المصدر -
قديما قالوا .... المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء،... (كما قال الحارث بن كلدة طبيب العرب) وهي حقيقه علميه يجمع عليها الأطباء، ولقد اهتم ديننا الحنيف بهذا الموضوع لما فيه من شيوع بين كيثر من الناس وهو ما يؤثر عليهم وعلي حياتهم و مما قد يؤثر بالتالي علي ادائهم في اعمالهم ومعيشتهم وقد نبهنا نبينا الكريم (صل الله عليه وسلم) إلى الاهتمام بالمعده واعطانا التعليمات اللازمه للحفاظ علي الجهاز الهضمي سليما ليؤدي وظيفته علي الوجه المطلوب و لحمايته من الامراض .. وهو ما يؤيد صحة الحكمة التي ذكرناها ....... كما يؤيدها حديثه (ص): ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. صدق رسول الله ( رواه الترمذي) وكما قال صل الله عليه وسلم ( نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا اكلنا لا نشبع( وامراض المعده كثيره ومنتوعه وتختلف في الاسباب والاعراض وهو قد يسبب حيره لبعض المرضي وسوف نعرض باختصار بعض امراض المعده و اسبابها واعراضها....وطرق علاجها .
وتتعدد أمراض المعدة وهي يمكن أن تبدأ من الالتهاب البسيط (Gastritis) وصولاً الى اورام المعدة، مروراً بالقرحة (Ulcer) ... و مضاعفاتها .
وتعتبر القرحة أكثر أمراض المعدة إنتشاراً علماً بأن هذا المرض في انخفاض منذ بداية السبعينات حيث اكتشفت أدوية فعّالة جداً لمكافحته من شأنها تخفيف إفرازات الحامض الأسيدي(Gastric Acid) في المعدة .
فلنبدأ بالتهاب المعدة..
وهو عباره عن خلل والتهاب بجدار المعده ويحدث نتجيه لوصول حامض المعده الي جدارها متخطيا طبقه الجيلي التي تحمي الجدار وهي طبقه جل قلويه تعادل الحمض بالقرب من سطح المعده مما يحمي انسجتها من الحامض ..... مما يسبب احمرار وإلتهاب بجدار البطن ( Gastritis) او جروح صغيره اقل من التقرحات ( gastric erosions ) وما قد يتطور الي قرح بجدار المعده (Gastri`0 ulcers) في بعض الحالات
وتنتج التهابات المعده عاده من الأسباب التالية أو بعضها:
• أولاً: النظام الغذائي غير المنتظم، بمعنى عدم احترام أوقات الوجبات.
• ثانياً: طريقة تناول الطعام، خاصة الإسراع في تناول الأكل دون مضغ
• ثالثاً: نوعية الطعام، إذ تشكل بعض أصنافه عاملاً أساسياً في التهاب المعدة، نذكر من بينها: الصلصات، المخللات، والبهارات ، المشروبات الروحية والغازية، التدخين، والإكثار من القهوة.
رابعاً: بعض الأدوية وخاصة المسكنات وأدوية الروماتيزم
خامسا: الضغط العصبي او القلق او التوتر الشديد
وتظهر أعراض الإلتهاب المعده في صوره اوجاع في اعلي البطن في محيط المعدة (من تحت الصدر الي السره) والغثيان ( رغبه في القيء) والحرقة باعلي البطن او اسفل الصدر وصعوبه بالهضم ويمكن لهذه الاوجاع ان تمتد لاسفل البطن وفي بعض الاحيان قد يصاحبها قئ (ترجيع) وهو ما قد يخفف من هذه الالم حيث يتم اخراج كميه من حامض المعده وهو السبب الريئسي في الالتهاب.
لايحتاج المريض الي اجراء فحوصات في حاله الصوره الواضحه لأعراض إلتهاب المعده اما في حاله عدم الاستجابه للعلاج خاصه في المرضي الذين اكبر من ٤٥ عاما او وجود اعراض مثل فقد الوزن او فقر الدم (الانميا) او فقدان شديد للشهيه وتكون الفحوصات عاده عباره عن عمل اشعه تليفزيونيه علي البطن لاستبعاد اي امراض بالمراره او اي امراض اخري بالبطن وايضا يتم عمل تحليل لجرثومن المعده ( لانها احد اسباب التهاب المعده) وايضا صوره للدم .
وأما طريقة علاجه فتبدأ أولاً بالوقاية والحماية خاصة بإتباع نظام غذائي صحيح يراعي تجنب العوامل المذكورة سابقاً فيما يخص انواع وحجم وأوقات الوجبات حيث يتم تنظيم مواعيد الوجبات والحرص علي تناول من ثلاث الي خمس وجبات صغيره علي فترات شبه متساويه وايضا يجب الاهتمام بنوعيه الأطعمة بهذه الوجبات حيث يتم الابتعاد عن الاطعمه المذكورة خاصه البهارات والاملاح والزيوت .
اما العلاج الدوائي فيتم العلاج عبر عدد من الأدوية التي تخفض إفرازات المعدة وهو السبب المباشر للمشكله وادويه اخري من شأنها تقوية غشاء المعدة وهي تحمي جدار المعده.
