس عثمان عبد المحسن: جمعية "كيان" لم تكن مجرد محطة في حياتي، بل كانت نقطة تحوّل حقيقية. منذ انضمامي إليها، وجدت بيئة حاضنة ومحفزة، تؤمن بإمكانات الفرد وتحرص على تمكينه، لا على مستوى الدعم المباشر فحسب، بل عبر بناء الإنسان علميًا ومهنيًا ونفسيًا.
فعلى المستوى العلمي: قدّمت لي كيان فرصًا عديدة للمشاركة في دورات تطوير ذاتي ومهني، وفتحت لي آفاقًا للاطلاع على مجالات متعددة، سواء في الإدارة أو الريادة أو المهارات التقنية. وكان لتشجيعهم المستمر الأثر الكبير في سعيي لاستكمال مسيرتي الأكاديمية، وتوسيع معرفتي في مجال التصميم والهندسة.
وعلى المستوى المهني: وفّرت لي الجمعية تجارب حقيقية في العمل، من خلال المسؤوليات التطوعية والمبادرات المجتمعية، وهو ما عزز لديّ مهارات القيادة، وبناء العلاقات، والتخطيط، وتنفيذ المشاريع على أرض الواقع.
هذا الانخراط العملي علّمني كيف أُحوّل الأفكار إلى نتائج، وكيف أُدير فريقًا، وكيف أُقدّر قيمة العمل الذي يصنع فرقًا. "كيان" كانت لي بمثابة الجسر بين الطموح والواقع. كانت تؤمن بي حتى قبل أن أؤمن بنفسي أحيانًا. واليوم، وأنا أقف في افتتاح مشروعي الهندسي، أقول بثقة: جزء كبير من هذا الإنجاز، يُنسب إلى كيان، قلبًا ورسالة.
السؤال الرابع: لماذا اخترت التخصص في الهندسة والتصميم الداخلي تحديدًا؟
قال: يُمكن لغرفة أن تُشعرك بالراحة، أو لبساطة في التفاصيل أن تُغيّر إحساسك بالمكان. كنت أُحب أن أرسم، أُعيد ترتيب الأثاث، وأتخيل كيف يمكن لأي مساحة أن تُصبح أجمل وأكثر وظيفية. هذه الميول لم تكن هواية عابرة، بل كانت بدايات شغف حقيقي تشكّل داخلي. ومع مرور الوقت، أدركت أن التصميم الداخلي ليس مجرد "ذوق"، بل علم وفن مسؤول عن جودة حياة الإنسان داخل مساحاته اليومية. أما الهندسة، فهي اللغة التي تجعل هذا الجمال واقعيًا، متزنًا، وممكن التنفيذ. فالتخصص في التصميم الداخلي والهندسة جمع بين: الإبداع الفني الذي يلبي شغفي الجمالي، والمنهجية الهندسية التي تبني شيئًا ملموسًا يخدم الإنسان.
اخترت هذا المجال لأنني أؤمن أن كل مكان يحمل روحًا، ومهمتي كمهندس ومصمم أن أُساعد هذه الروح على الظهور بأجمل صورة. واليوم من خلال مصممون مبدعون، أسعى لتقديم تصميم يُعبّر عن هوية المكان والإنسان في آنٍ واحد.
السؤال الخامس: كيف تصف شغفك بالهندسة، وما أكثر ما يميز هذا المجال في نظرك؟
قال المهندس عثمان: الهندسة بالنسبة لي ليست مجرد تخصص… بل هي طريقة تفكير، ونمط حياة. هي الشغف الذي يجعلني أرى الفراغات كفرص، والتفاصيل الصغيرة كعناصر مؤثرة في المشهد الكبير. شغفي بالهندسة ينبع من قدرتها على تحويل الخيال إلى واقع. تخيّل أن فكرة تبدأ بخط على ورقة، ثم تصبح مساحة حقيقية يعيش فيها الناس، يتنفسون فيها الجمال، ويشعرون فيها بالراحة والانتماء… هذا بحد ذاته إنجاز يُشعرني بالفخر.
والذي يميز هذا المجال في نظري:
الدمج بين العلم والفن: فالهندسة والتصميم ليسا مجرد أرقام أو ألوان، بل هما لقاءٌ بين المنطق والجمال. الأثر الملموس: كل مشروع تنفذه يُصبح شاهدًا على عملك… شيء يبقى. والتطور المستمر: هذا المجال لا يتوقف عن التحديث والابتكار، مما يدفعني دومًا للتعلم والنمو. وخدمة الإنسان: أجمل ما في الهندسة أنها تُلامس حياة الناس بشكل مباشر، وتُحسّن من جودة حياتهم اليومية. الهندسة بالنسبة لي ليست فقط مهنة…بل هي رسالة، وأنا سعيد أنني أحملها بشغف كل يوم.
