المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
بواسطة : 03-12-2015 03:01 صباحاً 12.8K
المصدر -  

ياسمين السيد من هو المعوق عقليا؟ وما هو تأثيره على حياة الأسرة؟ وكيف نتأقلم مع هذا الطفل؟ أسئلة ضرورية في التعامل مع المعوقين، نحاول أن نجيب عليها سريعا في هذه المقالة. إن المعوق عقليا، ذكراً كان أم أنثى، هو إنسان تجمعنا به أشياء مشتركة. فبعض الناس أكثر ذكاء من البعض الآخر، لكن قلة منهم يتمكنون من الفوز بجوائز عالمية! ورغم أن المعوقون عقليا هم أقل ذكاء من الأشخاص الطبيعيين، فإن بعضهم كتبوا قصصا ورسموا لوحات فنية رائعة. وإذا كان الطفل الطبيعي يتعلم المهارات بسرعة خلال الفترة الأولى من عمره، فإن الطفل المعوق فهو الذي تأخر تعلمه لسبب أو لآخر. وأقول معوّق وليس معاق لأنه لم يعق نفسه، بل هناك شيء أعاقه. الإعاقة العقلية هي تأخر في قدرات الطفل العقلية. وهناك الكثير من الأشخاص من يخلط بين المرض العقلي والإعاقة العقلية. في المرض العقلي يكون الشخص ذا ذكاء طبيعي، ولكن سلوكه يصبح غريبا، وقد يكون على معرفة بكيف يكون التصرف الصحيح. أما المعوق عقليا: فهو إنسان لديه قصور في القدرات، وهو يتصرف بشكل غير عادي. ويكون هذا عادة نتيجة أنه لم يتدرب على سبل التأقلم والتكيف الاجتماعي السليم. ومن بعض خصائصهم: - الصعوبة بالحركة. - ضعف بالانتباه- التذكر- التفكير- التخيل- التمييز. - ضعف في الاعتماد على الذات. - ضعف في اللغة التعبيرية والاستقبالية. إن أغلى ما في الوجود هم الأبناء، وإن وجود طفل في الأسرة يعتبر حدثاً سعيداً ومهماً تتم على أثره التغييرات والاستعدادات في الأسرة. ولكن عندما يكون هذا الحدث السعيد هو ولادة طفل يعاني من صعوبات تتطلب الكثير من الرعاية الطبية والأسرية، غالباً ما تكون ردود أفعال الوالدين مختلفة ومتنوعة، ولكنها جميعا تنظر إلى الطفل الجديد بصفته عبئا على حياتهم. وقد يتسلل هذا الشعور إلى سلوكهم اليومي مع الطفل المعوق. بينما يجب على الوالدين السيطرة على عواطفهم وأفعالهم. وقد تكون هذه الخطوات مفيدة في تسخير تلك العواطف لمصلحة الطفل الجديد: - تقبل هذا الطفل كما هو. فهو إنسان، ولديه حق العيش كإنسان بغض النظر عن إعاقته. - ابحث عن المزيد من المعلومات الخاصة بإعاقة الطفل، وكيفية مساعدته على العيش حياة كريمة. هناك العديد من المؤلفات الورقية والمقالات والدراسات في الجرائد المختصة وعلى الانترنت. - اسأل المختصين وتعرف بعناية على طبيعة الإعاقة الخاصة بطفلك. ولا تعتمد على ما يتداول حديثه بين الناس. فقد يكون الكثير منه غير صحيح. - لا تخجل من طفلك، فخجلك يمكن أن يؤذي الطفل المعوق، ومن ثم يصعب عليك التعامل معه. - حافظ على النظرة الإيجابية دائما أثناء تعاملك معه، أو أثناء الحديث عنه. وتذكر أن هناك الكثير من الأطفال لديهم إعاقة أشد من إعاقة طفلك وقد تحسنوا. - ابتعد عن الشعور باليأس