وتختلف مده العلاج باختلاف الحاله ومدي استجابه المريض للعلاجات وعاده تستغرق من ٤ الي ٨ اسابيع إلا أن الوقاية والحماية يجب أن يستمرا لفترة طويلة، مع الإشارة إلى أن إهمال العلاج قد يعرّض المريض الى ازدياد الإلتهاب، الذي يمكن أن يؤدي بدوره الى القرحة وفي بعض الحالات القليلة الى أورام المعدة.
*قرحه المعده (Peptic ulcer):
وتعتبر قرحه المعده من اشهر واهم الامراض التي يتسأل عنها كثير من المرضي وعموم الناس لما فيها من آلام ومضاعفات قد يتعرض لها المريض .
القرحة هي نوع من الجروج بالغشاء الذي يبطن المعدة أو في الإثني عشر،وهو تطور من الالتهاب العادي او وجود عوامل او علاجات او ضغط عصبي قد تؤدي الي زياده مفاجأه في افراز حامض المعده مما يؤدي الي التهاب حاد قد يتطور الي قرحه وهي ما قديؤدي الي مضاعفات بعضها خطير ، وهي من حيث الشكل والحجم انواع حيث يوجود منها ما يكون عميقاً أو سطحياً وصغيرا او كبيراً .
وهنا عوامل اخري غير النظام الغذائي والضغط العصبي قد يكون هو المسؤول الرئيسي عن تقرّحات المعدة، والاثني عشر وهي جرثرمه المعده او البكتيريا الحلزونيه المعروفة بـ"Helicobacter Pylori " التي تعتبر الآن المسؤولة عن القسم الأكبر من تقرّح المعدة والإثني عشر، يضاف إليها العاملان الغذائي والعصبي.
- وتتشابه أعراض القرحة مع اعراض التهاب المعدة ولكنها عاده ما يكون اكثر حده واشد الماً وعاده ما يزيد فيهاالغثيان والحرقة، في حين تتميز بألم في المعدة يزداد بشدة عند الإحساس بالجوع وفي منتصف الليل، ويقل جزيئا بعد تناول الطعام، ومن الأعراض التي تصيب المريض أيضاً، الحموضة والحرقة وعسر الهضم.
ويتم تشخيص المرض بعد معاينة المريض، يلجأ الطبيب المعالج الى التشخيص عبر إجراء منظار المعدة (Gastroscopy) الذي يتيح للطبيب الكشف الدقيق وتشخيص كل امراض الجهاز الهضمي العلوي (المرئ والمعدة والإثني عشر) ويتيح عمل المنظار فحص دقيق وهو اجراء بسيط وآمن إذ يستغرق ما بين أربع وخمس دقائق في معظم الحالات . ويسمح المنظار، علاوة علي دراسة الغشاء المبطن للجهاز الهضمي باخذ عينات من قرحه المعده اولاثني عشر في حاله رغبه الطبيب لتحديد نوع الإلتهاب او استبعاد اي مضاعفات او تغيرات في القرحه وخاصه في المرضي كبار السن وكذلك اخذ عينه من جدار المعده لاختبار وجود جرثومه المعده وهي من اهم أسباب قرح المعده و الاثني عشر ... الأمر الذي يحدد نوعية ومده العلاج وتحديد ما اذا كان المريض يحتاج الي متابعات اخري ام لا وإضافة الى المنظار، هناك طرق أخرى للتشخيص أبرزها تصوير المعدة، إلا أن فحص المنظار يبقى الأكثر شمولية ودقة.
اما مضاعفات قرح المعده والاثني عشر عاده ماتكون خطيره والمشهور منها هما نزيف القرحـه ( Bleeding ulcer )و القرحه المنفجره. (perforation) اما النزيف وهو عباره عن نزيف من شريان او وريد في منطقه القرحه وغالبا من يتم اكتشافه عن طريق القيء الدموي (ترجيع الدم) او النزيف الشرجي ( البراز الاسود) او انخفاض في نسبه الهيموجلوبين بالدم ويتم عمل منظار معده في اسرع وقت للتدخل لايقاف النزيف (Homeostasis) عن طريق الحقن او الكي او مشبك وقف النزيف ( Hemoclips) وعاده ما يتم وقف النزيف في معظم الحالات ( ٩٨٪) وفي قليل من الحالات قد يحتاج الي التدخل الجراحي وهذه حالات نادره.
اما انفجار القرحه ( Perforation) وهو ناتج عن تعمق القرحه لتصيب كل طبقات جدار المعده مما يؤدي الي تسرب محتويات المعده بما فيها الجراثيم من المعده الي تجويف البطن وهذه حالات خطيره وتحتاج الي تشخيص سريع وتدخل جراحي سريع لتجنب الالتهاب البروتوني ( Peritonitis) وهي حاله خطيره قد تؤثر علي حياه المريض لا قدر الله.
ومن ناحيه العلاج فقد تطوّر علاج القرحة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة متأثراً باكتشافين مهمين،
أولهما؛ اكتشاف أدوية فعّالة للغاية في تخفيض إفرازات الحامض في المعدة و خاصه ادويه مثبتات افراز الحمض (Proton Pump Inhibitors : PPI ) وهي ادويه فعاله ، والعامل الثاني ، هو اكتشاف البكتيريا الحلزونيه التي أشرنا إليها سابقاً .
