المصدر - غرب/ وسيلة الحلبي
يقيم صالون مجدي شحاتة الثقافي بالتعاون مع مكتب جامعة القاهرة بالرياض أمسية شعرية للشاعر السيد الجزايرلي وقد خصصها *خصصها للاحتفاء بتجربته الشعرية وصدور ديوانه الجديد "مسك الغياب"، وذلك يوم الجمعة الموافق 1 أبريل 2016م الساعة الثامنة مساء في *قاعة مكتب جامعة القاهرة بالرياض، ومن أروع قصائده في ديوان مسك الغياب عن دار المحروسة قصيدة بعنوان "طاء الطيور"، يقول فيها الشاعر:
طيرٌ.. أنا
جمرٌ.. دمي*
ولقد كفرتُ بهجرتي
وفقدتُ ظلِّي في الزحامْ
فدمي حلالٌ*
والحلالُ هو الخطيئةُ*
في الظلامْ
من أين تبدأُ رحلتي؟
ولأيِّ ريحٍ في الشِّتاءِ*
سينتمي دفءُ الكلامْ؟
لا تسألوني عن بلاديَ
فالبلادُ*
على فراشيَ لا تنامْ
سَقَطَ القناعُ*
عنِ الأمومةِ، والقِلاعِ العاليةْ
لا ظلَّ يغفو تحتَ أقدامِ النخيلِ
ولا سبيلَ*
سوى هروبِ الماءِ من سجنِ*
الظمأْ
فارموا الخطيئةَ خلفَكُمْ
بعضُ الطيورِ*
تشقُّ في صخْرِ الظلامِ*
طريقَ هِجْرَتِها الطويلة*
كيْ تعيشَ غريبةً
ولأنَّ أحلامَ الغريبِ*
مباحةٌ
دومًا تطاردهُ البنادقُ*
والفخاخْ
كيف الطيورُ
تَحُجُّ من بلدٍ إلى بلدٍ*
يموتْ؟
ولمَن تُهرولُ في السماءِ*
ولا تطوفْ؟
بيني وبين الريحِ*
سرُّ عَلاقةِ المهزومِ*
بالمأزومْ*
لا طيرَ إلا الطيرُ
تسألُهُ المراكبُ عن بياضِ*
الأشرعةْ
والريحُ بوصلةُ النوارسِ*
في الغروبْ
الريحُ قد تُلْقي نبوءَتَها*
على كَتِفِ النوارسِ في الشتاءِ
وفي الشتاءِ
تفرُّ من صَخَبِ العواصفِ*
صَرْخَتي
من أينَ تبدأُ رحلتي؟
من آيةٍ للطيرِ في سرِّ الممات؟
أم آيةٍ للطيرِ في سرِّ الحياةْ؟
الهدهدُ النبويُّ*
لم يُغْفِلْ تعاليمَ النبيِّ*
إلى سَبَأْ
وابنُ النبيِّ استلَّ سرَّ الدفنِ*
من رأسِ الغرابْ
لولاهُ لم نعرفْ
سوى دفنِ الحقيقةِ في الترابْ
طاءُ الطيورِ طليقةٌ
وأنا سجينُ فصيلتي
طاءُ الطيورِ
هي الطريقُ من الترابِ*
إلى السماءْ
وأنا بكلِّ الصمتِ*
أصعدُ*
من تجاعيدِ الترابِ إلى*
سماواتِ الكلامْ
فارموا الخطيئةَ خلفَكُمْ
وتصدَّقوا
بالوردِ إن ضلَّ الربيعْ*
ولْتكتبوني ثورةً*
جمعتْ طيورَ اللهِ من كلِّ*
الفصولْ
طيرٌ .. أنا
جمرٌ .. دمي
ولسوفَ تَجْحَدَني البلادُ
إذا قرأتُ بياضَها
وفتحتُ نافذةَ السكونِ*
على فمي.