المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
#تحت_الأضواء   رؤية هلال رمضان في #مصر بين الحاضر والماضي
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 23-04-2020 11:22 مساءً 17.2K
المصدر -  


في حوار أجراه يوسف بن ناجي لصحيفة "غرب" عن "رؤية هلال رمضان" في مصر مع المهندس استشاري في ترميم الآثار والمقتنيات الفنية بالقاهرة م. فاروق شرف قال فيه:


يعتبر استطلاع هلال شهر رمضان من العادات القديمة لدى المصريين بصفة خاصة وعدد من دول العالم الإسلامى بصفة عامة، فلرؤية الهلال أهمية عظمى فى أنها تحدد للمسلمين بداية صوم شهر رمضان المبارك.

واختلف المؤرخون حول أول من خرج لرؤية هلال رمضان من قضاة مصر، فذكر السيوطى أن أول من خرج لرؤية الهلال القاضى غوث بن سليمان، وقيل إنه فى عام 155هـ خرج أول قاض لرؤية هلال رمضان وهو القاضى أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذى ولي قضاء مصر، وخرج لنظر الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت بـ"دكة القضاة"، يخرج إليها لاستطلاع الأهل.

وحينما أتى الخلفاء الفاطميون، أبطلوا رؤية الهلال للقاضى، وجعلوا الشهور الرمضانية شهرا 29 يوما وشهرا 30 فإذا وقع رمضان فى أحدهما أمضوه كما هو، وأصبح موكب الخليفة الفاطمي أول رمضان يقوم مقام إثبات الرؤية عندهم، ولكن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أباح صوم رمضان بالرؤية لمن يريد، وقد ترك القضاة فى العهود الأخيرة الخروج للرؤية وتحول ذلك إلى المفتين الذين يقومون بهذه المهمة.‏

وسن الفاطميون ما يعرف بموكب أول رمضان أو "موكب رؤية الهلال"، وهى عادة استمرت فى العصر المملوكى أيضا، فكان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، وتم فى هذا العصر نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون ــ المدرسة المنصورية ــ "بين القصرين" لوقوعها أمام المحكمة الصالحية "مدرسة الصالح نجم الدين بالصاغة"، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضي القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.

وظل الوضع هكذا إلى أن جاء العصر العثمانى، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية فى «بين القصرين»، ثم يذهبون جميعاً ويتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، واستمر الأمر هكذا حتى أمر الخديوى عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

وفى أواخر القرن الـ19، ومع إنشاء دار الإفتاء المصرية، أوكلت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان، كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وتعلن الدار نتيجة الاستطلاع فى احتفال يحضره كبار رجال الدين والقضاء بالدولة، فى سرادق بجوار دار القضاء العالي عندما كان مقر دار الإفتاء فيها، ثم استقلت الدار بمبناها الحالي بالدراسة.

وانتقل الإحتفال لقاعة المؤتمرات بالدور الأرضى بمبنى الدار، إلى أن انتقلت إلى قاعة المؤتمرات الكبرى للأزهر الشريف بمدينة نصر بالقاهرة، ويتم نقل الإحتفال من خلال الإذاعات الرسمية المسموعة والمرئية، ويبدأ الإحتفال بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، ثم يعلن فضيلة المفتى ثبوت رؤية الهلال.