المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
الماء الأبيض..سبب لضعف وتشوش النظر
فوز العواد
بواسطة : فوز العواد 05-11-2022 02:53 صباحاً 6.9K
المصدر - الخليج  تعد العين من الأجهزة الحيوية الهامة في الجسم، والتي يجب الحفاظ عليها، ومتابعتها بشكل دوري، لأنها تصاب بالكثير من المشاكل والأمراض، ويمكن أن تتعمق هذه الاضطرابات لتصبح دائمة، أو مزمنة، ولذلك فمن الواجب وقف أي خلل يحدث في البداية.
تفيد السيطرة على أمراض العين في منع إصابتها بمشكلة ضعف الرؤية، وانتشار ثقافة الوعي الصحي بالعين يقي من الوقوع في كثير من الأخطاء المضرة بها، وكذلك معرفة العادات والسلوكيات غير الصحية تحافظ على النظر سنوات طويلة. ويؤثر التقدم في العمر في صحة العين عموماً، ومشكلة الماء الأبيض من الأمراض التي يصاب بها كبار السن، إضافة إلى بعض المسببات الأخرى، ولكن السن هو أحد العوامل الأساسية لهذه المشكلة.
يحدث هذا المرض بعض الأضرار في رؤية الأشياء، ويؤدي عدم التعامل معه بجدية إلى الإصابة بضعف العين في الإبصار.
كما أن العادات السيئة تعجل من فرص الإصابة بهذه المشكلة، مثل الإجهاد المستمر للعين، فهي تصيب أشخاص في سن 60 عاماً، وآخرين بعد 66 سنة. ونتناول في هذا الموضوع أحدث الدراسات والأبحاث في هذا الموضوع، وكذلك العوامل الأخرى للإصابة، والأعراض التي تظهر على المرضى، وطرق الوقاية التي يضعها المختصون، وكذلك أساليب العلاج المتنوعة والحديثة.

تضرر العدسة

تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن مرض الماء الأبيض يحدث بسبب حالة التدهور والضعف الذي يصيب عدسة العين، لأن هذا الخلل يصيب العدسة الموجودة وراء الحدقة، وغالباً ما تؤثر في عين واحدة فقط.
ويصنف الباحثون هذه المشكلة على أنها من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى فقدان النظر، لأن العدسة تتراجع نتيجة الضبابية، وتضيع قدرتها من ناحية الشفافية المعتادة، وبالتالي تقل درجة الرؤية، وتتناقص مع الوقت.
ويؤدي الإهمال وعدم علاج هذا المرض في ضعف ملحوظ للبصر، ومن ثم الوصول إلى حالة فقدان الرؤية، والسبب أنه لا يوجد ألم أو علامة مؤثرة نتيجة هذا المرض، ما يجعله يتسلل من دون شعور المصاب به.

تضرر العدسة

ويحدث المرض نتيجة أن العدسة تصبح غير شفافة بالقدر الطبيعي الذي كانت عليه قبل الإصابة بهذا المرض، وبالتالي تعرقل عملية مرور الضوء بالشكل المعتاد الكامل، حيث تحجب البقعة المعتمة الضوء، وحسب حجم هذه البقة وعددها يكون الخلل.
ويقول الأطباء المختصون إنه مع الوقت يزيد عدد هذه البقع المعتمة، وبعضها تتسع مساحته ما يزيد من مشكلة حجب الضوء عن المرور، ويشكو المصاب من وجود رؤية ضبابية مستمرة. ويتعرض الأشخاص الذين يهملون علاج هذه المشكلة إلى تدهور الحالة، وتحدث حالة من ضعف البصر، والتشوش في الرؤية، وهو ما يطلق عليه الرؤية الضبابية التي تشبه حجب الضباب للنظر في الجو، ومشاهدة أجزاء فقط من الأشياء، أو الطرق.

