بقلم | أميرة أحمد - أخصائية تغذية

يستقبل الناس شهر الخير بإعداد أصناف عديدة من المأكولات والحلويات العالية في محتواها من السعرات الحرارية والسكريات والدهون المشبعة الضارة بالجسم دون إدراك للضرر الناتج على المدى البعيد وزيادة احتمال تعرض الجسم للإصابة بالأمراض المزمنة ومنها السمنة ، السكري ، الضغط ، ارتفاع الدهون بالجسم وغيرها الكثير ، ناهياً عن الضرر الناتج على المدى القصير " زيادة الوزن " الذي يشكي منه معظم الأشخاص عند قرب انتهاء الشهر مما يجعلهم يلجؤون إلى طرق خاطئة وغير صحية للتخلص من الوزن الزائد بأسرع ما يمكن ، على الرغم من أنه يوجد خطوات بسيطة جداً وصحية لها دور فعال في حماية أجسادنا من المشاكل الصحية.

شهر رمضان من أفضل الفرص التي يجب أن ينتهزها كل فرد ليعيد توازن جسده صحياً مهما كان الهدف المراد تحقيقه ، في معظم البلدان العربية ساعات الصيام تفوق ساعات الفطر لذلك لابد من التنظيم الجيد للوجبات لضمان تناول احتياجاتك الغذائية كاملة وذلك عن طريق التغذية الصحية السلمية التي تكمن في تحقيق عدة أمور رئيسية وهي:

الاعتدال في الكميات المتناولة في الوجبة الواحدة.

التنويع بحيث يحوي الطبق على مصدر غذائي من كل المجموعات الغذائية.

التوازن بين المجموعات الغذائية في جميع الوجبات المتناولة خلال اليوم.

وعند تحقيق هذه الأمور ستضمن أخذ الكفاية من الاحتياجات الغذائية.

كما أن فترة الصيام تُعطي الجسم راحة من العمل لما يقارب 13 ساعة وعند تناول كمية كبيرة من الأطعمة بشكل سريع عند الإفطار قد يؤدي ذلك إلى عواقب صحية منها:

عسر الهضم , الشعور بالتخمة والكسل والخمول , تخزين الفائض من الأطعمة على هيئة دهون بالجسم بالتي يؤدي إلى زيادة الوزن.

لذلك يُنصح بتناول وجبة الإفطار على قسمين ليُعطي الجسم فرصة لبدء العمل وارتفاع مستوى سكر الجسم بشكل تدريجي , يُفضل البدء بشرب كوب ماء وثلاث حبات من التمر بالإضافة إلى كوب من اللبن قليل الدسم ثم بعدها بمدة 10 إلى 15 دقيقة يبدأ بتناول القسم الثاني من الإفطار الذي يجب أن يحتوي على طبق من الشوربة الصحية المحضرة منزلياً وسلطة الخضار ومصدر بروتين ( دجاج , لحم , سمك , بقوليات ) , كما يفضل الاستغناء عن تناول الحلويات مع الإفطار لتكون بعد ساعتين إلى 3 ساعات من وقت الإفطار وليس بصورة يومية لمن أراد خسارة الوزن واستبدالها بالفواكه الطازجة أو المجففة , كذلك العصائر المصنعة الغنية بالملونات والسكريات الصناعية الضارة واستبدالها بالعصائر الطازجة الغنية بالفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة الجسم.

أيضاً من الضروري الحفاظ على تناول وجبات خفيفة صحية لتوفير طاقة كافية للجسم وتجنب الكسل والخمول أثناء الصيام مثل المكسرات النية , الفواكه الطازجة أو المجففة , الزبادي قليل الدسم.

أما عن وجبة السحور فيجب أن تكون متوازنة لمصادر الطاقة الرئيسية ( بروتين , كربوهيدرات , دهون صحية ) كما يُفضل تناول مصادر الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف مثل الشوفان , القمح الكامل , النخالة , كذلك الأطعمة الغنية في محتواها بالبوتاسيوم الذي يعمل على تقليل العطش مثل الشمندر ( البنجر ) , السبانخ , الطماطم , الموز والمشمش.

ولتجنب الشعور بالعطش لابد من شرب الماء بكمية كافية خلال فترة الفطر لارتواء الجسم وتجنب شرب المنبهات من القهوة أو الشاي مع وجبة السحور لأنها تعمل على فقد السوائل من الجسم , أيضاً المخللات , المعجنات والحلويات من أسوأ الاختيارات لوجبة السحور.

بإتباع هذه النصائح تكتسب عادات غذائية صحية تُحافظ من خلالها على صحة جسدك خلال شهر رمضان المبارك دون خوف أو قلق من زيادة الوزن أو التعرض لمشاكل صحية بإذن الله.