المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 1 يونيو 2025
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 31-05-2025 06:36 صباحاً 2.9K
المصدر -  في مشهد احتفائي يليق بجوهر الكلمة وقيمة الإبداع، أسدلت هيئة الأدب والنشر والترجمة الستار على النسخة الرابعة من مبادرة “الشريك الأدبي”، مساء الخميس 30 مايو 2025، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض حيث اجتمع النخبة من الفاعلين الثقافيين وممثلي مؤسسات القطاعين الخاص والثالث وصنّاع الأدب ومحبيه، للاحتفاء برحلة استثنائية امتدت لأشهر وأثمرت عن مشهد ثقافي نابض بالحياة وحافل بالشراكات الملهمة.

جاء الحفل الختامي بمثابة لحظة تكريمٍ جماعية، لا تقتصر على من صعدوا إلى المنصة بل تمتد لكل من أسهموا في جعل الأدب حاضرًا في المقاهي والحوارات والمبادرات المجتمعية. كان ختامًا يُشبه التتويج بمعناه الواسع الذي يحتفي بالجهد ويُعلي من قيمة الاستمرارية ويمنح الكلمة حقها في أن تُكرّم كما تُكرَّم الأفعال العظيمة.

انطلقت الأمسية بعذوبةٍ موسيقية أداها الفنان برهان، حيث التقت الكلمة باللحن وامتزج الأداء الشجيّ بحسّ الحكاية، ليفتتح الحفل بنبضٍ يليق بالمكانة التي بلغها الأدب في الحياة العامة وليؤكد أن الفنون في هذا الوطن باتت تتعانق في مشروع ثقافي واحد.

عقب الافتتاح، ألقى المدير العام لقطاع الأدب في الهيئة، الأستاذ خالد الصامطي، كلمة نوّه فيها بأهمية الشراكة المجتمعية، مثنيًا على جهود الشركاء الذين ساهموا في إنجاح المبادرة ومؤكداً أن التحوّل الثقافي لا يمكن أن يُصنع إلا بتكامل الأدوار واتساع دائرة الفعل الإبداعي لتشمل المؤسسات والأفراد على حد سواء.

ولم تقتصر الأمسية على التكريم الرسمي، بل شملت أيضًا معرضًا مصاحبًا حمل طابعًا تفاعليًا مبتكرًا، عرضت الهيئة من خلاله محطاتٍ من منجزات الشركاء الأدبيين وقدّمت مناطق تحكي القصص وتوثق الأثر وتُبرز حضور الأدب في المقاهي والمراكز المجتمعية. كما أتاحت هذه المساحات للزوار فرصة التفاعل مع الحكاية الكامنة خلف كل مبادرة وكل لقاء وكل مساحةٍ اجتمعت فيها الحروف والناس.

وقد كرّمت الهيئة خلال الحفل لجنة التحكيم التي اضطلعت بمهمة التقييم على مدار الشهور الماضية بما يعكس التقدير العميق للعدسة الخفية التي تقيّم وتصقل وتمنح كل تجربة حقها من القراءة العادلة. كما كرّمت الجمعيات الثقافية التي أسهمت في ترسيخ الحضور الأدبي في مختلف مناطق المملكة مؤكدةً على دورها الحيوي في توسيع نطاق الوصول إلى الأدب وتعزيزه كثقافةٍ عامة في الفضاء الاجتماعي.

ورغم الإعلان عن شركاء نالوا التقدير، إلا أن روح المبادرة لم تكن تنافسية بقدر ما كانت تعاونية. وقد عبّر كثير من المشاركين عن اعتزازهم بكونهم جزءًا من هذا الحراك، مشيدين بتجربةٍ صنعت أثرًا يتجاوز الجوائز نحو تأسيس علاقة حقيقية بين المجتمع والأدب وبين الثقافة والناس.

في أمسيةٍ بدت كأنها ذروة التقدير وذروة الإنجاز، اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة فصلاً جديدًا من مشروعها الطموح، مؤكدةً أن مبادرة “الشريك الأدبي” ليست فعالية موسمية، بل حراكٌ طويل الأمد، يعيد رسم مشهد الأدب السعودي من خلال تحالف مجتمعي واسع، يجمع المؤسسات والأفراد في مهمة ثقافية لا تعرف التوقف.

ليلةٌ للأدب وللشراكة ولمن آمنوا أن الكلمة حين تخرج من المقهى إلى المجتمع، تصبح قادرة على التغيير. وهكذا،، لم يكن الحفل مجرد ختام.. بل محطة مضيئة في رحلة لا تزال مستمرة.