المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
#تحت_الأضواء :  اختطاف "العقول": عن النسخة الإيرانية للمناهج التعليمية في اليمن
إبراهيم الظهرة - اعلامي
بواسطة : إبراهيم الظهرة - اعلامي 18-04-2022 04:04 صباحاً 17.1K
المصدر -  لم يكن خبرا عاديا؛ الأسبوع الفائت نشرت المواقع الصحفية ما يمكن فهمه كمقدمة لخطة الحوثيين في إلغاء مقرر القرآن الكريم الحالي؛ إذ كشفت تغريدة رصدها الإعلام للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي، عن توجه لـ"إصدار قرار بتدريس القران الكريم، على طلاب الصف الأول إلى الصف الرابع الأساسي، بمعدل خمس آيات يومياً"، كان ذلك فجا وصاعقا؛ لكنه كشف عن المدى الذي وصله عبث المليشيا الحوثية بالمناهج الدراسية حسب خبراء تربويين؛ أما عن التهوين من حفظ القرآن وشرحه وتفسيره فهي المنهجية التي يعمل بها الحوثيون -وفق قناعاتهم- حسب تأكيد مدير إذاعة صعدة إف إم علي قلي فالحوثيين "لا يهتمون بالقرآن تماما؛ بل يدرسونه دراسة عابرة؛ ولا يعتبرون حفظه ضروريا". بالعموم أحدث الحوثيون تغييرا واسعاً في المناهج؛ لم يعد ذلك افتراضا أو دعاية بل واقعا مكشوفا ومعلنا، "صار هناك سفور كبير –في تغيير المناهج- بعد أن بدأ خافتا وقليلا في 2016م ولا يتعدى المراحل الأولى في إشارات خجلة أما الآن فهو على أوسع نطاق" كما يؤكد أ.د أحمد الدغشي أستاذ الفكر التربوي والإسلامي بجامعة صنعاء، وكان السفير البريطاني في اليمن "مايكل آرون قال بأن "الحوثيين يغيرون المجتمع اليمني، والمناهج في المدارس، ويسيطرون على الجامعات ويغيّرونها، ويرسلون الأطفال لجبهات القتال، ويرسلون الطلاب للدراسة في قم بإيران. هم يُغيّرون الظروف على الأرض والمجتمع"، وهذا التصريح المنشور ملمح واضح لفهم وتجاهل المجتمع الدولي والدول الفاعلة فيه لما يفعله الحوثيون.
تغييرات "بلا حدود"
لا حد لها ولم تتوقف عملية تغيير المناهج من قبل الحوثيين، وصفت بـ "حرب الديمغرافيا"، وبأنها تأتي ضمن "حراثة الأرض"، ومحاولات "التجريف؛ وطمس الهوية" في إشارات لخطورتها الفائقة على الإنسان اليمني والأجيال القادمة تحديداً، بدأت الجريمة الحوثية بتعديل المناهج اليمنية من أول سور القرآن الكريم "الفاتحة" فهنا تكشف الحوثية عن اتجاهاتها في تغيير المناهج فـ"اهدنا الصراط المستقيم؛ صراط الذين أنعمت عليهم" تقرر تفسيرات الحوثيين بأن من أن أنعم الله عليهم هم السائرون بـ(طريق المهتدين كالأنبياء وأعلام الهدى)، وأعلام الهدى بحسب الجماعة هم نخبة الهاشميين الإمامين وتنتشر توصيفاتهم إعلاميا بأعلام الهدى؛ وعبدالملك الحوثي علم الهدى الأكبر حاليا حسب إعلامهم..
