المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
بواسطة : 16-12-2016 11:01 صباحاً 11.6K
المصدر -  تعدّ حلب من أعرق المدن السوريّة ، بل وأكبرها من حيث المساحة ، وأيضاً أكبر مدن بلاد الشّام ، وهي كانت المدينة الثالثة في الدولة العثمانية ، بعد القاهرة واسطنبول ، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم ، وقد تعاقبت على حلب عدّة حضارات ( الحثيّة ، الآراميّة ، الآشوريّة ، الفارسيّة ، الهيلينيّة ، الرومانيّة ، البيزنطيّة ، الإسلاميّة ) ، كانت حلب عاصمة المملكة الأموريّة يمحاض ، وأيضاً كانت عاصمة الدولة الحمدانيّة إبان العصر العباسي ، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي منذ القدم إذ تتوسّط الطريق من بلاد ما بين النهرين إلى البحر الأبيض المتوسّط ، وأيضاً متوسطة لطريق الحرير . إنّ الذكر الأوّل لحلب كان من خلال الكتابة المسماريّة على الألواح الطينيّة التي اكتشفت في مملكة إيبلا ، وأيضاً في بلاد ما بين النهرين ، حيث تمّ وصف تفوّقها التجاري وأيضاً تفوّقها العسكري، تعود تسمية حلب إلى اللغة السريانيّة البحتة ، وتعني ( المدينة البيضاء ) ، لأنّ لفظة أبيض بالسريانيّة القديمة تعني ( حلب ) ، ويدلّنا هذا على تفرّد أهل سوريا بإطلاق كلمة حليب على الحليب ، ويعود ذلك لبياضه ، ولأن السريانيوّن كانوا يسكنون سوريا ، بينما نجدّ الأقطار العربيّة الأخرى تطلق عليه اسم لبن، وما من شك تميّز حلب بحجارتها الكلسية ذات اللون الأبيض ، فأطلق عليها اسم المدينة البيضاء . إنّ كلمة شهباء هي في أصلها عربيّة المنشأ ، بحيث تعني في اللغة العربيّة ( الأبيض ) ، وربّما حاول العرب قديماً تفسير معنا حلب في السريانية ، بإضافة كلمة شهباء العربي عليها، تروي الروايات القديمة والأحاديث على أنّ تسمية حلب الشهباء ، تعود في أصلها إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام ، إذ كان يملك بقرة أطلق عليها اسم الشهباء لشدّة بياضها ، وكان يسكن في مدينة حلب ، وكان يحلب بقرته هذه ، فينادي الناس ليتسابقون في شرب حليبها*: ( حلب الشهباء ) ، ومن هنا درج هذا اللقب وهذه التسمية ، ولكن هذه القصّة مشكوك بصحّتها ، إذ لا يوجد لدينا دليلاً تاريخيّاً يقرّ بصحّة هذه المعلومة ، وخاصّة أنّ ابراهيم الخليل كان يتكلّم اللغة الآراميّة والسريانيّة فقط ، ولم يكن يتكلّم اللغة العربيّة ، ولم يكن حتى عارفاً بهذه اللغة ، وبهذا لا يمكن له أن يطلق اسم شهباء على بقرته . محافظة حلب : تقع محافظة حلب في الجزء الشمالي من الجمهورية السورية العربية، وتعتبر مركزاً لها، وهي من أكبر المحافظات على مستوى البلاد من حيث الكثافة السكانية إذ يقدّر عدد سكانها بـ4393000 نسمة. تعتبر مدينة حلب عاصمة المحافظة مركزاً صناعياً وتجارياً وزراعياً هاماً في الاقتصاد السوري، كما تعد هذه المدينة من المدن الأقدم على مستوى العالم وتشتهر بما تنتجه من صناعات تقليدية، وتعرف حلب باسم حلب الشهباء. هي مهد لعدد من الممالك والحضارات وأولها مملكة يمحاض الأمورية، ثم الآرامية والآشورية والفارسية والرومانية والبيزنطية وأخيراً الإسلامية، ومن المتعارف عليه بأن الدولة الحمدانية اتخذت منها عاصمة لها، وأشارت الآثار والحفريات المعثور عليها في تليّ السودة والأنصاري القائمتين إلى الجنوب من المدينة القديمة بأن تاريخ البلاد يؤكد وقوعها تحت الاحتلال في أواخر الألفية الثالثة. الجغرافيا: تمتاز جغرافيا محافظة حلب بالتنوع التضاريسي، إذ تتنوّع ما بين هضاب وسهول وجبال، فتشغل السلاسل الجبلية المناطق الشمالية الغربية حيث تعتبر قمة جبل بلبل القمة الجبلية الأعلى هناك إذ تصل إلى 1200 متر ارتفاعاً، أما الجزء الشمالي الغربي من المحافظة فيعرف بخصوبته إذ تكسو أراضيه الغابات والأراضي الزراعية. يشطر نهر الفرات السوري محافظة حلب، فيعبرها بدءاً من الجزء الشمالي الشرقي عند مدينة طرابلس، كما يعبر نهرا قويق، والساجور المحافظة من الجزء الشمالي، إلا أن السدود التركية أثرت سلباً في نهر قويق ما أدى إلى انخفاض منسوبه بشكل ملموس. يقطع نهر عفرين محافظة حلب فيشطرها إلى نصفين، ويمتد لطول يصل إلى 113 كيلومتر، وأنشئ على غرار هذا النهر سداً يعرف باسم سد 17 نيسان، فنتج عن ذلك وجود بحيرة 17 نيسان الممتدة لطول 17 كيلومتر بعرض يتراوح ما بين 2-3 كيلومتر، بالإضافة إلى نهر الأسود الممتد في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة. كما تشتهر المحافظة بوفرة المسطحات المائية بها كالمساقط المائية والشلالات والبحيرات. المناخ : تتأثر محافظة حلب بمناخ شبه قاري، ويعزى السبب في ذلك إلى محاذاة سلاسلها الجبلية للبحر المتوسط، التي تلعب دور العائق لتأثير المناخ المتوسطي على المنطقة، وبذلك تعتبر المدينة ذات رطوبة متوسطة تصل إلى 58%، وتشهد هطولاً مطرياً يصل إلى 385 ملم سنوياً. السكان*: يقطن العرب في محافظة حلب إلى جانب مجموعات عرقية متنوعة كالأرمن والكرد والشركس، ويشكلون العرب النسبة الأكبر وفقاً للعدد الإجمالي، ويتمركز الكرد في المناطق الشمالية والشمالية الغربية للمحافظة، ويسجلون النسبة الأكبر في مدينتي عين العرب (كوباني) وعفرين. الصناعة عُرفت محافظة حلب منذ فجر التاريخ بصناعاتها التقليدية العريقة، إذ تصدّرت مستويات عالية بين المدن الصناعية، فتعتبر الموطن الأصلي لصناعة النسيج وحلج القطن وصابون الغار وزيت الزيتون والصناعات الغذائية. كما تشتهر في وقتنا الحالي بعدد من الصناعات السورية والعربية، ومن بين هذه الصناعات: صناعة السجاد، وصناعة الحديد والصلب، وصناعة الآلات الزراعية، وصناعة السيراميك، وصناعة الألبسة، وغيرها الكثير.