المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 25 أبريل 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 08-06-2021 11:59 مساءً 31.3K
المصدر -  
يتم استخراج المياه باستعمال الدواب مثل الحمار أو البغل أو الجمل أو البقر، إذ تجرُّ الدلو بواسطة حبلين الأول غلیظ (إيشر) "رشى"يحمل الدلو من فوق، والثاني رقيق (تیسرمغت) يجرُّ الدلو من الفتحة التي يتدفق منها الماء في الحوض الصغير أمام البئر (أسفي)، ويمر الحبل الغليظ ببكرة خشبية مثبتة على مسندين خشبيين (إغالَّن)، المثبتتان بين مسندين مبنيين بالحجر والجير، ويمر الحبل الرقيق على بكرة أسطوانية مثبتة على حافة البئر لحماية الحبل من الاحتكاك ويثبت بكرة أسطوانية أخرى أصغر من الأول (تيمروت) على حافة الحوض الصغيروتربط الحبال مباشرة بالدابة، ويقوم الفلاح بإنزال الدلو إلى أسفل البئر ليمتلئ بالماء، ثم يرفع هذا الدلو إلى الأعلى بواسطة جر الدواب، حتى يصل الدلو خارج البئر لتتدفق مياه الدلو في الحوض الصغير (أسفي).
تصرف المياه إلى الحوض الكبير بجانب البئر، حيث جُعل لتجميع الكمية الكافية لسقي البستان، كما أن كمية الماء المخزنة في الحوض الكبير قبل بداية السقي هي التي تضمن استمرار تدفق الماء فيتواصل جريانه في السواقي بنفس التدفق ولا تنقطع تبعا لتدفق الدلو لفترات متقطعة، وهناك آبار مزودة بدلوين يجران بواسطة دابتين.
وفي هذه العملية التي يقوم بها الفلاح بإخراج الماء من البئر على ممر منحدر أمام الحوض الصغير قُدِّر ما يمشيه الفلاح أمام بئره ذهابا وإيابا بأربعين كيلو مترا في اليوم الواحد.
أما عن أوقات استخراج الماء من البئر فيقوم الفلاح صيفا منذ النصف الأخير من الليل إلى قبيل منتصف النهار التالي تفاديا لحرارة الشمس عند الزوال، وفي الشتاء يبدأ بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس إلى قبيل المغرب، ومع كل هذه الظروف المناخية القاسية صيفا وشتاء، فهو يصدح بالغناء والمديح، رغم ما يلاقيه من تعب. ويضطر الفلاح الفقير الذي لا يملك حمارا أو بغلا أو جملا أن يستخرج الماء بنفسه معتمدا على عضلاته.
يضبط العرف مسافة الحرم لكل بئر، ولكل المرافق التابعة له، من الحوض الصغير الملاصق للبئر (أسفي)، والحوض الكبير المجانب للحوض الصغير (المجل)، متر واحد من كل الجوانب إلا خلف البئر فهو متر ونصف، وذلك تيسيرا للخدمات الضرورية ومصالحها. أما ممر الدابة المخصص لجر دلو الماء من البئر فهو حق للشركاء جميعهم، وعرضه متران إذا كان دلو الماء واحد، وإذا كان فيها دلوان فيكون عرضه متران ونصف. وأما طوله فهو بقدر العمق الأصلي للبئر زائد ثلاث أمتار لدوران الدابة . وعن حكاية البراح يروي الفنان التشكيلي الاستاذ قالب الدلح الحكاية وقصة البراح أبكر قائلاً

أبكر رجل* يسقي القرية من بئر حفرها في منتصف الوادي في الثمانينات الهجرية وعمقها لا يتجاوز أربعة أمتار تقريبا والبراح : هو الذي ينزع الماء من البئر بأدواته التقليدية مثل الدلو والجلحوف وهو الذي حفرها وعمل لها طيا من شجر الأثل ليكون ماؤها نقيا صافيا وبنى بجوارها أحواضا لسقيا الغنم والبقر ووضع خشبة مشجًنة وعلق بها زنبيل لوضع حب الذرة وهي الشرية التي يأتي بها أبناء القرية لملء جرارهم ، وكان كلما جاء أحد بزفته والزفة جرتان من الفخار وضع الحب في الزمبيل وصاحب البئر يلاحظ ذلك ويملأ الجرار . ويضيف الدلح
اعتاد ولد من أبناء القرية أن يأتي بجراره أثناء الزحمة ويوهم البراح أنه يضع شرية الحب في الزنبيل ويملأ جراره ويعود إلى بيته لاحظ البراح تصرف هذا الولد ولكن لم يسأله وهو يعرف أسرته وأبيه استمر على هذا الحال أسبوع جاء يوم من الأيام ورد هذا الولد الصغير ووجد المكان خاليا من الورادين وزنبيله الصغير فارغا من الحب وقف الولد حائرا أمام البراح وجهًا لوجه وأن خطته سوف تنكشف وهل يصارح البراح بما يفعله يوميا ؟ بأن معه حب وهو يكذب عليه .
سارع البراح وقال* للولد أعطني شريتك وأنا أضعها في الزنبيل ..*
عندها أنهار الولد باكيا ..
وقال له ياعم أبكر الزنبيل ليس به حبا ..
فقال له البراح : أني أعلم ذلك وكنت ألحظ ذلك منذ أسبوعين ..
مالذي حملك على هذا الفعل ..
فقال الولد والدموع تسيل من عينيه : والله لا يوجد لدينا حبا في البيت إلا* الشيء اليسير تطحنه أمي لنأكله ..
تأثر البراح من هذا الموقف ، وقال له : لا عليك يا بني سوف أملأ جرارك بالماء كل يوم حتى يفرجها الله عليكم ..
رجع الولد متأثرا بما حصل وأخبر أمه وأبيه بما حصل .واردف الدلح بقوله
وفي الليل قام البراح أبكر يأخذ زمبيل ووضع به حبا مقدار صاع وذهب به إلى صاحب هذا البيت وأعطاه مساعدة لهم في أمورهم وقال لهم : زفتكم يوميا مجانا حتى يفرجها الله عليكم ..
فشكره صاحب البيت على هذا الصنيع وقال له : إن شاء لله أعيده لك بعد حصاد الخريف .
ياله من زمن جميل الفقير يعطف على الفقير رغم قلة الموارد والرحمة والسعادة تسود الجميع ، .