المصدر - ينتشر التدرن أوالسل في كل أنحاء العالم، ولكنه يكثر في البلدان الآسيوية حيث تبلغ نسبة العدوى بين الأطفال تحت عمر14 سنة أرقاماً هائلة.
*يسبب هذا المرض عصية السل، وينتشر بشكل أساسي بالرذاذ ، ولكنه قد ينتشر بطرق أخرى مثل الحليب غير المعقم، ويساعد على انتشاره تدني المستوى الإجتماعي والثقافي وسوء التغذية والإزدحام السكاني.
وتأتي أهمية* المرض في أنه سبب مهم للوفاة ، فقد تسبب في وفاة حوالي مليوني شخص عبر العالم عام 1990 وذلك بسبب وجود بعض الفصائل الجرثومية المقاومة للعديد من الأدوية المضادة للتدرن ، بالإضافة إلى ترافقه مع مرض الإيدز.
تمثل الإصابة بالتدرن عند البالغين إستعادة نشاط لتدرن قديم أصيب به الجسم سابقاً يسمى الإنتان الدرني البدئي، الذي يشفى مخلفاً بعض العصيات الدرنية العيوشة التي تستعيد نشاطها في مرحلة ما من العمر بسبب نقص المقاومة عند المريض وخاصة عند الكهول والكحوليين ومرضى السكر ونقص المناعة وخاصة الإيدز، لقد شهد العالم المتحضر تصاعداً في نسبة الإصابة بالتدرن بعد انتشار هذا المرض.
يصيب التدرن أجزاء عديدة من الجسم ، ولكنه ينتقي الرئتين بشكل خاص كما يصيب بعض أجزاء الجهاز الهضمي والبولي التناسلي وخاصة الكليتين، وقد يؤدي إلى العقم عند النساء ، كما يصيب الجهاز العصبي المركزي والعظام والجلد والعيون والقلب والعقد اللمفاوية والغدد الكظرية.
يشكو المريض عند إصابته بالتدرن من أعراض تدريجية تستمر لأسابيع أو أشهر، مثل التعب العام والدعث والقمه أو قلة الشهية ، ونقص الوزن والتعرق الليلي، ويرافق ذلك الترفع الحروري فإذا أصاب التدرن الرئتين ظهر السعال وهو العرض الرئيسي في هذه الحالة، وقد يرافقه قشع مخاطي أو قيحي ، ويكون مخلوطاً بالدم أحياناً وقد يحصل نفث دموي صريح يمكن أن يكون مهدداً للحياة وهذا نادراً مايحصل.
يكون التشخيص بإجراء صورة شعاعية للصدر، وتحليل القشع بالإضافة للمزرعة، ويمكن اللجوء إلى منظار القصبات أو الشعب الهوائية أو إلى أخذ عينة من الغشاء المغلف للرئة أو العقد اللمفاوية إذا لزم الأمر، كما أن هناك فحوصات أخرى يمكن أن يلجأ إليها الطبيب عند الضرورة أو إذا كان هناك شك في التشخيص.
تهدف معالجة التدرن إلى الشفاء الجرثومي والذي يكون باستئصال العصيات السلية من جسم المريض ، وهذا يكون بإشراك دوائين على الأقل بسبب وجود بعض الجراثيم المقاومة أحياناً وبإعطاء كل دواء بمقاديره العلاجية دفعة واحدة في الصباح وأن تستمر المعالجة لفترة ستة أشهر على الأقل ، وقد تستمر لفترة تسعة أشهر كما هو الحال في سل العظام.
يصبح المريض غير ناقل للمرض بعد 2-3 أسابيع من العلاج ، وهذه الفترة تواكب الفترة التي يبدأ فيها المريض بالشعور بالتحسن السريري ، ويصبح القشع سلباً بالنسبة لعصية كوخ ( عصية السل) بعد شهرين من العلاج، يتم فحص القشع كل شهرين* إذا كان إيجابياً في البداية ، أما الفحوصات الشعاعية فإنها تجرى كل ثلاثة شهور إذا كان القشع سلبياً.
من المهم جداً التأكد أن المريض تناول الدواء بمقاديره الموصوفه ، ولكامل الفترة العلاجية ، وهذا يفيد في تحاشي الوقوع في الفشل في العلاج أو حصول مقاومة جرثومية الأمر الذي يجعل الشفاء أكثر صعوبة.
*أما بالنسبة للوقاية فإنه يمكن إعطاء لقاح BCG وهو لقاح يحوي فصائل من عصية السل المضعفة التي فقدت قدرتها الإمراضية ، وهو يفيد في خفض إمكانية حدوث التدرن بنسبة 70% خاصة في الأطفال اليافعين ، كما أنه يفيد في الوقاية من حصول بعض أنواع السل الشديد الخطر مثل التهاب السحايا السلي والسل الدخني.
وأخيراً يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للتدرن في بعض الحالات الخاصة كعلاج وقائي وذلك مثلاً عند وجود تماس صميمي لشخص صحيح مع مصاب بتدرن فعال غير معالج، والطبيب هو الذي يحدد هذه الحالات الخاصة التي يجب فيها استخدام هذا النوع من العلاج
د.محمد طه شمسي باشا*.
