لم يعد الأمر مجرد كلام ليقال، برشلونة بالفعل تراجع بصورة غير مسبوقة خلال شهر إبريل، الفريق الذي كان في طريق مفتوح نحو الاحتفاظ بلقبه كبطل لدوري أبطال أوروبا سقط أمام أتلتيكو مدريد وأقصي من ربع النهائي، ومع فقدان 8 نقاط في 3 جولات من الليجا يصبح برشلونة في وضعية نفسية حرجة جداً.
تراجع برشلونة له العديد من المبررات والأسباب التي سنذكر أبرز سبعة منها:-
1- الارهاق، ثم الارهاق، ثم الارهاق. قبل أن نحلل يجب أن نستوعب بأن لكل شخص في الحياة مقدار تحمل طبيعي من الصعب تجاوزه، شخصياً لم أتوقع صمود برشلونة حتى شهر إبريل بهذا النسق المرتفع من الأداء كونه يملك 12-13 لاعب فقط يمكن الاعتماد عليهم، خصوصاً أن ثلاثي خط الهجوم بالكاد يحصل على الراحة.
المنطق يقول أن برشلونة كان سيتراجع بدنياً قبل شهرين بهذا العدد القليل من اللاعبين، مثلما حصل مع ريال مدريد الموسم الماضي أو آرسنال ومانشستر يونايتد قبل عدة مواسم. أسباب صمود البرسا سبق أن ناقشناها في مقالات أخرى، لكن في النهاية المنطق البدني فرض نفسه. على سبيل المثال، البرسا خاض 7 مباريات أكثر من أتلتيكو في الموسم الحالي حتى الآن.
2- مشاكل ليونيل ميسي في وثائق بنما ومشاكل نيمار في قضايا البرازيل وإسبانيا. لا نستطيع اغفال الجانب النفسي هنا لأن ميسي سبق أن انخفض مستواه بصورة غير مسبوقة حينما تعرض لهجوم إعلامي وانتقادات في قضايا التهرب الضريبي قبل عامين، ثم استعاد هدوئه مع بداية عام 2015. ومع ظهور مشاكل جديدة تتعلق بفضائح دولية ربما يكون الأرجنتيني تأثر بذلك مجدداً على الصعيد النفسي.
حتى نيمار سبق أن عانى من ذات المشاكل النفسية في بداية مشواره مع برشلونة حينما بدأت الصحافة تلاحق خفايا انتقاله إلى برشلونة، فيما مثل قبل شهرين نيمار أمام المحكمة ومنذ ذلك الحين اللاعب لم يظهر بذات الأداء المميز.
ليونيل ميسي 3- إهدار الفرص السهلة أمام المرمى في بعض المباريات. برشلونة عانى من مشكلة غريبة _أحياناً_ تتعلق بإهدار فرص سهلة من قبل سواريز ونيمار وأحياناً ميسي، هذه الفرص كان لها أثر على المخزون البدني للفريق لأنك حينما لا تحسم نتيجة مباراة معينة تجعل الخصم يقاتل ضدك على الصعيد البدني حتى الدقيقة التسعين.
كما أن البرسا أهدر فرص ضد أتلتيكو في الشوط الثاني ذهاباً لو سجلت لحسم تأهله مبكراً، كذلك الأمر ضد ريال مدريد حينما أهدر فرص سهلة جداً في أول 20 دقيقة.
4- الهزيمة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو وكسر سلسلة الانتصارات المتتالية. من يتابع ريال مدريد وبرشلونة يعلم بأن حالة أحدهما تأثر بشكل عكسي على الطرف الآخر في بعض الأحيان، هذا الأمر لست أنا من يقوله فقد قاله من قبل رؤول جونزاليس وإيكر كاسياس حينما كان يمر الريال بأزمات فلم يخفوا أن الأمر مرتبط ارتباط مباشر بتألق برشلونة.
حينما أتى الكلاسيكو الريال كان يمر بفترة سيئة جداً على الصعيد النفسي والفني والتكتيكي والبرسا كان يمر بأفضل منحنى تصاعدي له، ثم أتت وفاة كرويف لتجعل الفوز على ريال مدريد مطلب جماهيري وإعلامي وحتى رغبة لدى بعض اللاعبين، لذلك من الطبيعي بعد كل ذلك أن تكون الهزيمة محبطة نفسياً للفريق بدرجة كبيرة جداً، الهزيمة أمام ريال مدريد بعد 39 مباراة بدون هزيمة وفي كل هذه الاجواء المحيطة وفي كامب نو من الصعب تقبلها وستؤثر بشكل أكيد على تركيز اللاعبين.
5- اعتماد إنريكي على ثلاثي خط الهجوم بدون أي حلول أخرى. هي تابع للنقطة الأولى، من الطبيعي أن تعتمد على أفضل 3 مهاجمين في العالم لكن من غير الطبيعي أن تعرضهم لإرهاق مبالغ به برفض استبدالهم أو اراحتهم في بعض المباريات. كما أن رسم خطة لثمانية لاعبين وخطة أخرى تعتمد على انسجام 3 لاعبين لتسجيل الأهداف جعلت برشلونة يفقد اتزانه حينما انخفض مخزون اللياقة البدنية لدى المهاجمين مع مرور نيمار وميسي بمشاكل شخصية.
6- استمرار بيكيه في استفزاز ريال مدريد مما دفع بعض لاعبي الغريم للسخرية من برشلونة حين تعثره. المدافع أدخل البرسا في نفق نفسي مظلم هو بغنى عنه، فالسؤال الذي يتبادر لذهن أي شخص في العالم، لماذا ألعب تحت ضغط وترقب السخرية من المنافس في كل تعثر بسبب استفزازي له وأنا في القمة ولست بحاجة للنظر لمن هو في الخلف؟ تغريدات بيكيه ليست سبب أدى إلى التعثر، لكنه سبب زاد الضغط على برشلونة والتوتر داخل غرف خلع الملابس حينما تعثر الفريق للأسباب أنفة الذكر.
7- – تألق رونالدو وتصدره لهدافي الدوري الإسباني ودوري الأبطال. أقل الأسباب أهمية ومنطقية لذلك وضعته في الأسفل، لكن ربما يكون له تأثير على مستوى ثلاثي خط هجوم برشلونة (ميسي، نيمار، سواريز) لأنهم كانوا يقدمون أداء مرعب وممتع ويحققون الانتصارات، ثم يأتي البرتغالي وسط كل الانتقادات ليتصدر قائمة الهدافين بفارق مريح، ليس من السهل تقبل ذلك.