المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

"تعاطي المخدرات" يهدد حياة الفرد صحياً وفكرياً واقتصادياً

مواصلين نشر التوعية الصحية. مع .عدد من أطباء مستشفيات الحمادي:
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 08-10-2024 12:31 مساءً 2.4K
المصدر -  

د.ساري دعاس:
لعقاقير الأدمان آثار مدمرة على صحة الجنين
د.أحمد قعقع:
المدمن يصاب بنقص تدريجي في حاسة الشم يصل إلى انعدامها
د.مازن شقير:
المخدرات تسبب العقم وتؤثر في الهرمونات الذكرية والأنثوية
د.موفق عبدالمولى:
تعاطي المخدرات يسبب التهاب الكبد الوبائي والإيدز




انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها صحيفة غرب الاخبارية بالتعاون مع مستشفيات الحمادي بالرياض في نشر الثقافة الصحية والتوعية في المجتمع،تحدث عدد من الاستشاريين والأخصائيين في عدد من التخصصات الطبية حول مضار ومخاطر المخدرات التي تقضي على الحرث والنسل؛فماذا قالوا؟.
ضررها على المواليد
ففيما يتعلق بصحة مواليد الأم المدمنة يؤكد د. ساري دعاس استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض:أنه لم يعد خافياً على أحد ما لعقاقير الإدمان من آثار مدمرة على صحة الجنين،فهو يتأذى أيما أذى بإدمان أمه ويضعف نموه، ويكون عند الولادة ناحلا ناقص الوزن ضعیف النمو، وتنتابه أعراض المدمن عند سحب الدواء مما يتطلب له عناية خاصة،وعلاجاً يدخله قسم العناية المركزة.
وغير خفي مجموعة الأمراض التي تصيب المدمن جراء تعاطيه حقن المخدر بطريقة سيئة من إيدز، وإلتهاب الكبد، وغيرهما الكثير وأبشع ما في الأمر هو نشر هذا الإدمان، ونقله،وتوسع دائرة هذا الشذوذ ليضطرب المجتمع كله،وتتردى حاله لهذا السبب تسعى الحكومات لمكافحة المخدرات ومروجيها، والضرب بيد من حديد على ناشريها،وواجب على الجميع التعاون في هذا المجال، ومساعدة من هو معروف بإدمانه على العلاج للتخلص من هذا الداء العضال،وإن التمسك بتعاليم ديننا الحنيف والابتعاد عن الخبائث،وكل ما هو ضار بالجسم لأفضل عاصم لنا ولمن حولنا من شرور هذه العقاقير الفتاكة بإذن الله تعالى.
ضرر الجهاز التنفسي
وفيما يتعلق بإدمان المخدرات وأخطاره على صحة الجهاز التنفسي يقول د.أحمد قعقع -اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي بالرياض:لايسلم عضو من أعضاء جسم الإنسان المدمن للمخدرات من آثارها المدمرة،وتختلف درجة الضرر بين عضو وآخر،أوجهاز وآخر من أجهزة الجسم باختلاف نوع المخدر،ومدة التعاطي،وطريقة التعاطي، ولأن طرائق التعاطي التقليدية لمعظم المواد المخدرة تتم عن طريق الفم والأنف،كونهما وسيلة إدخال المادة المخدرة للجسم بالاستنشاق أو البلع،فيجدر التوقف عند الأضرار التي تلحق بهذا الممر الهوائي لرصد الآثار المدمرة لإدمان المخدرات على كل من الأنف والبلعوم والحنجرة.
ومن أبرز الأعراض شيوعاً عند الشخص المدمن الاحتقان والأحمرار المستمر على مستوى الأغشية المخاطية، وهو مايؤدي إلى الرعاف وتكرار الانتانات بمنطقة الحفرة الأنفسية،ومع استمرار استنشاق المواد المخدرة قد يحدث ثقب بالحاجز الأنفي، وأخطر ما يترتب على ذلك: خلل في الوظيفة التنفسية للأنف، وتكرار الرعاف الشديد من حين لآخر،وضمور الأغشية المخاطية بسبب حدوث تليف في الشريانات الأنفية.
ويضيف د.قعقع وكثيراً ما يصاب المدمن بنقص تدريجي في حاسة الشم يصل إلى انعدامها،بسبب التأثير السمي للمخدر على الخلايا العصبية الشمية،كذلك فإن الشخص المدمن يعاني من احتقان في البلعوم بسبب التعرض للتخديش المستمر في أثناء استنشاق المواد المخدرة السامة،ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى حدوث تقرحات التهابية بالبلعوم وضعف في مناعته ومقاومته، حيث يمتلئ بالانتانات، والفطريات المرضية،ناهيك عن عسرة البلع المرافقة لهذه الأعراض،وفيما يتعلق بالحنجرة،فإن إدمان المخدرات يحدث خللاً في الوظيفة التنفسية لها الاحتقان المستمر لغلافها أثناء البلع، بخلاف التهاب الحنجرة المزمن وبحة الصوت، وآلام الحلق،واحتقان الحبال الصوتية،وهذه الأعراض تهيئ الظروف للإصابة بسرطانات الحنجرة والبلعوم.
ضررها على الطاقة
