المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اختتام ندوة " الحكمة في تجديد الخطاب الدعوي"
بواسطة : 14-03-2014 04:45 صباحاً 12.8K
المصدر -  

المدينة المنورة :

أشاد المشاركون في ندوة " الحكمة في تجديد الخطاب الدعوي : الضوابط ، المجالات ، الآثار " التي اختتمت اليوم في الجامعة الإسلامية بالأمر الملكي الكريم بشأن تجريم المشاركة في الأعمال الضالة خارج المملكة ، أو الانتماء إلى التيارات أو الجماعات المتطرفة ، وببيان وزارة الداخلية الذي جاء مرتكزًا على الأمر الملكي ومطبقًا لمضامينه ودلالاته لما في ذلك من الرعاية لثوابت الإسلام والعناية بمقاصد الشريعة , والحث على لزوم الجماعة ، ونبذ الفرقة ومحاربة التطرف، وحماية أمن الوطن ، والمحافظة على استقراره . وأكدوا - في توصياتهم الختامية - على الدعاة ,ضمن رؤى مجال تطوير الخطاب الدعوي , تجنب الانتصار للمذهبية والحزبية والانتصار للأشخاص والجماعات . كما أوصوا بإنشاء مركز علمي يهتم بالدعوة ويتولى خدمة الدراسات الدعوية لسد الباب أمام المتعالمين الذين يقتحمون مجال الدعوة اليوم بدعوى ضرورة التجديد في أدواته ووسائله . وأكد المشاركون في الندوة التي نظمها كرسي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لدراسات الحكمة في الدعوة بالجامعة الإسلامية وشارك فيها 26 باحثاً وباحثة أهمية إنشاء قناة ، وموقع على شبكة ( الإنترنت ) يُعنيَان بكل قضايا الدعوة ألإسلامية ويبرزان العمل الإعلامي ، الذي ينطلق من رسالة يؤديها ويقدّمان صورة عملية وتطبيقية للدعوة الصحيحة ، وللتعامل الحكيم مع المواقف المختلفة ، والبيئات المتنوعة. كما أكدوا أهمية ضبط مايبث في مختلف البلدان العربية والإسلامية من لقاءات وحوارات وأحاديث فيها خروج من بعض المنتسبين إلى الدعوة عن مسلك الحق . وضرورة إبراز يسر الإسلام ووسطيته لقطع الطريق أمام أي خلل في الخطاب الدعوي السديد ، ونفور المجتمعات من الدعاة . وشددت ندوة "الحكمة في تجديد الخطاب الدعوي : الضوابط ، المجالات ، الآثار” على الدعاة ضرورة مراجعة خطابهم الدعوي دوريًّا وتقويم ما يرون فيه من إيجابيات وسلبيات , للإفادة منها في إنتاج خطاب دعوي معاصر صحيح ، يجمع بين الأصالة والمعاصرة ، وبين الحكمة وفقه الأولويات ، ويوظف التقنيات الحديثة المؤثرة لاجتذاب المدعوين ،للارتقاء بمستوى الخطاب الدعوي ، ولتؤدي الدعوة دورها في التوجيه والإصلاح - في كل زمان ومكان - على الوجه الأمثل .

