المصدر - المسجد لغة موضع السجود، وشرعا كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون الصلوات الخمس جماعة، وقد يطلق على ما هو أعم من هذا فيدخل فيه ما يتخذه الإنسان في بيته ليصلي النافلة أو ليصلي فيه الفريضة عند وجود مانع شرعي يمنعه من أدائها جماعة في المسجد الذي يقيم الناس فيه الجماعة، ومن ذلك ما رواه البخاري وغيره عن جابر قال: قال رسول الله «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل..» الحديث. وهنا سأعرض عدد كبيرا من الساجد وتاريخها خلال شهر رمضان المبارك.
مسجد عمرو بن العاص بدمياط
تم بناء جامع عمرو بن العاص في دمياط وهو ثاني مسجد بني في مصر ويعد من أشهر مساجد دمياط وأقدمها أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية، الذي وافق عام 642 ميلاديا على طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة وبه كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني. يطلق عليه أيضاً (مسجد الفتح) نسبة إلى الفتح العربي. وكان المسجد يتكون من قبة في وسطه، يحيط به أربعة إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعدة المئذنة المربعة، وما برح المسجد قائماً حتى جدده الفاطميون عام 1106 ميلاديا.
ومسجد عمرو بن العاص كان ومازال مقصدا للسياح نظرا لبنائه الذي يدل عظمة العمارة الاسلامية بمئات السنين تبلغ مساحته ١٣٨٠٠ متر وتنتشر فيه العديد من الأعمدة ليصل عددها إلى ٣٦٥ عمود بعدد أيام السنة يتوسطه الصحن وهو مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من أربع جهات أهمها الرواق الجنوبي وهو رواق القبلة الذي يضمن أربع بلاطات او الرواقان الشرقي والغربي ويحتوي على بلاطتين وكذلك الرواق الشمالي فيحتوي حاليا على بلاطتين وبالقرب من المدخل الغربي الرئيسي والتي تتقدمه سقيفة توجد مئذنة المسجد.
وأعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلى كنيسة إلى مسجد عدة مرات. فحينما استولى (جان دي برين )على دمياط عام 1219 ميلاديا حول هذا المسجد إلي كنيسة ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديا تحول إلى مسجد مرة أخرى .وفي عام 1249 ميلاديا حينما دخل لويس التاسع دمياط حول المسجد إلى كاتدرائية وأقام بها حفلات دينيه كبيرة كان يحضرها نائب البابا وتم فيها تعميد الطفل الذي ولدته زوجته وأسمته يوحنا الحزين ولقبته (John Trieste ) أي الحزين لما واكب ولادته من أهوال الحرب والهزيمة وأسر والده .وفي منتصف السبعينيات بدأ يعاني من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقة المجاورة, وساءت أحواله واستعيض عنه في ذلك الوقت ببناء مسجد مجاور هو مسجد أبي المعاطي ، ثم بدأ منذ عدة سنوات مشروع لخفض هذا المنسوب ثم توقفت أعمال الترميم حتى عام 2005 حين تمكنت المحافظة بالتعاون مع هيئة الآثار من وضع حجر الأساس لمشروع ترميم المسجد واستمرت الأعمال منذ هذا التاريخ حيث تقرر البدء في رفع أرضية المسجد.. والحفاظ على الأعمدة المصنوعة من الرخام التي تعود إلى العصر الروماني وأيضا أعمدة من الحجر القاتم والمرمر السماقي. ،وقد تم ترميم مسجد عمرو بن العاص على غرار مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وسوف يتم افتتاح المسجد الذي شيد علي مساحة 3000 متر مربع في العيد القومي لمحافظة دمياط هذا العام الذي يصادف يوم الجمعة 8 مايو 2009.بحضور فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف والدكتور زاهي حواس رئيس الهيئة العامة للآثار والدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط .
المئذنة الأثرية
أغرب ما في المسجد مئذنته والتي لم يشملها الترميم حيث تمت احاطتها بسور حديدي يهبط منه سلم خشبي بنحو مترين تم تفريغها ويكشف قاعدته المطمورة بها غرفة (سيدي أبو المعاطي) ولا تزال هذه المئذنة ترتفع بشموخ.
الأعمدة الأثرية
وفيه الأعمدة المصنوعة من الرخام وتعود إلى العصر الروماني. وفي تصريح سابق للدكتور عبد الحميد سليمان استاذ التاريخ بكلية الآداب أنشأ المسلمون هذا المسجد على طراز عمروين العاص بالقسطاط بمصر القديمة ولذلك عرف ايضا بمسجد الفتح نسبة الي الفتح العربي وقام بإنشائه الصحابي الجليل المقداد بن الاسود في عهد عمرو بن العاص ويعد من أشهر مساجد الوجه البحري ودمياط وأقدمها وبالمسجد كتابات كوفية
وفي عام 2004 قررت وزارة الأثار ترميم كلا المسجدين عمرو بن العاص و المعينى و مسجد آخر بتكلفة 29 مليون و قد تم افتتاح المسجدين أمام المصلين في عام 2009.