وهذان العاملان وقد اثروا في طريقه علاج القرحه وقللت من اجراء العلميات الجراحيه لعلاج قرحه المعده او الاثني عشر وكذلك قللت من مضاعفتها بحيث ساهم العاملان المذكوران في التخفيف من مضاعفات القرحة وبالتالي في تخفيض عدد العمليات الجراحية التي كان يستوجبها العلاج سابقاً. وحالياً، يقوم علاج القرحة على عنصرين هامين هما الأدوية التي تخفض إفرازات المعدة (Proton Pump Inhibitors : PPI ) من جهة و المضادات الحيويه (Antibiotics) ضد الجرثومة من جهة أخرى ان وجدت. وقد أحدث هذا المزيج ثورة في علاج القرحة الذي بات يتم في وقت قصير جداً. كما أصبح بالإمكان الإستغناء عن العمليات الجراحية في أكثر من 98 ٪ من الحالات ,
* عسر الهضم (Dyspepsia)
هو مصطلح طبي يصف اضطرابا في في الجزء العلوي من البطن ويصف هذا الشعور السيء الذي يشعر به المريض وقد يظهر على شكل الم وضيق، انتفاخ، شعور بالشبع والامتلاء (حتى بعد تناول وجبة خفيفة)، التجشؤ، الامساك، الشعور بحرق، الغثيان والقيء، او كما تعرف، بالاسم الشامل: اعراض عسر الهضم. والمقصود هنا اضطراب وظيفي دون سبب واضح.
وعادهً ما يكون هذا الاضطراب، في اغلب الاحيان، ذا طابع مزمن، او مع ميل الى الاختفاء ثم معاودة الظهور مجددا. وهذه مشكلة شائعة بين كثيرا من الناس وكيثرا منا يشعر ببعض هذه الاعراض في بعض الاوقات وهنالك تفاوت كبير في صورة ظهور الاعراض المتعلقة بعسر الهضم، والتي يمكن ان تظهر كلها، او جزء كبير منها، بشكل متزامن، او قد يظهر عرض اخر مختلف في كل مرة. وقد تكون الاعراض خفيفة مع تاثير طفيف جدا، بل هامشي، على جودة الحياة ومسارها الطبيعي, بينما قد تكون، احيان اخرى، حادة جدا الى درجة ثؤثر بشكل كبير بجودة الحياة والاداء اليومي.
ومن اهم اسباب عسر الهضم: اضطرابات في حركيه المعدة ( Gastric motility) وخاصة تاخر وبطء اخلاء الطعام من المعدة (Delayed gastric emptying)، خلل في ملائمه المعدة للغذاء الداخل اليها، وحساسية المعدة في كل ما يتعلق ببث الشعور بالالم ، وفي بعض الاحيان تلوث تسببه جرثومة المعده (Helicobacter pylori) وعوامل نفسية، مثل الميل الى الاكتئاب، او الميل الى القلق، وهو ما يمكن ان يفاقم الشعور بالمرض، وزياده في الاعراض.
ويتم تشخيص عسر الهضم اكلنيكياً اذا كانت الاعراض خفيفة وليست هنالك اعراض تثير القلق، مثل فقدان الوزن، صعوبات في البلع، وخاصة اذا كان المصاب دون سن الـ 45 عاما، فليست هنالك حاجة الى اجراء اختبارات خاصة من اجل التشخيص. وفي حالات اخرى، قد يرى الطبيب حاجة الى اجراء اختبارات للدم، فحوص للجهاز الهضمي العلوي (عادة، منظار المعده - Gastroscopy) والتصوير بالموجات فوق الصوتية ( Abdominal ultrasound ، وبالنسبه للعلاج ففي الحالات الخفيفة من المرض لا نحتاج الى علاج عسر الهضم. فقط تقليل التوتر والمخاوف والنظام الغذائي قد يشكل علاجا كافيا. اما في الحالات الاصعب، فان الادوية التي تعادل، او تقلل، من افرازات احماض المعدة يمكنها ان تخفف الاعراض وتساعد الكثيرين من المرضى. كما ان القضاء على جرثومة المعده ، اذا ثبت وجودها ، من شانه ان يساعد بعض المرضى.
وقد تم تجربه الادوية التي تعالج وتسرع من وتيرة افراغ المعدة والتي قد تحسن من اداء المعده و تحسين الهضم وفي نظرة الى المستقبل، يأمل الباحثون بان حل هذه المشكلة يكمن في الادوية التي تؤثر على حساسية المعدة وعلى قدرة جدار المعدة على التكيف والارتخاء. وهنالك عدد من الادوية ذات هذه الخصائص التي لا تزال، اليوم، موضع بحث واختبار.
أورام المعده: ( Stomach cancer)
يشكل سرطان المعدة قلق ورعب بين المرضي والاصحاء (كما هو الحال في اي انواع الاورام) وهو واحدا من الاورام الخبيثة التي تصيب المعدة . ينقسم سرطان المعدة الى نوعين: الاول يصيب القسم العلوي من المعدة والثاني يصيب القسم السفلي من المعدة . وتسجل معدلات الاصابة بالنوع الاول (الذي يصيب القسم العلوي من المعدة) ارتفاعا، مقارنة بالنوع الاخر.
