المصدر -
تعليم التفكير الفلسفي للأطفال والناشئة ليس بالأمر السهل، إلا أن كتاب (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟) حاول ذلك، وهو أول كتاب عربي لهذه الفئة يجمع الفلسفة والفن بشكل مبتكر، ويأتي بالشراكة بين داليا تونسي ونوف العصيمي، بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ضمن البرنامج الوطني "مبادرة إثراء المحتوى"، الذي يهدف إلى تنمية صناعة المحتوى المحلي وتعزيز فرصه بالمملكة في شتى القطاعات الثقافية والإبداعية.
وتوضح داليا تونسي أن الكتاب خرج من رحم مشروع يضم مجموعة من الورش الفنية المُقدمة للناشئة، لتعليم التفكير الفلسفي، والتي تتبع لمؤسسة بصيرة للاستشارات التعليمية بجدة، وتمتد الورشة الواحدة لنحو 3 ساعات، حيث كان يُعرض للأطفال فكرة فنية أو لوحة فنية، ثم يطرحون تساؤلًا فلسفيًا حولها، وبعدها يتم اختيار السؤال، وتعليمهم كيفية الدخول في حوار فلسفي.
وتشير تونسي إلى أنه بعد الانتهاء من هذه الورش أصبح لديهم "بنك من تساؤلات الناشئة"، فكرت بجمعها في كتاب عن الفن بمساعدة صديقتها الفنانة نوف العصيمي، وهي متخصصة في تاريخ الفن والمتاحف الفنية وفلسفة الفنون وتأويلها، قائلة "استخدمت السؤال كجسر لفهم اللوحات الفنية، وبالذات روائع الفن العالمي، من العصور الوسطى إلى عصر الحديث".
ولم يكن الأمر سهلًا، كما تفيد تونسي، حيث حصلوا على حقوق 40 لوحة فنية، وبقية اللوحات جاءت ضمن النطاق العام وبذلوًا جهدًا في الحصول على أفضل نسخة منها عن طريق التواصل مع المتاحف التي تضم هذه اللوحات أو مع جهات تمتلك دقة عالية لها، وهو ما استغرق نحو عامين لإتمام الكتاب، الذي تصفه بأنه أشبه بموسوعة فنية لتعريف الناشئة بالفن العالمي والفنانين.
وتضيف تونسي "كان من المستحيل أن يرى هذا الكتاب النور لولا مبادرة إثراء المحتوى، ودعم مركز (إثراء)"، مشيرة إلى أن تكلفة الكتاب تُعد عالية جدًا، بداية من اختيار اللوحات وفريق العمل، مرورًا بالتصميم والاستشارات القانونية وشراء الحقوق، نهاية بالطباعة مرتفعة التكلفة، وتردف "نحن نفخر بدعم (إثراء) الذي مكننا من تقديم منتج فلسفي فني بجودة عالية".
بدورها، تصف نوف العصيمي الكتاب بأنه وحدة متكاملة من السؤال والصورة، أشبه بعمل فني مفاهيمي. وتضيف "أنت تدخل تجويف مفاهيمي، لطيف جدرانه ملساء بيضاء مضاءة بنعومة. وهو يأخذك إلى منعطفات مختلفة الفضاءات، وكل منعطف هو مجموعة من الأسئلة، بداية من العنوان (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟)".
وتضيف العصيمي: "الطريق هو السؤال، والمكان هو الصورة وبالعكس. فما يشكل بنية هذا الكتاب هو قصة الانسان، تُروى بالسؤال والصورة والفضاءات بينهما، والطفل الكامن فيه، يسأل عن الشعور، والجمال، والحقيقة، والخيال، والأفكار والعلاقة بالآخر والنظرة إلى النفس وحتى الروح".
وتشير العصيمي إلى أن القارئ يجد نفسه، بمجرد انتهاءه من الكتاب، يعيد السؤال (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟) ليهتم أكثر بمعرفة ذلك، ويعود إلى الكتاب، وفي كل مرة يخرج بنتائج مختلفة واحتمالات متعددة. مبينة أن قصر الكتاب على السؤال والصورة جاء لكي يزيد من القوة النفسية للسؤال والصورة، وللعبور من السطح إلى الأعماق وفق التجارب الخاصة.
وتصف العصيمي الكتاب بأنه "متحف لأعمال منتخبة في سياق عنوان كلي (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟)، ثم في داخل هذا المتحف أبواب متداخلة تقود إلى قاعات كبيرة، الأبواب هي الأسئلة والقاعات هي الأعمال الفنية التي تتم تجربتها في ذاتها وفي ضوء هذه الأبواب". وتشير العصيمي إلى أن لوحة (الموناليزا) تظهر في الكتاب بدلالاتها المعتادة عنها، وأيضا من خلال الباب الذي شكله السؤال، مزيج للموناليزا بكليتها وبكل معانيها الذاتية وللسؤال بكليته ومعانيه الذاتية، ولتحقيق هذه التجربة ولكي تبلغ غايتها، كان ولابد من العمل وفق تجربة تطورية ورؤية ذاتية، كما تؤكد العصيمي.
وتضيف "الأساس فيها أن يكون السؤال حاضرا في باطن الصورة، أن تكون الصورة بكيفياتها الحسية والانفعالية والمغزى الكامن فيها؛ مادة حية يتنفس فيها السؤال ويبدأ بالحركة في فضاء متسع وحيوي وانفعالي يجده المتلقي ويستجيب له، وهذه كانت المهمة الصعبة، الغوص عميقا فيما وراء الصورة وما وراء السؤال، وتلمّس كافة السبل للوصول إلى شيء من الرضا عن أن يكون السؤال مرآة لصورة، والصورة مرآة لسؤال، كلاهما في توافق وتدفق وتكامل، يحقق بعضه بعضا".
