المصدر - واحد وثلاثون عاما مرّت على غزو النظام العراقي السابق، لدولة الكويت، والذكرى كل عام موعد للكويتيّين لاستذكار الواقعة واستلهام العبر.
لم يكن غزو الكويت في الثاني من أغسطس/آب عام 1990، ذكرى عابرة، بل هو حدث فاصل في الخليج العربي، ألقى بظلاله على المنطقة، وفتح الباب لأحداث تالية.
لكنه كان مناسبة لتأكيد التضامن واللحمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ووقوفها صفا واحدا في وجه أي اعتداء، أو مغامرة غير محسوبة تهدد استقرار دوله.
فكيف بدأت مغامرة صدام في الكويت؟
فجر الثاني من أغسطس عام 1990 أفاق الكويتيون على قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي تغزو أراضيهم، وتعلن احتلال بلادهم، في اعتداء سافر على شرعية حكم راسخ في قلوب رعايا أسرة الصباح الحاكمة منذ قرون.
ومنذ اللحظات الأولى للغزو، أعلن المواطنون الكويتيون رفضهم للعدوان السافر، ووقف أبناء البلد في الداخل والخارج إلى جانب قيادتهم الشرعية صفا واحدا للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته.
وأمام بسالة نظام الحكم في الكويت، ومؤازرة مواطنيه، ومساندة قادة دول الخليج، ورفضها القاطع لاحتلال إحدى دول مجلس التعاون، كان المجتمع الدولي في الموعد، وأصدر مجلس الأمن، في نفس اليوم القرار رقم 660 الذي طالب النظام العراقي حينها بالانسحاب فورا.
لم تأخذ قوات النظام العراقي السابق قرار مجلس الأمن الأول، والرفض الدولي الواسع على محمل الجد، فعاثت فسادا في أراضي الكويت، وأحرقت آبار النفط، وأشاعت الرعب في صفوف الشعب الرافض لاحتلال أراضيه.
جهود دبلوماسية حاسمة
وبتناغم بين الدبلوماسية الكويتية ومحيطها الخليجي والعربي، تم حشد مساندة دولية شملت أغلب عواصم العالم، لتعلن دول في شتى البقاع مناصرتها للحق الكويتي، وهو ما أثمر القرار الثاني من مجلس الأمن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1990؛ الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.
لم يكن الأمر في ذلك الوقت بتلك السهولة، فقد رتّبت الدبلوماسية الكويتية عقد العديد من المؤتمرات التي أسهمت في كسب الرأي العام الدولي الداعم للقضية.
فعلى الصعيد العربي تم عقد مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة في 10 أغسطس 1990، وحمل خلاله أمير البلاد آنذاك، الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه العمل الفوري لإنهاء الاحتلال وعودة نظامها الشرعي إليها.
كما عقد (المؤتمر الإسلامي العالمي) في مكة المكرمة في 10 سبتمبر/أيلول ، وشدد فيه أمير البلاد آنذاك، على أن من مبادئ الإسلام وركائز الإيمان، الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية خاصة.
وخاطب الشيخ جابر الصباح في 27 سبتمبر/أيلول 1990 أكثر من 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الـ45 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في لحظة تاريخية لقي فيها تقدير غالبية أعضاء الجمعية.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أقيمت أضخم مظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة، الذي نظم تحت شعار "التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا"، وكان من بين أهم ما خرج به، الرفض القاطع للاحتلال والتمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لأمير البلاد.
وشارك الشيخ جابر الأحمد في 22 ديسمبر/كانون الأول 1990 في القمة الـ 11 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أكدت وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن وإعلان أن علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو إيجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
المجتمع الدولي يتوحد لدحر "المحتل"
وحدد هذا القرار تاريخ 15 يناير/كانون الثاني 1991 موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواته من الكويت وإلا فإن حشود التحالف الدولي بقيادة أمريكا سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660".
وتشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، وبدأت عملية تحرير الكويت في 17 يناير 1991.
كان لدول الخليج خاصة السعودية وقطر دور بارز في الائتلاف العسكري، حيث شارك أمراء من الصف الأول، في جهود دحر الغازي العراقي، في تضحية مشهودة بالنفس والمال، يكرّر الكويتيون امتنانهم لها في كل مناسبة.
وفي17 يناير/كانون الثاني 1991، بدأت أول غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولية إعلانا لبدء عمليات "عاصفة الصحراء" لتحرير دولة الكويت.
وفي 24 فبراير/شباط من العام نفسه توغلت قوات التحالف فجرا في الأراضي الكويتية والعراقية، وقسم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية حيث توجهت المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت، والثانية لمحاصرة جناح الجيش العراقي في الغرب.
أما الثالثة فكانت مهمتها التحرك في أقصى الغرب والدخول جنوب الأراضي العراقية لقطع كل الإمدادات عن الجيش العراقي.
وفعلا نجحت الخطة العسكرية التي أسفرت عن دحر الجيش العراقي فجر 26 فبراير/شباط 1991، ليتم الإعلان عن تحرير الكويت بعد مرور 100 ساعة فقط من انطلاق الحملة البرية.