قد أوضحت الإحصائيات تراجع اورام المعده في الدوله الغربيه ، اما في الدول النامية، فإن سرطان المعدة يحتل المرتبة الثالثة من حيث معدلات الانتشار، من بين امراض السرطان المختلفة لوجود عوامل غذائية سيئة وارتفاع نسب الاصابه بجرثومه المعده وغيرها من العادات السيئه
وقد يزيد من خطر الاصابة بمرض سرطان المعدة هو التعرض للبكتريا الحلزونيه" او جرثومه المعده (Helicobacter pylori) التي تسبب تلوث الغشاء الداخلي للمعدة مما يؤدي الي التهابات مزمنه والتي قد تتطور في بعض الحالات الي اورام المعده وتشير الدراسات انها قد تكون السبب في نحو الثلث من حالات الاصابة بمرض سرطان المعدة، على ما يبدو، الى التعرض لتلوث بهذه الجرثومة، لكن على الرغم من ذلك, فان معظم الناس الذين يحملون هذه الجرثومة لا يصابون باي من الامراض التي تصيب المعدة.
وثمة عامل خطر اخر يتمثل في المواد التي تحتوي عليها بعض الاطعمة: الاطعمة المدخنة, المجففة, المملحة او التي تحتوى على التوابل – تزيد من كمية النترات (Nitrate) في المعدة. وعند تناول هذه المواد بكميات كبيرة تتعرض في داخل المعدة الى تغييرات كيميائية تحولها الى مواد مسرطنة (مسببة للسرطان(Carcinogenic) في المقابل، فان اتباع نظام تغذية غني بالفواكه, الخضروات اوالاغذية التي يتم تخزينها بطريقة امنة ويتم حفظها في التبريد يقلل من خطر الاصابة بسرطان المعدة.
وبالاضافة الي ذلك، يعتبر التدخين وتناول المشروبات الكحولية بافراط من الاسباب التي تزيد من خطر الاصابة بالسرطان في الجزء العلوي من المعدة.
وتشير الإحصاءات إلى ان احتمال الإصابة بمرض سرطان المعدة يزداد بمعدل الضعفين - اربعة اضعاف، على الاقل، لدى الاشخاص الذين اصيب اقرباء لهم من الدرجه الاولي بمرض سرطان المعدة، وهو يصيب الرجال اكثر مقارنة بالنساء. كما يظهر سرطان المعدة، بشكل خاص، في المرحلة العمرية بين 70 و 75 عاما ، ويتم تشخيص اورام المعده غالبا عن طريق منظار المعده (Gastroscopy) ويمكن بواسطته الكشف عن وجود قرحة مزمنه ، زوائد لحميه (Polypi), كتلة ورمية في جدار المعدة الداخلي. وقد يتم خلال الفحص اخذ عينة صغيرة (خزعة ( Biopsy) لفحصها باثولوجيا وتحديد وجود ورم ونوعه ويمكن ايضا مبدئيا تشخيص الاورام عن طريق اشعه بالصبغه علي المعده (Barium meal) ولكنه لم يعد هذا اسلوبا مفضلا من اجل تشخيص سرطان المعدة كما ان الاشعه المقطعيه ( Computed Tomography – CT) يمكن بواسطتها الكشف عما اذا كان السرطان قد انتشر الى ما بعد جدار المعدة او ما اذا كان جدار المعدة الداخلي قد اصبح سميكا. ويتم استعمال هذه الطريقة، عادة، لاستكمال عملية الاستيضاح الطبي.
وتساعد الموجات الصوتيه عن طريق المنظار (Endoscopic ultrasound - EUS) في الكشف عن مدى تغلغل السرطان في جدار المعدة وفي وجود العقد الليمفاوية و ماهو ما يساعد علي تحديد طريقه العلاج.
وفيما يتعلق بعلاج سرطان المعدة وهو يتحدد بالمرحلة التي يتم فيها تشخيص سرطان المعدة، وتشكل العملية الجراحية لاستئصال الورم من المعدة (Gastrectomy) الطريقة الوحيدة لعلاج سرطان المعدة التي يمكن ان تحقق الشفاء التام من سرطان المعدة. يمكن، خلال هذه العملية، استئصال جزء من المعدة (Partial gastrectomy) او استئصال المعدة بالكامل (Total gastrectomy)، وذلك وفق الحاجة وتبعا لدرجة انتشار الورم. في بعض الحالات المعينة، وخاصة تلك التي يكون الورم فيها قد انتشر الى جدار المعدة، من المتبع عادة الدمج بين المعالجة الاشعاعية (Radiotherapy) والمعالجة الكيميائية (Chemotherapy).وبعد كل هذا، يتضح لنا اهميه العنايه النبوية والإسلامية في الحفاظ علي الجهاز الهضمي والاقتصاد بالكل والشرب وعدم الاسراف قال الله تعالي ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) صدق الله العظيم وايضا الان عرفنا الحكمه القديمه بان المعده بيت الداء وان الحميه رأس الدواء. ويجب الحفاظ الي صحتنا باتباع الايات القرأنيه السنه النبويه السليمه و التمسك بالعادات الصحيه و استشاره الطبيب المختص مع اول عرض وعمل الفحوصات اللازمه في الوقت المناسب . حفظكم الله وشفا الله المرضى ووقانا شر الأمراض .
