«مقاصد الصوم» لسلطان العلماء/ العز بن عبد السَّلام.
المصدر -
[مُؤلف الكتاب في سُطور]
"""""''"'''''''''''""""""""""'''''''''''''''''"'''
هو: أبو محمد عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السَّلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي نسبًا، والدمشقي مولدًا ونشأةً، والمصري إقامةً ومرقدًا، والشافعي تدريسًا ومذهبًا، أحد علماء الإسلام الأعلام، المُلقَّب بالعز، وعز الدين، وسلطان العلماء.
ولد العز بن عبد السلام عام 577 هـ بمدينة دمشق حاضرة الشَّام، وعاصمة جهاد الصليبيين تحت حكم الناصر صلاح الدين في هاتيك الأيام.
ونشأ في أسرة فقيرة، ولم يتهيأ له طلب العلم صغيرًا، ولكنه حين بدأه فاق الأقران، وصار عَلَم الزمان.
ودرس العلم على يد أكابر علماء عصره في دمشق، ثم سافر إلى بغداد وتتلمذ على كبار علمائها حتى نبغ في العديد من العلوم والفنون، كالعقيدة، والتفسير، وعلوم القرآن، والحديث، وعلومه، والفقه وأصوله، والسيرة النبوية، والنحو والبلاغة، والتصوف والسلوك.
وتقلد مناصب القضاء والإفتاء والتدريس، وتولى الخطابة بالجامع الأموي، والتدريس فيه بزاوية الغزالي، كما تتلمذ على يديه جمع غفير من التلاميذ منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد الذي لقّبه بسلطان العلماء.
وقد شهد له العلماء برجاحة عقله، وعلو همته، وقوة حجته، وكثرة علمه، وجودة حفظه، وبراعة تصانيفه.
واشتهر رحمه الله بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق، وإنكار المنكر، مع ما تمتع به من زهد وعفة، وتواضع لله تعالى.
وفي الجملة كانت حياة الإمام العز بن عبد السلام سلسلة متواصلة من الثبات على الدين، والأمر بالمعروف، والتعرض للمحن والابتلاءات حتى تُوفِّي رحمه الله بالقاهرة، عام 660 هـ عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عامًا، ودفن بسفح المقطّم.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين؛ آمين.
[بين يدي الكتاب]
""""""''''''''''''''''''''""""""''
نعرض للقارئ الكريم هذه المرة حكاية رسالة نفيسة تسمَّى: «مقاصد الصوم».
تمتاز هذه الرسالة بإيجاز اللفظ والمبنى مع جلال نفعٍ ومعنى، إضافةً إلى حسن ترتيبها وتناسقها، وجمال عرضها ودقتها.
وفيها من براعة الاستهلال، وقوة الاستدلال، وسهولة العبارة، والوضوح والبيان ما يجعل القارئ يقف أمام كلماتها وقفة المتأمل.
• وقد تألَّفت هذه الرسالة من عشرة فصول دون أن يزيد متنُها عن خمسين صفحة جمع فيهن المؤلف مقاصد الصوم، وبين وجوبه، وفضائله، وآدابه، وما يُجتنَب فيه، وتعرض كذلك لليلة القدر، والاعتكاف، وصوم التَّطوع، ثم ختمها بذكر الأيام المنهي عن الصوم فيها.
• وعدَّد كثيرًا من فوائد الصوم، فقال: «للصوم فوائد: رفع الدرجاتِ، وتكفير الخطيئات، وتكثير الصدقات، وتوفير الطاعات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات ... وللصوم فوائد كثيرة أخر، كصحة الأذهان، وسلامة الأبدان» ثم أعقب ذلك شرحًا وافيًا لكل مفردة مدلّلًا عليها بأدلة من الوحيين الشَّريفين، وفعل السَّلف الصالح.
• كما فصَّل في آداب الصيام، ومما ذكره في ذلك: حفظ اللسان والجوارح عن المعاصي، وتعجيل الإفطار، والدعاء عنده، والفطر على الرطب أو التمر أو الماء، وتأخير السُّحور لِيُتَقَوّى به على الصوم.
• ثم تكلَّم عن فضائل ليلة القدر، وسبب تسميتها بذلك، وتنزل الملائكة والروح فيها، وسلامهم على المجتهدين في العبادة، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وأنها خير من ألف شهر، وحثَّ على أن يلتمسها المُلتمسون، ويطلبها الطالبون، تأسيًا بسيدنا رسول ﷺ وصحابته الكرام.
كما تحدَّث عن وقتها ومكانها في عشر رمضان الأواخر؛ مُرجحًا أنها ليلة الحادي والعشرين أو السَّابع والعشرين، ودلَّل على ذلك.
• ثم ختم المؤلف حديثه عن فضل الصوم في سائر الأيام، رمضان وغير رمضان، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.. ونحو ذلك، وبين أن الصوم يقي صاحبه من عذاب النار، وأن النبي ﷺ كان يُكثرُ منه دون أن يستكمل صيام شهر إلا رمضان؛ مُشيرًا إلى الأيام التي نهت الشريعة عن صيامها كيوم عيد الفطر، وعيد الأضحى، وأيام
التشريق الثلاثة.
وفي الجملة: فإن للمؤلف في هذا الكتاب جهدًا مُشكورًا، وشرحًا ميسورًا، يبين للمسلم ما للصيام من فضائل وبركات، وما يُفعَل أثناءه من آداب وطاعات، وما ينبغي تركه من موبقات ومنهيات.