تراجع النظر

تظهر بعض الأعراض نتيجة الإصابة بمرض الماء الأبيض، ومنها الابتعاد عن الضوء القوي، والإحساس بالانزعاج، والتحسس منه، ويشعر الشخص بتراجع قدرات النظر، خاصة أثناء فترة الليل، وتتحول الرؤية إلى حالة الغيام والخفوت.
ويرى الشخص المصاب بعض الهالات التي تصاحب الضوء، ويصبح في احتياج إلى إضاءة أكثر عند عمل بعض الأنشطة، أو الجلوس للقراءة.
ويشعر المريض بحالة من بهتان وضعف الألوان التي يراها، ويمكن أن تميل إلى الاصفرار، كما يري في بعض الأحيان ازدواج المشاهدة في إحدى العينين، ويلجأ إلى تغيير نظارة الرؤية ومقاسات العدسات باستمرار.
ويحدث الإعتام في جزء من عدسة العين في البداية، ما يؤدي إلى عدم الشعور به، وتتسع هذه الحالة مع الوقت إلى أن تصبح واضحة تماماً في الرؤية الغائمة.

الوراثة والسكري

يقول الباحثون إنه توجد مسببات عدة للإصابة بمرض الماء الأبيض، إضافة إلى عامل الشيخوخة الرئيسي، مثل العوامل الوراثية التي ثبت أن لها دوراً كذلك في هذه المشكلة، حيث بينت الدراسة إصابة أفراد في عائلة واحدة بهذا المرض، ما يدل على وجود صلة وثيقة بين الوارثة وإعتام العين.
ويعد التدخين كذلك من مسببات هذا المرض، لأنه يؤدي إلى حدوث أضرار في العدسة، وكشفت دراسة سابقة أن الأشخاص المدخنين يشكلون عدداً كبيراً بين المسنين المصابين بالماء الأبيض، فالتدخين يسبب اضطرابات واسعة في أجهزة الجسم، ومنها تراجع صحة العيون.
وثبت تأثير داء السكري في كبار السن المصـــابين بالمـــــاء الأبيــــــض، وسجلت الدراسة عــــدداً كبيراً مــــــــن كـــــبار الســــن المصابين بهذه المشـــكلة وكذلك يعانون مــــــرض السكري من النوع الثاني.

الشمس والأدوية

ويمكن أن يتسبب التعرض للشمس لفترات طويلة بالإصابة بهذه المشكلة، فهناك الكثير من الأشخاص تضطرهم ظروف العمل للمكوث تحت أشعة الشمس وقتاً طويلاً من اليوم، ومنهم عمال البناء، والفلاحون، ومن يعملون في مجال استخراج البترول والغاز، وبعض المهن الأخرى.
وينصح الباحثون هؤلاء العمال بارتداء النظارات الشمسية الواقية للعين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة للغاية لعدسة العين، وأخذ الاحتياطات اللازمة.
وتجنب تعرض العين للشمس قدر الإمكان. وذلك يؤدي إلى تراجع الإصابة بماء الأبيض للعين.
ويؤدي تناول عدد من الأدوية والعلاجات إلى الإصابة بمرض الماء الأبيض، كنوع من الأضرار الجانبية للمادة الفعالة في هذه الأدوية، والتي تعمل دور أحد الهرمونات داخل الجسم، ولهذه الأدوية دور في علاج العديد من الأعراض والأمراض، ولذلك فهو يؤثر في عدسة العين ويسبب حالة الساد أو الماء الأبيض.

الغذاء غير الصحي

ويبين أحد الباحثين أن الغذاء يمكن أن يكون له تأثير في الإصابة بالماء الأبيض للعين، فالتغذية غير الصحية تؤدي إلى التعجيل بحدوث عتامة العين.
وأثبتت الدراسة وجود علاقة قوية بين المرضى بهذه المشكلة وبين نقص فيتامين «سي»، وكذلك قلة فيتامين «أ» داخل الجسم، وأضاف الباحثون أن تراجع الكاروتين يؤثر سلباً في عدسة العين.
وتقول الدراسة إن الغذاء الصحي يقي من هذه الحالة، خاصة عند تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات كبير من مضادات الأكسدة، لأنها تمنع التدهور المستمر في عدسة العين، وبالتالي الحد من الإصابة بمرض المياه البيضاء.