تغيير "مكثف"
من صورة الغلاف إلى الشكل المرسوم إلى الكلمة وحتى الحرف والخريطة والأعداد الحسابية، مر مشرط الـ"مطوِر" الحوثي في وزارة التربية الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ فغيَر وبدَل وأنتج مناهج تعليمية مشوهة تهدد الأجيال، يشدد د. أحمد الدغشي على أن ما يجري للمناهج من خلال استراتيجية الحوثيين "تقوم على طمس الهوية اليمنية العربية الإسلامية الأصيلة"، في رصد أولي أحصى المحرر أكثر من 20 تعديلا في نسخة 2021م من مقرر التربية الوطنية للصف السابع الأساسي فقط، وكانت السمة المشتركة بينها "الطائفية" و"تكريس الأفكار المذهبية الخاصة بجماعة الحوثيين"، ومما خلصت إليه عدد من الدراسات روجعت خلال إعداد هذه المادة، بأن التعديلات تمت وتستمر سواء بإشراف خبراء إيرانيين بشكل مباشر حسبما قالت نقابة المعلمين أو بخبراء وفرق محلية دربتهم وتشرف عليهم إيران؛ أو أهلتهم في الجامعات اليمنية بالتزامن مع تأهيلهم في كهوفها ومراكزها؛ وعناصر متعصبة قادمة من أو حلت في الحوزات في وقت من الأوقات؛ يقول أسعد اليماني وهو باحث درس هذا الموضوع بأن الجماعة كانت تخفي اسم فريق العمل وتكتب رئيس الفريق، تاليا جمعت الجماعة أسماء أكاديميين مرتزقة إلى جوار عناصر منها ضمن فريق التأليف ووصف المرتزقة للـ اليماني، حسب المفكر الدغشي؛ فالجماعة الحوثية تكشف عن خطورتها على عقول أبناء اليمن وتساهم في تغييبهم واستهداف هويتهم، حسب تربويين تحدثوا لنا وكشفته دراسات استقصائية وحذر منه خبراء ومفكرون عديدون فالمنهج البديل حوثيا يتسم بالـ الطائفية السلالية الإمامية والخمينية؛ وحذروا من كارثة كبيرة تنتظر الأجيال اليمنية، وتهدد النسيج المجتمعي وتقوض أفكار المساواة ومبادئ نظام الحكم الجمهوري.
صعدة بين "الجرف" و"المدرسة"
يمكن قراءة أهمية المناهج التعليمية بالنظر لقرار وزيرا للتربية والتعليم في صنعاء -نوفمبر فور تعيينه؛ وهو شخصية من الصف الأول للجماعة - شقيق زعيم الحوثيين يحيى الحوثي 2016؛ فقد كان قراره مع بداية عمله "إعادة تشكيل لجان وفرق تغيير المناهج التعليمية"، يأتي هذا الاهتمام مع ما أبدته الجماعة منذ انطلاقتها في محافظة صعدة التي جاء منها الحوثيون من تركيز على التعليم الطائفي، وقد كانت مادة القرآن من أولى المواد التي قام الحوثيون بتعديل مقرراتها، يتحدث مدير إذاعة صعدة إف إم عن مناهج الحوثيين التي درسوها في صعدة ابتداءً - وتاليا تم تغيير المناهج الدراسية في عموم المناطق الخاضعة لسيطرتهم بدلالتها؛ بأن الحوثيين يهتمون فقط بالـ"الآيات التي تمجد آل البيت بزعمهم وتفسيراتهم المغلوطة كقوله تعالى "ليطهِركم آل البيت" والتي زعموا أنها خاصة "بهم"، ورغم أن الحوثيين "يدرِسون القرآن دراسة عابرة "إلا أن التفسيرات التي يضعونها لآياته تستحق دراسة متخصصة وتحقيقا استقصائيا مستقلا، فهم بحسب علي قلي يبحثون عن "الخلافات المذهبية وما يعزز موقف الهاشمية السياسية في القرآن والأحاديث التي تدعمها وبعض المرويات والمكذوبات عبر التاريخ" ولديهم طريقتهم في دراسة القرآن وتفسيره كما لهم نظرتهم إلى الحديث حيث "يخطِئون الرواة المشهورين كأبي هريرة ومخرجي الحديث الأشهر البخاري ومسلم؛ ولا يعتبرون أحاديثهم، ولا يعتبرون الحديث أصلا من أصول الدين" بل "يقتصرون على القرآن الكريم وما أتى به من يسمونهم بآل البيت من تفسيرات"، الأمر متصل بما قبله زمنيا؛ إذ يقول أبو توفيق وهو تربوي سابق بمحافظة صعدة عن المرحلة الثانية من مراحل العبث بالمناهج وبالعملية التعليمية في المحافظة بين 2011-2015، "طاردوا المعلمين المخالفين لهم، أو نقلوهم إلى مناطق نائية، وقاموا بإضافة ملازمهم لمناهج التربية، وجعلوها معيار النجاح والرسوب، حتى خلا لهم الجو فدرسوا مناهجهم التي يريدون تحت مسمى التعليم وبميزانية الوزارة".
