المصدر - حق الطفل في التمتع بالحماية النفسية _ الجزء الأول https://garbnews.net/news/s/179059
فغياب المودة و الرحمة بين الزوجين يعني أن الزواج لا يحقق معناه!
كثيراً ما يحدث أن تكون هناك مشاكل لا حصر لها بين الزوجين و نقاشات غير منتهية و عدم وجود تفاهم و إحترام بينهما و تكون العلاقة غير مستقرة، و لكن يستمرا على العقد الشكلي فقط لأن بينهما أطفال!
و الطفل الذي ينشأ في عائلة غير مستقرة تتضرر نفسيته.
و يصبح عذرهما ضدهما، لأنهما يظنان بأنهما فعلا ذلك و استمرا على ذلك الزواج و الذي كما ذكرت أنه زواج شكلي من أجل الطفل، و لكن ذلك على العكس تماماً إذ إن عدم استقرار علاقة والديه مؤثرة على نفسيته و بشكلٍ سلبي.
إذاً، فض تلك العلاقة خيراً للطفل من استمرارها و بشكلٍ خاطئ.
- قصة..
هناك زوجان بينهما عقد شكلي، و ما أقصده بالعقد الشكلي.. وجود عقد مع عدم وجود متطلبات الزواج.
بينهما طفل يبلغ من العمر عشر سنوات.
علاقتهما مضطربة، غير مستقرة.
كثيراً ما يحدث بينهما خلاف، و لا يتفقان على شيء إلا و يظهر شيء آخر يختلفان عليه.
ذات مرة في وقت متأخر من الليل جاء الطفل لوالدته و قال بأنه يريد الذهاب مع أصحابه ليتنزه في الحديقة الواقعة بجوار منزلهم.
رفضت والدته، فاستغل الطفل الخلاف الذي بين والديه، و ذهب لوالده و أعاد الطلب ذاته فوافق الوالد عناداً لزوجته!
ذهب الولد مع أصحابه، و الأم لا حول لها و لا قوة، حيث إن القرار النهائي كان بيد الأب.
كان الطفل مع أصحاب يكبرونه سناً، و على مستوى أخلاقي متدني.
قال لهم ما يحدث بين والديه، و بأن لا رقابة عليه، حيث إن والده يُعطيه تصريح بأي شيء يريد فعله فقط عناد لتلك الزوجة المسكينة.
استغلوا هؤلاء الأصحاب موقف الطفل، و كم أن نفسيته مدمرة، و يحتاج إلى حب و حنان..
فجعلوه ينجرف مع أهواءهم و أفعالهم الغير أخلاقية.
و تدمر الطفل كلياً، بسبب تدمر نفسيته أولاً، و غياب الرقابة ثانياً.
- الطلاق ليس بالحل اﻷول لمشاكل الزوجين.
على الزوجين البحث عن حلول لمشاكلهما و إن عجزا عن ذلك فلا عيب في الطلاق!
و إن الطلاق لن يدمر الطفل كما يظن الكثير من الناس.
بل و أن المشاكل المستمرة بين أبويه و وجوده في عائلة غير مستقرة هو المدمر له.
و الطلاق ليس بفعلٍ حرام و لا حتى أنه عيب.
و لكن العيب أن تحدث المشاكل بين الزوجين أمام الطفل الذي يتأثر جداً بذلك.
- ما بعد الطلاق.
كثيراً ما نرى أن هناك من يبقون الاحترام بينهما حتى بعد فض رابطة الزواج و بالخصوص لو كان بينهما طفل، فيعيش الطفل حياة مستقرة حتى و إن كان والديه منفصلين.
يتنقل تارة عند والدته و تارة عند والده، و يتم إحتضانه عند الطرف اﻷنسب حسبما يرونه الوالدين مع عدم حرمانه من الطرف الآخر.
يتشبّع من حنان اﻷم، و يتربى تحت رقابة اﻷب. لا يشعر بنقص و لا عيب في أن والديه منفصلين.
و على العكس تماماً هناك الكثير أيضاً ممن ينهون الإحترام بمجرد انتهاء رابطة الزواج بينهما!
حتى و إن كان الإنهاء برضا الطرفين، فيظل كل طرف يُحارب على ألا يجعل الآخر مرتاح.
يتحاربون على من يحتضن الطفل، و من يربح في تلك الحرب يظن نفسه قد انتصر.
و لا يكتفي بذلك الإنتصار، بل و يستمر في الحرب، بمنع الطرف الآخر من رؤية طفله.
و يكبر الطفل و والديه على هذه الحرب، و هو يمثل الكنز الذي يتحاربون من أجله، و لا يلتفتون إلى مكنون ذلك الكنز الذي قد تحطّم من حربهما و تدمّر.
كل منهما يحارب من أجل ذلك الكنز ظناً منه بأنه اﻷحق به و أنه صاحب الكفاءة اﻷعلى بحفظه!
و هو في حقيقة اﻷمر، ذلك الكنز و الذي هو الطفل.. بحاجة إلى طرفي تلك الحرب و هما اﻷم و اﻷب.
و لا غنى له عن أحدهما، فهو يحتاج لأم تحن عليه و تكسيه بالحب و اﻷمان و الإهتمام، و هو بحاجة إلى أب يوجهه و يراقبه و يرشده.
