المصدر -
نجحت شركة أم القرى للتنمية والإعمار في التعامل مع المياه الجوفية في مكة المكرمة، حيث تطلّب تنفيذ مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، جهوداً جبّارة للتغلب على التحدّيات الكبيرة أثناء تنفيذ البنية التحتية للأنفاق، ومحطات المترو، ومواقف السيارات، وممرات المشاة.
وتعاملت الشركة باحترافية مع المياه الجوفيّة، على مسار أنفاق المترو، وذلك بالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للتأكد من سلامة واستدامة بيئة مكة الطبيعية المميزة، مركزة على عملية الاستدامة التي تبنتها الشركة، وضمان استدامة كمية المياه الجوفية للوديان دون إعاقة مساراتها، أثناء وضع أساسات مباني المشروع، وعدم التأثير على التركيب الكيميائي والحيوي والخواص الفيزيائية للمياه الجوفية.
وكانت شركة أم القرى للتنمية والإعمار قد أوكلت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في إجراء الدراسات العلمية والأبحاث التي يمكن من خلالها توجيه ومساعدة الاستشاري المصمم للمشروع بما يمكن أن يحافظ على التوازن في المنطقة، خاصة وأن المعايير التصميمية للهيئة تشترط تحقيق استدامة المشروع، وعدم استخدام أي عناصر يكون لها تأثير سلبي على البيئة الجيولوجية المحيطة بالمشروع.
وأفاد مدير عام إدارة التصاميم والتطوير العمراني بشركة أم القرى للتنمية والإعمار الدكتور مجدي المنصوري أن الشركة استندت على دراسة أُجْرِيت لـ 100 عام تقريباً توضح كيفية تحرُك المياه تحت الأرض في مكة المكرمة وفي أقصى الارتفاعات، مشيراً إلى أنه تم وضع الخطة بحيث لا تؤثر أعمال المشروع على مسارات المياه الجوفية أو خصائصها الحيوية.
وبين المنصوري أن قطاع المياه الجوفية حظي باهتمام كبير من قبل الشركة، حيث راعت أثناء تنفيذ عمليات حفر مسار قطار مترو مكة الجوانب الجيولوجية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، مؤكداً الحرص على الحفاظ على سلامة واستدامة وخصوصية بيئة مكة المكرمة الطبيعية، وعدم إعاقة مسارات أودية المياه الجوفية المتمثلة في أوادية إبراهيم، والعتيبية والعشر، مستخدمة أحدث المعالجات العلمية والتقنية التي حافظت من خلالها على سلاسة انسياب المياه الجوفية وتركيبتها.
وبين أن الخطة اعتمدت وجود ممرات للمياه بعرض أربعة أمتار تحت كل مبنى بالمشروع القائم على طول أكثر من ثلاثة كيلومترات، وتم تحديد عرض الممر بهذه المساحة حتى يمكن نفاذ أكبر كمية من المياه عبره، لافتا إلى أن الشركة قامت بإعداد كتيبٍ إرشادي لتوزيعه على المستثمرين، يحتوي على جملة من الاشتراطات التي ينبغي الالتزام بها عند بناء المنشآت والمباني بالمشروع.
وتمثل أودية إبراهيم والعشر والعتيبة وروافدها أحواضاً رسوبية مسامية، تسمح بأن تتخللها الميـاه الجوفيـة حـتى صخور القاعدة الصلبة في قيعانها، وأن وجود احتياطي المياه الجوفية يعتمد على تجمعات فتاتية وتكسيرية من نواتج تعرية صـخور القاعدة عند القاع.
وفي إطار المحافظة على استدامة البيئة الحيوية للمياه الجوفية، تم التعامل مع رسوبيات الوديان المسامية باحترافية عالية وبموجب متطلبات المعايير البيئية العالمية، حرصاً من الشركة على ضمان سلامة واستدامة وخصوصية البيئة الطبيعية بمكة المكرمة .
يذكر أن الحلول المبتكرة للمحافظة على مخزون المياه الجوفية في العاصمة المقدسة، سيسهم في مواجهة التحديات التي تواجه المملكة من حيث محدودية احتياطي المياه الجوفية غير المتجددة القابلة للاستغلال .