أكد الصديق الأكثر قُرباً ومُلازمةً للإعلامي الراحل "سعود الدوسري" - يرحمه الله - ، المُذيع المعروف "أحمد الحامد" ، بأن رفيق دربه ، قد حققَ مليار قراءة لتغريدات ذكرت اسمه على تويتر ، بعد الإعلان عن وفاته ، مؤكداً أن مهنيته العالية في عمله ، وخلقه العالي جعله من المُحبين لدى الجمهور والمتابعين ، بعد أن كانَ قد تدرج في عمله الإذاعي ، ابتداءًا من إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية ، وانتهاءاً بقناة روتانا خليجية ، حيث برنامجه الشهير "ليطمئن قلبي" ليختم حياته ببرنامج ديني ، فيما شاركه شقيقه "هاني الحامد" ، المُذيع في قناة mbc وعلى برنامجها "صباح الخير ياعرب" الحُزن بفراق الإعلامي الدوسري ، ولقبه بـ "إيقونة الإعلام العربي" ، مُشيراً لم يُخرج 50 ٪ من طاقته الإبداعية الإعلامية قبل وفاته - رحمه الله - ومع ذلك حقق جمهوراً ومتابعين كثُر وكُشف ذلك بعد وفاته ، في حين أكد المتخصص الأكاديمي في الإعلام ، إبراهيم الفرحان ، بأن الإعلامي سعود الدوسري أثر في حياة الكثير من الإعلاميين السعوديين بل كان ملهما لهم، باعتبار أنه دخلَ هذا المجال وعمره شاباً 24 عاماً، وظل الإعلامي الوحيد الذي ليس له جدلية ولا خصام.
يأتي ذلك ضمن سلسلة برامج "حضور الغياب" ، والتي تأتي ضمن فعاليات الصالون الثقافي ، بالجناح السعودي لمعرض الكتاب الدولي بالشارقة ، والذي تُشرف عليه الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين ، بدولة الأمارات العربية المتحدة .
و وبحضور الملحق الثقافي الدكتور صالح الدوسري وجمهور كبير، أدار ذلك البرنامج الوفائي والاحتفائي بالإعلامي "سعود الدوسري" ، مدير الشؤون الثقافية بالملحقية، والمشرف على الصالون الثقافي بالجناح السعودي بالمعرض ، الدكتور محمد المسعودي، حيث بدأ مدير الامسية الاحتفائية بمقدمة قال فيها : "حل الذي ملأ الأثير بصوته، وحمل الندى صوتًا وطيبًا في الصدى، فكأنه جمع المدى في صوته؛ هكذا نستحضر الراحلين حضورًا بيننا، ففي حضور الغياب يوجدون، وعندما يوجد بيننا من أرخُوا لحضورهم فلا رحيل ولا غياب، تلاحمت رغباته مع الأمل، وامتزجت قمته مع السفح، واختلطت شعلةُ إبداعهِ بلهيبِ الشوق وبثلوج الثقة. روتها كل ذرةِ رملٍ على بساط الوطن، فكان عمره عطاءً منثوراً شعاعاً دافقاً كانجازاته ومدى حضوره المتألق حتى غدا وشماً بقلوبنا وعقولنا، إنه سعود الدوسري أنشودةٌ الشاشة وقيثارة الأثير.
*ومضى المسعودي يقول : كان لصوته البوح العميق، وكأنه يفوح بعطر الكلام، ليملأ الأثير بالرحيق. لذلك عندما رحل، بقي صوته يرن في كل مسمع ويخفق في كل قلب، ويفيض في كل روح، فقد كانَ جديراً بأن يدرك تلك العلاقة بين روح الكلمة والمتلقي، ويدرك سر العلاقة بينه وبين الجمهور، بين دور الإعلام الثقافي، ودوره الجماهيري، ولأنه أيضاً صوتٌ نهض من نبض الناس، وحلّ في قلوبهم، كان صدىً لأصواتهم، و معبرًا عن نبضاتِ قلوبِهم، فأحبهُ الجميع، جمهورًا وزملاء، وأصدقاء، فقد جمع بين الثقافة الإعلامية الراقية والقيم الأخلاقية الحميدة، هكذا كان فقيدنا مثالاً يحتذى للإعلام الملتزم بقضايا الناس والجماهير، ومثالاً للإعلام الأخلاقي، "فليس مهمًا أن يكون في جيبك القرآن، بل المهم أن تكون في أخلاقك آية". هذا آخر ما كتبه على حسابه في تويتر، لتبقى صورته ناصعة الأخلاق، وصوته دافئًا في أثير القلوب، رحم الله فقيدنا وتغمده برحمته وأدخله فسيح جناته، والذي يحملُنا بأفق جميل وبيرق شامخ فخراً وابتهاجاً بمعادلةٍ لاحدود لها احتفالا ووفاءً وإخاءً، وكلمات نقية تحمل له كل الحب و العرفان.