قد جاء في نص المادة الخامسة عشرة الفقرة الثالثة من نظام حماية الطفل.. [في حالة انفصال الوالدين، يضمن للطفل حق الزيارة و الاتصال بأي منهما؛ ما لم تقتض مصلحته غير ذلك].
و هذا ما اسند عليه رأيي، حيث إن للطفل حق في الشعور بالراحة النفسية، هذا و بالإضافة إلى حاجته لكليهما.
فالحرب التي يقوم بها الوالدين تعود بالضرر على نفسية الطفل، و الطرف الذي يحاول الإنتصار يظن أنه بذلك سيهزم الطرف الثاني فقط، و لا يشعر أنه بذلك يهزم طرف ثالث و هو الطفل ذاته و الذي يمثل الكنز الذي من أجله شنّت الحرب.
و أحب أن أوضّح، بأن هناك استثناءات على ما ذكرته في حديثي هذا.
فالقاعدة العامة كما ذكرت أن الطفل يحتاج إلى أبويه كليهما و لا غنى له عن أحدهما.
و لكن قد يكون أحد الوالدين غير جدير بأن يربّي طفل لأي سبب من اﻷسباب الشرعية أو الصحية.
فيكون من مصلحة الطفل أن يتربى عند طرف واحد فقط بعيداً عن الطرف الآخر.
و ربما يكون أحد الطرفين غير جدير حتى برؤية الطفل ليس فقط تربيته! كأن يكون اﻷب يتعاطى المخدرات على سبيل المثال، و معظم وقته ليس في وعيه فيكون من مصلحة الطفل أن يُبعد عن ذلك اﻷب. أو أن تكون اﻷم غير متمسكة بتعاليم الدين الإسلامي و ترتكب تصرفات مخلة بالشرف. فهنا كذلك من مصلحة الطفل أن يُبعد عنها.
خلاصة الحديث.. إن فض رابطة الزواج بين الطرفين مسألة شخصية و قرار لكليهما و لكن عواقب ذلك القرار ليس عليهما فقط إن كان بينهما طفل، فتعود العواقب حتى على الطفل. لذلك يجب وضع قواعد و إتفاقيات بين الطرفين تعود على مصلحة الطفل قبل فض الرابطة الزوجية، ﻷن ذلك القرار قد يؤثر سلباً على نفسية الطفل إن لم يتم إتخاذ الإجراءات السليمة في حقه، و لكنه لن يؤثر بشكل سلبي إن عاش الطفل بشكلٍ طبيعي، فقط يكمن إختلافه عن أقرانه بأن والديه لا يقطنا في منزل واحد، و هذا الأمر يسهل تقبله من قِبل الطفل إن تم شرح الموضوع له باسلوب لطيف.
- الإعتداء الجسدي مقابل الإعتداء النفسي.
الإعتداء الجسدي مؤلم و ربما يؤدي إلى الموت إن كان ضرب مبرح! و هو من التصرفات التي لا يقبلها أي بني آدم عاقل، و بالخصوص لو كان الإعتداء على من لا حول و لا قوة لهم كاﻷطفال و النساء.
و مسألة الإعتداء الجسدي بالضرب أمر ملموس فيستطيع صاحب الحق أن يرفع شكوى على المعتدي و يثبت ذلك، هذا إن كان المعتدى عليه قادر على الدفاع عن نفسه أو عن أخذ حقه برفع شكوى.
و لكن ماذا لو كان المعتدى عليه طفل! لا يعرف حتى أن ليس من حق أي أحد أن يضربه حتى والديه!
لذلك نص المشرّع السعودي في نظام حماية الطفل.. [ على كل من يطلّع على حالة إيذاء أو إهمال، تبليغ الجهات المختصة فوراً ]. المادة الثانية و العشرون، الفقرة الأولى.
فيجب على كل من يرى عدم كفاءة إحدى الوالدين من هذه الناحية أن لا يقف مكتوف اﻷيدي و أن يتخذ الإجراء اللازم و يقوم بالتبليغ.
كما ذكرت عن الإعتداء الجسدي على الطفل و بالتحديد الضرب، بأنه شيء ملموس و يستطيع من يشهد على مثل تلك الحالات تبليغ الجهات المختصة و هي تقوم بالإجراءات اللازمة حيال ذلك.
و لكن في المقابل هناك إعتداء نفسي، و هو غير ملموس و لا يستطيع أحد أن يُثبته!
- أثر الإعتداء الجسدي بالضرب: تعب نفسي للطفل إلى أن يكبر و هو يظل مؤثر على نفسيته.
و لا يتلاشى بتلاشي أثر الضرب الذي على الجسد، إذ إنه يكمن في داخل الطفل و يصعب معالجته.
- تحطيم الطفل: تكرار جملة ( أنت لا تستطيع فعل شيء جيّد ) و غيرها من الجمل التي تحطّم الطفل، مؤثرة على نفسيته و تُعد إحدى حالات الإعتداء النفسي.
ﻷن هذا التحطيم يكسر ثقة الطفل بنفسه، و يكبر و هو عديم الثقة أو مهزوز الثقة، فينجز أقل عمن سواه و يبدع أقل.
و عدم وجود الثقة بالذات للشخص تقلل من إنجازاته، فربما تفوته فرص كثيرة تبني مستقبله بنيان صحيح، فقط ﻷن ثقته بنفسه معدومة، و سبب ذلك الإنعدام هو تحطيم والديه، حيث إن زرع الثقة في الطفل تعتمد على الوالدين بشكلٍ رئيسي.
