يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض صباح غدِ، أعمال المؤتمر العلمي " العمل الإنساني : آفاقه وتحدياته "، الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقرها بالرياض خلال الفترة من 12 إلى 14 رجب 1437هـ الموافق من 19 إلى 21 أبريل 2016م، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). ويشارك في أعمال المؤتمر مختصون من وزارات الداخلية، والعدل، والشؤون الاجتماعية، والإعلام، والبيئة، والصحة، في الدول العربية، إضافة إلى هيئات الهلال الأحمر والمؤسسات والجمعيات ذات العلاقة ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة في مجال عمل المؤتمر. وأوضح معالي رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن المؤتمر ينظم بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة في إطار اهتمام سموه بتعزيز ثقافة العمل الإنساني في الدول العربية، ضمن سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ومنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في سياق اهتمام الجامعة بقضايا الأمن الشامل بما يعزز الأمن العربي والإقليمي والدولي. وأضاف معاليه أن الجامعة كانت سباقة إلى التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية العربية ومنظومة العمل الإنساني العالمي ممثلة في مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باعتباره ممثلاً للأمم المتحدة في مجالات العمل الإنساني الذي يستهدف المتضررين في أنحاء العالم سواء أكان هذا الضرر ناتجاً عن الكوارث الطبيعة أو بفعل الحروب والأعمال الإرهابية. وأوضح أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العمل الإنساني خاصة في ظل الاضطرابات التي تعم العالم وتغير المناخ وندرة الموارد، حيث أدى ذلك إلى أن يصل عدد النازحين قسراً إلى أكثر من 60 مليون شخص حول العالم الأمر الذي يستدعي ضرورة زيادة التعاون المشترك، والتمسك بمبادئ العمل الإنساني واحترام القانون الدولي والإنسانية. وقامت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بجهود متعددة في هذا المجال متمثلة في تنظيم الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محلياً وإقليمياً ودولياً، ومن خلال التعاون الاستراتيجي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونسيف والمنظمات الدولية ذات العلاقة، إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية تعزز العمل الإنساني وآلياته سعياً من الجامعة لمعالجة القضايا الإنسانية الملحة ومحاولة إيجاد الحلول لها وتحديد المسؤوليات لتخفيف المعاناة عن اللاجئين المتأثرين بالكوارث البشرية والطبيعية والأثر العميق الذي تحدثه على البنيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ليس فقط لبلدانهم ولكن للمحيط الإقليمي والدولي عامة.
وأكد الدكتور جمعان بن رقوش أنه قد استقطب للمؤتمر هيئة علمية متخصصة من ذوي الكفاءات والخبرات من مختلف الدول حتى يحقق أهدافه، وأن تكون الأوراق المقدمة من جانبهم، إضافة جديدة ومتميزة تثري الجهود المبذولة في هذا المجال بهدف الوصول لتوصيات علمية قابلة للتطبيق في ظل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية. ونوه بالدعم الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله - لمنظومة العمل الإنساني الدولية في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبحت المملكة الدولة المانحة الأولى عربياً والسابعة عشرة عالمياً، مشيراً إلى إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي سيؤسس لمنهجية ذات أبعاد إستراتيجية للتعامل مع المنظمات الدولية في الشأن الإغاثي والإنساني. واختتم معاليه بالتأكيد على أن التوجيهات الكريمة والمتابعة الدائمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب هي التي صنعت الانجازات المتلاحقة لهذا الصرح العملي العربي في مجالات العمل الإنساني وغيرها من مجالات الأمن الشامل. وقدم معاليه الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على تفضله بافتتاح أعمال المؤتمر رغبة منه في إنجاح أعماله وتسليط الضوء على أهدافه النبيلة في إطار الرعاية التي توليها دولة المقر المملكة العربية السعودية للجامعة وأشكال التعاون العربي والدولي المشترك. ويهدف المؤتمر إلى توفير فرصة للتواصل وتبادل وجهات النظر بين الجهات الأمنية والجهات المنوطة بالعمل الإنساني، وتبادل وجهات النظر حول الكيفية التي يمكن بها لأجهزة الأمن أن تدعم الاستجابة الإنسانية وتعمل بالتعامل معها ولاسيما في العالم العربي، وتعزيز ثقافة العمل الإنساني في المجتمع العربي، والاستفادة من التجارب الدولية والعربية الرائدة في مجال العمل الإنساني، واستشراف مستقبل العمل الإنساني. وسيناقش المؤتمر أوراقه العلمية من خلال عدد من المحاور منها: محور " الأمن والشؤون الإنسانية "، ومحور " الآليات الدولية للاستجابة الإنسانية"، ومحور " مخاطر انعدام الأمن على المتضررين من الأزمات الإنسانية "، ومحور " أمثلة الجهود التي تبذلها الدول العربية في حالات الطوارئ والكوارث "، ومحور " تجارب مستقاة ودروس مستفادة من إدارة الحشود وسيتم استعراض تجربة المملكة العربية السعودية في إدارة وأمن الحشود البشرية في موسم الحج والعمرة".