السؤال السادس: هل هناك مشاريع معينة تحلم بتنفيذها في المستقبل من خلال مكتبك؟
قال الابن عثمان: نعم، هناك العديد من المشاريع التي أحلم بتنفيذها، ليس فقط لأنها تواكب طموحي المهني، بل لأنها تعبّر عن رؤية المؤسسة ورسالتنا في تقديم تصميم يحمل قيمة، لا مجرد شكل.
ومن أبرز هذه الأحلام: إنشاء مجمعات سكنية ذكية، فأنا أحلم بتصميم أحياء سكنية عصرية، تمتاز بالبساطة، والاستدامة، وتُراعي نمط الحياة المتوازن، مع دمج تقنيات ذكية تُسهم في راحة السكان ورفاهيتهم.
وتصميم مساحات تعليمية ملهمة للأطفال: مثل أماكن تجمع بين الأمان، والإبداع، والراحة النفسية، تساعد الأطفال على الاكتشاف والنمو، وتراعي في تصميمها جميع الحواس.
ولكوني نشأت في بيئة داعمة مثل جمعية كيان، فإن من أحلامي تصميم مقارّ لمبادرات غير ربحية، تُقدَّم فيها الخدمات الإنسانية بأجواء تحترم كرامة المستفيد وتُلهمه. وتنفيذ مشاريع معمارية تحمل الهوية السعودية بروح معاصرة، بأن أُعيد إحياء الطابع المحلي والتراث العمراني السعودي، لكن بلغة تصميمية حديثة، تُمكّننا من أن نكون مرجعًا للهندسة الداخلية المعاصرة ذات البصمة الوطنية.
باختصار: أحلم بتنفيذ مشاريع تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، وتعكس مبادئ الجمال، والوظيفة، والإنسانية… وهذا ما نعمل عليه كل يوم من خلال مصممون مبدعون.
السؤال السابع: ما الرسالة التي تحب توجيهها للأيتام أو الشباب الذين يفكرون في تأسيس مشاريعهم الخاصة؟
قال الابن عثمان: رسالتي لهم من القلب: أنتم قادرون… وأنتم تستحقون.
اليتيم ليس أقل حظًا، بل أحيانًا أكثر تصميمًا. والشاب الذي يحمل فكرة، يحمل بداخله مشروع حياة. أنا شخصيًا بدأت من ظروف بسيطة، لكنني وجدت من يؤمن بي، ويُرشدني، ويعلّمني كيف أفتح أول باب. ولذلك أقول لكل شاب أو يتيم:
لا تنتظر الظروف المثالية، بل ابدأ بما لديك، ولو كان قليلاً… آمن بنفسك، حتى قبل أن يؤمن بك الآخرون. ابنِ مشروعك على قيمك، لا على التقليد أو البحث عن الربح فقط. تعلّم من كل تجربة، حتى الفشل منها، فهو جزء من طريق النجاح. وكن دائمًا على يقين أن النجاح ليس حكرًا على أحد… لكنه لمن يستحقه ويصبر له.
وأخيرًا، إذا كنت لا تملك الدعم الآن… فابحث عنه. هناك منظمات وجمعيات مثل كيان، كانت وما زالت تفتح الأبواب لمن أراد أن يبني مستقبله بيده. ابدأ… واحلم… واصنع فرقك. ومن قلبي أقول لك: ستصل، وأكثر مما تتخيل.
السؤال الثامن: كيف تخطط لتوسيع نشاط مكتبك؟ وهل تنوي استقطاب كوادر شابة أو تدريب مستفيدين آخرين من كيان؟
قال المهندس عثمان: نعم، لدينا في مصممين مبدعين رؤية واضحة لتوسيع النشاط خلال السنوات القادمة، ونعمل عليها بخطوات مدروسة. نطمح إلى التوسع خارج نطاق الرياض، وفتح فروع في مناطق أخرى داخل المملكة، تماشيًا مع الطلب المتزايد على خدمات التصميم والتنفيذ المتكاملة، خاصة تلك التي تُقدَّم بروح محلية ومعايير عالية.
بناء فريق عمل متميز: نؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُبنى بالفرد، بل بالفريق. لذلك نخطط لاستقطاب كوادر شابة سعودية شغوفة بالهندسة والتصميم، سواء كانوا خريجين جدد أو أصحاب موهبة طبيعية.