و بذلك يكون التحطيم في رأيي إعتداء نفسي له عواقب وخيمه.
- كلمات قاسية: نحن الكبار لا نتحمل بعض الكلام القاسي الذي يصيب القلب و كأنه سهم!
إذاً، كيف للطفل أن يتحمل الكلمات القاسية الخالية من الحنان و التي تأتي ممن يمثلون كل حياته.
الكلمات تمثل جزء كبير من إثبات الحب و إشباع الطفل بالحنان، فلا يكفي أن يتم إحتضان الطفل و تلبية إحتياجاته، و كل الكلمات التي يتم حديثه بها كلمات قاسية!
يا غبي.. قم حل واجباتك.
يا كسلان.. لما لم تقم بما أمرتك به.
أنت عديم الفائدة..
و غيرها من الكلمات القاسية التي تفتح بها الجمل!
مع عدم مراعاة نفسية الطفل الرقيقة و التي لا تتحمل مثل تلك الكلمات، فكما ذكرت بأننا نحن الكبار لا نتحمل الكلمات القاسية، فكيف للطفل أن يتحملها و هو مشاعره رقيقة و سهلة الإنكسار.
يجب وضع كلمات مفتاحية نفتتح بها كل جملة لمحادثة طفلٍ ما.. و بالخصوص الوالدين.
يا جميل.. افعل ذلك الشيء.
أنت ذكي.. لذا ستقوم بحل الواجب.
انا أحبك.. فقم بما أمرتك به.
و غيرها من الكلمات التي تجعل نفسية الطفل في راحة تامة، و تزيد من إبداعه و ثقته بنفسه.
فالراحة النفسية من أهم حقوق الطفل، إذ هي مفتاح لكل اﻷمور كالثقة و الإبداع و غيرهم..
- عقاب من غير مكافأة!
قال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يفعل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة ( ٧ ).
في كل أمور الحياة هناك جزاء على فعل الإحسان و هناك عقاب على فعل الشر.
حتى في القرآن قد ذكر الله عز و جل بأن هناك جزاء على الخير و عقاب على الشر.
مع توضيح مآل كل فعل، اﻷفعال الواجب إتباعها و اﻷفعال المنهي عنها.
فتكون هناك عقوبات واضحة بمخالفة القاعدة، سواء عقوبة دنيوية أو عقوبة في الآخرة.
فكما هو متبع في المملكة العربية السعودية بأن ( لا عقوبة و لا جريمة إلا بنص ).
لذلك يتضح لنا بأن كل اﻷفعال محدد مآلها و كل مخالفة محددة عقوبتها، لذلك لا يستطيع المخالف أن يعترض على العقوبة المتخذة في حقه..
و بناء على ما تقدّم ذكره، سأتحدث عمّا يخص موضوعي..
فكما ذكرت أن كل شيء محدد مآله لنا نحن الذين قد بلغنا السن القانوني، فنحن نميّز بين ما هو قانوني و ما هو غير قانوني، لذلك نتحمل العقوبات التي نُعاقب بها عندما نخالف إحدى القواعد.
و في المقابل الأطفال.. لا بد أن يتم وضع قواعد لهم و إلزامهم بإتباعها، فيتم توضيح ما يجب إتباعه و القيام به، و ما يجب الإبتعاد عنه و عدم القيام به.
و المسؤول عن وضع تلك القواعد هما الوالدين، مع توضيح ما هي العقوبات المترتبة على مخالفة تلك القواعد، حتى يكون اﻷطفال على علم بذلك، و لا يحق لهم الإعتراض.
و ﻷنهم أطفال؛ لذلك في المقابل لابد من وضع مكافآت لمن يتبع تلك القواعد و لا يخالفها.
فهم غير مستعدين لإتباع قواعد و تعليمات، إذ إنهم يريدون فعل كل ما يرغبون به من دون أن يمنعهم أحد، ﻷنهم بطبيعتهم لا فرق لديهم إن كان ذلك الفعل صواب أم خطأ، فكل ما يهمهم في اﻷمر هو قيامهم بما يريدون، و لا يستطيعون معرفة عواقب ذلك الخطأ و لماذا هو خطأ.
لذلك فإتباع الطفل لقواعد و تعليمات شيء ما مذهل جداً، و الطفل الذي يقوم بذلك يستحق المكافأة.
و لكنني و مع اﻷسف أرى أن هناك الكثير ممن يكون في نظامهم عقوبات جاهزة لطفلهم عندما يخالف إحدى القواعد، و لكن لا يوجد في نظامهم مكافآت له عندما يتبع تلك القواعد!
على سبيل المثال..
- عندما لا يذاكر الطفل يُعاقب، و لكن عندما يكون حريص على المذاكرة و حل الواجبات المدرسية لا يتم مكافأته.
- عندما لا يساعد والدته في بعض المهام المنزلية يكون طفل مغضوب عليه و طفل غير مطيع و ربما تتم معاقبته، و لكن عندما يقوم بالمساعدة لا تصرف له مكافأة.
- إذا كان الطفل كثير الطلبات و كثير التذمر و يريد الحصول على كل ما يرغب به يصبح طفل مزعج و يُعاقب إن لم يترك هذه الصفات، و في المقابل لو ترك تلك الصفات و كان قنوع و راضي بما يتم تقديمه من والديه، لا تتم مكافأته.
