المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 3 مايو 2025
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 02-05-2025 11:49 مساءً 1.4K
المصدر -  
د.عروة حاميش:
الإفراط في استخدام الهواتف ووسائل التواصل يقلل من الإنتاجية ويزيد الكسل


د.عزت عبدالعظيم:
الكسل النمطي أخطر من المرضي لأنه كالسوس يتغلغل بين الناس


كشفت منظمة الصحة العالمية إن ملياري شخص حول العالم يعانون الكسل،وتشترط ممارسة الرياضة للتخلص من الخمول،
كما تؤكد المنظمة إن عدم ممارسة الرياضة يؤدي للإصابة بالأمراض،حيث أن نسبة الخمول البدني أو الكسل بين البالغين حول العالم سيرتفع ليصل إلى 35% بحلول عام 2030.

ويعرف الباحثون الكسل بأنه مرض خفي،وداء مهلك،يعوق نهضة الأمم والشعوب،ويمنع الأفراد من العمل والسعي النافع،والبذل والعطاء.
طبيبان في مجموعة مستشفيات الحمادي بالرياض تحدثا عن الكسل، من حيث ماهيته، وأسبابه، وطرق التخلص منه، فماذا قالا؟
المسببات
يقول الدكتور عروة بن محمد حاميش أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض:الكسل هو حالة من الخمول الجسدي أو العقلي تمنع الشخص من القيام بالمهام المطلوبة منه، ومن أبرزأسبابه:
أسباب نفسية:القلق،الاكتئاب، قلة الحافز الداخلي،فقدان الشغف،وأسباب طبية:نقص الفيتامينات(خاصة فيتامين د)،ضعف الدورة الدموية، اضطرابات الغدة الدرقية،
والروتين الممل:أداء نفس الأنشطة يوميًا دون تغيير قد يؤدي إلى الشعور بالخمول وعدم الحماس،وقلة النشاط البدني:الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة الرياضة،وسوء التغذية:تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة قد يؤدي إلى انخفاض الطاقة،وقلة النوم:النوم غير الكافي أو غير المنتظم يؤدي إلى الإرهاق والكسل،والاعتماد على التكنولوجيا:الإفراط في استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي قد يقلل من الإنتاجية ويزيد الكسل.
عوامل مؤثرة
ويوضح د.عروة حاميش أخصائي الباطنية بالحمادي العوامل المؤثرة في الكسل،ومنها:العوامل البيئية: درجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جدًا،الإضاءة السيئة،مكان العمل غير المريح ، والتأثير الاجتماعي:العيش مع أشخاص غير منتجين أو محبطين يمكن أن يؤثر على مستوى النشاط الشخصي، والمعتقدات والعادات:بعض العادات مثل:التسويف أو الاعتقاد بعدم القدرة على الإنجاز تعزز الكسل.
حلول مبتكرة
وقدم د.عروة حاميش أخصائي الباطنية بمستشفيات الحمادي بعض من الحلول المبتكرة للتغلب على الكسل،ومنها:
الحلول السلوكية،العمل لمدة 25 دقيقة متواصلة ثم أخذ استراحة قصيرة،وإنشاء قائمة مهام مرنة:ترتيب المهام من الأسهل إلى الأصعب وتحفيز النفس بإنجاز المهام البسيطة أولًا،والحلول الصحية:تحسين النظام الغذائي:تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون الصحية والخضروات،وشرب الماء بانتظام:الجفاف يؤثر على الطاقة والمزاج،والرياضة اليومية:المشي لمدة 10-15 دقيقة على الأقل يحفز الدورة الدموية والطاقة،والتعرض لأشعة الشمس:لزيادة مستوى فيتامين (د) وتحسين الحالة المزاجية،وكذلك الحلول العقلية والنفسية:التحفيز الذاتي:ربط الإنجاز بمكافآت صغيرة عند تحقيق الأهداف،والتصور الذهني:تخيل نفسك تنجز المهمة بنجاح مما يحفز الدماغ على البدء فيها،والتأمل:يساعد في تقليل التوتر وزيادة التركيز.
ويشدد د.عروة حاميش أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض في ختام حديثه أن التغلب على الكسل ليس مجرد مسألة قوة إرادة،بل يتطلب مزيجًا من العادات الصحية، والاستراتيجيات الذكية، وتعديل البيئة المحيطة،وكل شخص لديه القدرة على زيادة إنتاجيتة إذا تبنّى الحلول المناسبة له.
آفة كبرى
ويطالب الدكتور عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض بالبحث عن أسباب هذا الكسل لأن معرفة الأسباب تؤدي للوصول إلى سبل العلاج ومن هنا يجب أن نفرق بين الكسل كنمط اجتماعي والكسل عندما يكون عرضاً من أعراض الأمراض النفسية أو نتيجة للمرض العضوي لأن البرنامج العلاجي للتخلص من هذا الكسل سيتركز على معرفة الأسباب في الحالتين بالتأكيد لكي نستأصل هذا الداء اللعين من جذوره، ويجب أن نعترف أن الكسل أصبح آفة كبرى في المجتمعات العربية خصوصاً وباقي دول العالم عموماً. فالعصر الذي نعيشه الآن رغم التقدم والحضارة والتكنولوجيا وما أحدثه من طفرة في خدمة ورفاهية الناس عن طريق سهولة وسرعة التنقل والتحرك والاتصالات والأسواق وتوفير كل مستلزمات الراحة والترفيه للبشرية كل ذلك قد انعكس سلباً على الناس وأدى إلى حالة من الكسل العام لدى معظم أفراد المجتمعات وانعدام الباعث على المجهود فالكل ركب السيارات وسافر بالطائرات ويستخدم المصاعد وما إلى ذلك من وسائل الراحة وبالتالي زاد الكسل لدى الناس وانتشرت السمنة المفرطة بدرجة مخيفة بين الشباب يغذيها عامل قلة توافر فرص العمل وازدياد معدلات البطالة مع ثقافة الاتكالية على الآباء في كل شيء من جانب الشباب وتفضيل الجلوس على المقاهي أو أمام شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الترفيه التي أدت لحالة من الكسل العام حتى أن الناس في هذه الأيام لم تعد تتزاور ولو في الأعياد واكتفوا برسائل المعايدة من الجوالات!!
أخطر الكسل
ويبين د. عزت عبدالعظيم إن هذا الكسل النمطي أخطر من الكسل المرضي لأن الشخص النشيط المنتج والفاعل في المجتمع عندما يحدث له كسل مؤقت بسبب مرض نفسي كالاكتئاب أو تعاطي المهدئات أو نتيجة مرض عضوي مثل اضطراب الغدة الدرقية فيقوم باللجوء للطبيب والوصول للتشخيص وأخذ العلاج ويتخلص الشخص من هذه المشكلة ولكن الكسل النمطي كالسوس ينخر في شباب الأمة ويتغلغل بين الناس ويحتاج لثورة شاملة على كل العومل المهيئة والمؤدية لهذا الكسل حتى تنهض الشعوب من نومها العميق.