د.عزت عبدالعظيم استشاري الأمراض النفسية بمستشفيات الحمادي في حوار حول
المصدر -
في الفترة الأخيرة -لم تعد وسائل الماكياج التقليدية تكفي لتجميل شكل الشخص؛ فقد انتشرت جراحات التجميل الجسدية من خلال عمليات الشفط والنفخ والشد وقص المعدة وزراعة الشعر وكل ذلك في محاولة من جانب كثير من الناس لإظهار الجسد بصورة أخري قد تبدو جميلة في عيون الآخرين. وعلى نفس المنوال لم تعد أقنعة حيل الدفاع النفسية التي يحاول كثير من الناس ارتداءها تكفي لتحسين وتجميل صورة الشخص النفسية في عيون الآخرين نظرا لصعوبة الاستمرارية في محاولة التحكم في السلوكيات والتصرفات السيئة وبالتالي يظهر الجانب السلبي السيئ من السلوك والتصرفات والأفعال وردود الأفعال مع الناس ولهذا نلاحظ لجوء كثير من الأشخاص للعلاج النفسي التجميلي الذي يساعد في تحسين وتجميل كثير من الاضطرابات والمشاكل والانحرافات النفسية لكي يبدوا الشخص أجمل نفسيا وسلوكيا ولسان حاله يقول: أنا لا أكذب ولكني أتجمل وكل هذه الأمور تتم من خلال الطب النفسي التجميلي.
ولتوضيح مفهوم الطب النفسي التجميلي ونوعية الحالات التي تحتاج لعلاج نفسي تجميلي وكيفية وفعالية وأمان العلاجات النفسية التجميلية -كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور عزت عبد العظيم - بروفيسور الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق واستشاري الأمراض النفسية بمستشفيات الحمادي بالرياض،وذلك للإجابة على كل الإستفسارات
المتعلقة بهذا الموضوع.
*ماذا يعني مصطلح الطب النفسي التجميلي؟*
_من المعلوم أن كثيرا من الإضطرابات النفسية تؤدي لتغيرات سلبية في سلوكيات الشخص وتصرفاته وآدائه خلال كثير من المواقف والظروف وقدراته النفسية والعقلية وتعاملاته مع الآخرين كما تؤثر سلبا علي مشاعر الإنسان وأحاسيسه الشخصية ولأجل مجابهة هذه الحالات يحاول الطبيب النفسي تحسين وتجميل كل هذه الأمور السلبية السيئة لدى الشخص حتى يصبح في أفضل صورة ممكنة وذلك من خلال استخدام الشخص لبعض الأدوية النفسية ولكن في بعض الأحيان قد يتم إعطاء بعض الأشخاص أدوية نفسية حتى بدون وجود مرض نفسي واضح وذلك لتحسين قدرة الشخص علي التركيز وتعزيز الثقة بالنفس بدرجة أعلي من حالته الطبيعية وذلك من خلال استخدام علاج نفسي دوائي يعمل علي تحسين مثل هذه الأمور.
إن الطب النفسي التجميلي، معروف باسم علم الأدوية النفسية التجميلي،وهو مجال جديد ومتطور نسبيًا يجمع بين مجالي الطب النفسي والطب التجميلي ويركز على استخدام الأدوية والعلاجات النفسية لمعالجة العوامل النفسية المتعلقة بوجود خلل في استقبال صورة الجسم والمظهر واحترام الذات لدى الشخص-في الطب النفسي التجميلي،يمكن وصف الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق والوسواس لمساعدة مثل هؤلاء الأشخاص في التعامل مع الاضطراب العاطفي المرتبط بالمخاوف بشأن مظهرهم الجسدي ويتضمن هذا المجال أيضًا تقييم ومعالجة التأثير النفسي للإجراءات التجميلية مثل الجراحات التجميلية أو العلاجات التجميلية غير الجراحية.
