المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
الرعاية التلطيفية لا تتعلق بمدى العمر .. لكن تتعلق بكيفية العيش بشكل جيد…
بواسطة : 17-11-2022 07:26 مساءً 10.0K
المصدر -  
تعتبر‬‬‬‬ الرعاية التلطيفية هي أحد المسارات الستة لنموذج الرعاية الصحية الحديثة في برنامج التحول الصحي المؤسسي في المملكة العربية السعودية التي تتمحور حول المريض وذويه .
وان منظمة الصحة العالمية عرفت الرعاية التلطيفية بأنها نهــج يعمــل علــى تحســين جودة حيــاة المرضـى (البالغيـن والأطفـال) وأسـرهم الذين يواجهون المشاكل المصاحبة للأمراض المستعصية المهددة للحياة في أي مرحلة من مراحل الإصابة بالمرض، من خلال تخفيف المعاناة عن طريق التشخيص المبكر للآلام ومن ثم علاجها وكذلك التعرف على المسببات الأخرى لعدم الراحة والتي قد تكون جسدية بسبب المرض أو العلاجات المستخدمة (كالعلاج الكيمياوي او الاشعاعي) أو المشاكل النفسية والاجتماعية والروحية.
وعلى سبيل المثال لهذه الاعراض الجسدية (الألم بشتـى أنواعها وضيق التنفس والضعف العام وفقدان الشهية والغثيان والقيء واضطرابات الأمعاء والمثانة والاعصاب والهذيان).
ومن الأمثلة لهذه الامراض المستعصية والمهددة للحياة {السرطان، أمراض القلب المزمنة، أمراض الرئة المستعصية، الفشل الكلوي، المرحلة النهائية من مرض الكبد، الخرف، الزهايمر، مرض باركنسون، السكتة الدماغية، اضطرابات نخاع العظم والدم التي تحتاج إلى زراعة الخلايا الجذعية، نقص المناعة المكتسب .
تشير التقديرات العالمية إلى أن 40 مليون شخص يحتاجون سنويا إلى الرعاية التلطيفية، وأن 78% من هؤلاء يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
وعلى الصعيد العالمي، لا يحصل على الرعاية التلطيفية سوى 14% من الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
حيث تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المبكر لخدمات الرعاية التلطيفية بالتعاون مع الطبيب المعالج بشكل منتظم يضمن التنسيق الجيد للرعاية حيث انه يحسّن جودة نوعية حياة المرضى الذين يعانون أمراضاً خطيرة ويقلل الاكتئاب والقلق ويزيد من رضا المريض وعائلته عن الرعاية، وفي بعض الحالات قد يساعد حتى في مد فترة عمرهم.
ان الرعاية التلطيفية تُقدَّم في إطار خدمات صحية متكاملة محورها الإنسان من خلال التنويم بالمستشفى بقسم الرعاية التلطيفية أو العيادات الخارجية مع الرعاية الصحية المنزلية أو تقديم المشورة في العيادات الافتراضية، وايضاً في النزل الصحية التي تسمي الرعاية المزمنة الممتدة (الهوسبس).
ويتم رعاية هؤلاء المرضى من خلال فريق الرعاية التلطيفية المتعدد التخصصات الذي يتكون من افراد الاسرة بالإضافة إلى عدداً من ذوي الخبرة من استشاري الطب التلطيفي وممرضي رعاية تلطيفية، واخصائي (الاجتماعي، النفسي، التغذية العلاجية، الصيدلة السريرية، العلاج الطبيعي والوظيفي، المرشد الديني) ومدير الحالات. ومن سمات الفريق انهم يملكون مهارات علمية متخصصة استنادً على الطب المبني على البراهين في مجالاتهم لوضع خطة علاجية متكاملة تستوفي الاحتياجات الجسدية والعاطفية والاجتماعية والروحية ويسعون من خلالها إلى تخفيف من حدة المرض وتحسين جودة حياة المرضى وتلبية احتياجاتهم اليومية.
ويتم اجتماعات متكررة مع المريض وذويه للتخطيط للرعاية المتقدمة والمساعدة في كتابة الوصية العلاجية والتوجيه المسبق وتفويض الرعاية الصحية من خلال فهم خيارات العلاج والأهداف المستقبلية بالإضافة لتقديم الدعم المستمر والمشورة للمواقف العديدة الصعبة والقرارات التي يواجهها المريض وأسرته خلال رحلة الإصابة بالمرض أو الاقتراب من نهاية الحياة، ومنح المريض الفرصة لاتخاذ القرارات مما يكفل له العيش بكرامة.

ومن مهام الفريق المتعدد التخصصات الاهتمام بالقائمين على رعاية المرضى من ذويه أثناء رحلة المرض بدعمهم ومساندتهم وتقليل معاناتهم خلال رحلة المرض، بالإضافة إلى مواساة ودعم الأسرة بعد الفقد لا سمح الله.

كما أُنشئت جمعية «الرعاية التلطيفية السعودية» تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات تهدف إلى إدخال الطب التلطيفي في مجتمعنا في السياق الصحيح وتوحيد جهود المتخصصين في الطب التلطيفي لتحسين الخدمات المتاحة للمرضى في كل مراحل المر ض بما في ذلك المرضى الذين يخضعون للعلاج من الأمراض التي يمكن الشفاء منها.

واخيراً الرعاية التلطيفية لا تتعلق بمدى العمر .. لكن تتعلق بكيفية العيش بشكل جيد


د. الهام حامد غباشي
استشارية الطب التلطيفي وقائد مسار الرعاية التلطيفية بتجمع جدة الصحي الأول بمستشفى شرق جدة