وتصف العصيمي مراحل العمل بـ"الدوائر المتتابعة"، وتردف "دائرة السؤال بالبحث والدارسة والافتراض، ودائرة الرائعة الفنية…
وتوضح داليا تونسي أن الكتاب خرج من رحم مشروع يضم مجموعة من الورش الفنية المُقدمة للناشئة، لتعليم التفكير الفلسفي، والتي تتبع لمؤسسة بصيرة للاستشارات التعليمية بجدة، وتمتد الورشة الواحدة لنحو 3 ساعات، حيث كان يُعرض للأطفال فكرة فنية أو لوحة فنية، ثم يطرحون تساؤلًا فلسفيًا حولها، وبعدها يتم اختيار السؤال، وتعليمهم كيفية الدخول في حوار فلسفي.
وتشير تونسي إلى أنه بعد الانتهاء من هذه الورش أصبح لديهم "بنك من تساؤلات الناشئة"، فكرت بجمعها في كتاب عن الفن بمساعدة صديقتها الفنانة نوف العصيمي، وهي متخصصة في تاريخ الفن والمتاحف الفنية وفلسفة الفنون وتأويلها، قائلة "استخدمت السؤال كجسر لفهم اللوحات الفنية، وبالذات روائع الفن العالمي، من العصور الوسطى إلى عصر الحديث".
ولم يكن الأمر سهلًا، كما تفيد تونسي، حيث حصلوا على حقوق 40 لوحة فنية، وبقية اللوحات جاءت ضمن النطاق العام وبذلوًا جهدًا في الحصول على أفضل نسخة منها عن طريق التواصل مع المتاحف التي تضم هذه اللوحات أو مع جهات تمتلك دقة عالية لها، وهو ما استغرق نحو عامين لإتمام الكتاب، الذي تصفه بأنه أشبه بموسوعة فنية لتعريف الناشئة بالفن العالمي والفنانين.
وتضيف تونسي "كان من المستحيل أن يرى هذا الكتاب النور لولا مبادرة إثراء المحتوى، ودعم مركز (إثراء)"، مشيرة إلى أن تكلفة الكتاب تُعد عالية جدًا، بداية من اختيار اللوحات وفريق العمل، مرورًا بالتصميم والاستشارات القانونية وشراء الحقوق، نهاية بالطباعة مرتفعة التكلفة، وتردف "نحن نفخر بدعم (إثراء) الذي مكننا من تقديم منتج فلسفي فني بجودة عالية".
بدورها، تصف نوف العصيمي الكتاب بأنه وحدة متكاملة من السؤال والصورة، أشبه بعمل فني مفاهيمي. وتضيف "أنت تدخل تجويف مفاهيمي، لطيف جدرانه ملساء بيضاء مضاءة بنعومة. وهو يأخذك إلى منعطفات مختلفة الفضاءات، وكل منعطف هو مجموعة من الأسئلة، بداية من العنوان (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟)".
وتضيف العصيمي: "الطريق هو السؤال، والمكان هو الصورة وبالعكس. فما يشكل بنية هذا الكتاب هو قصة الانسان، تُروى بالسؤال والصورة والفضاءات بينهما، والطفل الكامن فيه، يسأل عن الشعور، والجمال، والحقيقة، والخيال، والأفكار والعلاقة بالآخر والنظرة إلى النفس وحتى الروح".
وتشير العصيمي إلى أن القارئ يجد نفسه، بمجرد انتهاءه من الكتاب، يعيد السؤال (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟) ليهتم أكثر بمعرفة ذلك، ويعود إلى الكتاب، وفي كل مرة يخرج بنتائج مختلفة واحتمالات متعددة. مبينة أن قصر الكتاب على السؤال والصورة جاء لكي يزيد من القوة النفسية للسؤال والصورة، وللعبور من السطح إلى الأعماق وفق التجارب الخاصة.
وتصف العصيمي الكتاب بأنه "متحف لأعمال منتخبة في سياق عنوان كلي (لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟)، ثم في داخل هذا المتحف أبواب متداخلة تقود إلى قاعات كبيرة، الأبواب هي الأسئلة والقاعات هي الأعمال الفنية التي تتم تجربتها في ذاتها وفي ضوء هذه الأبواب". وتشير العصيمي إلى أن لوحة (الموناليزا) تظهر في الكتاب بدلالاتها المعتادة عنها، وأيضا من خلال الباب الذي شكله السؤال، مزيج للموناليزا بكليتها وبكل معانيها الذاتية وللسؤال بكليته ومعانيه الذاتية، ولتحقيق هذه التجربة ولكي تبلغ غايتها، كان ولابد من العمل وفق تجربة تطورية ورؤية ذاتية، كما تؤكد العصيمي.
وتضيف "الأساس فيها أن يكون السؤال حاضرا في باطن الصورة، أن تكون الصورة بكيفياتها الحسية والانفعالية والمغزى الكامن فيها؛ مادة حية يتنفس فيها السؤال ويبدأ بالحركة في فضاء متسع وحيوي وانفعالي يجده المتلقي ويستجيب له، وهذه كانت المهمة الصعبة، الغوص عميقا فيما وراء الصورة وما وراء السؤال، وتلمّس كافة السبل للوصول إلى شيء من الرضا عن أن يكون السؤال مرآة لصورة، والصورة مرآة لسؤال، كلاهما في توافق وتدفق وتكامل، يحقق بعضه بعضا".
وتصف العصيمي مراحل العمل بـ"الدوائر المتتابعة"، وتردف "دائرة السؤال بالبحث والدارسة والافتراض، ودائرة الرائعة الفنية…