كما أن*الطب النفسي التجميلي أيضًا هو مجال يركز على تحسين صحة وجمال الفرد من الناحية النفسية السلوكية وذلك من خلال إجراءات وعلاجات نفسية معينة تحسن من أداء الفرد. ويتضمن هذا المجال تقديم الدعم أو العلاج النفسي الدوائي لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أي إضطراب نفسي يتعلق باضطراب مقاييس الجمال واستقبال المظهر الشخصي؛مثل اضطرابات الهوية الجنسية واضطرابات شكل الجسم والتي تحتاج تدخلاً جراحيا ونفسيًا وبذلك يمكن القول أن مجال الطب النفسي التجميلي يتضمن أيضا تقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يفكرون في إجراء عمليات تجميلية لتحسين مظهرهم الشخصي، حيث يتعامل الطب النفسي التجميلي مع تلك الأمور المتعلقة بالتفكير والقلق النفسي الذي قد ينتاب الشخص نتيجة لعدم تقبله لشكل الجسم ويظل يصاحبه عند إتخاذ قرارات بإجراء عمليات جراحية لتصغير أو تكبير أو تعديل بعض أجزاء من الجسم وربما قد يستمر هذا القلق والتفكير موجودا حتى بعد إجراء الجراحة التجميلية ولهذا يجب الانتباه إلى أن هذا المجال يعتمد على التعاون المتبادل بين الأطباء النفسيين وأطباء التجميل لتقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء المرضى حتى بعد إجراء العمليات الجراحية التجميلية لاحتمالية استمرار عدم تقبل الشخص للشكل الجديد حتي بعد نجاح العملية الجراحية بسبب عدم وجود تعاون من الطب النفسي التجميلي وجراحة التجميل.
يعمل الأطباء النفسيون التجميليون بشكل وثيق مع المرضى لفهم احتياجاتهم الصحية العاطفية والعقلية فيما يتعلق برغبتهم في إجراء مثل هذه التحسينات التجميلية الجسدية أو النفسية مع ملاحظة أن الطب النفسي التجميلي هو مجال متخصص يجب على الأفراد المهتمين بتلقي هذه الخدمات البحث عن متخصصين مؤهلين ذوي خبرة في كل من الطب النفسي والطب التجميلي.
ومتى بدأ الطب النفسي التجميلي،وكيف؟
_لقد ارتبط مصطلح العلاج النفسي التجميلي بالطبيب النفسي بيتر كرامر عام 1990 م وقد جاء ذلك في كتاب "الإستماع للبروزاك" ومعلوم أن هذا الدواء من أهم أدوية الإكتئاب النفسي المحفزة لناقل السيروتونين المسئول عن ضبط المزاج داخل المخ وهذا الدواء وغيره كثير من أدوية الإكتئاب التي يتم وصفها لمثل هذه الحالات تقوم بتحسين مزاج المريض بالإكتئاب والقلق النفسي ولا ننسى أنه يوجد أدوية نفسية أخري كثيرة غير البروزاك يختارها الطبيب النفسي حسب حالة المريض غالبا ما تساعد هؤلاء الناس في تحسين حالات الإكتئاب والقلق والخوف والوسواس وفرط الحركة وضعف التركيز وتشتت الانتباه والاندفاعات الإيذائية وكثير من السلوكيات السيئة الأخري وبالتالي تتحسن كل هذه السلبيات لدى هؤلاء المرضى بعد استعمال هذه الأدوية وتختفي كثير من المشاعر الاكتئابية والسلوكيات السلبية المضطربة والأفكار الوسواسية وخصوصا تلك الوساوس المرتبطة بعدم تقبل الشخص لشكل الجسم ككل أو بعض أجزاء من جسمه والمساعدة في السيطرة علي سرعة الغضب و الاندفاعات العدوانية الإيذائية تجاه النفس أو الآخرين وبدلا من هذه الإضطرابات النفسية من الممكن الشعور بالسعادة والهدوء والوداعة والثقة بالنفس والرضا بأقدار الله ويتعايش كثير من هؤلاء المرضى مع أنفسهم ومع الآخرين بصورة أفضل تنفي عنهم وجود أي اضطراب نفسي وبالتالي يظهرون أمام الآخرين بصورة نفسية سلوكية إجتماعية أجمل وأرقي عما كانوا عليه قبل العلاج النفسي.
