أكد أن مشاركة الأسرة ضرورة في كل مراحل العلاج ..
المصدر -
أكد الدكتور يوسف النمراوي استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض أن علاج الإدمان من المخدرات لابد من إدراك أنه ليس سهلًا،ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبي المباشر، وفي مكان صالح لذلك، كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذي أدمن عليه،وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه،وهناك بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل،ومنها تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً،وتحقيق الاستقرار النفسي لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي،وتحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة.
أما تدابير العلاج، فتتضمن ما يلي:مواجهة آثار الجرعات الزائدة،ومواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان، والحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة،وتعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل،ومساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية.
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد،فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق،وذلك بعمل برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم أو تدريب مهني،ومشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات، وتشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة.
الهدف المباشر للعلاج
ويتمثل الهدف المباشر للعلاج في الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات،وأن جهوداً مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هي أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع في العلاج أو يستمر فيه،ويعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء،لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل،وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر،وقبوله بسهولة إذا ارتد المخدرات في برنامج التأهيل،وإن أتباع أسلوب الوعظ والإرشاد في إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير،وإذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد،فإنها ستكون في وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياه الطبيعية.
ويؤكد استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي أن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات في الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازاً، والعلاج في هذا الإطار، هو خطوة مبكرة في عملية أطول،وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية تلك التدابير الأوسع نطاقاً والتي تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحـة،وإذا وضع هذا الاعتبار في وضع السياسات،فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
ويكمن جانب من برامج التأهيل في تعليم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات،وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة،وسيختلف هذا من شخص لآخر...فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة،أو ينهمكوا في الرياضة والأنشطة التي تتم في الخلاء،وقد يجد آخرون متعة في الموسيقى أو الفن، وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعي أكبر بالذات، ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين،وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحي الدينية ودروس العلم وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية،كما أن هناك دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها،حيث أن الجوانب الطبية في العلاج لا يجب أن تغني عن النهج الأخرى التي يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته،وإدراكه للآخرين ولسلوكه،فعلى سبيل المثال، ينبغي النظر لإزالة التسمم، كمقدمة لهذه النهج الأخرى.
الطرق الطبية للعلاج
وأنه إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة،أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء،وعلاج الإدمان له مراحل متتالية،لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى،أو تطبيق بعضه دون بعــض،لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي،لأنه حل مؤقت ولا يجوز الاكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه،ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التي تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.
وكما أن العلاج وحدة واحدة، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج، ويحتاج الأمر -أيضاً-إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه،ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك،بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة، وهي الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس،إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة،الجسدية والنفسية والاجتماعية،مع ضمان عودته الفعالة إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة،الجسدية والنفسية والاجتماعية،مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ستة أشهر في الحالات الجديدة،أو سنة أو سنتين في الحالات التي سبق لها أن عانت من نكسات متكررة.
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد في معايير الشفاء حتى في الحالات التي يصحبها اضطراب جسيم في الشخصية أوالتي وقعت في السلوك الإجرامي مهما كان محدداً،وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية.
التخلص من السموم
وتطرق د.يوسف النمراوي إلـى مرحلة التخلص من السموم وهي مرحلة طبية في الأساس،ذلك أن جسد الإنسان في الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي،وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة،ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب،هذا وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها،وهي:العلاج النفسي والاجتماعي؛ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي،وإذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في الأساس،فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة،فهي تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن،فأنها تنصب على المشكلة ذاتها، بغرض القضاء على أسباب الإدمان،وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي،سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته،كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي،كما تتضمن - أيضاً-علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم–على سبيل المثال–علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية،كما تتضمن العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفائته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك.
أما مرحلة التأهيل والرعاية الاحقة،وتنقسم إلى ثلاثة مكونات أساسية:
أ–مرحلة التأهيل العملي:
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلى العمل،أما إذا لم يتمكن من هذه العودة،فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل اخر متاح،حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.
ب–التأهيل الاجتماعي:
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى(بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية،ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين(المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى)وتدريبها على تقبل وتفهم كل منها للآخر، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.
ج–الوقاية من النكسات:
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.
أما تدابير العلاج، فتتضمن ما يلي:مواجهة آثار الجرعات الزائدة،ومواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان، والحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة،وتعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل،ومساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية.
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد،فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق،وذلك بعمل برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم أو تدريب مهني،ومشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات، وتشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة.
الهدف المباشر للعلاج
ويتمثل الهدف المباشر للعلاج في الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات،وأن جهوداً مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هي أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع في العلاج أو يستمر فيه،ويعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء،لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل،وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر،وقبوله بسهولة إذا ارتد المخدرات في برنامج التأهيل،وإن أتباع أسلوب الوعظ والإرشاد في إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير،وإذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد،فإنها ستكون في وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياه الطبيعية.
ويؤكد استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي أن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات في الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازاً، والعلاج في هذا الإطار، هو خطوة مبكرة في عملية أطول،وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية تلك التدابير الأوسع نطاقاً والتي تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحـة،وإذا وضع هذا الاعتبار في وضع السياسات،فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
ويكمن جانب من برامج التأهيل في تعليم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات،وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة،وسيختلف هذا من شخص لآخر...فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة،أو ينهمكوا في الرياضة والأنشطة التي تتم في الخلاء،وقد يجد آخرون متعة في الموسيقى أو الفن، وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعي أكبر بالذات، ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين،وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحي الدينية ودروس العلم وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية،كما أن هناك دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها،حيث أن الجوانب الطبية في العلاج لا يجب أن تغني عن النهج الأخرى التي يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته،وإدراكه للآخرين ولسلوكه،فعلى سبيل المثال، ينبغي النظر لإزالة التسمم، كمقدمة لهذه النهج الأخرى.
الطرق الطبية للعلاج
وأنه إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة،أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء،وعلاج الإدمان له مراحل متتالية،لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى،أو تطبيق بعضه دون بعــض،لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي،لأنه حل مؤقت ولا يجوز الاكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه،ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التي تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.
وكما أن العلاج وحدة واحدة، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج، ويحتاج الأمر -أيضاً-إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه،ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك،بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة، وهي الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس،إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة،الجسدية والنفسية والاجتماعية،مع ضمان عودته الفعالة إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة،الجسدية والنفسية والاجتماعية،مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ستة أشهر في الحالات الجديدة،أو سنة أو سنتين في الحالات التي سبق لها أن عانت من نكسات متكررة.
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد في معايير الشفاء حتى في الحالات التي يصحبها اضطراب جسيم في الشخصية أوالتي وقعت في السلوك الإجرامي مهما كان محدداً،وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية.
التخلص من السموم
وتطرق د.يوسف النمراوي إلـى مرحلة التخلص من السموم وهي مرحلة طبية في الأساس،ذلك أن جسد الإنسان في الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي،وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة،ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب،هذا وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها،وهي:العلاج النفسي والاجتماعي؛ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي،وإذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في الأساس،فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة،فهي تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن،فأنها تنصب على المشكلة ذاتها، بغرض القضاء على أسباب الإدمان،وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي،سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته،كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي،كما تتضمن - أيضاً-علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم–على سبيل المثال–علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية،كما تتضمن العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفائته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك.
أما مرحلة التأهيل والرعاية الاحقة،وتنقسم إلى ثلاثة مكونات أساسية:
أ–مرحلة التأهيل العملي:
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلى العمل،أما إذا لم يتمكن من هذه العودة،فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل اخر متاح،حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.
ب–التأهيل الاجتماعي:
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى(بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية،ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين(المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى)وتدريبها على تقبل وتفهم كل منها للآخر، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.
ج–الوقاية من النكسات:
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.