مراحل واتجاهات تحريف المناهج "حوثياً"
جاء العام الدراسي 2016/2017 حاملا معه منهجين أحدهما القديم الذي أنجزته وزارة التربية والتعليم اليمنية؛ وآخر أنتجته وزارة تربية الحوثيين وصالح حينها وتضمن تعديلات حوثية عديدة، ويمكن تقسيم مراحل تعديل الحوثيين للمناهج بحسب السنوات الممتدة بين 2017 و2022، حيث تحمل كل سنة تعديلات في خطة متصاعدة بدأت بمواد محدودة وتعديلات خفيفة لتنتهي إلى استكمال المرحلة الأساسية حتى التاسع مقررات عديدة؛ ومن المنتظر صدور مقررات الثانوية المعدلة بحلول العام 2023م حسبما تؤكده منظمة صدق اليمنية في تحقيقها الاستقصائي الثاني الصادر مارس الفائت، تتبع المسئول الإعلامي لنقابة المعلمين يحيى اليناعي تعديلات الحوثيين للمناهج خلال السنوات الماضية، وكشف عبر الإعلام عن أبرز ملامح استراتيجية التعديل تلك، ففي العامين 2016-2017م اتخذت "شكلاً هادئاً بدس كلمات ونصوص خفيفة تشير إلى معتقداتهم، "مجمل التغييرات في هذه المرحلة تركز على "تكريس العنصرية وأفضلية الحوثي سلاليا"، و"محاولة اقناع الطلبة بأن "السلطة والحكم" حق إلهي حصري للمنتسبين للحوثي وسلالته"، و"اهتمت بإعطاء مبررات دينية خفية للانقلاب وللحرب التي يخوضونها ضد اليمنيين" و"إقناع الطلبة بأن الهوية الإسلامية مرتبطة أساساً بأن يكون الإنسان معتنقاً لفكر "الحوثي-الخميني"، في 2018-2019م هدفت لـ"طمس الذاكرة الوطنية، وتاريخ الجمهورية اليمنية، ومناسباتها الخالدة في الضمير الوطني كثورة الـ 26 من سبتمبر، وتغييب رموزها كالزبيري، وإعادة كتابة التاريخ اليمني وفق هوى الحوثي، وبما يروج للحكم الإمامي الكهنوتي ورموزه، وجعل قتلى الحوثي رموزا وطنية"، المرحلة الثالثة في منهج 2020م، تواجدت "الصبغة الإيرانية بشكل سافر" فقد جرى إضافة درس عن معركة كربلاء بين الحسين بن علي ويزيد بن معاوية، وإضافة درس في كتاب التاريخ للصف السادس بعنوان "الدولة العلوية في طبرستان"، لمحاولة الربط بين اليمن وإيران تاريخيا، بما يبرر عمالة وتبعية الحوثي لإيران"، أما منهج الـ 2021م، فاتسمت تعديلات المناهج "بسمتين، وهما الكثافة، بإضافة وحدات كاملة؛ وحذف وحدات كاملة؛ والثانية تصاعد مؤشر ثقافة العنف والقتل والإرهاب والتكفير بشكل خطير ومفزع؛ مباشر وصريح، " و"إباحة دماء المخالفين للحوثي ولأيديولوجية ولاية الفقيه الخمينية" و "إعطاء مبررات دينية لقتل اليمنيين وممارسة الإرهاب ضد الشعب، واعتبار القتال في صفوف ميليشيا الحوثي جهادا دينيا"، "لا يعني أن تلك السمات خطوطا فاصلة بين تعديلات عام وآخر فقد استمرت عمليات التطييف والعسكرة وتذويب الهوية، مرتكزات سعت لها في مختلف المقررات، في السياق تشكلت المناهج بعد تعديلاتها الحوثية بما يصادم ويؤثر على عقيدة المجتمع والجيل، وغسل أدمغة الدارسين، وتدعيم المناهج بنزعة طائفية عنصرية دخيلة، وغرس أفكار التقديس لفكر إمامي إثني عشري لا يمثل أي وزن في المجتمع اليمني، ويمهد لعسكرة الأبناء من المدارس وتجنيد الأطفال في ساحة الحرب، والتسبب في مقتلهم وجرحهم وتضررهم ذهنيا ونفسيا وتسربهم من التعليم، ونفور الآباء والأمهات من السماح لأبنائهم بمواصلة التعليم، وقد اختفت من المناهج بنسختها الحوثية الصورة المتسامحة للدين والمجتمع الإسلامي، ورموز الأمة الإسلامية البارزين كأبي بكر وعمر وعثمان وعمر بن عبدالعزيز وصلاح الدين وعائشة وحفصة وأم أيمن، وعمر المختار والشوكاني والزبيري، وسواهم من أعلام اليمن، كما تم تغييب الثورات اليمنية ضد الإمامية وغيب رموزها"، يقول أحد الباحثين – فضل عدم ذكر اسمه وقد قدم إضافات مهمة لهذا التقرير- ويضيف بأنها "عملية واسعة لاغتيال الفكر والعقل اليمني على مستوى أجيال سابقة ولاحقة".
