المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
بعد سارس ورغم مجاورتها للصين.. كيف سيطرت هذه الدولة على كورونا بسرعة؟
محمد الحنيني - المدينة
بواسطة : محمد الحنيني - المدينة 05-04-2020 02:40 مساءً 6.2K
المصدر -  في عام 2003، تفشى فيروس سارس في الصين، وانتقل إلى عدد من دول الجوار التي تضررت جراء الفيروس؛ لكن واحدة منها تعلمت الدرس واستخلصت العبر حينها؛ مما جعلها في موضع قوة أمام موجة فيروس كورونا المستجد.


تقع جزيرة تايوان على بُعد 130 كيلومترًا من ساحل البر الصيني الرئيسي، ويسكن هذه الدولة 23 مليون نسمة يعمل ويعيش مئات الآلاف منهم في الصين.

وفي عام 2019، زار الجزيرة نحو 2.7 مليون شخص من بر الصين الرئيسي، إلى جانب حركة الطيران الكثيفة بين البلدين.

أفضل من أستراليا

وبناء على هذه البيانات، توقعت دراسة لباحثين في جامعة "جونز هوبكنز الأمريكية، أن تكون تايوان في المرتبة الثانية عالميًّا بعد الصين، من حيث عدد المصابين والوفيات جراء فيروس كورونا؛ حسبما أفادت به شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

لكن استعدادات تايوان القوية نسفت الدراسة من أساسها؛ إذ لم تسجل حتى صباح الأحد 5 أبريل، أي بعد 3 أشهر على تفشي الوباء، سوى 355 حالةً؛ تعافى منهم 50، و5 حالات وفاة؛ بحسب أرقام الجامعة الأمريكية ذاتها؛ وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية".

وفي مثال يوضح نجاح تجربة تايوان؛ فقد سجلت أول إصابة بفيروس كورونا بالتزامن تقريبًا مع أول إصابة في أستراليا؛ لكن الأخيرة بها الآن أكثر من 5 آلاف مصاب.

مركز متخصص بعد "سارس"

وقالت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في تقرير نشرته قبل أسابيع: إن أحد أسباب تمكّن تايوان من احتواء الفيروس، يعود إلى استعداها المبكر لتفشي الفيروسات.

وأضافت أن تايوان في حالة تأهب دائم للتصدي لأي تفشٍّ للأوبئة في منذ فيروس سارس عام 2003؛ إذ أنشأت بعد أشهر من انتهاء موجة الفيروس مركزًا مختصصًا في مكافحة الأوبئة.

وأطلقت على المركز اسم "مركز القيادة الصحية الوطنية"، وهو جزء من مركز إدارة الكوارث الوطنية، وتنصبّ مهمته على الاستجابة السريعة في حال تفشي أي فيروسات، ويعمل كنقطة اتصال بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية في الأقاليم، ويُجري تدريبًا للطواقم الطبية على تنفيذ الحجر الصحي في الأوقات العادية.

تحرك سريع للغاية

في 31 ديسمبر 2019، أخطرت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية بتفشي فيروس كورونا لسبب غير معروف في ووهان وسط البلاد، وتحركت تايوان بصورة مدهشة حتى قبل أن يحل الظلام في ذلك اليوم، على ما تقوله مجلة "ذا نيشن" الأمريكية.

وتقول المجلة: إن المسؤولين في تايوان بدأوا في الصعود على متن الطائرات القادمة من ووهان في اليوم ذاته، واصطحبوا معهم فرقًا طبية فحصت المسافرين؛ للتأكد من أنهم لا يعانون من أعراض الالتهاب الرئوي، قبل السماح لهم بالنزول من الطائرة.

وبعد أيام قليلة، وتحديدًا في 5 يناير 2020، تم توسيع نطاق البحث ليشمل كل من كان في ووهان قبل 14 يومًا، ومع تفشي الفيروس في الصين وسعت تايوان حظر الرحلات الجوية.

وكتبت تايوان إلى منظمة الصحة العالمية يوم الإخطار عن وجود فيروس كورونا، تطلب المزيد من الإيضاحات، وحين لم تتلقَّ أي إجابات قررت إرسال خبراء بنفسها إلى ووهان في منتصف يناير؛ حيث خلصوا إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر، وأنه أكثر خطورة من المتوقع.

أول طوارئ في العالم

وحدثت المفارقة بعد أيام، وهي أن تايوان دخلت في حالة الطوارئ قبل إعلان هذه الحالة في ووهان، مهد فيروس كورونا.

وبحسب جيسون وانغ، وهو أحد المشاركين في إعداد تقرير مجلة الجمعية الطبية الأمريكية؛ فقد نفّذت تايوان 124 خطوة ضمن خطة عملها لمواجهة فيروس كورونا، تجاوزت حتى مراقبة الحدود، لأن مسؤوليها أدركوا أن ذلك ليس كافيًا.

وتميزت هذه الإجراءات بالسرعة واستخدام التكنولوجيا المتطورة، وتخصيص الموارد اللازمة لها ودعمها بإجراءات قانونية حازمة.

تقنيات وإجراءات

وعلى سبيل المثال، دمجت تايوان قاعدة البيانات الخاصة بالتأمين الصحي مع قاعدة بيانات الهجرة والجمارك؛ من أجل إنشاء شبكة معلومات أكبر حجمًا للتحليل، وهذا أعطى السلطات تنبيهات عاجلة في وقت دخول الشخص إلى المستشفى، ومع هذه التنبيهات تظهر بيانات تاريخ السفر والأعراض لتصنيف المخاطر.

واستخدمت البلاد تقنية جديدة تُعرف بـ"كيو آر"، التي تُظهر بيانات الأشخاص الذين سافروا ومكان الرحلة وتاريخها؛ وذلك في الأيام الـ14 الأخيرة.

وبناء على البيانات السابقة؛ فإن الذين يشكلون خطرًا منخفضًا لنقل عدوى كورونا، يتلقون رسائل قصيرة على هواتفهم الشخصية، تطلب منهم مراجعة السلطات المختصة التي تُجري لهم فحصًا طبيًّا.

أما الذين يشكّلون خطرًا كبيرًا فقد وُضِعوا قيد الحجر المنزلي، وجرى تتبعهم عبر هواتفهم؛ لضمان بقائهم في المنزل طيلة فترة الحضانة.

ويضاف إلى ذلك الفحص الطبي الاستباقي الذي أجرته السلطات في تايوان، لكل الذين عانوا أعراضًا تنفسية شديدة؛ حيث أدخلوا إلى المستشفيات وظلوا تحت المراقبة، كما تمت إعادة فحص الذين كانوا يعانون قبل فترة كورونا من الالتهاب الرئوي.

ويضاف إلى ذلك، الإجراءات الحاسمة المبكرة؛ مثل قرار حظر السفر من أجزاء كثيرة من الصين، ومنع السفن السياحية من الرسو في موانئ الجزيرة، وفرض عقوبات صارمة على أي شخص يخالف أوامر الحجر المنزلي أو ينشر معلومات مضللة عن كورونا.




image