ودعا المشاركون إلى العمل على تطوير الخطاب الدعوي ، وتحديث الوسائل القديمة فيه ، بالاهتمام بالدعاة وقدراتهم ، وتأهيلهم للإفادة من الوسائل التقنية الحديثة ، من فضائيات وإنترنت بكل ما يشمله من نوافذ في الدعوة . وأكدوا أن تجديد الخطاب الدعوي بضوابطه الشرعية عند أهل السنة والجماعة ضرورة شرعية تُعين على مواجهة تحديات هذا العصر وإيصال هذا الدين بنقائه وصفائه إلى المسلمين وغيرهم ، مشدّدين على ضرورة العناية بإحياء وبعْث ما اندرس من الدين وتخليصه من البدع والمُحدثات وتنزيله على واقع ومستجدات الحياة المعاصرة مع الإفادة من جميع الوسائل الحديثة المشروعة . وحثّت الندوة الباحثين المختصين في مجال الدعوة على إعداد دراسات وبحوث علمية مؤصلة ، تبرز الآثار الإيجابية لاستعمال الحكمة في الخطاب الدعوي ، والإفادة من التقنيات الحديثة فيه ، وإعداد دراسات وبحوث للتطبيقات العملية في أساليب الخطاب الدعوي . وكانت جلسات الندوة قد اختتمت اليوم بجلستين ، رأس الأولى منهما الدكتور صالح بن عبدالله العبود مدير الجامعة الإسلامية الأسبق ، وشهدت أبحاثاً حول الحكمة في الدعوة وعلاقتها بتجديد الخطاب الدعوي ، وضوابط هذا التجديد وملامحه وآثاره حيث طرح الدكتور الوليد بن عبدالرحمن الفريان بحثاً بعنوان " الحكمة في الخطاب الدعوي التعريف والخصائص " تناول فيه تعريف الحكمة في الخطاب الدعوي وتنوّعه ومتطلباته وأهمية الحكمة فيه ، كما تعرّض لخصائص الحكمة في الخطاب الدعوي وما يتعلق منها بالداعية والمدعو وموضوع الدعوة والوسائل والأساليب والزمان والمكان ، ونبّه إلى بعض الخصائص التي يجب على الداعية العناية بها في خطابه ، وذكر منها معرفة قدر المدعو وعدم انتقاصه أو افتراض جهله وعدم معرفته . وفي بحث للدكتور حمد بن ناصر العمار حول " مفهوم الحكمة في الخطاب الدعوي ووسائلها ومعالمها " عرض فيه أهمّ وسائل تحقيق الحكمة في الخطاب الدعوي ، مستشهداً بمواقف من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم راعى فيها أحوال المدعوين الخاصة ، ومراتبهم حيث منهم من يتقبل مباشرة فلا يحتاج إلى الدعوة بالحكمة ، ومنهم من يحتاج إلى الموعظة , ومنهم من لا يقبل إلا بالجدال ، داعياً إلى تأكيد مفهوم الحكمة في الدعوة في المناهج الدراسية للدعاة . وطرحت الدكتورة عفاف بنت حسن مختار بحثاً عن " مفهوم الحكمة في الخطاب الدعوي" ، ذكرت فيه أنواع الحكمة ودرجاتها وأركانها كالعلم النافع والحلم والأناة ، وطرق اكتساب الحكمة .

وشارك الدكتور عبدالرحمن بن علي العسكر ببحث بعنوان " ضوابط المشاركة الدعوية في مواقع التواصل الاجتماعي " حاول فيه رسم ضوابط لمشاركة الدعاة وطلبة العلم في مواقع الانترنت ، وشبكات التواصل ، مستقاة من الكتاب والسنة وهدي السلف ، مؤكداً أن الدخول في عمق هذه الوسائل دون روية ولا تأنٍّ يوقع كثيراً من الدعاة في الخطر، وقال : إن هذه الوسائل الحديثة هي لسان الناس اليوم الذي ينبغي للدعاة التخاطب به مع المدعوين ، مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم استفاد من جميع الوسائل المباحة الممكنة في الدعوة إلى الله تعالى ووضع ضوابط لاستخدام مختلف الوسائل التقنية الحديثة في الدعوة من أهمها النظر في مآلات الكلام ، والحذر من الاغترار بكثرة المتابعين ، وعدم الخوض فيما لا يعلمه الداعية . وانتقد اشتمال بعض مواقع الدعاة وطلاب العلم على جميع تخصصات العلم الشرعي ، منبِّهاً إلى أنه لا يشترط للعالم وللداعية إتقان العلوم الشرعية كافة . وقدّم الدكتور عبدالعزيز ميقا بحثاً بعنوان " آثار التزام دعاة أهل السنة والجماعة بالحكمة وفقه الأولويات في الثبات أمام موجات الفتن في شمال جمهورية مالي" أكد فيه أن الدعوة الإسلامية تمر بمنعطف خطير وقال : إن دعاة أهل السنة والجماعة في جمهورية مالي وقعوا ضحية تلك الفتن عندما شهدت البلاد أزمة أمنية ، مستعرضاً أهم آثار الحكمة التي التزم بها دعاة أهل السنة والجماعة في تجاوز الأزمة وإنقاذ البلاد منها ، وذلك بتوعية المجتمع ومكافحة الفكر المتطرّف , مشيداً بدور خريجي الجامعة الإسلامية في حل الأزمة . وشارك الدكتور هشام يسري العربي ببحث عن " التجديد في الخطاب الدعوي معناه ودوافعه ووسائله وملامحه " قال فيه : إن تجديد الخطاب الدعوي مطلب حتمي لا فكاك منه ، وأنه لا يعني هدم الموروث ،وإنما إعادة النظر والفهم الجديد المتطور لما يوجه من خطاب ديني ، بما يضمن الفهم السليم والقويم لنصوص الشريعة بما يهدي المسلم لمعالجة مشكلات مجتمعه وقضايا واقعه في كل عصر يعيشه معالجةً نابعةً من هدي الوحي .