*استشاري أمراض ومناظير الجهاز الهضمى بمستشفى الحمادي بالرياض
عضو الجميه الأمريكيه لأمراض الجهاز الهضمى
عضو الجميه الأوربيه لأمراض لمناظيرالجهاز الهضمى
قديما قالوا .... المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء،... (كما قال الحارث بن كلدة طبيب العرب) وهي حقيقه علميه يجمع عليها الأطباء، ولقد اهتم ديننا الحنيف بهذا الموضوع لما فيه من شيوع بين كيثر من الناس وهو ما يؤثر عليهم وعلي حياتهم و مما قد يؤثر بالتالي علي ادائهم في اعمالهم ومعيشتهم وقد نبهنا نبينا الكريم (صل الله عليه وسلم) إلى الاهتمام بالمعده واعطانا التعليمات اللازمه للحفاظ علي الجهاز الهضمي سليما ليؤدي وظيفته علي الوجه المطلوب و لحمايته من الامراض .. وهو ما يؤيد صحة الحكمة التي ذكرناها ....... كما يؤيدها حديثه (ص): ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. صدق رسول الله ( رواه الترمذي) وكما قال صل الله عليه وسلم ( نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا اكلنا لا نشبع( وامراض المعده كثيره ومنتوعه وتختلف في الاسباب والاعراض وهو قد يسبب حيره لبعض المرضي وسوف نعرض باختصار بعض امراض المعده و اسبابها واعراضها....وطرق علاجها .
وتتعدد أمراض المعدة وهي يمكن أن تبدأ من الالتهاب البسيط (Gastritis) وصولاً الى اورام المعدة، مروراً بالقرحة (Ulcer) ... و مضاعفاتها .
وتعتبر القرحة أكثر أمراض المعدة إنتشاراً علماً بأن هذا المرض في انخفاض منذ بداية السبعينات حيث اكتشفت أدوية فعّالة جداً لمكافحته من شأنها تخفيف إفرازات الحامض الأسيدي(Gastric Acid) في المعدة .
فلنبدأ بالتهاب المعدة..
وهو عباره عن خلل والتهاب بجدار المعده ويحدث نتجيه لوصول حامض المعده الي جدارها متخطيا طبقه الجيلي التي تحمي الجدار وهي طبقه جل قلويه تعادل الحمض بالقرب من سطح المعده مما يحمي انسجتها من الحامض ..... مما يسبب احمرار وإلتهاب بجدار البطن ( Gastritis) او جروح صغيره اقل من التقرحات ( gastric erosions ) وما قد يتطور الي قرح بجدار المعده (Gastri`0 ulcers) في بعض الحالات
وتنتج التهابات المعده عاده من الأسباب التالية أو بعضها:
• أولاً: النظام الغذائي غير المنتظم، بمعنى عدم احترام أوقات الوجبات.
• ثانياً: طريقة تناول الطعام، خاصة الإسراع في تناول الأكل دون مضغ
• ثالثاً: نوعية الطعام، إذ تشكل بعض أصنافه عاملاً أساسياً في التهاب المعدة، نذكر من بينها: الصلصات، المخللات، والبهارات ، المشروبات الروحية والغازية، التدخين، والإكثار من القهوة.
رابعاً: بعض الأدوية وخاصة المسكنات وأدوية الروماتيزم
خامسا: الضغط العصبي او القلق او التوتر الشديد
وتظهر أعراض الإلتهاب المعده في صوره اوجاع في اعلي البطن في محيط المعدة (من تحت الصدر الي السره) والغثيان ( رغبه في القيء) والحرقة باعلي البطن او اسفل الصدر وصعوبه بالهضم ويمكن لهذه الاوجاع ان تمتد لاسفل البطن وفي بعض الاحيان قد يصاحبها قئ (ترجيع) وهو ما قد يخفف من هذه الالم حيث يتم اخراج كميه من حامض المعده وهو السبب الريئسي في الالتهاب.
لايحتاج المريض الي اجراء فحوصات في حاله الصوره الواضحه لأعراض إلتهاب المعده اما في حاله عدم الاستجابه للعلاج خاصه في المرضي الذين اكبر من ٤٥ عاما او وجود اعراض مثل فقد الوزن او فقر الدم (الانميا) او فقدان شديد للشهيه وتكون الفحوصات عاده عباره عن عمل اشعه تليفزيونيه علي البطن لاستبعاد اي امراض بالمراره او اي امراض اخري بالبطن وايضا يتم عمل تحليل لجرثومن المعده ( لانها احد اسباب التهاب المعده) وايضا صوره للدم .
وأما طريقة علاجه فتبدأ أولاً بالوقاية والحماية خاصة بإتباع نظام غذائي صحيح يراعي تجنب العوامل المذكورة سابقاً فيما يخص انواع وحجم وأوقات الوجبات حيث يتم تنظيم مواعيد الوجبات والحرص علي تناول من ثلاث الي خمس وجبات صغيره علي فترات شبه متساويه وايضا يجب الاهتمام بنوعيه الأطعمة بهذه الوجبات حيث يتم الابتعاد عن الاطعمه المذكورة خاصه البهارات والاملاح والزيوت .
اما العلاج الدوائي فيتم العلاج عبر عدد من الأدوية التي تخفض إفرازات المعدة وهو السبب المباشر للمشكله وادويه اخري من شأنها تقوية غشاء المعدة وهي تحمي جدار المعده.
