المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 23 مايو 2025
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 22-05-2025 08:29 مساءً 1.9K
المصدر - واس  يقدّم المركز الإعلامي بمجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تجربة توثيقية فريدة من نوعها، من خلال معرض “من مشقة إلى يسر وطمأنينة”، الذي يستعرض ملامح تاريخية لتحولات وسائل نقل الحجاج، في سردٍ بصري ووجداني يحاكي رحلة التطور الممتدة عبر عقود طويلة.

ويأخذ المعرض زواره في جولة زمنية تبدأ من مشاهد القوافل والهُجْن، حيث كانت الرحلة إلى مكة المكرمة تستغرق أيامًا طوال، يسودها الصبر والإيمان، فكانت النساء يركبن “الهودج” المغطى بـ”الطربال”، فيما يستخدم الرجال “الشداد” المحمول على الجمال. ومن تلك البدايات البسيطة، ينتقل المعرض إلى مرحلة السيارات الأولى، مستعرضًا مركبة تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وهي من أوائل وسائل النقل المستخدمة في الحج، وقد حظيت بتوثيق نادر من أول امرأة بريطانية مسلمة -إفلين- أدت فريضة الحج عام 1933م.

ويُبرز المعرض أيضًا بدايات النقل الجوي للحجاج من خلال طائرة “الداكوتا”، التي دشّنت مرحلة الطيران الخارجي للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن. كما تضم الأروقة صورًا أرشيفية تُظهر موظفي البريد السعودي وهم يوزّعون الرسائل على الدراجات الهوائية، إضافةً إلى لقطات لموظفي الجوازات في مطار المدينة المنورة أثناء قيامهم بإجراءات الدخول يدويًا في خمسينات القرن الماضي.

ويحظى ميناء “البنط” التاريخي بحيز خاص في المعرض، حيث يُعرض كمحطة بحرية مهمة لطالما استقبلت أفواج الحجاج عبر بوابة البحر الأحمر، مدعّمًا بصور لمرافق “الإسكلة” و”الكرنتينة” التي كانت جزءًا من منظومة استقبال الحجيج في تلك المرحلة.

وفي القسم الحديث من المعرض، يطالع الزائر ملامح التحول الرقمي في إدارة الحشود، والتطورات الهائلة في البنية التحتية والخدمات اللوجستية، التي تسعى لتقديم تجربة حج أكثر يسرًا وطمأنينة. كما يسلط الضوء على المبادرات الذكية التي تُسهم في تسهيل تنقلات الحجاج وتحسين جودة الخدمات المقدمة من لحظة الوصول وحتى المغادرة.

معرض “من مشقة إلى يسر وطمأنينة” لا يكتفي بسرد التاريخ، بل يمنح الزائر فرصة نادرة لتأمل التحوّل العميق الذي شهدته رحلة الحج، جامعًا بين أصالة الماضي وابتكار الحاضر، في تجربة معرفية تكرّس مكانة المملكة العربية السعودية في ريادة خدمة ضيوف الرحمن.