التدريب والتمكين المجتمعي: وهنا يأتي دور جمعية كيان. أنا أؤمن تمامًا برد الجميل، وأشعر بمسؤولية تجاه الشباب، خاصة من الأيتام أو الفئات التي تحتاج إلى فرصة. نخطط لإطلاق برنامج تدريب عملي داخل المؤسسة، يستهدف مستفيدي الجمعية، لتأهيلهم لسوق العمل، وصقل مهاراتهم الفنية والمهنية. وسيكون هذا البرنامج منصة حقيقية لمن يرغب أن يبني مسيرته في بيئة داعمة ومحترفة.
السؤال التاسع: هل هناك شراكات أو أفكار مستقبلية تسعى لتنفيذها ضمن عملك الهندسي؟
قال: نعم، لدينا في مصممين مبدعين رؤية بعيدة المدى، تؤمن بأن النجاح لا يُبنى منفردًا، بل من خلال شراكات استراتيجية وأفكار متجددة تصنع التأثير الحقيقي.ومن أبرز الشراكات والأفكار المستقبلية التي نسعى إليها: شراكات مع جهات غير ربحية حيث نسعى إلى التعاون مع جمعيات مثل كيان لرعاية الأيتام، لتنفيذ مشاريع ذات طابع مجتمعي، مثل مراكز تدريب، أو مساكن نموذجية للأيتام، تصمم وتُنفذ بروح إنسانية، وجمالية أيضًا. كذلك برامج مع الجامعات والمعاهد الهندسية: حيث نسعى لإقامة شراكات مع كليات التصميم والهندسة لاستقبال طلاب التدريب التعاوني، وتقديم ورش عمل متخصصة لربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي داخل المكتب. والتعاون مع شركات مقاولات وموردين محليين بهدف تقديم حلول متكاملة لعملائنا، نطمح للدخول في شراكات مع شركات موثوقة في التنفيذ والمواد، لضمان الجودة والكفاءة وتقليل التكاليف. وتقديم مشاريع ابتكارية مستدامة حيث لدينا خطة مستقبلية لإطلاق خط تصميم داخلي يعتمد على مواد محلية معاد تدويرها، وتشجيع العمارة المستدامة والصديقة للبيئة، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.ونعمل على تطوير فكرة "منصة إلكترونية" تتيح للعملاء استعراض تصاميم أولية، أو طلب استشارات عن بعد، مما يوسّع نطاق خدماتنا ليصل إلى شريحة أكبر من العملاء داخل وخارج المملكة.
السؤال العاشر: ما الرسالة التي تود توجيهها لجمعية كيان والعاملين فيها؟
قال الابن المهندس عثمان عبد المحسن: من أعماق قلبي، أوجّه رسالة شكر وتقدير لجمعية كيان… هذه الجمعية لم تكن مجرد جهة داعمة، بل كانت بيتي الثاني، واليد التي امتدت لي في بداية الطريق.
وإلى العاملين في كيان أقول: أنتم أكثر من موظفين… أنتم صُنّاع أمل، تعملون بصمت، وتزرعون في كل يتيمٍ شعورًا بالثقة، والانتماء، والإمكان. لقد آمنتم بي في مرحلة كنت أحتاج فيها إلى من يُصدق بطموحي قبل أن يراه… واليوم، وأنا أفتتح مكتبي الهندسي مصممون مبدعون، أعلم أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ثم دعمكم المتواصل.
ورسالتي لكم: استمروا… فما تصنعونه اليوم من فرص وتوجيه، سيصبح غدًا مشروعات حقيقية، وقصص نجاح حية، تمامًا كما هي قصتي معكم. أعدكم أن أكون — دائمًا — واجهة مشرفة لما غرستموه في داخلي، وأن أفتح بابًا لمن يأتي من بعدي كما فُتح لي. شكرًا من القلب لـ "كيان"... إدارةً وموظفين وكل من آمن برسالة التمكين والاحتواء. وأخص بالشكر الأستاذة سمها الغامدي أم الأيتام.
السؤال الحادي عشر: كيف ترى أثر دعم الجمعية في حياتك اليوم؟ وماذا يعني لك أن أكون نموذجًا ملهمًا لأبناء الجمعية؟
قال الابن عثمان: أثر دعم جمعية كيان لا يُقاس فقط بالنتائج المادية أو المهنية، بل هو أثر تحوّل داخلي…لقد منحتني الجمعية ما هو أهم من الدعم المالي أو الأكاديمي، منحتني: الإيمان… والكرامة… والإحساس بأن لي مكانًا وقيمة.
