المصدر - *محمد قاسم بابونغري
الوتر من العبادات العظيمة والطاعات الجليلة التي اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها وحافظ عليها وحرص على أدائها وأولاها أشد عناية , فكان عليه الصلاة والسلام لا يدع الوتر أبداً سفراً ولا حضراً .
وقد أكد على أهمية المحافظة على الوتر والاعتناء به وعدم التفريط فيه , فقال : " إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر " .
وأوصى النبي* صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه أن لا ينام حتى يوتر .
وقال : " إن الله وتر يحب الوتر " .
وحذّر صلى الله عليه وسلم من إهماله أو التهاون فيه , فقال : " من لم يوتر فليس منا " .
ولذا أوجبه بعض أهل العلم , وذهب عامة أهل العلم إلى أنه سنة مؤكدة .
وقد كان النبي r يوقظ أهله ويأمر بالوتر : فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنْ اللَّيْلِ كُلَّهَا وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ " .
وجاء هذا عنه صلى الله عليه وسلم بصيغة الأمر حيث قَالَتْ رضي الله عنها : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فَإِذَا أَوْتَرَ قَالَ : قُومِي فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَةُ ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ ؟ قَالَ : " مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى " . وَإِنَّهُ كَانَ* يَقُولُ : "* اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ* وِتْرًا فَإِنَّ النَّبِيَّ r* أَمَرَ بِهِ .
وقد قال صلى الله عليه وسلم الوتر حق على كل مسلم : فعن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله r : " الوتر حق على كل مسلم , فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل , ومن أحب أن يـوتر بثلاث فـليفعل ,* ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل " .
فهذه الصلاة فيها سعة فمن أراد أن يوتر بسبع ومن أراد أن يوتر بخمس ومن أراد أن يوتر بثلاث ومن أراد أن يوتر بواحدة فليفعل :
و عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع , ومن شاء أوتر بخمس , ومن شاء أوتر بثلاث , ومن شاء أوتر بواحدة " .
فعلى كل مسلم ومسلمة الحرص على أداء هذه الصلاة في وقتها امتثالاً بأمر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وإكمالاً الفريضة من التطوع فعن أنس بن حكيم الضبِّي قال : قال لي أبو هريرة : إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت رسول الله* صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول ما يُحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة , فإن أتمها وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع ؟ فإن كان له تطوع أُكملت الفريضة من تطوعه , ثم يُفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك".
أسأل الله أن يوفقنا لأداء صلاة الوتر اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم كما يرضى به عنا ربنا تبارك وتعالى , والحمد لله رب العالمين.