وهل توجد فعلا ما يسمى تشوهات نفسية تحتاج للتجميل؟
_لانستطيع القول أن عملية الخلل السلوكي الناتج عن كثير من الإضطرابات النفسية هي تشوهات نفسية بالمعنى المتعارف عليه ولكن يمكن القول أن كثيرا من العقد النفسية المتراكمة والمرتبطة بكثير من الأمراض النفسية غالبا ما تؤدي الي صراع نفسي داخل الشخص وبالتالي ظهور اضطرابات سلوكية سيئة لدى كثير من المرضى النفسيين مع وجود نوع من الحماقة وسوء التصرف والإزعاج في تصرفات هؤلاء المرضي وتعاملاتهم مع باقي الناس وكل هذه الأمور والسلوكيات السيئة لا يتقبلها باقي الناس وبالتالي تؤدي هذه السلوكيات لتشويه صورة الشخص الإعتبارية والأخلاقية في عيون الآخرين. كما أن هناك بعض الأشخاص لديهم شعور بالدونية والإحباط وعدم تقبلهم لشكل الجسم وظهور مشاعر داخلية سلبية وتصرفات ظاهرية تنم عن حالة عدم الرضا وعدم تقبل الشخص لذاته وشكله وهذه الأمور قد تجعل كثير من هؤلاء الناس يبحثون عن علاج لهذه المشاكل التي تؤرقهم وتنغص عليهم حياتهم.*
وماهي ضرورة ومشروعية العلاج النفسي التجميلي؟
_قد يكون العلاج النفسي التجميلي هو الحل الأخير الممكن لعلاج مشاكل نفسية وسلوكية كبيرة لدى الشخص بعدما كانت حياته مأساوية وتعيسة ويعتبره منقذا له من المعاناة والصراعات التي جعلته منبوذاً اجتماعياً ويصبح العلاج النفسي التجميلي ملاذا آمنا يجعل الشخص متصالحا مع نفسه ومع الآخرين ويعيش حياة سعيدة ومعلوم أن المولي سبحانه وتعالي يجيز مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان لكي يحميه من البؤس والضياع وطالما كان العلاج النفسي لا يحتوي علي أي نوع من المخدرات أو المسكرات فهو جائز شرعا ولا يخالف شرع الله.*
ومامدى استطاعة العلاج النفسي الدوائي القيام بعمليات التجميل النفسية المنشودة،وما هي عوامل نجاح أو فشل عمليات التجميل النفسي؟*
_نعم لقد استطاع العلاج النفسي التجميلي*في الآونة الأخيرة المساعدة في التغلب علي كثير من المشاكل النفسية والإضطرابات السلوكية واضطرابات الشخصية وكبح جماح الاندفاعية والعدوانية والعنف والتخلص من قلة التركيز وضعف الانتباه وتحسين عملية التحصيل الدراسي وزيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين القدرة علي الإنجاز والتطور والنجاح في مجال العمل لدى هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعانون من هذه الصعوبات والمشاكل ولكن لضمان استمرار نجاح هذه العلاجات لابد من وجود تعاون من جانب الشخص الذي يخضع لها مع الإلتزام بالجرعات العلاجية الموصوفة له من جانب الطبيب النفسي والاستمرارية عليها تحت إشراف طبي منضبط.*
وما مدى كفاءة وفعالية وأمان العلاج النفسي التجميلي،وما هي المدة اللازمة للعلاج؟
_معظم الأدوية النفسية التي تساعد في تجميل سلوكيات وطبائع وقدرات الشخص الإنفعالية والتحصيلية وتحسن من ردود الأفعال تتميز بالفعالية العالية والأمان علي المدى القريب والبعيد ولكنها تحتاج لبعض الوقت حتى يأتي مردودها وتأثيرها الإيجابي مع ملاحظة وجوب الإستمرارية علي العلاج لفترات قد تطول أو تقصر حسب وضع الحالة وما يرتأيه الطبيب المعالج مع استمرارية العلاج تحت إشرافه ولا يتوقف الشخص عن العلاج فجأة من تلقاء نفسه حتى لا يتعرض الشخص لحدوث إنتكاسات سلبية في حالته.