اليوم، وأنا أدير مكتبي الهندسي مصممون مبدعون، أدرك أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الدعم الحقيقي الذي تلقيته من كيان: في التوجيه وفي التعليم وفي فتح الأبواب الأولى لي في سوق العمل. أما أن أكون نموذجًا ملهمًا لأبناء الجمعية… فهذا شرف ومسؤولية. أنا لست "قصة نجاح" فقط، بل "دليل حي" بأن اليتيم قادر، وأن البداية البسيطة لا تمنع الوصول إلى القمة، متى ما كان هناك من يؤمن بك.
رسالتي لهم: أنا واحد منكم… وأي شيء وصلت إليه، أنتم قادرون أن تحققوه وأكثر، فقط تمسكوا بحلمكم، وثقوا بأن خلفكم من يحبكم ويريد الخير لكم.
السؤال الثاني عشر والأخير: ما الذي تتمنى أن تقدمه أنت بدورك في المستقبل لدعم مستفيدين آخرين مثلما دُعمت؟
قال الابن المهندس عثمان: في المستقبل أتمنى أن أكون قادرًا على تقديم دعم فعّال ومُلهم للمستفيدين الآخرين، تمامًا كما تلقيت الدعم. أطمح لأن أشارك معهم معرفتي وخبراتي بطريقة تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتجاوز تحدياتهم، سواء عبر الاستماع لهم، أو تقديم نصائح عملية، أو توفير موارد تعليمية ملائمة. كما أتمنى أن أكون مصدر تشجيع ودافع لهم للاستمرار في النمو والتطور، وأن أساهم في بناء مجتمع داعم ومترابط يساعد الجميع على النجاح.
إنه المهندس عثمان عبد المحسن، أحد أبناء جمعية كيان للأيتام، شابٌ آمن بنفسه، واتخذ من التوكل على الله رفيقًا، ومن الأمل مشعلًا ينير دربه، ومن التحدي جدارًا يتكئ عليه في مواجهة الصعاب.
شق طريقه بعزيمة لا تلين، وهمة لا تهدأ، واضعًا حلمه بأن يكون مهندسًا نصب عينيه. بدأ رحلة تطوير الذات من خلال التصميم الداخلي، لكن ليس كعلمٍ فنيّ فقط، بل كرسالة إنسانية نابضة بالحياة. بالنسبة له، التصميم ليس مجرد خطوط وألوان، بل هو قصة تُروى، وقيمة تُغرس، وروح تُستشعر.
يقول بثقة وامتنان: "جمعية كيان لم تكن محطة عابرة في حياتي، بل كانت نقطة تحوّل فارقة. احتضنتني وآمنت بي، ودفعتني لأن أكون ما أنا عليه اليوم. لقد بنت فيّ الإنسان، قبل أن تصقل المهندس." ويختم بشعور الفخر: "كان يوم افتتاح مكتبي الهندسي لحظة تاريخية في حياتي، وما زادها بهاءً هو وجود موظفات جمعية كيان إلى جانبي. شعرت بأن النجاح يُصبح أعمق حين يُشاركك فيه من آمن بك."
في هذا الحوار، نقترب أكثر من روح هذا الشاب المُلهم، لنستمع إلى قصته، ونستلهم منها دروسًا في الإصرار، والتمكين، وصناعة الحلم رغم كل شيء
السؤال الأول: بدايةً، حدثنا عن رحلتك من الانضمام إلى جمعية كيان وحتى وصولك إلى افتتاح مكتبك الهندسي؟
قال المهندس عثمان: بدايةً أود أن أعبّر عن امتناني لكل من ساندني وآمن بقدراتي، فكل خطوة في هذه الرحلة كانت مليئة بالتجارب التي صنعت الفارق في مسيرتي. انضمامي إلى جمعية كيان للأيتام لم يكن مجرد تجربة تطوعية أو إدارية، بل كان محطة إنسانية عميقة غيّرت فيني الكثير. من خلال الجمعية، تعلّمت معنى المسؤولية المجتمعية، والقيادة الفاعلة، وكيف يمكن للعمل بروح الفريق أن يخلق أثراً حقيقياً في حياة الآخرين.