وحول ما يشاع من أن المخدرات تزيد القدرة الجنسية يقول د.مازن شقير - استشاري جراحة المسالك البولية والضعف الجنسي بمستشفيات الحمادي بالرياض:لاصحة لمثل هذه الخرافات،بل على العكس فإن المخدرات ذات تأثير قاتل يدمر حياة الأفراد والأسر والمجتمعات تسيطر على نفوس ضعيفة، مضيفاً إن رصد الآثار المدمرة لهذا الخطر القاتل على صحة الجسم والنفس والمجتمع يحتاج إلى مجلدات كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن آثار الإدمان وعواقبه على الجهاز البولي والتناسلي عديدة، فالكلى تقوم بتخليص الجسم من دخول هذه السموم، لتطرحها عن طريق البول، وهذه المواد في معظمها مواد مسرطنة،وتعد من العوامل الرئيسة المسببة لسرطان الجهاز البولي،وبخاصة في المثانة.
كما أنها من الأسباب الرئيسة للعقم عند الرجال والنساء، حيث إنها تؤثر في الهرمونات الذكرية والأنثوية،وتؤدي إلى تغيرات في السائل المنوي من ناحية الكثافة والحيوية مؤدية إلى العقم،ولا يقتصر الأمر عند ذلك،بل إنها تؤدي إلى تشوهات في أشكال وبنية الحيوانات المنوية التي قد تودي دوراً مهماً في التشوهات الخلقية الولادية، وهذا ينفي تمامًا صحة الأفكار الخاطئة والشائعة التي يستغلها مروجو تلك السموم من أنها تزيد في الطاقة والقدرة الجنسية، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فإن المخدرات هي من أهم الأسباب النفسية والعضوية في حدوث الضعف الجنسي عند الرجال،بسبب الإيذاء المباشر للأوعية الدموية والأعصاب المسؤولة عن عملية الانتصاب،كما أن المخدرات بمختلف أنواعها تؤدي إلى حدوث اضطرابات جنسية بسبب التأثير السمي على شخصية الفرد،وعلى شعوره بالرغبة واللذة وعن عدم الإحساس بالزمان والمكان،ونحن نسأل كيف ترجى الفائدة من شيء حرمه الله تعالى ونهانا عنه،لكي يبقى الإنسان مكرماً وفاعلاً أساسياً في بناء هذه الأرض؟!
صعوبة التخدير
ويتوقف د.موفق عبـدالمولى - اختصاصي التخدير والعناية المركزة بمستشفيات الحمادي بالرياض:عند بعض المخاطر التي تسببها المخدرات أثناء تخدير المريض المدمن، فيقول:يتناول المدمن عادة العقار المخدر من خلال أربعة طرق مختلفة،وهي الفم والاستنشاق والامتصاص عبر الأغشية المخاطية مثل: الأنف،والطريق الأكثر سرعة وخطورة هو الحقن الوريدية.
ويعد الإدمان عن طريق الحقن الوريدي من أخطر أنواع التعاطي،لما له من آثار سلبية غير متوقعة من حيث الجرعة الزائدة،وما ينجم عنها من غياب للوعي يصل في بعض الأحيان إلى التلف الدماغي غير القابل للعودة، والناجم عن نقص الأوكسجين إذا لم يتم الإسعاف المباشر لتلقي العلاج الطبي المناسب، حيث يترك المدمن في أغلب الأحيان مع أصحابه ليصحو من تلقاء نفسه أوتتدهور حالته بشكل شديد،بحيث يتأخرون في إسعافه.
ويضيف د. عبد المولى:إن من المخاطر الأخرى للإدمان عن طريق الحقن الوريدي العدوى بالتهاب الكبد الوبائي،B، والإيدز والخراجات التي تتشكل مكان الحقن من التلوث أوتسرب العقار تحت الجلد،والالتهاب الجرثومي لصمامات القلب والأوردة المحيطة،وحقن المادة المخدرة داخل الشريان،وما ينجم عنها من موت في الأصابع،وتصعب مهمة طبيب التخدير في علاج مريض الإدمان عند دخوله المستشفى للعلاج من أي مرض أو إجراء عملية جراحية؛لأنه لابد من ملاحظة الأعراض الناجمة عن إيقاف العقار من قبل المريض، وهي ما تسمى عادة(الأعراض الانسحابية)،التي تتمثل بالقلق والحركة المتواصلة والشعور بالتوتر الذي يتبعه التثاؤب المتكرر، والتعرق الغزير وسيلان الأنف والعينين واتساع الحدقتين والرجفان،والإسهال، والتقلصات العضلية،وتزداد هذه الأعراض شدة في الأربع والعشرين ساعة الأولى،كما يحدث ألم عضلي حاد ومفاجئ يصاحبه قيء وفقدان في الشهية وعدم القدرة على النوم،وزيادة في معدل التنفس، وقد يحدث ارتفاع في حرارة الجسم، وفي ضغط الدم الانقباضي.
وعند تخدير هؤلاء المرضى يجب مراعاة احتمالات أن يكونوا يحملون فيروس التهاب الكبد،ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وقابلية لهبوط ضغط الدم، وذلك بسبب نقص كمية السوائل الموجودة داخل الجهاز الوعائي، وقصور في نشاط الغدة الكظرية،ونقص كمية المورفينات داخل الجهاز العصبي المركزي،وتظهر الأعراض الانسحابية لدى 20% من مرضى الإدمان في وقت العمل الجراحي،وهذه الأعراض تسبب ارتباكاً في تشخيص المرض في هذه المدة،لذا يجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان،وذلك بإعطاء كمية كافية من مواد التخدير للسيطرة على هذه الأعراض.