المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
يوم التأسيس يجسد صورة فريدة من التجانس و التلاحم و الحب
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 23-02-2024 03:34 مساءً 11.7K
المصدر - العميد علي بن محمد ال محيا  
بسم الله الرحمن الرحيم :
من فضل الله على هذه الأمة و بعد أن عسف بها الجهل و الضلال و التخلف و الازدراء بعث الله فيها من نوره سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبدالله الرسول الأمين عليه و على أله و صحبه أفضل الصلوات و التسليم ليوقظ الناس من غياهب جهلهم و غيهم و يجعلهم على جادة الحق و الصواب و مع مرور السنين و الأزمنه و عودة الظروف التي أبعدت الناس عن الدين الحق و تسببت في انتشار المفاهيم المغلوطة التي ضربت العقيدة في جوهرها ما جعلها تترنح على حلبة الانحرافات و الخرافات و الزيغ عن روحها و أصالتها الحقيقية التي يريدها الله و رسوله ان تستقر في قلوب المؤمنين من عباده الطيبين الطاهرين .
و بمشيئته و بفضله سبحانه قيض كل أسباب التوفيق و النجاح للمغفور له بأمره تعالى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ما مكنه من إنشاء دولته في الجزيرة العربية و اتخذ من الدرعية عاصمة لها و كان ميلادها في عام ١١٣٩ هـ و كان ميلاده يرحمه الله لوالده سنة ١٠٩٠ هـ ، و بما أنه ولد في بيت قياده و زعامه و هذا ما جعله يتشرب و يتعلم الكثير من فنون السياسة و الحكمة من نبعها الصافي في ذلك الزمن ، و نتيجة لفراسته و ما كان يتحلى به في سن مبكر من شواهد القياده و حسن التصرف و التدبير و أثناء وجوده في كنف والده ، كان يرحمه الله يحرص كل الحرص على استتباب الأمن و الهدوء في الإمارة ، و هذا ما سهل له السبل للشروع في تأسيس الدولة السعودية الاولى و مما ساعده أيضا في هذا الأمر الاتفاق الشهير الذي تم بينه و بين الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب غفر الله له بعد ان لجأ من العيينة إلى الدرعية خوفا على حياته من الذين قاوموا حركته الدينية الاصلاحية بعد ان انتشرت الممارسات الشركية بين المسلمين في الجزيرة العربية .
و من فضل الله على هذه الأمة أن أثمر هذا الاتفاق على قيام و تأسيس الدولة السعودية الأولى على أسس دينية خالية من البدع و الشركيات التي كانت سائدة قبل قيامها و أبرم هذا الاتفاق في عام ١١٥٨ هـ تقريبا و لم يرق هذا للدولة العثمانية ما جعلها تأمر واليها على مصر بإسقاط هذه الدولة الفتية و المجددة للدين ، و حصل هذا في عام ١٢٣٣ هـ على يد إبراهيم محمد علي باشا .
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل الغيرة على الدين و سوء معاملة الأتراك للعرب جعلت استمرار النضال لاستعادة الدولة هدف لا مناص منه.
و قد تحقق ذلك في عام ١٢٤٠ هـ على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود رحمه الله الذي اتخذ من الرياض عاصمة لدولته و لكن سقطت الدولة السعودية الثانية اثر خلافات داخلية و على يد المغفور له بأمره تعالى الامام عبدالعزيز بن بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ، تم استعادة حكم أبائه و اجداده على الرياض في ٥ من شوال من عام ١٣١٩ هـ بعد ملحمة من المحاولات و الكفاح حتى تحقق فرج النصر في هذا التاريخ على يد صقر الجزيرة و من كان معه من أبطال القوم .
و من ذلك التاريخ انطلقت ملحمة الإعداد و البناء و الوحدة و بعد أن وطدت أركانها و حدودها و استتب الأمن و الاستقرار أعلن طيب الله ثراه مرسومه الشهير بتوحيد المناطق آلتي انضوت تحت مظلة حكمه تحت مسمى المملكة العربية السعودية بقيادته و تحت ملكه و كان هذا الاعلان يوافق ١٧ جمادى الأولى من عام ١٣٥١ هـ
و بعد وفاته يرحمه الله تعاقب على حكم البلاد أبناؤه البرره كلا من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله رحمهم الله و اسكنهم الفردوس الأعلى.
و أثناء هذه الرحلة الزمنية خطت المملكة خطوات جباره على طريق التأسيس و البناء و الازدهار حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر عهد قائد المسيرة المظفرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره و أبقاه و متعه بالصحة والعافية .
و إنني بكل فخر و اعتزاز انتهز هذه المناسبة العظيمة لأرفع لمقامه سيدي و إلى مقام ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مهندس رؤية المملكة ٢٠٣٠ و إلى الشعب السعودي الكريم بأجمل التهاني و أجل التبريكات داعيا المولى سبحانه ان يحفظ لنا قيادتنا العظيمة التي تبذل جهودا عظيمة من أجل حفظ الأمن و الاستقرار و تأمين حياة كريمة لشعب كريم عرف بحبه و ولاؤه لوطنه و قيادته و هذا ما مكن من هذه الصوره الفريده من التجانس و التلاحم و تبادل الحب و الولاء و الإخلاص في خدمة الوطن لتبقى عربة البناء و التطور و الازدهار في خط سيرها و وجهتها التي رسمتها القياده الحكيمه .
تحية اعجاب و إكبار لقواتنا المسلحة فوق كل ارض و تحت كل سماء التي يدها دائما على الزناد للذود و الدفاع باقتدار عن حرمة و قدسية أرض الوطن و لكل العاملين في الدولة على حفظ الأمن و الاستقرار الذي نعيشه و نتمتع بالحياة في ضل وجوده .
نسأل الكريم سبحانه ان يحفظ وطننا و قيادتنا و أمننا و استقرارنا إنه سبحانه ولي النعم و القادر على هذا . دام عزك ياوطن .