لم يكن غزو الكويت في الثاني من أغسطس/آب عام 1990، ذكرى عابرة، بل هو حدث فاصل في الخليج العربي، ألقى بظلاله على المنطقة، وفتح الباب لأحداث تالية.
لكنه كان مناسبة لتأكيد التضامن واللحمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ووقوفها صفا واحدا في وجه أي اعتداء، أو مغامرة غير محسوبة تهدد استقرار دوله.
فكيف بدأت مغامرة صدام في الكويت؟
فجر الثاني من أغسطس عام 1990 أفاق الكويتيون على قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي تغزو أراضيهم، وتعلن احتلال بلادهم، في اعتداء سافر على شرعية حكم راسخ في قلوب رعايا أسرة الصباح الحاكمة منذ قرون.
ومنذ اللحظات الأولى للغزو، أعلن المواطنون الكويتيون رفضهم للعدوان السافر، ووقف أبناء البلد في الداخل والخارج إلى جانب قيادتهم الشرعية صفا واحدا للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته.
وأمام بسالة نظام الحكم في الكويت، ومؤازرة مواطنيه، ومساندة قادة دول الخليج، ورفضها القاطع لاحتلال إحدى دول مجلس التعاون، كان المجتمع الدولي في الموعد، وأصدر مجلس الأمن، في نفس اليوم القرار رقم 660 الذي طالب النظام العراقي حينها بالانسحاب فورا.
لم تأخذ قوات النظام العراقي السابق قرار مجلس الأمن الأول، والرفض الدولي الواسع على محمل الجد، فعاثت فسادا في أراضي الكويت، وأحرقت آبار النفط، وأشاعت الرعب في صفوف الشعب الرافض لاحتلال أراضيه.
جهود دبلوماسية حاسمة
وبتناغم بين الدبلوماسية الكويتية ومحيطها الخليجي والعربي، تم حشد مساندة دولية شملت أغلب عواصم العالم، لتعلن دول في شتى البقاع مناصرتها للحق الكويتي، وهو ما أثمر القرار الثاني من مجلس الأمن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1990؛ الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.
لم يكن الأمر في ذلك الوقت بتلك السهولة، فقد رتّبت الدبلوماسية الكويتية عقد العديد من المؤتمرات التي أسهمت في كسب الرأي العام الدولي الداعم للقضية.
فعلى الصعيد العربي تم عقد مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة في 10 أغسطس 1990، وحمل خلاله أمير البلاد آنذاك، الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه العمل الفوري لإنهاء الاحتلال وعودة نظامها الشرعي إليها.
كما عقد (المؤتمر الإسلامي العالمي) في مكة المكرمة في 10 سبتمبر/أيلول ، وشدد فيه أمير البلاد آنذاك، على أن من مبادئ الإسلام وركائز الإيمان، الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية خاصة.
وخاطب الشيخ جابر الصباح في 27 سبتمبر/أيلول 1990 أكثر من 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الـ45 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في لحظة تاريخية لقي فيها تقدير غالبية أعضاء الجمعية.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أقيمت أضخم مظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة، الذي نظم تحت شعار "التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا"، وكان من بين أهم ما خرج به، الرفض القاطع للاحتلال والتمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لأمير البلاد.
وشارك الشيخ جابر الأحمد في 22 ديسمبر/كانون الأول 1990 في القمة الـ 11 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أكدت وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن وإعلان أن علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو إيجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
المجتمع الدولي يتوحد لدحر "المحتل"
وحدد هذا القرار تاريخ 15 يناير/كانون الثاني 1991 موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواته من الكويت وإلا فإن حشود التحالف الدولي بقيادة أمريكا سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660".
وتشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، وبدأت عملية تحرير الكويت في 17 يناير 1991.
كان لدول الخليج خاصة السعودية وقطر دور بارز في الائتلاف العسكري، حيث شارك أمراء من الصف الأول، في جهود دحر الغازي العراقي، في تضحية مشهودة بالنفس والمال، يكرّر الكويتيون امتنانهم لها في كل مناسبة.
وفي17 يناير/كانون الثاني 1991، بدأت أول غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولية إعلانا لبدء عمليات "عاصفة الصحراء" لتحرير دولة الكويت.
وفي 24 فبراير/شباط من العام نفسه توغلت قوات التحالف فجرا في الأراضي الكويتية والعراقية، وقسم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية حيث توجهت المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت، والثانية لمحاصرة جناح الجيش العراقي في الغرب.
أما الثالثة فكانت مهمتها التحرك في أقصى الغرب والدخول جنوب الأراضي العراقية لقطع كل الإمدادات عن الجيش العراقي.
وفعلا نجحت الخطة العسكرية التي أسفرت عن دحر الجيش العراقي فجر 26 فبراير/شباط 1991، ليتم الإعلان عن تحرير الكويت بعد مرور 100 ساعة فقط من انطلاق الحملة البرية.