وتختلف مده العلاج باختلاف الحاله ومدي استجابه المريض للعلاجات وعاده تستغرق من ٤ الي ٨ اسابيع إلا أن الوقاية والحماية يجب أن يستمرا لفترة طويلة، مع الإشارة إلى أن إهمال العلاج قد يعرّض المريض الى ازدياد الإلتهاب، الذي يمكن أن يؤدي بدوره الى القرحة وفي بعض الحالات القليلة الى أورام المعدة.
*قرحه المعده (Peptic ulcer):
وتعتبر قرحه المعده من اشهر واهم الامراض التي يتسأل عنها كثير من المرضي وعموم الناس لما فيها من آلام ومضاعفات قد يتعرض لها المريض .
القرحة هي نوع من الجروج بالغشاء الذي يبطن المعدة أو في الإثني عشر،وهو تطور من الالتهاب العادي او وجود عوامل او علاجات او ضغط عصبي قد تؤدي الي زياده مفاجأه في افراز حامض المعده مما يؤدي الي التهاب حاد قد يتطور الي قرحه وهي ما قديؤدي الي مضاعفات بعضها خطير ، وهي من حيث الشكل والحجم انواع حيث يوجود منها ما يكون عميقاً أو سطحياً وصغيرا او كبيراً .
وهنا عوامل اخري غير النظام الغذائي والضغط العصبي قد يكون هو المسؤول الرئيسي عن تقرّحات المعدة، والاثني عشر وهي جرثرمه المعده او البكتيريا الحلزونيه المعروفة بـ"Helicobacter Pylori " التي تعتبر الآن المسؤولة عن القسم الأكبر من تقرّح المعدة والإثني عشر، يضاف إليها العاملان الغذائي والعصبي.
- وتتشابه أعراض القرحة مع اعراض التهاب المعدة ولكنها عاده ما يكون اكثر حده واشد الماً وعاده ما يزيد فيهاالغثيان والحرقة، في حين تتميز بألم في المعدة يزداد بشدة عند الإحساس بالجوع وفي منتصف الليل، ويقل جزيئا بعد تناول الطعام، ومن الأعراض التي تصيب المريض أيضاً، الحموضة والحرقة وعسر الهضم.
ويتم تشخيص المرض بعد معاينة المريض، يلجأ الطبيب المعالج الى التشخيص عبر إجراء منظار المعدة (Gastroscopy) الذي يتيح للطبيب الكشف الدقيق وتشخيص كل امراض الجهاز الهضمي العلوي (المرئ والمعدة والإثني عشر) ويتيح عمل المنظار فحص دقيق وهو اجراء بسيط وآمن إذ يستغرق ما بين أربع وخمس دقائق في معظم الحالات . ويسمح المنظار، علاوة علي دراسة الغشاء المبطن للجهاز الهضمي باخذ عينات من قرحه المعده اولاثني عشر في حاله رغبه الطبيب لتحديد نوع الإلتهاب او استبعاد اي مضاعفات او تغيرات في القرحه وخاصه في المرضي كبار السن وكذلك اخذ عينه من جدار المعده لاختبار وجود جرثومه المعده وهي من اهم أسباب قرح المعده و الاثني عشر ... الأمر الذي يحدد نوعية ومده العلاج وتحديد ما اذا كان المريض يحتاج الي متابعات اخري ام لا وإضافة الى المنظار، هناك طرق أخرى للتشخيص أبرزها تصوير المعدة، إلا أن فحص المنظار يبقى الأكثر شمولية ودقة.
اما مضاعفات قرح المعده والاثني عشر عاده ماتكون خطيره والمشهور منها هما نزيف القرحـه ( Bleeding ulcer )و القرحه المنفجره. (perforation) اما النزيف وهو عباره عن نزيف من شريان او وريد في منطقه القرحه وغالبا من يتم اكتشافه عن طريق القيء الدموي (ترجيع الدم) او النزيف الشرجي ( البراز الاسود) او انخفاض في نسبه الهيموجلوبين بالدم ويتم عمل منظار معده في اسرع وقت للتدخل لايقاف النزيف (Homeostasis) عن طريق الحقن او الكي او مشبك وقف النزيف ( Hemoclips) وعاده ما يتم وقف النزيف في معظم الحالات ( ٩٨٪) وفي قليل من الحالات قد يحتاج الي التدخل الجراحي وهذه حالات نادره.
اما انفجار القرحه ( Perforation) وهو ناتج عن تعمق القرحه لتصيب كل طبقات جدار المعده مما يؤدي الي تسرب محتويات المعده بما فيها الجراثيم من المعده الي تجويف البطن وهذه حالات خطيره وتحتاج الي تشخيص سريع وتدخل جراحي سريع لتجنب الالتهاب البروتوني ( Peritonitis) وهي حاله خطيره قد تؤثر علي حياه المريض لا قدر الله.
ومن ناحيه العلاج فقد تطوّر علاج القرحة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة متأثراً باكتشافين مهمين،
أولهما؛ اكتشاف أدوية فعّالة للغاية في تخفيض إفرازات الحامض في المعدة و خاصه ادويه مثبتات افراز الحمض (Proton Pump Inhibitors : PPI ) وهي ادويه فعاله ، والعامل الثاني ، هو اكتشاف البكتيريا الحلزونيه التي أشرنا إليها سابقاً .