______________________*** *أخصائي الباطنية بمستشفى الحمادالحمادي بالرياض
*يسبب هذا المرض عصية السل، وينتشر بشكل أساسي بالرذاذ ، ولكنه قد ينتشر بطرق أخرى مثل الحليب غير المعقم، ويساعد على انتشاره تدني المستوى الإجتماعي والثقافي وسوء التغذية والإزدحام السكاني.
وتأتي أهمية* المرض في أنه سبب مهم للوفاة ، فقد تسبب في وفاة حوالي مليوني شخص عبر العالم عام 1990 وذلك بسبب وجود بعض الفصائل الجرثومية المقاومة للعديد من الأدوية المضادة للتدرن ، بالإضافة إلى ترافقه مع مرض الإيدز.
تمثل الإصابة بالتدرن عند البالغين إستعادة نشاط لتدرن قديم أصيب به الجسم سابقاً يسمى الإنتان الدرني البدئي، الذي يشفى مخلفاً بعض العصيات الدرنية العيوشة التي تستعيد نشاطها في مرحلة ما من العمر بسبب نقص المقاومة عند المريض وخاصة عند الكهول والكحوليين ومرضى السكر ونقص المناعة وخاصة الإيدز، لقد شهد العالم المتحضر تصاعداً في نسبة الإصابة بالتدرن بعد انتشار هذا المرض.
يصيب التدرن أجزاء عديدة من الجسم ، ولكنه ينتقي الرئتين بشكل خاص كما يصيب بعض أجزاء الجهاز الهضمي والبولي التناسلي وخاصة الكليتين، وقد يؤدي إلى العقم عند النساء ، كما يصيب الجهاز العصبي المركزي والعظام والجلد والعيون والقلب والعقد اللمفاوية والغدد الكظرية.
يشكو المريض عند إصابته بالتدرن من أعراض تدريجية تستمر لأسابيع أو أشهر، مثل التعب العام والدعث والقمه أو قلة الشهية ، ونقص الوزن والتعرق الليلي، ويرافق ذلك الترفع الحروري فإذا أصاب التدرن الرئتين ظهر السعال وهو العرض الرئيسي في هذه الحالة، وقد يرافقه قشع مخاطي أو قيحي ، ويكون مخلوطاً بالدم أحياناً وقد يحصل نفث دموي صريح يمكن أن يكون مهدداً للحياة وهذا نادراً مايحصل.
يكون التشخيص بإجراء صورة شعاعية للصدر، وتحليل القشع بالإضافة للمزرعة، ويمكن اللجوء إلى منظار القصبات أو الشعب الهوائية أو إلى أخذ عينة من الغشاء المغلف للرئة أو العقد اللمفاوية إذا لزم الأمر، كما أن هناك فحوصات أخرى يمكن أن يلجأ إليها الطبيب عند الضرورة أو إذا كان هناك شك في التشخيص.
تهدف معالجة التدرن إلى الشفاء الجرثومي والذي يكون باستئصال العصيات السلية من جسم المريض ، وهذا يكون بإشراك دوائين على الأقل بسبب وجود بعض الجراثيم المقاومة أحياناً وبإعطاء كل دواء بمقاديره العلاجية دفعة واحدة في الصباح وأن تستمر المعالجة لفترة ستة أشهر على الأقل ، وقد تستمر لفترة تسعة أشهر كما هو الحال في سل العظام.
يصبح المريض غير ناقل للمرض بعد 2-3 أسابيع من العلاج ، وهذه الفترة تواكب الفترة التي يبدأ فيها المريض بالشعور بالتحسن السريري ، ويصبح القشع سلباً بالنسبة لعصية كوخ ( عصية السل) بعد شهرين من العلاج، يتم فحص القشع كل شهرين* إذا كان إيجابياً في البداية ، أما الفحوصات الشعاعية فإنها تجرى كل ثلاثة شهور إذا كان القشع سلبياً.
من المهم جداً التأكد أن المريض تناول الدواء بمقاديره الموصوفه ، ولكامل الفترة العلاجية ، وهذا يفيد في تحاشي الوقوع في الفشل في العلاج أو حصول مقاومة جرثومية الأمر الذي يجعل الشفاء أكثر صعوبة.
*أما بالنسبة للوقاية فإنه يمكن إعطاء لقاح BCG وهو لقاح يحوي فصائل من عصية السل المضعفة التي فقدت قدرتها الإمراضية ، وهو يفيد في خفض إمكانية حدوث التدرن بنسبة 70% خاصة في الأطفال اليافعين ، كما أنه يفيد في الوقاية من حصول بعض أنواع السل الشديد الخطر مثل التهاب السحايا السلي والسل الدخني.
وأخيراً يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للتدرن في بعض الحالات الخاصة كعلاج وقائي وذلك مثلاً عند وجود تماس صميمي لشخص صحيح مع مصاب بتدرن فعال غير معالج، والطبيب هو الذي يحدد هذه الحالات الخاصة التي يجب فيها استخدام هذا النوع من العلاج
د.محمد طه شمسي باشا*.
______________________*** *أخصائي الباطنية بمستشفى الحمادالحمادي بالرياض