هذا الوعي الإنساني والاجتماعي انعكس بشكل مباشر على رؤيتي المهنية. بدأت أؤمن أن التصميم ليس مجرد خطوط وألوان، بل هو رسالة، وله تأثير مباشر على جودة حياة الإنسان. ومن هنا بدأت أطور مهاراتي في التصميم الداخلي، وأدمج فيها الجانب الإنساني، لخلق مساحات تُشعر الناس بالراحة والهوية. ومع مرور الوقت، وبدعم من الزملاء والموجهين، قررت أن أحوّل هذا الشغف إلى كيان مهني. فكان افتتاح مؤسسة مصممون مبدعون خطوة طبيعية ومثمرة، جمعت فيها ما بين الفن، والهوية، والقيم. ولله الحمد، نحن اليوم لا نصمم فقط جدرانًا، بل نبني قصصًا وذكريات لعملائنا، ونطمح أن نكون جزءًا من كل حكاية نجاح يعيشها من يثق بنا.
السؤال الثاني: ما أبرز التحديات التي واجهتها خلال هذه الرحلة، وكيف استطعت تجاوزها؟
قال المهندس عثمان: واجهت خلال رحلتي عدة تحديات، بعضها كان مهنيًا، وبعضها الآخر شخصيًا، لكنها كانت محطات تعليمية مهمة شكّلت نضجي المهني والإنساني. التحدي الأول: الانتقال من العمل الخيري إلى العمل التجاري.
حيث جاءت انطلاقتي من بيئة العمل في نفس المجال، والتي تقوم على العطاء والبذل، إلى مجال يتطلب التفكير الاستثماري والقدرة على المنافسة في السوق. كان التوازن بين القيم والمهنية التجارية من أصعب ما واجهته. ولكنني اخترت أن أُبقي شغفي حاضر في كل تفاصيل عملي؛ سواء من خلال التصميمات التي تخدم الإنسان، أو من خلال علاقاتي مع العملاء وفريقي.
والتحدي الثاني: بناء الثقة في سوق مليء بالمنافسين في مجال التصميم والتنفيذ، الثقة لا تُمنح بسهولة، خاصة عند التأسيس. واجهت هذا التحدي بالتركيز على الجودة والالتزام، مهما كانت الظروف. كنت حريصًا على أن يكون كل مشروع، حتى لو بسيط، بطاقة تعريف حقيقية لعملي.
والتحدي الثالث: إدارة الوقت وتعدد الأدوار كشخص يؤسس مشروعه من الصفر، كنت أقوم بدور المصمم، والمدير، والمشرف، وحتى المسوّق أحيانًا. تعلمت كيف أوزع المهام وأبني فريقًا مؤمنًا بالرؤية، مما ساعدني على التركيز على الجانب الإبداعي الذي يميزنا.
أما كيف تجاوزت هذه التحديات؟ طبعا تجاوزتها بفضل الله أولًا، ثم بالصبر، وبالاستفادة من تجاربي السابقة وخبرتي التي دامت أكثر من 14 سنه في العمل المجتمعي والتنظيمي. كما أنني كنت دائم البحث عن التعلم، والاستشارة من أهل الخبرة، ولم أتردد في مراجعة نفسي وتطوير أدواتي.
السؤال الثالث: ما الدور الذي لعبته جمعية كيان في دعمك وتمكينك على المستوى العلمي والمهني؟
قال الابن المهندس عثمان عبد المحسن: جمعية "كيان" لم تكن مجرد محطة في حياتي، بل كانت نقطة تحوّل حقيقية. منذ انضمامي إليها، وجدت بيئة حاضنة ومحفزة، تؤمن بإمكانات الفرد وتحرص على تمكينه، لا على مستوى الدعم المباشر فحسب، بل عبر بناء الإنسان علميًا ومهنيًا ونفسيًا.
فعلى المستوى العلمي: قدّمت لي كيان فرصًا عديدة للمشاركة في دورات تطوير ذاتي ومهني، وفتحت لي آفاقًا للاطلاع على مجالات متعددة، سواء في الإدارة أو الريادة أو المهارات التقنية. وكان لتشجيعهم المستمر الأثر الكبير في سعيي لاستكمال مسيرتي الأكاديمية، وتوسيع معرفتي في مجال التصميم والهندسة.
وعلى المستوى المهني: وفّرت لي الجمعية تجارب حقيقية في العمل، من خلال المسؤوليات التطوعية والمبادرات المجتمعية، وهو ما عزز لديّ مهارات القيادة، وبناء العلاقات، والتخطيط، وتنفيذ المشاريع على أرض الواقع.
هذا الانخراط العملي علّمني كيف أُحوّل الأفكار إلى نتائج، وكيف أُدير فريقًا، وكيف أُقدّر قيمة العمل الذي يصنع فرقًا. "كيان" كانت لي بمثابة الجسر بين الطموح والواقع. كانت تؤمن بي حتى قبل أن أؤمن بنفسي أحيانًا. واليوم، وأنا أقف في افتتاح مشروعي الهندسي، أقول بثقة: جزء كبير من هذا الإنجاز، يُنسب إلى كيان، قلبًا ورسالة.