خلاصات بحثية
عام 2018م أعد المحرر دراسة حول المناهج واستعان بكتب دراسية مطبوعة في صنعاء سنة 2016 للتبين من التعديلات التي أدرجت في تلك المناهج وقد تم التحقق من الطبيعة الممنهجة للتعديلات الحوثية؛ واستقراء علاقتها بالـ"ملازم" التي فرضها الحوثيون كموجهات ومحددات لتغيير المناهج وأبرزها "تكريس ادعاء حق قيادة الأمة في آل بيت الرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ووجوب تربية "الأمة" تربية جهادية، وتربية أبناء الشعب على أن يكونوا جنوداً وأنصاراً لهم للحوثيين"، الحوثيون فرضوا تدريس "الملازم" في المدارس كلما كان ذلك ممكنا كما كشف عنه أبو توفيق المدرس عايشهم في محافظة الانطلاق؛ صعدة، وباستعراض المتاح من التعديلات "يتضح أنها ليست سوى تفخيخ لعقول المتعلمين بـ"الأفكار الطائفية"، وفي دراسة مهمة أخرى أصدرها الدكتور عبدالكريم أسعد اليماني أحصى العديد من مبادئ واتجاهات تعديل الحوثيين للمناهج والذي كشف عن مسارين مهمين إلى جانب مسارات أخرى لكنهما الأبرز والأسوأ وهما: "تغييرات عرقية عنصرية وتغييرات تكفير الآخر"، وقد كشف الباحث لمحرر هذا التقرير عن إضافة مقررات جامعية أهمها "الثقافة الوطنية - ومحتواه ثقافة امامية لا وطنية حسب اليماني-، والصراع العربي الإسرائيلي"، ويشدد على "إدخال تعديلات في المناهج الدراسية لدى الشرعية من شأنها نقض الفكر الحوثي وأصول المذهب الشيعي وتحصين الأجيال ضد محاولات تغيير الهوية الوطنية" لكن مدير مطابع الكتاب المدرسي د. محمد باسليم؛ يؤكد بأن الحكومة الشرعية لم تقدم على هذه الخطوة "حفاظا على التوافقات الوطنية التي أنتجت مناهج ما قبل 2015م، وسد الباب على الحوثي بتمرير أي تعديلات تكون مقبولة دوليا حال قامت الحكومة بتعديلات" يقول باحث آخر وهو التربوي عبدالخالق عطشان الذي أعد دراسة حول التعديلات في المواد الاجتماعية بين الثالث والسادس الأساسي باستثناء الجغرافيا، بأن واحدة من أهم وسائلهم كانت "إعادة تشكيل لجنة تأليف المناهج على أساس عنصري ومذهبي وسلالي وتسمية فريق التضليل والتزوير بفريق التطوير"، وضمن الدراسات والتحقيقات الاستقصائية قدمت منصة صدق اليمنية دراستين تقصت التعديلات في المرحلة الأساسية في عدد من المواد، ليؤكد الخبراء الذين حللوا المناهج بصورة أولية أو تقصوا تلك التعديلات بأن الخطر كبير على مستقبل الأجيال، فيما تعذر الحصول على معلومات حديثة أو رؤية من أي من المسئولين المعنيين في وزارة التربية والتعليم الشرعية رغم حثيث المتابعة.