وبعد هذا العرض المُوجَز؛ نرجو أن نكون قد وُفِّقنا لإعطاء القارئ الكريم تصوُّرًا عامًّا عن تلك الرِّسَالةِ ومؤلِّفِها، يدعوه إلى قراءتها، ويعينه على فهمها وفَهمِ أسلوب كاتبها
[مُؤلف الكتاب في سُطور]
"""""''"'''''''''''""""""""""'''''''''''''''''"'''
هو: أبو محمد عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السَّلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي نسبًا، والدمشقي مولدًا ونشأةً، والمصري إقامةً ومرقدًا، والشافعي تدريسًا ومذهبًا، أحد علماء الإسلام الأعلام، المُلقَّب بالعز، وعز الدين، وسلطان العلماء.
ولد العز بن عبد السلام عام 577 هـ بمدينة دمشق حاضرة الشَّام، وعاصمة جهاد الصليبيين تحت حكم الناصر صلاح الدين في هاتيك الأيام.
ونشأ في أسرة فقيرة، ولم يتهيأ له طلب العلم صغيرًا، ولكنه حين بدأه فاق الأقران، وصار عَلَم الزمان.
ودرس العلم على يد أكابر علماء عصره في دمشق، ثم سافر إلى بغداد وتتلمذ على كبار علمائها حتى نبغ في العديد من العلوم والفنون، كالعقيدة، والتفسير، وعلوم القرآن، والحديث، وعلومه، والفقه وأصوله، والسيرة النبوية، والنحو والبلاغة، والتصوف والسلوك.
وتقلد مناصب القضاء والإفتاء والتدريس، وتولى الخطابة بالجامع الأموي، والتدريس فيه بزاوية الغزالي، كما تتلمذ على يديه جمع غفير من التلاميذ منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد الذي لقّبه بسلطان العلماء.
وقد شهد له العلماء برجاحة عقله، وعلو همته، وقوة حجته، وكثرة علمه، وجودة حفظه، وبراعة تصانيفه.
واشتهر رحمه الله بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق، وإنكار المنكر، مع ما تمتع به من زهد وعفة، وتواضع لله تعالى.
وفي الجملة كانت حياة الإمام العز بن عبد السلام سلسلة متواصلة من الثبات على الدين، والأمر بالمعروف، والتعرض للمحن والابتلاءات حتى تُوفِّي رحمه الله بالقاهرة، عام 660 هـ عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عامًا، ودفن بسفح المقطّم.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين؛ آمين.
[بين يدي الكتاب]
""""""''''''''''''''''''''""""""''
نعرض للقارئ الكريم هذه المرة حكاية رسالة نفيسة تسمَّى: «مقاصد الصوم».
تمتاز هذه الرسالة بإيجاز اللفظ والمبنى مع جلال نفعٍ ومعنى، إضافةً إلى حسن ترتيبها وتناسقها، وجمال عرضها ودقتها.
وفيها من براعة الاستهلال، وقوة الاستدلال، وسهولة العبارة، والوضوح والبيان ما يجعل القارئ يقف أمام كلماتها وقفة المتأمل.
• وقد تألَّفت هذه الرسالة من عشرة فصول دون أن يزيد متنُها عن خمسين صفحة جمع فيهن المؤلف مقاصد الصوم، وبين وجوبه، وفضائله، وآدابه، وما يُجتنَب فيه، وتعرض كذلك لليلة القدر، والاعتكاف، وصوم التَّطوع، ثم ختمها بذكر الأيام المنهي عن الصوم فيها.
• وعدَّد كثيرًا من فوائد الصوم، فقال: «للصوم فوائد: رفع الدرجاتِ، وتكفير الخطيئات، وتكثير الصدقات، وتوفير الطاعات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات ... وللصوم فوائد كثيرة أخر، كصحة الأذهان، وسلامة الأبدان» ثم أعقب ذلك شرحًا وافيًا لكل مفردة مدلّلًا عليها بأدلة من الوحيين الشَّريفين، وفعل السَّلف الصالح.
• كما فصَّل في آداب الصيام، ومما ذكره في ذلك: حفظ اللسان والجوارح عن المعاصي، وتعجيل الإفطار، والدعاء عنده، والفطر على الرطب أو التمر أو الماء، وتأخير السُّحور لِيُتَقَوّى به على الصوم.
• ثم تكلَّم عن فضائل ليلة القدر، وسبب تسميتها بذلك، وتنزل الملائكة والروح فيها، وسلامهم على المجتهدين في العبادة، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وأنها خير من ألف شهر، وحثَّ على أن يلتمسها المُلتمسون، ويطلبها الطالبون، تأسيًا بسيدنا رسول ﷺ وصحابته الكرام.
كما تحدَّث عن وقتها ومكانها في عشر رمضان الأواخر؛ مُرجحًا أنها ليلة الحادي والعشرين أو السَّابع والعشرين، ودلَّل على ذلك.
• ثم ختم المؤلف حديثه عن فضل الصوم في سائر الأيام، رمضان وغير رمضان، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.. ونحو ذلك، وبين أن الصوم يقي صاحبه من عذاب النار، وأن النبي ﷺ كان يُكثرُ منه دون أن يستكمل صيام شهر إلا رمضان؛ مُشيرًا إلى الأيام التي نهت الشريعة عن صيامها كيوم عيد الفطر، وعيد الأضحى، وأيام
التشريق الثلاثة.
وفي الجملة: فإن للمؤلف في هذا الكتاب جهدًا مُشكورًا، وشرحًا ميسورًا، يبين للمسلم ما للصيام من فضائل وبركات، وما يُفعَل أثناءه من آداب وطاعات، وما ينبغي تركه من موبقات ومنهيات.
وبعد هذا العرض المُوجَز؛ نرجو أن نكون قد وُفِّقنا لإعطاء القارئ الكريم تصوُّرًا عامًّا عن تلك الرِّسَالةِ ومؤلِّفِها، يدعوه إلى قراءتها، ويعينه على فهمها وفَهمِ أسلوب كاتبها