المصدر -
منى العتيبي:مكه
وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فضيلة الدكتور الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة بمناسبة المسابقة الوزارية " تدبر " لحفظ كتاب الله وسنة نبيه وعلومهما، شكر فيها تعليم مكة على الجهود المبذولة حيث قال:
لقد امتن الله علينا بكتابه الكريم ، كتابٌ ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ، ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
أتـانا به خيرُ الأنــامِ محمدٌ ليُرْشدَنَا للخير والخير أعظُم
فلا تَهْجُرن هذا الكتاب تناسيا * فَكَمْ فيه من خيرٍ لمن *لا يعلمُ إنه المَعِينُ العَذْبُ الذي لا يَنْضَبُ مطلقًا، ولا يأسن أبدًا، والكَنْز الوافر الذي لايَزِيدُهُ الإنفاق إلا جِدَّةً وكثرة، ولا تَكْرَارُ التلاوة إلا حلاوةً وطلاوة، بَيْد أنه لاتُمْنَح كُنُوزه إلا لمن أقبل عليه بقلبه، وألقى إليه سمعه وهو شهيد.
فقد قال رسول الله : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين" رواه مسلم، وقال :"تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتابَ الله" (رواه مسلم).
تمسك بحبل الله واتبع الهدى * * * * ولا تك بدعياً لعلك تفلـح
ودن بكتاب الله والسنن التي * * * * أتت عن رسول الله تنج وتربح
فواجبنا أن ننهل من معين الكتاب والسنة، ونرتوي من نميرهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق" ، وقال ابن القيم رحمه الله:" ندب الله عز و جل عباده إلى تدبر القرآن فإن كل من تدبره أوجب له تدبره علما ضروريا ويقينا جازما أنه حق وصدق بل أحق كل حق وأصدق كل صدق"
والحاجة ماسّة لهدايات القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة وتدبر ما فيهما في هذه العصر خصوصا، حيث إن العالم اليوم يعيش الفتن والقلاقل، ويحيى على كثير من الزعازع والبلابل، والتي لا ينجو منها إلا من تمسك بالكتاب والسنة واعتصم بهما وتدبر كلامهما.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى * * * فالعلم تحت تدبر القرآن
فالمسلمين جميعًا في حاجة مُلِحة للوقوف على ما تحويه الآيات البينات، والأحاديث الصحيحات،من العبر والعظات وبديع الكلمات، والآيات المعجزات.
وإن من فضل الله تعالى على بلادنا -بلاد الحرمين الشريفين- أن مَنَّ على ولاة الأمر فيها بالاهتمام بكتابه الكريم وسنة نبيه *ورعاية حَفَظَتِهِما قولاً وعملاً منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وطيب ثراه، إلى هذا العهد المشرق الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وأيده
أَكْـرِم بـقوم *أكرموا القرآنـا * *وهبُـوا له الأرواحَ والأبدانا
زُرِعَتْ حروف النور بين شِفَاهِهِمفَتَضَوَّعت مِسْكاً *يفيض بيانا
وإن بلادنا المباركة لتذخر بالمسابقات القرآنية المشرقة، التي تُعَد شامةً في دنيا الواقع، وأنموذجًا يُحتذى، ومثلاً يُقتفى، والتي منها هذه المسابقة البلجاء، مسابقة وزارة التعليم تدبر للقرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها، فنشكر المولي سبحانه على التيسير لإقامة هذه المسابقات والملتقيات كما نتوجه بالشكر الوافر، والثناء العاطر لولاة الأمر لرعاية هذه المناشط والفاعليات والمسابقات.
والشكر موصول لوزارة التعليم وتعليم مكة المكرمة فشكر الله لهم، وأجزل لهم الثواب كفاء حرصهم رعاية وتنفيذ مثل هذه المسابقات والملتقيات، سائلا المولي جل وعلا أن يجعل ما بذلوه ذخرًا في موازين الحسنات، ورفيع الدرجات، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ويجعلنا من المتمسكين بهدي سيد الأنام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.