ضغط الدم

وتحدث الإصابة بمرض الماء الأبيض للعين نتيجة بعض الحالات المرضية التي تحدث للعين، وكذلك في حالة إجراء عملية للعين، وتتأثر العدسة نتيجة هـــذه الجراحــــة، أو تصــــادم العين بأجسام صلبــة، أو حادثــــة مباشـــرة تؤثر في العين.
وتؤدي مشكلة ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى زيادة احتمالات حــــدوث حالة عتامة العين، لأن ضغط الدم علــى أوردة العين له تأثير سلبي في العدسة، ما يفقــــدها جزءاً من وظــــيفتها، ويجعلها أقل كفاءة، مسببة نوعاً من الضبابية في الرؤية.
كما يؤدي معاناة السيدات الحوامل من مشكلة الحصبة الألمانية إلى إصابة الأطفال المواليد بمرض الماء الأبيض، كنوع من التأثيرات السلبية المتعددة لمرض الحصبة في الأجنة.
الأبخرة الكيميائية والأشعة
ثبت علمياً أن تعرض العين لبعض المواد السامة والأبخرة الكيميائية يمكن أن يتسبب بإصابة العين بالماء الأبيض، لأنها تؤدي إلى حدوث التهابات مستمرة داخل العين، وكذلك تأثر العدسة بشكل كبير، ما يؤدي إلى حدوث عتامة فيها.
وأصيب عدد من العاملين في قسم الأشعة بمرض الماء الأبيض، نتيجة تعرضهم المستمر طوال فترة عملهم لهذه الأشعة المضرة بعدسة العين، نتيجة فقدان هذه العدسة جزءاً من الشفافية الطبيعية لها، وتعرض بعض الأشخاص أيضاً للمواد المشعة يسبب هذه المشكلة للأسباب نفسها.
ويسهل علاج مرض المياه البيضاء والحد من أسبابه، وكذلك إيقاف التدهور في عدسة العين، باستخدام بعض الأدوية والنقط والعلاجات، كما يتم إجراء العمليات الخاصة للعدسة، حيث يسهل التخلص من البقع المعتمة، وهذه العمليات الجراحية مضمونة بدرجات عالية.
وتقدم سجلات هذه العمليات درجة نجاح عالية وصلت إلى المستوى النهائي، ونادراً ما يحدث فشل، وتؤدي إلى الشفاء التام وعودة العين لطبيعتها.


قيادة السيارات

تشير دراسة جديدة إلى أن نسبة إصابة كبار السن بمرض الماء الأبيض في العين تصل إلى 61%؛ وذلك لمن تخطى عمرهم سن 63 عاماً، وهذا المرض يصيب النساء والذكور بشكل متساوٍ.
ويبين الباحثون أن أرقام المصابين ترتفع مع زيادة السن، ويهاجم إحدى العينين، وفي بعض الحالات ينتشر فيهما معاً، كما أنه يصيب بعض الأطفال من حديثي الولادة؛ لكن بنسبة تصل إلى أقل من 0.3%، وهو من الأمراض غير المعدية.
وتكشف الدراسة إلى أن الكثير من المصابين يعتمدون إلى الجراحة، وتقدر عدد العمليات بـ15 مليون عملية على مدار العام حول العالم؛ لأن نتيجتها مضمونة وليس لها مخاطر ضخمة.
وينصح الباحثون الأفراد المصابين بهذه المشكلة بعدم قيادة السيارات بشكل عام، وخاصة أثناء الليل؛ لما لها من خطورة بالغة على حياة هؤلاء المرضى، ويمكن العودة للقيادة بعد معالجة هذا المرض، واسترداد العين لعافيتها ورؤيتها الطبيعة.
وتوضح الدراسة: إن المياه البيضاء في العين تجعل المصاب لا يميز بين وجوه الأشخاص الذين يحيطون به، رغم أنهم ربما كانوا على مسافة قريبة منه، ومن ثم يسبب له بعض الإحراج والانزعاج.
وشكا الكثير من المصابين بهذه المشكلة خلال التجارب البحثية من عدم القدرة على القراءة بشكل جيد؛ نتيجة ضياع حروف بعض الكلمات من الرؤية، وخاصة في الأضواء الضعيفة.