السؤال الرابع: لماذا اخترت التخصص في الهندسة والتصميم الداخلي تحديدًا؟
قال: يُمكن لغرفة أن تُشعرك بالراحة، أو لبساطة في التفاصيل أن تُغيّر إحساسك بالمكان. كنت أُحب أن أرسم، أُعيد ترتيب الأثاث، وأتخيل كيف يمكن لأي مساحة أن تُصبح أجمل وأكثر وظيفية. هذه الميول لم تكن هواية عابرة، بل كانت بدايات شغف حقيقي تشكّل داخلي. ومع مرور الوقت، أدركت أن التصميم الداخلي ليس مجرد "ذوق"، بل علم وفن مسؤول عن جودة حياة الإنسان داخل مساحاته اليومية. أما الهندسة، فهي اللغة التي تجعل هذا الجمال واقعيًا، متزنًا، وممكن التنفيذ. فالتخصص في التصميم الداخلي والهندسة جمع بين: الإبداع الفني الذي يلبي شغفي الجمالي، والمنهجية الهندسية التي تبني شيئًا ملموسًا يخدم الإنسان.
اخترت هذا المجال لأنني أؤمن أن كل مكان يحمل روحًا، ومهمتي كمهندس ومصمم أن أُساعد هذه الروح على الظهور بأجمل صورة. واليوم من خلال مصممون مبدعون، أسعى لتقديم تصميم يُعبّر عن هوية المكان والإنسان في آنٍ واحد.
السؤال الخامس: كيف تصف شغفك بالهندسة، وما أكثر ما يميز هذا المجال في نظرك؟
قال المهندس عثمان: الهندسة بالنسبة لي ليست مجرد تخصص… بل هي طريقة تفكير، ونمط حياة. هي الشغف الذي يجعلني أرى الفراغات كفرص، والتفاصيل الصغيرة كعناصر مؤثرة في المشهد الكبير. شغفي بالهندسة ينبع من قدرتها على تحويل الخيال إلى واقع. تخيّل أن فكرة تبدأ بخط على ورقة، ثم تصبح مساحة حقيقية يعيش فيها الناس، يتنفسون فيها الجمال، ويشعرون فيها بالراحة والانتماء… هذا بحد ذاته إنجاز يُشعرني بالفخر.
والذي يميز هذا المجال في نظري:
الدمج بين العلم والفن: فالهندسة والتصميم ليسا مجرد أرقام أو ألوان، بل هما لقاءٌ بين المنطق والجمال. الأثر الملموس: كل مشروع تنفذه يُصبح شاهدًا على عملك… شيء يبقى. والتطور المستمر: هذا المجال لا يتوقف عن التحديث والابتكار، مما يدفعني دومًا للتعلم والنمو. وخدمة الإنسان: أجمل ما في الهندسة أنها تُلامس حياة الناس بشكل مباشر، وتُحسّن من جودة حياتهم اليومية. الهندسة بالنسبة لي ليست فقط مهنة…بل هي رسالة، وأنا سعيد أنني أحملها بشغف كل يوم.
السؤال السادس: هل هناك مشاريع معينة تحلم بتنفيذها في المستقبل من خلال مكتبك؟
قال الابن عثمان: نعم، هناك العديد من المشاريع التي أحلم بتنفيذها، ليس فقط لأنها تواكب طموحي المهني، بل لأنها تعبّر عن رؤية المؤسسة ورسالتنا في تقديم تصميم يحمل قيمة، لا مجرد شكل.
ومن أبرز هذه الأحلام: إنشاء مجمعات سكنية ذكية، فأنا أحلم بتصميم أحياء سكنية عصرية، تمتاز بالبساطة، والاستدامة، وتُراعي نمط الحياة المتوازن، مع دمج تقنيات ذكية تُسهم في راحة السكان ورفاهيتهم.
وتصميم مساحات تعليمية ملهمة للأطفال: مثل أماكن تجمع بين الأمان، والإبداع، والراحة النفسية، تساعد الأطفال على الاكتشاف والنمو، وتراعي في تصميمها جميع الحواس.
ولكوني نشأت في بيئة داعمة مثل جمعية كيان، فإن من أحلامي تصميم مقارّ لمبادرات غير ربحية، تُقدَّم فيها الخدمات الإنسانية بأجواء تحترم كرامة المستفيد وتُلهمه. وتنفيذ مشاريع معمارية تحمل الهوية السعودية بروح معاصرة، بأن أُعيد إحياء الطابع المحلي والتراث العمراني السعودي، لكن بلغة تصميمية حديثة، تُمكّننا من أن نكون مرجعًا للهندسة الداخلية المعاصرة ذات البصمة الوطنية.