وهذان العاملان وقد اثروا في طريقه علاج القرحه وقللت من اجراء العلميات الجراحيه لعلاج قرحه المعده او الاثني عشر وكذلك قللت من مضاعفتها بحيث ساهم العاملان المذكوران في التخفيف من مضاعفات القرحة وبالتالي في تخفيض عدد العمليات الجراحية التي كان يستوجبها العلاج سابقاً. وحالياً، يقوم علاج القرحة على عنصرين هامين هما الأدوية التي تخفض إفرازات المعدة (Proton Pump Inhibitors : PPI ) من جهة و المضادات الحيويه (Antibiotics) ضد الجرثومة من جهة أخرى ان وجدت. وقد أحدث هذا المزيج ثورة في علاج القرحة الذي بات يتم في وقت قصير جداً. كما أصبح بالإمكان الإستغناء عن العمليات الجراحية في أكثر من 98 ٪ من الحالات ,
* عسر الهضم (Dyspepsia)
هو مصطلح طبي يصف اضطرابا في في الجزء العلوي من البطن ويصف هذا الشعور السيء الذي يشعر به المريض وقد يظهر على شكل الم وضيق، انتفاخ، شعور بالشبع والامتلاء (حتى بعد تناول وجبة خفيفة)، التجشؤ، الامساك، الشعور بحرق، الغثيان والقيء، او كما تعرف، بالاسم الشامل: اعراض عسر الهضم. والمقصود هنا اضطراب وظيفي دون سبب واضح.
وعادهً ما يكون هذا الاضطراب، في اغلب الاحيان، ذا طابع مزمن، او مع ميل الى الاختفاء ثم معاودة الظهور مجددا. وهذه مشكلة شائعة بين كثيرا من الناس وكيثرا منا يشعر ببعض هذه الاعراض في بعض الاوقات وهنالك تفاوت كبير في صورة ظهور الاعراض المتعلقة بعسر الهضم، والتي يمكن ان تظهر كلها، او جزء كبير منها، بشكل متزامن، او قد يظهر عرض اخر مختلف في كل مرة. وقد تكون الاعراض خفيفة مع تاثير طفيف جدا، بل هامشي، على جودة الحياة ومسارها الطبيعي, بينما قد تكون، احيان اخرى، حادة جدا الى درجة ثؤثر بشكل كبير بجودة الحياة والاداء اليومي.
ومن اهم اسباب عسر الهضم: اضطرابات في حركيه المعدة ( Gastric motility) وخاصة تاخر وبطء اخلاء الطعام من المعدة (Delayed gastric emptying)، خلل في ملائمه المعدة للغذاء الداخل اليها، وحساسية المعدة في كل ما يتعلق ببث الشعور بالالم ، وفي بعض الاحيان تلوث تسببه جرثومة المعده (Helicobacter pylori) وعوامل نفسية، مثل الميل الى الاكتئاب، او الميل الى القلق، وهو ما يمكن ان يفاقم الشعور بالمرض، وزياده في الاعراض.
ويتم تشخيص عسر الهضم اكلنيكياً اذا كانت الاعراض خفيفة وليست هنالك اعراض تثير القلق، مثل فقدان الوزن، صعوبات في البلع، وخاصة اذا كان المصاب دون سن الـ 45 عاما، فليست هنالك حاجة الى اجراء اختبارات خاصة من اجل التشخيص. وفي حالات اخرى، قد يرى الطبيب حاجة الى اجراء اختبارات للدم، فحوص للجهاز الهضمي العلوي (عادة، منظار المعده - Gastroscopy) والتصوير بالموجات فوق الصوتية ( Abdominal ultrasound ، وبالنسبه للعلاج ففي الحالات الخفيفة من المرض لا نحتاج الى علاج عسر الهضم. فقط تقليل التوتر والمخاوف والنظام الغذائي قد يشكل علاجا كافيا. اما في الحالات الاصعب، فان الادوية التي تعادل، او تقلل، من افرازات احماض المعدة يمكنها ان تخفف الاعراض وتساعد الكثيرين من المرضى. كما ان القضاء على جرثومة المعده ، اذا ثبت وجودها ، من شانه ان يساعد بعض المرضى.
وقد تم تجربه الادوية التي تعالج وتسرع من وتيرة افراغ المعدة والتي قد تحسن من اداء المعده و تحسين الهضم وفي نظرة الى المستقبل، يأمل الباحثون بان حل هذه المشكلة يكمن في الادوية التي تؤثر على حساسية المعدة وعلى قدرة جدار المعدة على التكيف والارتخاء. وهنالك عدد من الادوية ذات هذه الخصائص التي لا تزال، اليوم، موضع بحث واختبار.
أورام المعده: ( Stomach cancer)
يشكل سرطان المعدة قلق ورعب بين المرضي والاصحاء (كما هو الحال في اي انواع الاورام) وهو واحدا من الاورام الخبيثة التي تصيب المعدة . ينقسم سرطان المعدة الى نوعين: الاول يصيب القسم العلوي من المعدة والثاني يصيب القسم السفلي من المعدة . وتسجل معدلات الاصابة بالنوع الاول (الذي يصيب القسم العلوي من المعدة) ارتفاعا، مقارنة بالنوع الاخر.