- أن يكون الطفل مصدر إزعاج لأفراد اﻷسرة و كثير ما يقوم بضرب إخوته و ما إلى ذلك، بالطبع تتم معاقبته، و لكن الطفل المتسامح و الذي يغفر عن أخيه المزعج لا يتم مكافأته.
و غيرهم من اﻷمثلة..
( عقاب، لكن من غير مكافأة )! بالتأكيد ذلك سيتعب نفسية الطفل.
أن يسعى ﻷن لا ينجرف مع تيار رغباته الطفولية و التي تجبره على عدم إتباع قواعد و تعليمات، و لكن في المقابل لا يتلقى مكافآت تحفز تلك الصفة فيه، أمر صعب بالنسبةِ لطفل.
ﻷننا نحن الكبار نريد مكافأة على كل عمل جيد نقوم به، حتى لو كانت المكافأة كلمة طيبة.
و الأطفال كذلك، بحاجة لمكافأة على كل عمل جيد يقومون به، و تكفي المكافأة أن تكون جملة تحفيزية تقوم بتركيز ذلك الفعل الجيد في ذهن الطفل.
و لا ننسى بأن الطفل كالعجين يسهل تشكيه، و أؤكد بأن الجمل التحفيزية و المكافآت البسيطة ستشكل تلك العجين بالشكل الذي يريده الوالدين لو اتبعا أسلوب مبهر.
- مدى ارتباط الثقة بالحالة النفسية.
من أهم ما قد يحتاجه الطفل للشعور بالراحة النفسية هو أن يعيش في بيئة آمنة، تحقق له حاجاته، فإن احتاج للطعام وجد من يطعمه، و إن احتاج للنظافة وجد من ينظفه، و إن احتاج للحضن و الحب و اﻷمان وجده، و إن احتاج للعب وجد من يلاعبه و يتواصل معه.
إن هذه البيئة الآمنة تجعل الطفل قادراً على تنمية الثقة بالبيئة التي يعيش فيها، و من ثم الثقة بنفسه هو، فيكبر واثقاً من نفسه.
إذاً، الراحة النفسية مرتبطة ارتباط وثيق بثقة الطفل بالبيئة التي تحيط به، و الراحة النفسية تنعكس مباشرةً على ثقة الطفل بنفسه و التي هي ستساعده على الإبداع في بنيان مستقبله بنيان زاهر.
- توصيات من الكاتبة.
- توبيخ الطفل لابد منه ليتعلّم الطفل و ليدرك بأن ما فعله خطأ، و لكن التوبيخ المستمر و المبالغ فيه ينعكس سلباً على نفسية الطفل و ربما يتمسك الطفل بفعله و يزيد إصراره على القيام بذلك الفعل.
( حذّر طفلك بالتوبيخ، لكن لا تبالغ ).
- ضع منافسة بين اﻷخوة و ضع مكافآت لمن يتفوق، و لكن لا تفرّق بينهما و لا تقم بالمقارنات المستمرة فتتعب نفسية طفلك بذلك و تعدم ثقته، و تخلق عداوة بينه و بين أخيه.
( ضع منافسة، لكن لا تهدم ثقة ).
- علاقة الوالدين من أهم المؤثرات على نفسية الطفل، لذا بمجرد أن يُرزق الزوجين بطفل و قبل وضع الحمل، لابد من أن يكونا مستعدين لإظهار الحب و الإحترام لبعضهما أمام طفلهما، حتى و إن كان ذلك بخلاف الحقيقة.
( الحب مطلب لا يُطلب، لكن هنا سيطلب ).
- الطلاق حل لفض النزاعات أو الخلافات بين الزوجين و من أسوأ الحلول، و لكن إن تعذّر العثور على حل آخر لا بأس بذلك الحل، و ربما يكون أفضل حل إن كان استمرار الزواج شكلياً، و فقط من أجل الطفل الذي بينهما.
( الطلاق حل سيء، لكنه ربما يكون اﻷفضل ).
- بعد فض الزواج يجب أن يستمر الإحترام بين الطرفين إن كان بينهما طفل.. فمن أجل ذلك الطفل، حتى لا تتأثر نفسيته لو استمر النزاع بين والديه حتى بعد الطلاق، و الطفل ليس بملكية ليتنازع عليه الطرفين على أن من اﻷحق بملكيته!
( لا تتنازل عن حقك أبداً، لكن الطفل هو صاحب حق الاستقرار و ليس الحق ذاته ).
- إن لم تعتدي على طفلك بالضرب فلا تعتقد بأنك تفوقت، إذ يجب أن لا تعتدي على نفسيته أيضاً حتى تتفوق، فربما الإعتداء الجسدي يزول أثره، لكن الإعتداء النفسي باقٍ.
( الإعتداء الجسدي تصرف سيء، لكن الإعتداء النفسي اسوأ ).
- لا تمشي الحياة إلا بنظام، و لكل نظام قواعد، و لكل قواعد عقوبات على المخالفة، فضع قواعد لطفلك و لا تكتفي بوضع عقوبات على المخالفة بل و ضع مكافآت على إتباع تلك القواعد.
( عاقب، لكن في المقابل اصرف مكافآت ).
- الراحة النفسية للطفل مفتاح لمستقبله الزاهر، حيث إن راحته النفسية سبيل للحصول على ثقته بنفسه، والطفل الواثق بنفسه غالباً ما يبدع.
