في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
المصدر - يصادف العاشر من ديسمبر الذكرى الواحدة والسبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي مثل الأرضية الأساسية لكل قواعد واتفاقيات حقوق الإنسان اللاحقة في العالم.
وتأتي ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعالم يمر بأخطر محطات الإنتهاكات المتعددة التي تحيط به وخاصة المنطقة العربية التي تشهد في معظمها حروبا مدمرة وانتهاكات متعددة لحقوق الإنسان.
ومنذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر 1948 وكل الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان تعد الإعلان هو المدماك الأساسي الذي تعتمد عليه كوثيقة عالمية هي الأكثر تأثيرا في هذا العصر.
ومن المؤسف أن تأتي الذكرى الواحدة والسبعون للإعلان وعالمنا العربي يعيش فترة عصيبة من التغييرات التي أصابت قضايا حقوق الإنسان في مقتل وأن تكون الجمهورية اليمنية واحدة من أشد ساحات الصراع المؤلمة التي تعاني من أسوأ عمليات الانتهاك لحقوق الإنسان
والأسوأ عالميا في تردي الوضع الإنساني.
حيث تضاعفت حالات التدهور في مسار حقوق الإنسان باليمن منذ انقلاب 21 من سبتمبر 2014 عندما قامت جماعة الحوثي المسلحة بالانقضاض على مؤسسات الدولة وإحكام القبضة الأمنية على العاصمة صنعاء ومدن يمنية عدة،
ومعها اندلعت حرب شملت معظم أرجاء اليمن وتدخلا إقليميا متعددا سواء التحالف العربي الداعم للشرعية من جهة أو محور إيران الداعم لميليشيا الحوثي من جهة ثانية
وخلفت الحرب في اليمن بحسب تقارير دولية مختلفة ومنظمات حقوقية ما يزيد عن مائة ألف ضحية.
حيث ذكرت التقارير أن حصيلة الضحايا تضم أكثر من 12 ألف مدني قتلوا جراء هجمات مباشرة عليهم وأن معظم وفيات المدنيين بسبب قصف قوات الحوثيين وأنصارهم وجراء غارات جوية للتحالف.
وتتصدر محافظة تعز قائمة المحافظات اليمنية التي سقط فيها أكبر عدد من الضحايا (أكثر من 19 ألف قتيل) تتبعها الحديدة والجوف (أكثر من عشرة آلاف شخص في كل منهما).
وتشير إحصاءات مختلفة إلى أن نحو 20 ألف شخص قتلوا في اليمن منذ بداية العام الجاري، مما يجعل منه ثاني أسوأ عام دموي منذ اندلاع النزاع، وذلك بعد عام 2018 الذي قتل خلاله 30.8 ألف شخص.
كما تعددت أنواع الإنتهاكات التي تصل بعضها إلى جرائم حرب إما من استهداف مباشر للمدنيين أو اخفاء قسري وتعذيب حتى الموت،
بالإضافة إلى مصادرة حريات الرأي والتعبير وتنظيم المجتمع المدني الذي يعاني من أكبر حالات القمع وبالذات في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما لم تخلو مختلف مناطق اليمن من مصادرة المساعدات الإنسانية ليتفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر.
وتبقى جرائم زرع الألغام الأرضية في مداخل ومخارج القرى المأهولة والمدن المحاصرة من أشد جرائم الحرب التي تقوم بها قوات الحوثي بشكل مستمر.
كما ارتكبت القوى المتحاربة جرائم ممنهجة بحق الأطفال وتعرضت مؤسسات التربية والتعليم إلى إنتهاكات جسيمة من قصف مباشر أو تحويلها إلى منشئات حربية ومخازن أسلحة وسجون سرية.
وأظهرت التقارير المختلفة أن الحوثي مارس منهجية في اختطاف الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال المستعرة طوال السنوات الماضية.
