المصدر -  

اروى الخلف - جدة*

من الدكتورة سناء صالح عسكول – عميدة شئون الطالبات – بجامعة دار الحكمة بجدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية لا نقول الا ما يرضى الله ورسوله مؤمنين بقضاء الله وقدره *ان العين لتدمع وان القلب ليحزن .. وانا على فراقك يا ملكنا لمحزونون"

اتقدم بخالص عزائي ومواساتي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود *- حفظه الله ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود *- حفظه الله – والأسرة المالكة في وفاة حبيب الشعب الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود واسأل الله التوفيق لهم ويسدد خطاهم وييعينهم وييسر الخير لهم وأن يحفظ وطننا من كل مكروه ويديم علينا الأمن والأمان.

ونعزي انفسنا والشعب السعودي والسعودية الوطن الجميل .. *فالكل يبكي لفراق هذا القائد الحكيم ونحن عندما نبكي فإنما نبكي فقدنا لرجل قبل اني يكون ملكا كان الأب والأخ والصديق له وقفاته الإنسانية والأبوية الأصيلة

الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. علامة فارقة في مسار التاريخ فقد كان قائد مخلتف له بصمات مميزة في الداخل والخارج ودور رائد في تحقيق نهضة شاملة في المملكة العربية السعودية ... لقد ابدع في عطائه وانجازاته في جميع المجالات الدولية والمحلية سواء كانت اقتصادية – تنموية – تعليمية التي يصعب حصرها .. فعلى سبيل المثال لا الحصر نظرا لايمانه – يرحمه الله- بأهمية التعليم وبناء الإنسان فقد كان رأئد ووالد الأبتعاث .. والذي اتاحه للذكور والأناث انطلاقا من رؤيته الفريدة لتطوي وطننا الغالي.. **حيث كنت احد المبتعثات* ضمن "برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز" وحصلت على شهادة الدكتورة في نظم المعلومات من بريطانيا .. فله الفضل بعد الله علي وعلى جميع المبتعثين في انحاء العالم فإسمه يرحمه الله كان مرتبط معنا منذ تقديم اوراقنا لللاتحاق بالبعثة وحتى تخرجنا وحصولنا على درجة الدكتوراة او الماجستير من بلد الابتعاث – وها نحن الآن جزء من رؤيته في خدمة وطننا الحبيب.

كما تشرفت بالسلام عليه عندما كان وليا للعهد في جامعة دار الحكمة عند زيارته للجامعة ورعايته لجفل تخريج اول دفعه من طالباتها عام 2003م - وتحدث في لقائه مع منسوبات وطالبات الجامعة وكأنه أب لكل واحدة منا ولازلت اتذكر كلماته التي تجسد احساس واهتمام الاب بأبنائه فتحدث عن بر الوالدين والأحسان إليهما وحثنا على السعي للنجاح والريادة في جميع جوانب الحياة

اخيرا اقول لك يا من ملكت قلوب شعبك .. تركت فينا اثرا عميقا رائعا في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة .. غرست فينا حب العلم والمعرفة *.. علمتنا المحبة وحب الخير والعطاء ... والله نسأل أن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يتجاوز عنك وأن يسكنك فسيح جناته، وأن يلهم المملكة قيادة وشعبا الصبر والسلوان.

*

*