والانطواء على الذات. قد تكون إعاقة طفلك بحاجة إلى الأمل والثقة بالاطباء والمختصين. شعورك باليأس قد يهدم ما قمت بفعله ويحرم طفلك من إمكانية التقدم. - لا تهمل أية محاضرة أو ندوة أو برنامج يتعلق بهذا المجال. فقد تكون معلومة صغيرة مفيدة جدا لطفلك أثناء تعاملك معه. عادة نسترخي كثيرا في سلوكنا مع طفلنا المعوق. سواء في اختيار الكلمات التي نستخدمها معه، او في التعامل مع اخطائه وعثراته أثناء نموه. هذا الأمر قد يؤدي إلى نتائج سيئة جدا تنعكس مباشرة على الطفل. لذلك هذه بعض النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة جدا في التعامل مع الطفل المعوق عقليا: 1- تجنب استخدام العقاب الجسدي واللفظي الشديد والتوبيخ أمام الأطفال الآخرين. وفقط وقت الحاجة القصوى قد يكون استخدام طريقة حرمانه من شيء يحبه مناسبة. 2- ابتعد عن أسلوب التهديد والوعيد واستبدل ذلك بالترغيب: (بدلا من قول: إذا أوقعت الكأس على الأرض سوف أضربك! يمكنك القول: إذا وضعت الكأس على الطاولة سأعطيك حلوى!). 3- إسند بعض المهمات البسيطة للطفل المعوق عقليا فهي تساعده على تجاوز شعوره بالاختلاف عن الأطفال الآخرين. وإذا عجز الطفل عن تأديته أو تعثر في ذلك، أسرع لإيجاد بديل آخر ضمن إمكانياته. ولا تشعره بالإحباط. الإحباط سوف يفقده ثقته بنفسه وهذا يؤدي إلى مشكلات كثيرة. 4- لا تلح على الطفل إذا انتابته نوبة غضب أو صرع، حتى لو تسبب بكسر شيء ما قريب منه. اتركه حتى يهدأ، ثم ساعده على إزالة ما كسره أو خربه دون أن تعاقبه أو تؤنبه بشدة. بل حاول أن توضح له بهدوء كيفية المحافظة على الأشياء بتقديم نموذج أمامه. وقد يكون تشجيعه على تقليد السلوك الصحيح مفيدا. 5- ساعد على اختلاق المواقف التي يشعر الطفل من خلالها بالحب والأهمية في المنزل أو أي مكان آخر. هذا ضروري جدا لكي يزيد ثقته في نفسه. 6- استخدام التعزيز المادي أو اللفظي (فمن الممكن أن تعطي الأم الطفل شيئاً يحبه إذا توقف عن السلوك غير المرغوب فيه، مع الأخذ بالحسبان أن الطفل قد يعاود السلوك غير المرغوب فيه رغم ذلك. نستطيع في هذه الحالة أن نسحب المكافأة. وقد يكون مفيدا ان نكرر مكافأته لفترة معينة إذا لم يبدو تجاوبه مع السلوك الإيجابي سريعا. 7- من الضروري جدا أن نبتعد عن السخرية من سلوك الطفل مهما كان. وإذا كانت هناك ملاحظة يجب أن نقولها فيجب أن تربط بوضوح مع السلوك السيء الذي قام به الطفل، وليس مع الطفل نفسه. (بدلا من القول: أنت لا تفهم وغبي.. لم لا تسأل: لم تضع الألوان بالعلبة؟!، أو: أين مكان الألوان؟ تعال نضعها في مكانها). أخيرا: الكثير من المراكز تعمل في مجال الإعاقة، وفيها اختصاصيون واختصاصيات مدربات بشكل جيد. لا تنسوا أن تبحثوا عن هذه المراكز والجمعيات وتتعاونوا معها. ولا تملوا إذا لم تلحظوا نتائج سريعة. قد يحتاج العمل إلى وقت طويل يمتد أحيانا لسنوات حتى تبدو نتائجه المثمرة.