إن ذكرى احتفاء العالم بالعام الواحد والسبعين على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعد محطة هامة للتذكير بأهمية القيم الإنسانية النبيلة التي وردت بهذه الوثيقة الدولية الأكثر حضورا وانتشارا في العالم والتي ترجمت إلى أكثر من 500 لغة في كل أنحاء الأرض.
وصاغها خبراء ودبلوماسيون من كل أنحاء العالم بما فيهم ممثلين للعالم العربي والإسلامي والذين كان دورهم فاعلا ومؤثرا في جوهر صياغة الوثيقة الدولية وأنسنة مضامينها وجعلها أكثر ملائمة لكل سكان العالم.
وبهذه المناسبة نحن بحاجة إلى استنهاض روح العطاء والإيثار التي تميز بها فريق العطاء من الآباء المؤسسين الذين صاغوا الإعلان قبل سبعة عقود وفي لحظة كانت شبح الحرب العالمية الثانية لا تزال تهيمن بشكل مؤلم على أصقاع المعمورة.
إننا بحاجة إلى إعادة الإعتبار لهذا الإعلان العالمي عبر عكس مضامينه الآن بالعمل وتطبيق الواقع وليس مجرد التداعي الإعلامي معه بل بالمواقف الجادة التي توقف الحروب وتقضي على خطاب الكراهية وسياسة تشظي المجتمع والعنصرية المقيتة.
إن المنطقة العربية أكثر من غيرها بحاجة إلى العمل الجاد على المستويات المختلفة من سلطات حاكمة وقوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام إلى نداء يعيد تنظيم العلاقات بما يحقق إحترام حقوق الإنسان وبناء السلام.
وفي مناطق النزاع وفي مقدمتها اليمن نحن بحاجة أكثر إلى ضرورة إطلاق هذا النداء مستلهمين تضحيات جسيمة من أجيال حقوق الإنسان التي عملت من أجل الكرامة الإنسانية وثقافة التسامح والسلام لعقود بكل تفاني حتى يسود هذا الوطن الذي يعيش أصعب لحظات تاريخه السلام والعدل والمساواة.
ويصان لكل فرد في المجتمع كرامته الكاملة وحقوقه العادلة.
وتأتي ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعالم يمر بأخطر محطات الإنتهاكات المتعددة التي تحيط به وخاصة المنطقة العربية التي تشهد في معظمها حروبا مدمرة وانتهاكات متعددة لحقوق الإنسان.
ومنذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر 1948 وكل الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان تعد الإعلان هو المدماك الأساسي الذي تعتمد عليه كوثيقة عالمية هي الأكثر تأثيرا في هذا العصر.
ومن المؤسف أن تأتي الذكرى الواحدة والسبعون للإعلان وعالمنا العربي يعيش فترة عصيبة من التغييرات التي أصابت قضايا حقوق الإنسان في مقتل وأن تكون الجمهورية اليمنية واحدة من أشد ساحات الصراع المؤلمة التي تعاني من أسوأ عمليات الانتهاك لحقوق الإنسان
والأسوأ عالميا في تردي الوضع الإنساني.
حيث تضاعفت حالات التدهور في مسار حقوق الإنسان باليمن منذ انقلاب 21 من سبتمبر 2014 عندما قامت جماعة الحوثي المسلحة بالانقضاض على مؤسسات الدولة وإحكام القبضة الأمنية على العاصمة صنعاء ومدن يمنية عدة،
ومعها اندلعت حرب شملت معظم أرجاء اليمن وتدخلا إقليميا متعددا سواء التحالف العربي الداعم للشرعية من جهة أو محور إيران الداعم لميليشيا الحوثي من جهة ثانية
وخلفت الحرب في اليمن بحسب تقارير دولية مختلفة ومنظمات حقوقية ما يزيد عن مائة ألف ضحية.
حيث ذكرت التقارير أن حصيلة الضحايا تضم أكثر من 12 ألف مدني قتلوا جراء هجمات مباشرة عليهم وأن معظم وفيات المدنيين بسبب قصف قوات الحوثيين وأنصارهم وجراء غارات جوية للتحالف.