وماالنصيحة الأخيرة لمن يحتاج العلاج النفسي التجميلي؟
*معظم العلاج النفسي التجميلي يكلل بالنجاح بإذن الله وخصوصا لو تمت التوصية به من خلال ذوي الإختصاص والخبرة ولكن قد يفشل العلاج النفسي في بعض الأحيان نتيجة لبعض العوامل المرتبطة بتشخيص حالة المريض أو في اختيار نوعية العلاج وذلك مثلما يحدث فشل في عمليات التجميل الجراحية؛ ولهذا وجب الحذر من عمليات التجميل النفسية الفاشلة التي قد تؤدي لتشويه نفسية الإنسان إن لم تكن تحت إشراف طبيب نفسي متخصص ولهذا وجب التنبيه لهذه النقطة المهمة - والله الموفق لما فيه خير العباد وصلاحهم.
ولتوضيح مفهوم الطب النفسي التجميلي ونوعية الحالات التي تحتاج لعلاج نفسي تجميلي وكيفية وفعالية وأمان العلاجات النفسية التجميلية -كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور عزت عبد العظيم - بروفيسور الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق واستشاري الأمراض النفسية بمستشفيات الحمادي بالرياض،وذلك للإجابة على كل الإستفسارات
المتعلقة بهذا الموضوع.
*ماذا يعني مصطلح الطب النفسي التجميلي؟*
_من المعلوم أن كثيرا من الإضطرابات النفسية تؤدي لتغيرات سلبية في سلوكيات الشخص وتصرفاته وآدائه خلال كثير من المواقف والظروف وقدراته النفسية والعقلية وتعاملاته مع الآخرين كما تؤثر سلبا علي مشاعر الإنسان وأحاسيسه الشخصية ولأجل مجابهة هذه الحالات يحاول الطبيب النفسي تحسين وتجميل كل هذه الأمور السلبية السيئة لدى الشخص حتى يصبح في أفضل صورة ممكنة وذلك من خلال استخدام الشخص لبعض الأدوية النفسية ولكن في بعض الأحيان قد يتم إعطاء بعض الأشخاص أدوية نفسية حتى بدون وجود مرض نفسي واضح وذلك لتحسين قدرة الشخص علي التركيز وتعزيز الثقة بالنفس بدرجة أعلي من حالته الطبيعية وذلك من خلال استخدام علاج نفسي دوائي يعمل علي تحسين مثل هذه الأمور.
إن الطب النفسي التجميلي، معروف باسم علم الأدوية النفسية التجميلي،وهو مجال جديد ومتطور نسبيًا يجمع بين مجالي الطب النفسي والطب التجميلي ويركز على استخدام الأدوية والعلاجات النفسية لمعالجة العوامل النفسية المتعلقة بوجود خلل في استقبال صورة الجسم والمظهر واحترام الذات لدى الشخص-في الطب النفسي التجميلي،يمكن وصف الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق والوسواس لمساعدة مثل هؤلاء الأشخاص في التعامل مع الاضطراب العاطفي المرتبط بالمخاوف بشأن مظهرهم الجسدي ويتضمن هذا المجال أيضًا تقييم ومعالجة التأثير النفسي للإجراءات التجميلية مثل الجراحات التجميلية أو العلاجات التجميلية غير الجراحية.
كما أن*الطب النفسي التجميلي أيضًا هو مجال يركز على تحسين صحة وجمال الفرد من الناحية النفسية السلوكية وذلك من خلال إجراءات وعلاجات نفسية معينة تحسن من أداء الفرد. ويتضمن هذا المجال تقديم الدعم أو العلاج النفسي الدوائي لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أي إضطراب نفسي يتعلق باضطراب مقاييس الجمال واستقبال المظهر الشخصي؛مثل اضطرابات الهوية الجنسية واضطرابات شكل الجسم والتي تحتاج تدخلاً جراحيا ونفسيًا وبذلك يمكن القول أن مجال الطب النفسي التجميلي يتضمن أيضا تقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يفكرون في إجراء عمليات تجميلية لتحسين مظهرهم الشخصي، حيث يتعامل الطب النفسي التجميلي مع تلك الأمور المتعلقة بالتفكير والقلق النفسي الذي قد ينتاب الشخص نتيجة لعدم تقبله لشكل الجسم ويظل يصاحبه عند إتخاذ قرارات بإجراء عمليات جراحية لتصغير أو تكبير أو تعديل بعض أجزاء من الجسم وربما قد يستمر هذا القلق والتفكير موجودا حتى بعد إجراء الجراحة التجميلية ولهذا يجب الانتباه إلى أن هذا المجال يعتمد على التعاون المتبادل بين الأطباء النفسيين وأطباء التجميل لتقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء المرضى حتى بعد إجراء العمليات الجراحية التجميلية لاحتمالية استمرار عدم تقبل الشخص للشكل الجديد حتي بعد نجاح العملية الجراحية بسبب عدم وجود تعاون من الطب النفسي التجميلي وجراحة التجميل.
