المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
إمام الحرم النبوي: التفكرّ في آيات الله وعجائب صنعه يستوجب التوبة
بواسطة : 22-07-2016 07:49 مساءً 14.3K
المصدر -  
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم، أن عظيم ما خلق الله سبحانه من مخلوقات في هذا الكون الواسع، يدل على عظمته سبحانه، ويوجِب التفكّر فيها، والمسارعة إلى التوبة وصرف العبادة له الواحد الأحد خالق كل شيء. وأكد فالقاسم ي خطبة الجمعة، اليوم، أن أحسن ما أُنفقت فيه الأنفاس هو التفكرّ في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلّق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته. وأوضح “القاسم” أن آيات الربّ هي دلائله وبراهينه التي بها يعرف العباد ربهم بصفاته وتوحيده، وأن التفكّر في مخلوقات الله عبادة وهداية، وهو مبدأ الخيرات ومفتاحها، وبه يعظّم العبد ربه ويزداد إيماناً ويقيناً، ويفتح بصيرة القلب وينبهه من غفلته ويورثه حياة وتدبراً ومحبة لله وتذكراً. وقال: “التفكّر في آيات الله من أفضل أعمال القلوب وأنفعها، يدعو إلى العمل ويُلزم صاحبه الاستسلام لله؛ إذ قال سفيان بن عيينة رحمه الله: “التفكّر مفتاح الرحمة؛ ألا ترا أن المرء يتفكّر فيتوب”. وأضاف: “التفكّر من خير ما يوعظ به العباد، قال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}، وإذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة، والقرآن العظيم مملوء بدعاء الخلق إلى التفكّر في الآيات والنظر في المخلوقات؛ فقال عز وجل: {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ}. وأردف: “في مخلوقات الله عِبَر وعِظَات أَمَر الله بالتفكّر فيها؛ فقال جل وعلا: {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ}، وأوضح الشيخ عبدالمحسن القاسم أن العقول التامة الذكية هي التي تدرك الأِشياء بحقائقها، والله أثنى على المتفكرين من خلقه بأنهم من أولي الألباب؛ فقال سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وتابع: “الله سبحانه ذمّ المُعرضين عن التفكّر؛ فقال: {وَكَأَيِّن مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}، كما أن من عقوبات الله صرف آياته عن المستكبرين؛ فقال عز وجل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا} قال الحسن البصري رحمه الله (يمنعهم التفكّر فيها)”. وقال “القاسم”: الشمس من آيات الله اليومية العظيمة، قال سبحانه {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}، وإن خسوف الشمس تخويف من الله لعباده، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته؛ ولكنهما من آيات الله يخوّف الله بهما عباده؛ فإذا رأيتم كسوفاً فاذكروا الله حتى ينجليا). روام مسلم”. وأضاف: “الشمس مخلوقة؛ فلا تُعبد، ومن الشرك السجود لها، فقال تعالى: {لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، كما اتخذ الأنبياء من غروبها أسلوباً في الدعوة إلى الله؛ فاحتج إبراهيم عليه السلام على ألوهية الله وبطلان عبادته بمغيبها، قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}. وأردف: “المسلم لا يتحرى بصلاته عند طلوع الشمس أو غروبها فإنها عندئذٍ يسجد لها بعض الكفّار، ولسجود بعض الناس لها ينتصب الشيطان لها عند طلوعها وعند غروبها يوهم نفسه أنهم يسجدون له، ولسدّ ذريعة عبادتها نُهي المسلم أن يتحرى صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها؛ فإنها تطلع بقرني الشيطان). رواه مسلم”. وتابع: “عند زوال الشمس كل يوم موعظة للمؤمن؛ فإن النار تسجّر أي تملأ وتوقد في هذا الوقت، فتكره الصلاة حينها، قال عليه الصلاة والسلام: (فإن حينئذٍ تسجّر جهنّم) رواه مسلم، وطلوع الشمس من غير مجراها أمارة على قرب الساعة، وإذن من الله بخراب العالم، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا جميعاً؛ وذلك حينئذٍ لا ينفع نفس إيمانها) رواه مسلم”. وقال: “في الجنة لا شمس ولا زمهرير فهي منوّرة بنور الله، وأعظم نعيم أهل الجنة رؤية الله تعالى؛ فيرونه كما يرى أهل الدنيا الشمس وسط النهار ليس دونها سحاب، قال الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) متفق عليه”.   وأضاف: “جميع المخلوقات من الذرة إلى العرش دالة على الله، والكون جميعه ألسنة ناطقة بوحدانيته، وإن النظر النافع ما كان بالبصائر لا بالأبصار فحسب، وإن على المسلم أن يُعمل عقله وفكره لمحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وذكر الله وتعظيمه والإقبال عليه بالطاعة وتوحيده وإفراده بالعبادة وتسبيحه، والحذر من الغفلة والإعراض عن عبادته”.