لم يكن عالم الجوائز غريباً على الروائي السعودي مقبول موسى العلوي (47 عاماً). ابن القنفذة المتأثر بها وبقيمتها على الساحل الجنوبي الغربي من المملكة، والمولود في عام 1969، خرج إلى الحياة “معلماً” للأجيال في مدارس التعليم العام، بعد أن تخرج من جامعة أم القرى. والتصق بالتالي بعالم المعرفة، وزاد نهمه بالقراءة والتحصيل، حتى أنه بات من غير المقتربين كثيراً من إيقاع العصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. قبل خمس سنوات، كانت أولى لحظات القطاف لثمار ما يكتب في عالم الرواية، حينما فاز على الجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2011، عن روايته “فتنة جدة”. ثم جاء معرض الكتاب الدولي في الرياض، بعد أربعة أعوام، لينصفه من خلال جائزة وزارة الثقافة والإعلام عن فئة الرواية، لما فازت روايته “زرياب” في العام الماضي 2015. وفي بداية هذا العام، وقبل أن يتوّج جوائزه بالجائزة المستحدثة من “سوق عكاظ”، حاز على جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية بمنطقة حائل (2016). ومن أبرز أعمال العلوي الروائية: “زرياب”، “فتنة جدة”، “خرائط المدن الغاوية”، “البدوي الصغير”، “سنوات الحب والخطيئة”، و”فتيات العالم السفلي”.   وعلى سبيل المثال من بين أعماله، تعتبر رواية “زرياب”، الصادرة عن دار “الساقي” اللبنانية، سيرة ذاتية غنيّة بتفاصيل الحياة، يستعيدها الكاتب السعودي مقبول العلوي بأسلوب روائي شيّق. يذكر أنّ إسحاق الموصلي أطلق اسم “زرياب”، والذي يعني الطائر الأسود ذو الصوت الجميل، على تلميذه، بعد اكتشاف الموهبة الاستثنائية التي يتمتع بها في الغناء والعزف، فيهتم بتربيته، وتعليمه أصول الغناء والعزف على آلة العود، حتى يغدو عازفاً بارعاً، ويقدمه للخليفة هارون الرشيد.