قد أوضحت الإحصائيات تراجع اورام المعده في الدوله الغربيه ، اما في الدول النامية، فإن سرطان المعدة يحتل المرتبة الثالثة من حيث معدلات الانتشار، من بين امراض السرطان المختلفة لوجود عوامل غذائية سيئة وارتفاع نسب الاصابه بجرثومه المعده وغيرها من العادات السيئه
وقد يزيد من خطر الاصابة بمرض سرطان المعدة هو التعرض للبكتريا الحلزونيه" او جرثومه المعده (Helicobacter pylori) التي تسبب تلوث الغشاء الداخلي للمعدة مما يؤدي الي التهابات مزمنه والتي قد تتطور في بعض الحالات الي اورام المعده وتشير الدراسات انها قد تكون السبب في نحو الثلث من حالات الاصابة بمرض سرطان المعدة، على ما يبدو، الى التعرض لتلوث بهذه الجرثومة، لكن على الرغم من ذلك, فان معظم الناس الذين يحملون هذه الجرثومة لا يصابون باي من الامراض التي تصيب المعدة.
وثمة عامل خطر اخر يتمثل في المواد التي تحتوي عليها بعض الاطعمة: الاطعمة المدخنة, المجففة, المملحة او التي تحتوى على التوابل – تزيد من كمية النترات (Nitrate) في المعدة. وعند تناول هذه المواد بكميات كبيرة تتعرض في داخل المعدة الى تغييرات كيميائية تحولها الى مواد مسرطنة (مسببة للسرطان(Carcinogenic) في المقابل، فان اتباع نظام تغذية غني بالفواكه, الخضروات اوالاغذية التي يتم تخزينها بطريقة امنة ويتم حفظها في التبريد يقلل من خطر الاصابة بسرطان المعدة.
وبالاضافة الي ذلك، يعتبر التدخين وتناول المشروبات الكحولية بافراط من الاسباب التي تزيد من خطر الاصابة بالسرطان في الجزء العلوي من المعدة.
وتشير الإحصاءات إلى ان احتمال الإصابة بمرض سرطان المعدة يزداد بمعدل الضعفين - اربعة اضعاف، على الاقل، لدى الاشخاص الذين اصيب اقرباء لهم من الدرجه الاولي بمرض سرطان المعدة، وهو يصيب الرجال اكثر مقارنة بالنساء. كما يظهر سرطان المعدة، بشكل خاص، في المرحلة العمرية بين 70 و 75 عاما ، ويتم تشخيص اورام المعده غالبا عن طريق منظار المعده (Gastroscopy) ويمكن بواسطته الكشف عن وجود قرحة مزمنه ، زوائد لحميه (Polypi), كتلة ورمية في جدار المعدة الداخلي. وقد يتم خلال الفحص اخذ عينة صغيرة (خزعة ( Biopsy) لفحصها باثولوجيا وتحديد وجود ورم ونوعه ويمكن ايضا مبدئيا تشخيص الاورام عن طريق اشعه بالصبغه علي المعده (Barium meal) ولكنه لم يعد هذا اسلوبا مفضلا من اجل تشخيص سرطان المعدة كما ان الاشعه المقطعيه ( Computed Tomography – CT) يمكن بواسطتها الكشف عما اذا كان السرطان قد انتشر الى ما بعد جدار المعدة او ما اذا كان جدار المعدة الداخلي قد اصبح سميكا. ويتم استعمال هذه الطريقة، عادة، لاستكمال عملية الاستيضاح الطبي.
وتساعد الموجات الصوتيه عن طريق المنظار (Endoscopic ultrasound - EUS) في الكشف عن مدى تغلغل السرطان في جدار المعدة وفي وجود العقد الليمفاوية و ماهو ما يساعد علي تحديد طريقه العلاج.
وفيما يتعلق بعلاج سرطان المعدة وهو يتحدد بالمرحلة التي يتم فيها تشخيص سرطان المعدة، وتشكل العملية الجراحية لاستئصال الورم من المعدة (Gastrectomy) الطريقة الوحيدة لعلاج سرطان المعدة التي يمكن ان تحقق الشفاء التام من سرطان المعدة. يمكن، خلال هذه العملية، استئصال جزء من المعدة (Partial gastrectomy) او استئصال المعدة بالكامل (Total gastrectomy)، وذلك وفق الحاجة وتبعا لدرجة انتشار الورم. في بعض الحالات المعينة، وخاصة تلك التي يكون الورم فيها قد انتشر الى جدار المعدة، من المتبع عادة الدمج بين المعالجة الاشعاعية (Radiotherapy) والمعالجة الكيميائية (Chemotherapy).وبعد كل هذا، يتضح لنا اهميه العنايه النبوية والإسلامية في الحفاظ علي الجهاز الهضمي والاقتصاد بالكل والشرب وعدم الاسراف قال الله تعالي ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) صدق الله العظيم وايضا الان عرفنا الحكمه القديمه بان المعده بيت الداء وان الحميه رأس الدواء. ويجب الحفاظ الي صحتنا باتباع الايات القرأنيه السنه النبويه السليمه و التمسك بالعادات الصحيه و استشاره الطبيب المختص مع اول عرض وعمل الفحوصات اللازمه في الوقت المناسب . حفظكم الله وشفا الله المرضى ووقانا شر الأمراض .
*استشاري أمراض ومناظير الجهاز الهضمى بمستشفى الحمادي بالرياض
عضو الجميه الأمريكيه لأمراض الجهاز الهضمى
عضو الجميه الأوربيه لأمراض لمناظيرالجهاز الهضمى