باختصار: أحلم بتنفيذ مشاريع تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، وتعكس مبادئ الجمال، والوظيفة، والإنسانية… وهذا ما نعمل عليه كل يوم من خلال مصممون مبدعون.
السؤال السابع: ما الرسالة التي تحب توجيهها للأيتام أو الشباب الذين يفكرون في تأسيس مشاريعهم الخاصة؟
قال الابن عثمان: رسالتي لهم من القلب: أنتم قادرون… وأنتم تستحقون.
اليتيم ليس أقل حظًا، بل أحيانًا أكثر تصميمًا. والشاب الذي يحمل فكرة، يحمل بداخله مشروع حياة. أنا شخصيًا بدأت من ظروف بسيطة، لكنني وجدت من يؤمن بي، ويُرشدني، ويعلّمني كيف أفتح أول باب. ولذلك أقول لكل شاب أو يتيم:
لا تنتظر الظروف المثالية، بل ابدأ بما لديك، ولو كان قليلاً… آمن بنفسك، حتى قبل أن يؤمن بك الآخرون. ابنِ مشروعك على قيمك، لا على التقليد أو البحث عن الربح فقط. تعلّم من كل تجربة، حتى الفشل منها، فهو جزء من طريق النجاح. وكن دائمًا على يقين أن النجاح ليس حكرًا على أحد… لكنه لمن يستحقه ويصبر له.
وأخيرًا، إذا كنت لا تملك الدعم الآن… فابحث عنه. هناك منظمات وجمعيات مثل كيان، كانت وما زالت تفتح الأبواب لمن أراد أن يبني مستقبله بيده. ابدأ… واحلم… واصنع فرقك. ومن قلبي أقول لك: ستصل، وأكثر مما تتخيل.
السؤال الثامن: كيف تخطط لتوسيع نشاط مكتبك؟ وهل تنوي استقطاب كوادر شابة أو تدريب مستفيدين آخرين من كيان؟
قال المهندس عثمان: نعم، لدينا في مصممين مبدعين رؤية واضحة لتوسيع النشاط خلال السنوات القادمة، ونعمل عليها بخطوات مدروسة. نطمح إلى التوسع خارج نطاق الرياض، وفتح فروع في مناطق أخرى داخل المملكة، تماشيًا مع الطلب المتزايد على خدمات التصميم والتنفيذ المتكاملة، خاصة تلك التي تُقدَّم بروح محلية ومعايير عالية.
بناء فريق عمل متميز: نؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُبنى بالفرد، بل بالفريق. لذلك نخطط لاستقطاب كوادر شابة سعودية شغوفة بالهندسة والتصميم، سواء كانوا خريجين جدد أو أصحاب موهبة طبيعية.
التدريب والتمكين المجتمعي: وهنا يأتي دور جمعية كيان. أنا أؤمن تمامًا برد الجميل، وأشعر بمسؤولية تجاه الشباب، خاصة من الأيتام أو الفئات التي تحتاج إلى فرصة. نخطط لإطلاق برنامج تدريب عملي داخل المؤسسة، يستهدف مستفيدي الجمعية، لتأهيلهم لسوق العمل، وصقل مهاراتهم الفنية والمهنية. وسيكون هذا البرنامج منصة حقيقية لمن يرغب أن يبني مسيرته في بيئة داعمة ومحترفة.
السؤال التاسع: هل هناك شراكات أو أفكار مستقبلية تسعى لتنفيذها ضمن عملك الهندسي؟
قال: نعم، لدينا في مصممين مبدعين رؤية بعيدة المدى، تؤمن بأن النجاح لا يُبنى منفردًا، بل من خلال شراكات استراتيجية وأفكار متجددة تصنع التأثير الحقيقي.ومن أبرز الشراكات والأفكار المستقبلية التي نسعى إليها: شراكات مع جهات غير ربحية حيث نسعى إلى التعاون مع جمعيات مثل كيان لرعاية الأيتام، لتنفيذ مشاريع ذات طابع مجتمعي، مثل مراكز تدريب، أو مساكن نموذجية للأيتام، تصمم وتُنفذ بروح إنسانية، وجمالية أيضًا. كذلك برامج مع الجامعات والمعاهد الهندسية: حيث نسعى لإقامة شراكات مع كليات التصميم والهندسة لاستقبال طلاب التدريب التعاوني، وتقديم ورش عمل متخصصة لربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي داخل المكتب. والتعاون مع شركات مقاولات وموردين محليين بهدف تقديم حلول متكاملة لعملائنا، نطمح للدخول في شراكات مع شركات موثوقة في التنفيذ والمواد، لضمان الجودة والكفاءة وتقليل التكاليف. وتقديم مشاريع ابتكارية مستدامة حيث لدينا خطة مستقبلية لإطلاق خط تصميم داخلي يعتمد على مواد محلية معاد تدويرها، وتشجيع العمارة المستدامة والصديقة للبيئة، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.ونعمل على تطوير فكرة "منصة إلكترونية" تتيح للعملاء استعراض تصاميم أولية، أو طلب استشارات عن بعد، مما يوسّع نطاق خدماتنا ليصل إلى شريحة أكبر من العملاء داخل وخارج المملكة.