وتتصدر محافظة تعز قائمة المحافظات اليمنية التي سقط فيها أكبر عدد من الضحايا (أكثر من 19 ألف قتيل) تتبعها الحديدة والجوف (أكثر من عشرة آلاف شخص في كل منهما).
وتشير إحصاءات مختلفة إلى أن نحو 20 ألف شخص قتلوا في اليمن منذ بداية العام الجاري، مما يجعل منه ثاني أسوأ عام دموي منذ اندلاع النزاع، وذلك بعد عام 2018 الذي قتل خلاله 30.8 ألف شخص.
كما تعددت أنواع الإنتهاكات التي تصل بعضها إلى جرائم حرب إما من استهداف مباشر للمدنيين أو اخفاء قسري وتعذيب حتى الموت،
بالإضافة إلى مصادرة حريات الرأي والتعبير وتنظيم المجتمع المدني الذي يعاني من أكبر حالات القمع وبالذات في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما لم تخلو مختلف مناطق اليمن من مصادرة المساعدات الإنسانية ليتفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر.
وتبقى جرائم زرع الألغام الأرضية في مداخل ومخارج القرى المأهولة والمدن المحاصرة من أشد جرائم الحرب التي تقوم بها قوات الحوثي بشكل مستمر.
كما ارتكبت القوى المتحاربة جرائم ممنهجة بحق الأطفال وتعرضت مؤسسات التربية والتعليم إلى إنتهاكات جسيمة من قصف مباشر أو تحويلها إلى منشئات حربية ومخازن أسلحة وسجون سرية.
وأظهرت التقارير المختلفة أن الحوثي مارس منهجية في اختطاف الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال المستعرة طوال السنوات الماضية.
إن ذكرى احتفاء العالم بالعام الواحد والسبعين على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعد محطة هامة للتذكير بأهمية القيم الإنسانية النبيلة التي وردت بهذه الوثيقة الدولية الأكثر حضورا وانتشارا في العالم والتي ترجمت إلى أكثر من 500 لغة في كل أنحاء الأرض.
وصاغها خبراء ودبلوماسيون من كل أنحاء العالم بما فيهم ممثلين للعالم العربي والإسلامي والذين كان دورهم فاعلا ومؤثرا في جوهر صياغة الوثيقة الدولية وأنسنة مضامينها وجعلها أكثر ملائمة لكل سكان العالم.
وبهذه المناسبة نحن بحاجة إلى استنهاض روح العطاء والإيثار التي تميز بها فريق العطاء من الآباء المؤسسين الذين صاغوا الإعلان قبل سبعة عقود وفي لحظة كانت شبح الحرب العالمية الثانية لا تزال تهيمن بشكل مؤلم على أصقاع المعمورة.
إننا بحاجة إلى إعادة الإعتبار لهذا الإعلان العالمي عبر عكس مضامينه الآن بالعمل وتطبيق الواقع وليس مجرد التداعي الإعلامي معه بل بالمواقف الجادة التي توقف الحروب وتقضي على خطاب الكراهية وسياسة تشظي المجتمع والعنصرية المقيتة.
إن المنطقة العربية أكثر من غيرها بحاجة إلى العمل الجاد على المستويات المختلفة من سلطات حاكمة وقوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام إلى نداء يعيد تنظيم العلاقات بما يحقق إحترام حقوق الإنسان وبناء السلام.
وفي مناطق النزاع وفي مقدمتها اليمن نحن بحاجة أكثر إلى ضرورة إطلاق هذا النداء مستلهمين تضحيات جسيمة من أجيال حقوق الإنسان التي عملت من أجل الكرامة الإنسانية وثقافة التسامح والسلام لعقود بكل تفاني حتى يسود هذا الوطن الذي يعيش أصعب لحظات تاريخه السلام والعدل والمساواة.
ويصان لكل فرد في المجتمع كرامته الكاملة وحقوقه العادلة.