يعمل الأطباء النفسيون التجميليون بشكل وثيق مع المرضى لفهم احتياجاتهم الصحية العاطفية والعقلية فيما يتعلق برغبتهم في إجراء مثل هذه التحسينات التجميلية الجسدية أو النفسية مع ملاحظة أن الطب النفسي التجميلي هو مجال متخصص يجب على الأفراد المهتمين بتلقي هذه الخدمات البحث عن متخصصين مؤهلين ذوي خبرة في كل من الطب النفسي والطب التجميلي.
ومتى بدأ الطب النفسي التجميلي،وكيف؟
_لقد ارتبط مصطلح العلاج النفسي التجميلي بالطبيب النفسي بيتر كرامر عام 1990 م وقد جاء ذلك في كتاب "الإستماع للبروزاك" ومعلوم أن هذا الدواء من أهم أدوية الإكتئاب النفسي المحفزة لناقل السيروتونين المسئول عن ضبط المزاج داخل المخ وهذا الدواء وغيره كثير من أدوية الإكتئاب التي يتم وصفها لمثل هذه الحالات تقوم بتحسين مزاج المريض بالإكتئاب والقلق النفسي ولا ننسى أنه يوجد أدوية نفسية أخري كثيرة غير البروزاك يختارها الطبيب النفسي حسب حالة المريض غالبا ما تساعد هؤلاء الناس في تحسين حالات الإكتئاب والقلق والخوف والوسواس وفرط الحركة وضعف التركيز وتشتت الانتباه والاندفاعات الإيذائية وكثير من السلوكيات السيئة الأخري وبالتالي تتحسن كل هذه السلبيات لدى هؤلاء المرضى بعد استعمال هذه الأدوية وتختفي كثير من المشاعر الاكتئابية والسلوكيات السلبية المضطربة والأفكار الوسواسية وخصوصا تلك الوساوس المرتبطة بعدم تقبل الشخص لشكل الجسم ككل أو بعض أجزاء من جسمه والمساعدة في السيطرة علي سرعة الغضب و الاندفاعات العدوانية الإيذائية تجاه النفس أو الآخرين وبدلا من هذه الإضطرابات النفسية من الممكن الشعور بالسعادة والهدوء والوداعة والثقة بالنفس والرضا بأقدار الله ويتعايش كثير من هؤلاء المرضى مع أنفسهم ومع الآخرين بصورة أفضل تنفي عنهم وجود أي اضطراب نفسي وبالتالي يظهرون أمام الآخرين بصورة نفسية سلوكية إجتماعية أجمل وأرقي عما كانوا عليه قبل العلاج النفسي.
