المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 29 أبريل 2024
أوبئة تجوب العالم سجلته العصور   "   تعرف عليها "
إيلاف الحجيلي - المدينة
بواسطة : إيلاف الحجيلي - المدينة 02-07-2021 10:12 مساءً 7.5K
المصدر -  على مر تاريخها عرفت البشرية انتشار العديد من الأوبئة القاتلة فبالإضافة إلى عددا من أبرز الأوبئة التي عصفت بالبشرية وتسببت في هلاك الملايين
والحقيقة هي ليست المرة الأولى التي يختلف فيها الوضع على المواطنون فقد جاءت اوبئة أكثر إيلاماً وضرراً على الناس حيث كانت هي البدايه ولنتعرف عليها قمنا بسياق هذا التقرير الصحفي الذي سينوِّر عقول الجيل الحاضر والأجيال القادمه التي رأت ان هذا وضع مختلف وليس له مثيل لترى أنه من الزمن البعيد مرت الأمم العربيه الاسلاميه بأكثر من وباء ساهم في خسارتهم ارواح أعز الناس عليهم ولكن بكل إيمان وصبر وتوكل على الله نقول :( إن مع العسرِ يسراً )


لنعود في بادئ الأمر الى الماضي البعيد وتحديد بداية العصر الخامس عشر نجد طاعون 1420 الذي طال عدّة بلدان إسلامية، واستمرّ بشكل متقطّع لأكثر من عشر سنوات، فاتكاً بالآلاف.

وفي عام 1422، اشتدّ الوباء كثيراً في مكة، ما جعل الصلاة في الجوامع مستحيلة. وشهد ذلك العام فرض قيود على شعائر النساء الدينية خلال رمضان (صادف حلوله خلال شهر سبتمبر/ أيلول)، ومنعن في القاهرة من زيارة المقابر.

كما انه في شهر رمضان عام 1579، حلّ وباء الطاعون في مناطق مختلفة من البلدان الإسلامية، ما أدى إلى تأجيل مواكب الحج الخارجة من مصر، وحركة التجار في البصرة. في ذلك العام، يفيد المؤرخون أن الوباء كان قاسياً لدرجة جعل جباية الضرائب مستحيلة، لأن عدد الوفيات كان ضخماً جداً.

بالإضافة انه في رمضان عام 1780، اشتدّ الطاعون في مكّة والمدينة، ويعتقد أنّه قتل نحو 12 ألف شخص.

بحسب فارليك، فإنّ الأوبئة المتلاحقة، تركت أثراً في بناء المجتمعات في البلدان التي عصفت بها، وخلفت نوعاً من الخبرة لدى الناس، انعكست لاحقاً في النظم الصحية، والبنى التحتية والصرف الصحي.

وترى فارليك أنّ إرث الأوبئة في البلدان الإسلامية، لا يزال حاضراً إلى اليوم، مع ما خلفه من نظم تفكير في أوروبا الحديثة المبكرة (فترة من التاريخ الأوروبي امتدت من نهاية القرون الوسطى وحتى بداية الثورة الصناعية).

وتقول: “تخيّل الأوروبيون في تلك الحقبة ‘الشرق’ والأجساد الشرقية، كمكان للمرض. في كتاباتهم، يصوّر كتاب تلك الحقبة المسلمين كناس متسخين، جهلة، ينقلون الأمراض. تخيلوا أن الطاعون ينشأ في مدن شرقية غريبة، ثم يتفشى في المدن الأوروبية. تلك السرديات، التي أسميها الوبائيات الاستشراقية، سمحت للأوروبيين بتوجيه أصابع الاتهام الى الشرق. وفي الواقع، لا يزال استخدام مزاج الشرق المريض، شائعاً، ولا زال يستخدم بشكل متكرر إلى يومنا هذا”


والجدير بالذكر أن وباء الكوليرا هو أول إكتشاف في التاريخ المعاصر فوهو وباء بكتيري قاتل كان في عام 1817 وبحسب المعلومات والتقارير أن هذا الوباء قد ظهر في عام 1817 حتى عام 1875 متنقلاً بين دول العالم بشكل مخيف ... حيث شهد العالم سبع مراحل من توسع نطاق هذا الوباء وكانت أول انطلاقة له في روسيا وكان سببه الرئيسي هو تلوث مياه الشرب بفضلات البشر ثم انتقل من اسيا الى أوروبا ثم انتقل من بريطانيا الى أسبانيا وأفريقيا واندونيسا والصين واليابان وألمانيا وأمريكا ، ثم بعد طيلة السنوات التي مرت على العالم إِثر هذا الوباء تم العثور على اللقاح الذي ساهم في القضاء على الكوليرا وكانت نسبة القضاء عليه في المملكة العربية السعودية خصيصاً 100% .

