المصدر - قاسم بابونغري .
إن القرآن الكريم تناول في ثنايا بعض سوره قصصًا للأنبياء لغايات وأغراض ومن الغايات التي أريد بها من ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم اتخاذ الناس عامة والدعاة والمصلحون خاصة من سيرتهم العطرة نبراساً يستضيئون بضيائه , ويهتدون بهديه , وأن يسيروا على نهجهم فيجعلونهم قدوتهم في جميع التصرفات والأعمال وأن يكون أمامهم " المثل الأعلى " من حياة* هؤلاء الرسل الكرام , عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ومن أغراضها الأساسية " العظة " و" العبرة " وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة : " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " **. *
*فقد جاء في تفسيرها عند ابن جرير ما يلي : لقد كان في قصص يوسف وإخوته عـبـرة لأهل الحِجا و العقول يعتبرون بها , وموعظة يتعظون بها . وذلك أن الله جل ثناؤه بعد أن أُلقى يوسف في الجبِّ ليهلك , ثم بِيع بيع العبيد بالخسيس من الثمن , وبعد الإسار والحبس الطويل , ملَّكه مصر , ومكَّن له في الأرض وأعلاه على من بغاه سوءًا من إخوته , وجمع بينه وبين والديه وإخوته بقدرته , بعد المدة الطويلة , وجاء بهم إليه من الشقة النائية البعيدة , فقال جل ثناؤه للمشركين من قريش من قوم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم , أيها القوم , في قصصهم عبرة لو اعتبرتم به , أن الذي فعل ذلك بيوسف وإخوته لا يتعذر عليه أن يفعل مثله بمحمد صلى الله عليه وسلم فيخرجه من بين أظهركم , ثم يظهره عليكم , ويمكن له في البلاد ويؤيده بالجند والرجال من الأتباع والأصحاب , وإن مرت به شدائد وأتت دونه الأيام والليالي والدهور والأزمان .
*ومن الغايات والأغراض العديدة والجليلة التي ذكر لأجلها القصص في القرآن الكريم :
1ـ* إثبات الوحي والرسالة .
2 ـ الإشارة إلى أن الأديان السماوية تتشابه في أهدافها .
3 ـ بيان الغرض من دعوة الرسل* .
4 ـ موقف الأمم من الأنبياء الكرام* .
5 ـ الترابط الوثيق بين الشرائع والأديان* .
6 ـ النصر للرسل والهلاك للمكذبين* .
7 ـ بيان قدرة الله تعالى على الخوارق .
8 ـ بيان عاقبة الخير والصلاح وعاقبة الشر والفساد.
9ـ إبراز أهمية القصة ومكانتها وأنها لون من ألوان الأدب الرفيع .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لفهم القصص القرآني على الوجه الذي أنزله الله تعالى لأجله في كتابه المبين , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين () . *********************************# محمد