( كن صارم، لكن ازرع في طفلك ثقة بك ).
فغياب المودة و الرحمة بين الزوجين يعني أن الزواج لا يحقق معناه!
كثيراً ما يحدث أن تكون هناك مشاكل لا حصر لها بين الزوجين و نقاشات غير منتهية و عدم وجود تفاهم و إحترام بينهما و تكون العلاقة غير مستقرة، و لكن يستمرا على العقد الشكلي فقط لأن بينهما أطفال!
و الطفل الذي ينشأ في عائلة غير مستقرة تتضرر نفسيته.
و يصبح عذرهما ضدهما، لأنهما يظنان بأنهما فعلا ذلك و استمرا على ذلك الزواج و الذي كما ذكرت أنه زواج شكلي من أجل الطفل، و لكن ذلك على العكس تماماً إذ إن عدم استقرار علاقة والديه مؤثرة على نفسيته و بشكلٍ سلبي.
إذاً، فض تلك العلاقة خيراً للطفل من استمرارها و بشكلٍ خاطئ.
- قصة..
هناك زوجان بينهما عقد شكلي، و ما أقصده بالعقد الشكلي.. وجود عقد مع عدم وجود متطلبات الزواج.
بينهما طفل يبلغ من العمر عشر سنوات.
علاقتهما مضطربة، غير مستقرة.
كثيراً ما يحدث بينهما خلاف، و لا يتفقان على شيء إلا و يظهر شيء آخر يختلفان عليه.
ذات مرة في وقت متأخر من الليل جاء الطفل لوالدته و قال بأنه يريد الذهاب مع أصحابه ليتنزه في الحديقة الواقعة بجوار منزلهم.
رفضت والدته، فاستغل الطفل الخلاف الذي بين والديه، و ذهب لوالده و أعاد الطلب ذاته فوافق الوالد عناداً لزوجته!
ذهب الولد مع أصحابه، و الأم لا حول لها و لا قوة، حيث إن القرار النهائي كان بيد الأب.
كان الطفل مع أصحاب يكبرونه سناً، و على مستوى أخلاقي متدني.
قال لهم ما يحدث بين والديه، و بأن لا رقابة عليه، حيث إن والده يُعطيه تصريح بأي شيء يريد فعله فقط عناد لتلك الزوجة المسكينة.
استغلوا هؤلاء الأصحاب موقف الطفل، و كم أن نفسيته مدمرة، و يحتاج إلى حب و حنان..
فجعلوه ينجرف مع أهواءهم و أفعالهم الغير أخلاقية.
و تدمر الطفل كلياً، بسبب تدمر نفسيته أولاً، و غياب الرقابة ثانياً.
- الطلاق ليس بالحل اﻷول لمشاكل الزوجين.
على الزوجين البحث عن حلول لمشاكلهما و إن عجزا عن ذلك فلا عيب في الطلاق!
و إن الطلاق لن يدمر الطفل كما يظن الكثير من الناس.
بل و أن المشاكل المستمرة بين أبويه و وجوده في عائلة غير مستقرة هو المدمر له.
و الطلاق ليس بفعلٍ حرام و لا حتى أنه عيب.
و لكن العيب أن تحدث المشاكل بين الزوجين أمام الطفل الذي يتأثر جداً بذلك.
- ما بعد الطلاق.
كثيراً ما نرى أن هناك من يبقون الاحترام بينهما حتى بعد فض رابطة الزواج و بالخصوص لو كان بينهما طفل، فيعيش الطفل حياة مستقرة حتى و إن كان والديه منفصلين.
يتنقل تارة عند والدته و تارة عند والده، و يتم إحتضانه عند الطرف اﻷنسب حسبما يرونه الوالدين مع عدم حرمانه من الطرف الآخر.
يتشبّع من حنان اﻷم، و يتربى تحت رقابة اﻷب. لا يشعر بنقص و لا عيب في أن والديه منفصلين.
و على العكس تماماً هناك الكثير أيضاً ممن ينهون الإحترام بمجرد انتهاء رابطة الزواج بينهما!
حتى و إن كان الإنهاء برضا الطرفين، فيظل كل طرف يُحارب على ألا يجعل الآخر مرتاح.
يتحاربون على من يحتضن الطفل، و من يربح في تلك الحرب يظن نفسه قد انتصر.
و لا يكتفي بذلك الإنتصار، بل و يستمر في الحرب، بمنع الطرف الآخر من رؤية طفله.
و يكبر الطفل و والديه على هذه الحرب، و هو يمثل الكنز الذي يتحاربون من أجله، و لا يلتفتون إلى مكنون ذلك الكنز الذي قد تحطّم من حربهما و تدمّر.
كل منهما يحارب من أجل ذلك الكنز ظناً منه بأنه اﻷحق به و أنه صاحب الكفاءة اﻷعلى بحفظه!
و هو في حقيقة اﻷمر، ذلك الكنز و الذي هو الطفل.. بحاجة إلى طرفي تلك الحرب و هما اﻷم و اﻷب.
و لا غنى له عن أحدهما، فهو يحتاج لأم تحن عليه و تكسيه بالحب و اﻷمان و الإهتمام، و هو بحاجة إلى أب يوجهه و يراقبه و يرشده.
قد جاء في نص المادة الخامسة عشرة الفقرة الثالثة من نظام حماية الطفل.. [في حالة انفصال الوالدين، يضمن للطفل حق الزيارة و الاتصال بأي منهما؛ ما لم تقتض مصلحته غير ذلك].