السؤال العاشر: ما الرسالة التي تود توجيهها لجمعية كيان والعاملين فيها؟
قال الابن المهندس عثمان عبد المحسن: من أعماق قلبي، أوجّه رسالة شكر وتقدير لجمعية كيان… هذه الجمعية لم تكن مجرد جهة داعمة، بل كانت بيتي الثاني، واليد التي امتدت لي في بداية الطريق.
وإلى العاملين في كيان أقول: أنتم أكثر من موظفين… أنتم صُنّاع أمل، تعملون بصمت، وتزرعون في كل يتيمٍ شعورًا بالثقة، والانتماء، والإمكان. لقد آمنتم بي في مرحلة كنت أحتاج فيها إلى من يُصدق بطموحي قبل أن يراه… واليوم، وأنا أفتتح مكتبي الهندسي مصممون مبدعون، أعلم أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ثم دعمكم المتواصل.
ورسالتي لكم: استمروا… فما تصنعونه اليوم من فرص وتوجيه، سيصبح غدًا مشروعات حقيقية، وقصص نجاح حية، تمامًا كما هي قصتي معكم. أعدكم أن أكون — دائمًا — واجهة مشرفة لما غرستموه في داخلي، وأن أفتح بابًا لمن يأتي من بعدي كما فُتح لي. شكرًا من القلب لـ "كيان"... إدارةً وموظفين وكل من آمن برسالة التمكين والاحتواء. وأخص بالشكر الأستاذة سمها الغامدي أم الأيتام.
السؤال الحادي عشر: كيف ترى أثر دعم الجمعية في حياتك اليوم؟ وماذا يعني لك أن أكون نموذجًا ملهمًا لأبناء الجمعية؟
قال الابن عثمان: أثر دعم جمعية كيان لا يُقاس فقط بالنتائج المادية أو المهنية، بل هو أثر تحوّل داخلي…لقد منحتني الجمعية ما هو أهم من الدعم المالي أو الأكاديمي، منحتني: الإيمان… والكرامة… والإحساس بأن لي مكانًا وقيمة.
اليوم، وأنا أدير مكتبي الهندسي مصممون مبدعون، أدرك أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الدعم الحقيقي الذي تلقيته من كيان: في التوجيه وفي التعليم وفي فتح الأبواب الأولى لي في سوق العمل. أما أن أكون نموذجًا ملهمًا لأبناء الجمعية… فهذا شرف ومسؤولية. أنا لست "قصة نجاح" فقط، بل "دليل حي" بأن اليتيم قادر، وأن البداية البسيطة لا تمنع الوصول إلى القمة، متى ما كان هناك من يؤمن بك.
رسالتي لهم: أنا واحد منكم… وأي شيء وصلت إليه، أنتم قادرون أن تحققوه وأكثر، فقط تمسكوا بحلمكم، وثقوا بأن خلفكم من يحبكم ويريد الخير لكم.
السؤال الثاني عشر والأخير: ما الذي تتمنى أن تقدمه أنت بدورك في المستقبل لدعم مستفيدين آخرين مثلما دُعمت؟
قال الابن المهندس عثمان: في المستقبل أتمنى أن أكون قادرًا على تقديم دعم فعّال ومُلهم للمستفيدين الآخرين، تمامًا كما تلقيت الدعم. أطمح لأن أشارك معهم معرفتي وخبراتي بطريقة تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتجاوز تحدياتهم، سواء عبر الاستماع لهم، أو تقديم نصائح عملية، أو توفير موارد تعليمية ملائمة. كما أتمنى أن أكون مصدر تشجيع ودافع لهم للاستمرار في النمو والتطور، وأن أساهم في بناء مجتمع داعم ومترابط يساعد الجميع على النجاح.