عينة
الكارثة التي بدأت في صعدة لم تبق هناك؛ حصل المحرر على أكثر من عشرة مقررات لمواد مختلفة في المرحلة الأساسية؛ تفصح نظرة أولية على مقرر التربية الوطنية في الصف السابع من التعليم الأساسي – طبعة عام 2022- عن تغييرات متفاوتة في فجاجتها وطائفيتها، في الواقع فإن 50% تقريبا من مفردات مقررات الطلاب في المرحلة الأساسية قد تم استهدافها بالتعديلات الحوثية ولم تسلم المواد العلمية من تعرض بسيط، في خلاصة التعديلات الواسعة ينتشر التأصيل الطائفي؛ على سبيل المثال تستخدم كلمة لـ"آله" في كافة الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يشبه الفرض؛ فترد هكذا "صلى الله عليه وآله وسلم"؛ الجماعة نشرت في الكتاب المعدل خلافيات فرضتها بالقوة والعنف في حياة الناس بالأساس وراح ضحيتها أبرياء، على سبيل المثال وضعت نشاطا حول الاحتفال بالمولد النبوي - بدعة وغير المشروع لدى السنة؛ ما يشبه الوجوب لدى الشيعة الاثني عشرية- النشاط يدعو الطلاب عن الكشف عن "أدوارهم في الاستعداد لهذه المناسبة" كأمر غير قابل للنقاش، صبغ الحوثيون مناطقهم باللون الأخضر كشعار لهم وللمولد النبوي ما أثار الخلاف أكثر حول هذه الفعاليات.
صورة لـ"إعاقة" المستقبل
تحكي أم محمد وهي جامعية تحضر الماجستير قصة ابنها في الذي درس السادس والسابع الأساسي بإحدى مدارس صنعاء 2017- 2018؛ تقول: "ظهرت تغيرات على سلوكه ذات علاقة بالمدرسة وما يتلقونه فيها"؛ وتضيف "كان خوفي على تمرد الولد –كأقرانه- كبيرا؛ واضطررت كثيرا لمجاراته" أبو محمد كان مهجَرا بسبب انقلاب الحوثيين؛ تنتمي أسرته كليا للمناهضين للمليشيات الحوثية وأفكارها؛ يدرس الولد في المدرسة التي فخختها الحوثية بمناهجها تضيف أم محمد : "التغييرات سريعة حتى كادت تختفي ملامح الأدب والدين؛ ما جعل الآباء يرفضون أخذ أولادهم للمدارس الحكومية واتجهوا إلى الأهلية قصدا" قلة هم القادرون كأم محمد على نقل أبنائهم للمدارس الأهلية و "من لم يستطع حرم أولاده من المدرسة واكتفى بذلك"؛ لكن المناهج والبيئة التعليمية تلوثت في كل اتجاه فحتى المدارس الأهلية "تم السيطرة عليها لاحقا" وفي سياق المنهج بتعريفه الشامل تشير أم محمد لنقطة مهمة "تعديلات المناهج واقع سواء في صفحات الكتاب أو من خلال المعلمين الجدد الذي فرضتهم المليشيات لتدريس المحتويات المرغوبة حوثيا، وحتى المعلمين القدامى الذين اضطروا لذلك تحت سياط الترهيب والترغيب". بفعل عوامل كثيرة أهمها محتوى ما يقدم للأبناء في سن الطفولة المتأخرة والمراهقة والشباب فإن التمرد على الأسرة؛ وتركها والالتحاق بالجماعة الحوثية للموت في صحاري وجبال المحافظات بعيدا عن ذويهم؛ أصبح واقعا وكشفت عنه المنظمات الحقوقية وعن أرقام مهولة واكتست جدران المدارس صور الأطفال المحروقين بالمناهج التعليمية المحرفة أولا وفي جبهات قتال الكبار ثانيا يقول (إ.ع.ي) المعلم السابق الذي رصد الظاهرة بألم وحسرة وحاول تسليط الضوء عليها مخفيا اسمه الحقيقي، النار تكوي أكثر أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة في محافظات (الأمانة وصنعاء وذمار وعمران والمحويت والبيضاء وإب وصعدة والجوف، وريمة الواقعة شبه كليا تحت سيطرة الحوثيين وأجزاء من تعز والحديدة وحجة والضالع ومأرب، والجوف) وهي مناطق الثقل السكاني في اليمن، والإحصاء تقديري حسب مؤشرات إحصاء العام 2013/2014م التعليمي، ولا يأخذ بالاعتبار زيادة أو نقص الأعداد بناء على ما خلفته الحرب من زيادات سكانية أو عزوف وتسرب الطلاب من المدارس.


image

image