و هذا ما اسند عليه رأيي، حيث إن للطفل حق في الشعور بالراحة النفسية، هذا و بالإضافة إلى حاجته لكليهما.
فالحرب التي يقوم بها الوالدين تعود بالضرر على نفسية الطفل، و الطرف الذي يحاول الإنتصار يظن أنه بذلك سيهزم الطرف الثاني فقط، و لا يشعر أنه بذلك يهزم طرف ثالث و هو الطفل ذاته و الذي يمثل الكنز الذي من أجله شنّت الحرب.
و أحب أن أوضّح، بأن هناك استثناءات على ما ذكرته في حديثي هذا.
فالقاعدة العامة كما ذكرت أن الطفل يحتاج إلى أبويه كليهما و لا غنى له عن أحدهما.
و لكن قد يكون أحد الوالدين غير جدير بأن يربّي طفل لأي سبب من اﻷسباب الشرعية أو الصحية.
فيكون من مصلحة الطفل أن يتربى عند طرف واحد فقط بعيداً عن الطرف الآخر.
و ربما يكون أحد الطرفين غير جدير حتى برؤية الطفل ليس فقط تربيته! كأن يكون اﻷب يتعاطى المخدرات على سبيل المثال، و معظم وقته ليس في وعيه فيكون من مصلحة الطفل أن يُبعد عن ذلك اﻷب. أو أن تكون اﻷم غير متمسكة بتعاليم الدين الإسلامي و ترتكب تصرفات مخلة بالشرف. فهنا كذلك من مصلحة الطفل أن يُبعد عنها.
خلاصة الحديث.. إن فض رابطة الزواج بين الطرفين مسألة شخصية و قرار لكليهما و لكن عواقب ذلك القرار ليس عليهما فقط إن كان بينهما طفل، فتعود العواقب حتى على الطفل. لذلك يجب وضع قواعد و إتفاقيات بين الطرفين تعود على مصلحة الطفل قبل فض الرابطة الزوجية، ﻷن ذلك القرار قد يؤثر سلباً على نفسية الطفل إن لم يتم إتخاذ الإجراءات السليمة في حقه، و لكنه لن يؤثر بشكل سلبي إن عاش الطفل بشكلٍ طبيعي، فقط يكمن إختلافه عن أقرانه بأن والديه لا يقطنا في منزل واحد، و هذا الأمر يسهل تقبله من قِبل الطفل إن تم شرح الموضوع له باسلوب لطيف.
- الإعتداء الجسدي مقابل الإعتداء النفسي.
الإعتداء الجسدي مؤلم و ربما يؤدي إلى الموت إن كان ضرب مبرح! و هو من التصرفات التي لا يقبلها أي بني آدم عاقل، و بالخصوص لو كان الإعتداء على من لا حول و لا قوة لهم كاﻷطفال و النساء.
و مسألة الإعتداء الجسدي بالضرب أمر ملموس فيستطيع صاحب الحق أن يرفع شكوى على المعتدي و يثبت ذلك، هذا إن كان المعتدى عليه قادر على الدفاع عن نفسه أو عن أخذ حقه برفع شكوى.
و لكن ماذا لو كان المعتدى عليه طفل! لا يعرف حتى أن ليس من حق أي أحد أن يضربه حتى والديه!
لذلك نص المشرّع السعودي في نظام حماية الطفل.. [ على كل من يطلّع على حالة إيذاء أو إهمال، تبليغ الجهات المختصة فوراً ]. المادة الثانية و العشرون، الفقرة الأولى.
فيجب على كل من يرى عدم كفاءة إحدى الوالدين من هذه الناحية أن لا يقف مكتوف اﻷيدي و أن يتخذ الإجراء اللازم و يقوم بالتبليغ.
كما ذكرت عن الإعتداء الجسدي على الطفل و بالتحديد الضرب، بأنه شيء ملموس و يستطيع من يشهد على مثل تلك الحالات تبليغ الجهات المختصة و هي تقوم بالإجراءات اللازمة حيال ذلك.
و لكن في المقابل هناك إعتداء نفسي، و هو غير ملموس و لا يستطيع أحد أن يُثبته!
- أثر الإعتداء الجسدي بالضرب: تعب نفسي للطفل إلى أن يكبر و هو يظل مؤثر على نفسيته.
و لا يتلاشى بتلاشي أثر الضرب الذي على الجسد، إذ إنه يكمن في داخل الطفل و يصعب معالجته.
- تحطيم الطفل: تكرار جملة ( أنت لا تستطيع فعل شيء جيّد ) و غيرها من الجمل التي تحطّم الطفل، مؤثرة على نفسيته و تُعد إحدى حالات الإعتداء النفسي.
ﻷن هذا التحطيم يكسر ثقة الطفل بنفسه، و يكبر و هو عديم الثقة أو مهزوز الثقة، فينجز أقل عمن سواه و يبدع أقل.
و عدم وجود الثقة بالذات للشخص تقلل من إنجازاته، فربما تفوته فرص كثيرة تبني مستقبله بنيان صحيح، فقط ﻷن ثقته بنفسه معدومة، و سبب ذلك الإنعدام هو تحطيم والديه، حيث إن زرع الثقة في الطفل تعتمد على الوالدين بشكلٍ رئيسي.