وهل توجد فعلا ما يسمى تشوهات نفسية تحتاج للتجميل؟
_لانستطيع القول أن عملية الخلل السلوكي الناتج عن كثير من الإضطرابات النفسية هي تشوهات نفسية بالمعنى المتعارف عليه ولكن يمكن القول أن كثيرا من العقد النفسية المتراكمة والمرتبطة بكثير من الأمراض النفسية غالبا ما تؤدي الي صراع نفسي داخل الشخص وبالتالي ظهور اضطرابات سلوكية سيئة لدى كثير من المرضى النفسيين مع وجود نوع من الحماقة وسوء التصرف والإزعاج في تصرفات هؤلاء المرضي وتعاملاتهم مع باقي الناس وكل هذه الأمور والسلوكيات السيئة لا يتقبلها باقي الناس وبالتالي تؤدي هذه السلوكيات لتشويه صورة الشخص الإعتبارية والأخلاقية في عيون الآخرين. كما أن هناك بعض الأشخاص لديهم شعور بالدونية والإحباط وعدم تقبلهم لشكل الجسم وظهور مشاعر داخلية سلبية وتصرفات ظاهرية تنم عن حالة عدم الرضا وعدم تقبل الشخص لذاته وشكله وهذه الأمور قد تجعل كثير من هؤلاء الناس يبحثون عن علاج لهذه المشاكل التي تؤرقهم وتنغص عليهم حياتهم.*
وماهي ضرورة ومشروعية العلاج النفسي التجميلي؟
_قد يكون العلاج النفسي التجميلي هو الحل الأخير الممكن لعلاج مشاكل نفسية وسلوكية كبيرة لدى الشخص بعدما كانت حياته مأساوية وتعيسة ويعتبره منقذا له من المعاناة والصراعات التي جعلته منبوذاً اجتماعياً ويصبح العلاج النفسي التجميلي ملاذا آمنا يجعل الشخص متصالحا مع نفسه ومع الآخرين ويعيش حياة سعيدة ومعلوم أن المولي سبحانه وتعالي يجيز مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان لكي يحميه من البؤس والضياع وطالما كان العلاج النفسي لا يحتوي علي أي نوع من المخدرات أو المسكرات فهو جائز شرعا ولا يخالف شرع الله.*
ومامدى استطاعة العلاج النفسي الدوائي القيام بعمليات التجميل النفسية المنشودة،وما هي عوامل نجاح أو فشل عمليات التجميل النفسي؟*
_نعم لقد استطاع العلاج النفسي التجميلي*في الآونة الأخيرة المساعدة في التغلب علي كثير من المشاكل النفسية والإضطرابات السلوكية واضطرابات الشخصية وكبح جماح الاندفاعية والعدوانية والعنف والتخلص من قلة التركيز وضعف الانتباه وتحسين عملية التحصيل الدراسي وزيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين القدرة علي الإنجاز والتطور والنجاح في مجال العمل لدى هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعانون من هذه الصعوبات والمشاكل ولكن لضمان استمرار نجاح هذه العلاجات لابد من وجود تعاون من جانب الشخص الذي يخضع لها مع الإلتزام بالجرعات العلاجية الموصوفة له من جانب الطبيب النفسي والاستمرارية عليها تحت إشراف طبي منضبط.*
وما مدى كفاءة وفعالية وأمان العلاج النفسي التجميلي،وما هي المدة اللازمة للعلاج؟
_معظم الأدوية النفسية التي تساعد في تجميل سلوكيات وطبائع وقدرات الشخص الإنفعالية والتحصيلية وتحسن من ردود الأفعال تتميز بالفعالية العالية والأمان علي المدى القريب والبعيد ولكنها تحتاج لبعض الوقت حتى يأتي مردودها وتأثيرها الإيجابي مع ملاحظة وجوب الإستمرارية علي العلاج لفترات قد تطول أو تقصر حسب وضع الحالة وما يرتأيه الطبيب المعالج مع استمرارية العلاج تحت إشرافه ولا يتوقف الشخص عن العلاج فجأة من تلقاء نفسه حتى لا يتعرض الشخص لحدوث إنتكاسات سلبية في حالته.
وماالنصيحة الأخيرة لمن يحتاج العلاج النفسي التجميلي؟
*معظم العلاج النفسي التجميلي يكلل بالنجاح بإذن الله وخصوصا لو تمت التوصية به من خلال ذوي الإختصاص والخبرة ولكن قد يفشل العلاج النفسي في بعض الأحيان نتيجة لبعض العوامل المرتبطة بتشخيص حالة المريض أو في اختيار نوعية العلاج وذلك مثلما يحدث فشل في عمليات التجميل الجراحية؛ ولهذا وجب الحذر من عمليات التجميل النفسية الفاشلة التي قد تؤدي لتشويه نفسية الإنسان إن لم تكن تحت إشراف طبيب نفسي متخصص ولهذا وجب التنبيه لهذه النقطة المهمة - والله الموفق لما فيه خير العباد وصلاحهم.