وفي عام 1904 ظهر وباء أخر سُمي*بالحُمى الصفراء*
وهو مرض نزفي وقاتل ينتقل عبر أنواع معينة من البعوض، يقوم فيروس الحمى الصفراء خصوصا بتدمير أنسجة الكبد والكليتين من أعراضه انخفاض كمية البول وتوقف الكبد عن تأدية وظائفه كما ينبغي، وتتجمع أصباغ الصفراء في الجلد مما يغير لون الجلد فيميل إلى الاصفرار ومن هنا جاء اسم المرض، وبعد عناءٍ طويل كان اللقاح سبب في انحسار هذا الوباء فقد اقتصر المرض على 47 دولة في العالم فقط وقُضي عليه في المملكة العربي السعودية بنسبة 100%.

ثم في عام 1912 كانت*الحصبة* هي الوباء الذي استمر لسنوات وأصاب الأطفال باستمرار فهو مرض فيروسي حاد و مُعدي ، يسبب للأطفال بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان . ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفه خاصة، ولكنه قد يصيب الكبار أيضاً. ولكن كان اللقاح يُنقذ ما يقارب 3 مليون شخص من الوفاة سنوياً .

أما بالنسبة لجائحة*الجُدري* فهو مرض معدي ذو أصل فيروسي شديد العدوى وبائيًا وكان هذا الوباء على قسمين أحدها فيروس الجُدَرِيُّ الكبير (وهو الأكثر شيوعًا والأكثر شدة) والثاني هو الجدري الصغير وهو الأقل شدة وانتشارًا، وتشمل الأعراض الأولية للمرض الحمى والقيء، ويتبعها تكوين تقرحات على مستوى الفم وطفح جلدي ، على مدى عددٍ من الأيام يتحول الطفح الجلدي إلى بثور مملوءة بالسوائل ثُم ترتطم البثور وتنتشر على مستوى الجسم، وتُكوّن قشرةً على البثور ما تلبث أن تسقط مخلفةً ندبة في مكانها ، ينتشر المرض بسبب العدوى بين الناس أو عن طريق الأشياء الملوثة.
و برغم شدة الوباء توصل العلماء الى لقاح الجُدري متمكناً من القضاء على الجُدري في العالم بأكمله في عام 1980.

وما إن بدأ العالم بالقضاء على وباء الجُدري جاءت جائحة*شلل الأطفال* في عام 1979 حيث كان يتسبب في شلل للأطفال دائم لا علاج له فهو مرض معدٍ تُسببه الفيروسة السنجابية و حوالي 0.5% من حالات شلل الأطفال تعاني من وهن عضلي يؤدي إلى شلل رخو، ويمكن أن يحدث هذا على مدى بضع ساعات إلى بضعة أيام ، غالبًا ما يشمل الوهن الساقين، وبصورة أقل شيوعًا قد يشمل عضلات الرأس والعنق والحجاب الحاجز، يتعافى العديد من الأشخاص تمامًا من المرض، لكن الأشخاص الذين يعانون من ضعف العضلات يموت من الأطفال منهم حوالي 2-5% ومن البالغين 15-30% لا تظهر أية أعراض على 70% من المصابين، بينما يعاني 25% من المصابين من أعراض بسيطة مثل الحمى والتهاب الحلق ولكن قد يعيش اليوم 80% من سكان العالم في بلدان خالية من شلل الأطفال وهذا بمساهمة من اللقاح .

وفي مطلع عام 2019 حتى عامنا هذا 2021 جاءت جائحة *كورونا* التي كانت وطأتها التلا اشغلت العالم واحدثت ضجه في اروقة المصحات ومعامل الدراسات حول تلك الامراض المتجددة فقد يؤثر مرض كورونا المسمى بكوفيد-19 في الأشخاص المختلفين بطرق مختلفة. ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون به أعراضًا طفيفة إلى متوسطة ويشفون قبل دخولهم المشافي .
حيث ان الأعراض الأكثر شيوعًا: الحمّى و السعال الجاف والإرهاق بينما الأعراض الأقل شيوعًا: فهي آلام وأوجاع ، التهاب الحلق،إسهال،التهاب الملتحمة،صداع،فقدان حاسة التذوق أو الشم،طفح جلدي، أو تغير في لون أصابع اليدين أو أصابع القدمين.
ولكن أصبحت دول العالم أكثر وعي وحرص على انتشار اللقاح والبدء بالحصول على جرعات اللقاح التي بأخذها سنجعل هذا الفايروس ذكرى من الماضي .

وأخيراً وليس أخراً فإن الحياةُ بكل مجرياتها تسير والذي كان بالأمس خشن المعاملة نتعامل معه اليوم بكل راحة فلن يبقى كلُ حالٍ على حاله مهما استمر أياماً مديدة فلابد وان يأتي الفرج في يومٍ ما فالصبر مفتاحٌ للفرج والله على كل شيءٍ قدير .