و بذلك يكون التحطيم في رأيي إعتداء نفسي له عواقب وخيمه.
- كلمات قاسية: نحن الكبار لا نتحمل بعض الكلام القاسي الذي يصيب القلب و كأنه سهم!
إذاً، كيف للطفل أن يتحمل الكلمات القاسية الخالية من الحنان و التي تأتي ممن يمثلون كل حياته.
الكلمات تمثل جزء كبير من إثبات الحب و إشباع الطفل بالحنان، فلا يكفي أن يتم إحتضان الطفل و تلبية إحتياجاته، و كل الكلمات التي يتم حديثه بها كلمات قاسية!
يا غبي.. قم حل واجباتك.
يا كسلان.. لما لم تقم بما أمرتك به.
أنت عديم الفائدة..
و غيرها من الكلمات القاسية التي تفتح بها الجمل!
مع عدم مراعاة نفسية الطفل الرقيقة و التي لا تتحمل مثل تلك الكلمات، فكما ذكرت بأننا نحن الكبار لا نتحمل الكلمات القاسية، فكيف للطفل أن يتحملها و هو مشاعره رقيقة و سهلة الإنكسار.
يجب وضع كلمات مفتاحية نفتتح بها كل جملة لمحادثة طفلٍ ما.. و بالخصوص الوالدين.
يا جميل.. افعل ذلك الشيء.
أنت ذكي.. لذا ستقوم بحل الواجب.
انا أحبك.. فقم بما أمرتك به.
و غيرها من الكلمات التي تجعل نفسية الطفل في راحة تامة، و تزيد من إبداعه و ثقته بنفسه.
فالراحة النفسية من أهم حقوق الطفل، إذ هي مفتاح لكل اﻷمور كالثقة و الإبداع و غيرهم..
- عقاب من غير مكافأة!
قال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يفعل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة ( ٧ ).
في كل أمور الحياة هناك جزاء على فعل الإحسان و هناك عقاب على فعل الشر.
حتى في القرآن قد ذكر الله عز و جل بأن هناك جزاء على الخير و عقاب على الشر.
مع توضيح مآل كل فعل، اﻷفعال الواجب إتباعها و اﻷفعال المنهي عنها.
فتكون هناك عقوبات واضحة بمخالفة القاعدة، سواء عقوبة دنيوية أو عقوبة في الآخرة.
فكما هو متبع في المملكة العربية السعودية بأن ( لا عقوبة و لا جريمة إلا بنص ).
لذلك يتضح لنا بأن كل اﻷفعال محدد مآلها و كل مخالفة محددة عقوبتها، لذلك لا يستطيع المخالف أن يعترض على العقوبة المتخذة في حقه..
و بناء على ما تقدّم ذكره، سأتحدث عمّا يخص موضوعي..
فكما ذكرت أن كل شيء محدد مآله لنا نحن الذين قد بلغنا السن القانوني، فنحن نميّز بين ما هو قانوني و ما هو غير قانوني، لذلك نتحمل العقوبات التي نُعاقب بها عندما نخالف إحدى القواعد.
و في المقابل الأطفال.. لا بد أن يتم وضع قواعد لهم و إلزامهم بإتباعها، فيتم توضيح ما يجب إتباعه و القيام به، و ما يجب الإبتعاد عنه و عدم القيام به.
و المسؤول عن وضع تلك القواعد هما الوالدين، مع توضيح ما هي العقوبات المترتبة على مخالفة تلك القواعد، حتى يكون اﻷطفال على علم بذلك، و لا يحق لهم الإعتراض.
و ﻷنهم أطفال؛ لذلك في المقابل لابد من وضع مكافآت لمن يتبع تلك القواعد و لا يخالفها.
فهم غير مستعدين لإتباع قواعد و تعليمات، إذ إنهم يريدون فعل كل ما يرغبون به من دون أن يمنعهم أحد، ﻷنهم بطبيعتهم لا فرق لديهم إن كان ذلك الفعل صواب أم خطأ، فكل ما يهمهم في اﻷمر هو قيامهم بما يريدون، و لا يستطيعون معرفة عواقب ذلك الخطأ و لماذا هو خطأ.
لذلك فإتباع الطفل لقواعد و تعليمات شيء ما مذهل جداً، و الطفل الذي يقوم بذلك يستحق المكافأة.
و لكنني و مع اﻷسف أرى أن هناك الكثير ممن يكون في نظامهم عقوبات جاهزة لطفلهم عندما يخالف إحدى القواعد، و لكن لا يوجد في نظامهم مكافآت له عندما يتبع تلك القواعد!
على سبيل المثال..
- عندما لا يذاكر الطفل يُعاقب، و لكن عندما يكون حريص على المذاكرة و حل الواجبات المدرسية لا يتم مكافأته.
- عندما لا يساعد والدته في بعض المهام المنزلية يكون طفل مغضوب عليه و طفل غير مطيع و ربما تتم معاقبته، و لكن عندما يقوم بالمساعدة لا تصرف له مكافأة.
- إذا كان الطفل كثير الطلبات و كثير التذمر و يريد الحصول على كل ما يرغب به يصبح طفل مزعج و يُعاقب إن لم يترك هذه الصفات، و في المقابل لو ترك تلك الصفات و كان قنوع و راضي بما يتم تقديمه من والديه، لا تتم مكافأته.