ثم بدأ متحدثاً الإعلامي المعروف أحمد الحامد، والذي أعرب عن شكره للملحقية الثقافية السعودية بالأمارات ، والتي احتفت بالاعلامي الراحل سعود الدوسري - يرحمه الله - ، وعلى هذه اللفته القوية والرائعة كما وصفها ، وقال : عندما التحق سعود الدوسري - يرحمه الله - ، بإذاعة mbc fm ، كان عمره 24 عاماً ، وبدأ وقتها مُتحمساً لعمله ، ووقتها سمعنا صوته الإذاعي والذي لا يتلاءم مع عمره ، وكأنه صوتاً لمن هو أكبر منه ، حيث عملَ مع عدد من المذيعين القادين من إذاعات عالمية كُبرى ، ومنها BBC ، و مونت كارلو ، وكان إعلامي حقيقي ، وبدأ يشق دربه نحو التميز والمهنية العالية والحضور ، كونه يملكها ، كذلك يملك الوجه السينمائي ، مُشيراً أنه في البرامج الحوارية هو اعلامي مختلف ، حيث حرِصَ ألا يكون برنامجه تقليدي ، بل أنه يحب الإثارة والأحداث .
وعدَ الحامد ، وفاة سعود الدوسري ، صدمة قوية ، فالكثير من الناس تعاطفوا معه ، فهو كان صاحب تأثير قوي جداً ، في لندن وفي القاهرة وفي دبي ، كذلك أثرَ في الناس بعد وفاته ، حيث اخلاقه كانت تسبقه ، وقال : سعود كانت انطلاقته القوية مع mbc ، ثم انتقل بعدها إلى قناة أوربيت ، الغير منتشره كونها مشفرة ، ثم انتقل إلى قناة روتانا .
واختتم الحامد حديثه قائلاً : أنا شخصياً تعلمت من سعود الكثير في الإذاعة ، حيث كان ينصح عند رؤية الأخطاء ، واستطيع أن أؤكد بأن الإعلام خسرَ أمكانيات كبيرة لم توجد إلا في "سعود الدوسري" - رحمه الله - .
أما المتخصص الأكاديمي في الإعلام ، إبراهيم الفرحان"، فاعتبر الاحتفاء به وتكريمه ، لفته رائعة ، وقال : لقد كُتبت عن الفقيد الراحل سعود العديد المقالات ، فيما عرجَ على برنامجه "ليطمئن قلبي" وهو الأخير قبل وفاته ، حيث كان قلقاً حوله ويخاف التجربه باعتبار أن ضيف الحلقات هو الدكتور عدنان ابراهيم، حتى أن حقق نجاحات كبيرة من خلال هذا البرنامج.
ويقول هاني الحامد ، ذلك المذيع الذي يظهر من خلال برنامج "صباح الخير ياعرب" : استطيع أن القبه بـ "ايقونة" في الإعلام السعودي والخليج كذلك العرب ، وعلاقتي بالراحل استمديتها من شقيقي أحمد ، فمن يعرف سعود على المستوى المهني ، فهو لم يُخرج 50 ٪ ، مُشيراً أن كاريزما سعود ، إعلامي متمكن .
وأضاف : في تصوري الإعلام لم ينصف سعود الدوسري ، ولكن انصفه حب محبيه ووفائهم لسعود ، مؤكداً أن خبر وفاته كان قد أحدث حزناً كبيراً لدى الكل ، وقال : من إحدى لقاءاتي به - رحمه الله - ، كنا قد اتجهنا سوياً نحو موقع العشاء ، ومشينا أنا وهو مسافة 40 متراً ، واعتقد أن هذه الأمتار ، اختصرت لي أموراً كثيرة في الإعلام ، حيث تضمنت نصح وتوجيه وأفكار جديدة ، فيما أعرب عن شكره وتقديرة للملحقية الثقافية السعودية في الأمارات على هذه اللفته الرائعة ، عاداً حضوره لهذ الاحتفاء وسام يعتز به.
وفي الختام تسلم أحمد الحامد رفيق العمر تذكار ودرع الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات بدلاُ عن ذوي سعود الدوسري -يرحمه الله- .