- أن يكون الطفل مصدر إزعاج لأفراد اﻷسرة و كثير ما يقوم بضرب إخوته و ما إلى ذلك، بالطبع تتم معاقبته، و لكن الطفل المتسامح و الذي يغفر عن أخيه المزعج لا يتم مكافأته.
و غيرهم من اﻷمثلة..
( عقاب، لكن من غير مكافأة )! بالتأكيد ذلك سيتعب نفسية الطفل.
أن يسعى ﻷن لا ينجرف مع تيار رغباته الطفولية و التي تجبره على عدم إتباع قواعد و تعليمات، و لكن في المقابل لا يتلقى مكافآت تحفز تلك الصفة فيه، أمر صعب بالنسبةِ لطفل.
ﻷننا نحن الكبار نريد مكافأة على كل عمل جيد نقوم به، حتى لو كانت المكافأة كلمة طيبة.
و الأطفال كذلك، بحاجة لمكافأة على كل عمل جيد يقومون به، و تكفي المكافأة أن تكون جملة تحفيزية تقوم بتركيز ذلك الفعل الجيد في ذهن الطفل.
و لا ننسى بأن الطفل كالعجين يسهل تشكيه، و أؤكد بأن الجمل التحفيزية و المكافآت البسيطة ستشكل تلك العجين بالشكل الذي يريده الوالدين لو اتبعا أسلوب مبهر.
- مدى ارتباط الثقة بالحالة النفسية.
من أهم ما قد يحتاجه الطفل للشعور بالراحة النفسية هو أن يعيش في بيئة آمنة، تحقق له حاجاته، فإن احتاج للطعام وجد من يطعمه، و إن احتاج للنظافة وجد من ينظفه، و إن احتاج للحضن و الحب و اﻷمان وجده، و إن احتاج للعب وجد من يلاعبه و يتواصل معه.
إن هذه البيئة الآمنة تجعل الطفل قادراً على تنمية الثقة بالبيئة التي يعيش فيها، و من ثم الثقة بنفسه هو، فيكبر واثقاً من نفسه.
إذاً، الراحة النفسية مرتبطة ارتباط وثيق بثقة الطفل بالبيئة التي تحيط به، و الراحة النفسية تنعكس مباشرةً على ثقة الطفل بنفسه و التي هي ستساعده على الإبداع في بنيان مستقبله بنيان زاهر.
- توصيات من الكاتبة.
- توبيخ الطفل لابد منه ليتعلّم الطفل و ليدرك بأن ما فعله خطأ، و لكن التوبيخ المستمر و المبالغ فيه ينعكس سلباً على نفسية الطفل و ربما يتمسك الطفل بفعله و يزيد إصراره على القيام بذلك الفعل.
( حذّر طفلك بالتوبيخ، لكن لا تبالغ ).
- ضع منافسة بين اﻷخوة و ضع مكافآت لمن يتفوق، و لكن لا تفرّق بينهما و لا تقم بالمقارنات المستمرة فتتعب نفسية طفلك بذلك و تعدم ثقته، و تخلق عداوة بينه و بين أخيه.
( ضع منافسة، لكن لا تهدم ثقة ).
- علاقة الوالدين من أهم المؤثرات على نفسية الطفل، لذا بمجرد أن يُرزق الزوجين بطفل و قبل وضع الحمل، لابد من أن يكونا مستعدين لإظهار الحب و الإحترام لبعضهما أمام طفلهما، حتى و إن كان ذلك بخلاف الحقيقة.
( الحب مطلب لا يُطلب، لكن هنا سيطلب ).
- الطلاق حل لفض النزاعات أو الخلافات بين الزوجين و من أسوأ الحلول، و لكن إن تعذّر العثور على حل آخر لا بأس بذلك الحل، و ربما يكون أفضل حل إن كان استمرار الزواج شكلياً، و فقط من أجل الطفل الذي بينهما.
( الطلاق حل سيء، لكنه ربما يكون اﻷفضل ).
- بعد فض الزواج يجب أن يستمر الإحترام بين الطرفين إن كان بينهما طفل.. فمن أجل ذلك الطفل، حتى لا تتأثر نفسيته لو استمر النزاع بين والديه حتى بعد الطلاق، و الطفل ليس بملكية ليتنازع عليه الطرفين على أن من اﻷحق بملكيته!
( لا تتنازل عن حقك أبداً، لكن الطفل هو صاحب حق الاستقرار و ليس الحق ذاته ).
- إن لم تعتدي على طفلك بالضرب فلا تعتقد بأنك تفوقت، إذ يجب أن لا تعتدي على نفسيته أيضاً حتى تتفوق، فربما الإعتداء الجسدي يزول أثره، لكن الإعتداء النفسي باقٍ.
( الإعتداء الجسدي تصرف سيء، لكن الإعتداء النفسي اسوأ ).
- لا تمشي الحياة إلا بنظام، و لكل نظام قواعد، و لكل قواعد عقوبات على المخالفة، فضع قواعد لطفلك و لا تكتفي بوضع عقوبات على المخالفة بل و ضع مكافآت على إتباع تلك القواعد.
( عاقب، لكن في المقابل اصرف مكافآت ).
- الراحة النفسية للطفل مفتاح لمستقبله الزاهر، حيث إن راحته النفسية سبيل للحصول على ثقته بنفسه، والطفل الواثق بنفسه غالباً ما يبدع.
( كن صارم، لكن ازرع في طفلك ثقة بك ).